بحث: لأجل عصف ذهني أفضل تحدث عن قصة محرجة

3 دقائق

يعود الفضل في ابتكار مصطلح "العصف الذهني" إلى أليكس أوزبورن، ذلك الرجل الذي عمل مسؤولاً تنفيذياً في مجال الإعلانات في ستينيات القرن الماضي. لقد آمن، بشغف، بقدرة الفرق على توليد أفكار رائعة بشرط أن يتبع أفرادها أربع قواعد هي: مشاركتهم لأي فكرة تخطر في بالهم، والبناء على أفكار الآخرين، وتجنب النقد، والقاعدة الأهم، السعي إلى الكم وليس الكيف. وأكدت دراسات علمية لاحقة حدس أوسبورن، إذ أظهرت المجموعات التي اتبعت مبادئه التوجيهية إبداعاً أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أن مجموعات العصف الذهني التي تملك أهدافاً كمية ولّدت مزيداً من الأفكار على الصعيدين الكمي (بمتوسط 29.88 فكرة)، والكيفي الذي برزت فيه أفكار بجودة عالية (بمتوسط 20.35 فكرة) مقابل المجموعات التي تملك أهدافاً كيفية فقط (إذ خرجت بمتوسطات أفكار 14.24 و10.5).

وتساءل بول باولوس، الأستاذ بجامعة "تكساس" في أرلينغتون، وأحد الأشخاص وراء هذه الدراسة، عما إذا كانت هناك طرق إضافية تسلكها الشركات وفرق العمل لتحسين نتائج العصف الذهني. واختبر، بدوره، أربع قواعد أخرى، هي التركيز المستمر على المهمة قيد النظر، وعدم طرح الفكرة بشكل مجرد وإنما شرحها أيضاً، وتكرار طرح المشكلة كلما جفت الأفكار وتشجيع المزيد من التفكير، ودفع غير المتحدثين إلى المساهمة. وكانت نتائج هذه الدراسات مثيرة حقاً، فالفِرق التي اتبعت مجموعتي القواعد كلتيهما ولّدت ما يقرب من 50 فكرة بارزة وفريدة من نوعها.

وعليه، قررت أنا وزملائي، إليزابيث روث ويلسون وبرايان لوكاس، استكشاف ما إذا كان من الممكن تحضير الأشخاص للعصف الذهني بشكل أفضل قبل أن تبدأ عملية توليد الأفكار. في تجربتنا الأولى، قسّمنا المشاركين إلى مجموعتين. وطلبنا من المجموعة الأولى وصف موقف شعروا خلاله بالحرج في الأشهر الستة السابقة، بينما طلبنا من المجموعة الثانية وصف موقف شعروا خلاله بالفخر. وبعدها، طلبنا من كل فرد قضاء 10 دقائق في التفكير في استخدامات جديدة لدبوس الأوراق. إذ افترضنا أنه كما تسفر الأهداف الكمية عن أفكار أفضل من حيث الكيف، فإن من شأن حالة "القصة المحرجة" دفع الناس إلى التخلي عن موانعهم والتحول لمزيد من الإبداع.

وسجلنا نتائج تلك الدراسة باستخدام معيارين، وهما: الطلاقة (أي الحجم الهائل للأفكار وتدفقها) والمرونة (عدد أنواع الأفكار المختلفة التي اقترحوها). على سبيل المثال، اقترح أحد المشاركين استخدامات مثل حلق، وقلادة، وخاتم، وسوار، بينما اقترح آخر حلقاً، وضمادة جروح، وأعمالاً فنية، ومفكاً كاستخدامات أخرى للدبوس. فرغم أن كلاهما يمتلك أربع أفكار، لكن الشخص الثاني اقترح مجموعة أوسع، مبدياً مرونة أكبر. وفي المتوسط، تفوقت مجموعة القصص المحرجة على أداء نظيرتها، وأحرزت 7.4 درجة للطلاقة و5.5 درجة للمرونة، بينما حققت مجموعة "مواقف الفخر" 5.843 و4.568 على التوالي.

أما في دراستنا الثانية، تقصينا كيف سيكون تأثير الديناميكية نفسها على مستوى المجموعة وليس الفرد. وافترضنا، هنا، أن التأثيرات قد تتضاعف إذا تسبب سرد الإنجازات في زيادة قلق الأشخاص بشأن التسلسل الهرمي والمقارنات الاجتماعية، مما يخمد الإبداع. وقد تتضاعف أيضاً إذا ساعدتهم مناقشة نقاط الضعف على الانفتاح وتحمل المزيد من المخاطر بما يعزز من فاعلية العصف الذهني.

لذلك، كلفنا 93 مديراً بشكل عشوائي من مجموعة من الشركات والقطاعات بالانضمام لفرق من ثلاثة أشخاص، وأعطيناهم أحد تمريني المجموعتين "التقديم" و"الإحماء". وقيل لنصف المجموعات أن يشاركوا قصصاً محرجة، في حين طُلب من النصف الآخر التحدث عن الأوقات التي شعروا فيها بالفخر. كان عليهم أن يكونوا منخرطين شخصياً في الحكايات المروية، وأن تكون قد وقعت في الأشهر الستة الماضية.

راقبت وزملائي بحذر هذه المحادثات وهي تتوالى. ففي مجموعة المواقف المحرجة، أُخذ الناس الذين قيل لهم أن يحرجوا أنفسهم على حين غرة في البداية وكانوا خائفين. لكم من المؤكد أن شخصاً كان سيقفز ويقول: "حسناً سأذهب أولاً…"، وفي غضون دقائق، كانت الفرق تضحك بشدة. وعلى العكس من ذلك، فإن الأشخاص الذين طلب منهم التفاخر لم يواجهوا أي مشكلة في بدء محادثاتهم، وبدا أنهم أكثر هدوءاً. ولكن، كان هناك القليل من الضحك، وعدد قليل من إيماءات الرأس المهذبة بين الفِرق.

بعد 10 دقائق، جاء دور تحدي العصف الذهني، ولكن هذه المرة كان بغرض توليد أكبر عدد ممكن من الاستخدامات غير العادية لصندوق بطاقات في 10 دقائق أيضاً. باستخدام نفس معياري التسجيل، أي الطلاقة والمرونة، وجدنا أن فرق "الإحراج" ولدت أفكاراً أكثر بنسبة 26% تغطي فئات استخدام أكثر بنسبة 15% من نظرائهم.

إذاً، أدت الصراحة إلى مزيد من الإبداع. لهذا، نقترح قاعدة جديدة لجلسات العصف الذهني: اروِ قصة استنكار للذات قبل أن تبدأ. قد يبدو ذلك غير مريح خاصة في أوساط الزملاء الذين عادة سترغب في أن تحوز على إعجابهم، لكن النتيجة ستكون نطاقاً أوسع من الأفكار الإبداعية التي لا شك ستحوز إعجابهم أكثر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي