ما الأسئلة التي عليك طرحها لتعرف الثقافة السائدة في بيئة العمل؟

4 دقيقة
التعرف على ثقافة المؤسسة
pixabay.com/Anemone123

في منشوري الأخير في مدونتي، شجعتُ على إجراء بحث شامل عن ثقافة المؤسسة التي تفكر في الانضمام إليها. أقرّ بعض الأشخاص في التعليقات بضرورة معرفة مزيد من المعلومات حول ثقافة المؤسسة، لكنهم لم يكونوا متأكدين من كيفية البدء بذلك، في حين أبدى البعض شكوكه حول هذا الأمر. أعتقد أنه يمكنك تعلم كثير من المعلومات حول ثقافة المؤسسة، حتى في المراحل المبكرة. إليك بعض الاقتراحات حول كيفية تنظيم بحثك.

في البداية، من المهم تحديد الثقافة التي تهدف إلى اكتساب المعرفة حولها. من الممكن أن تشهد الأقسام المختلفة في المؤسسات الكبرى اختلافات كبيرة. يمكن أن تكون الثقافات أيضاً أهدافاً متغيرة. من المحتمل أن تتغير المؤسسات الكبيرة مع تغير بيئتها المحيطة. في الشركات الناشئة، من المتوقع حدوث تغيرات شاملة في الجوانب كافة بعد مرور عام.

تأكد من فهم دورك الذي ستؤديه والإنجازات التي يمكنك تحقيقها والمعارف التي ستكتسبها. ستسهم الثقافة القوية في تهيئة البيئة المناسبة لنجاح الموظفين، لذلك، من الضروري التأكد من توافر هذه الثقافة القوية قبل الانضمام إلى المؤسسة. خلال مناقشة دورك، ستحصل أيضاً على رؤية ثاقبة حول كيفية عمل المؤسسة.

بعد ذلك، اطرح الأسئلة التي توجه النقاش نحو كيفية عمل المؤسسة. لا تكشف الأسئلة العامة، مثل "ما طبيعة الثقافة المتبعة هنا؟" أو "هل يُعامل الموظفون معاملة حسنة؟"، عن معلومات مفيدة عادة. لقد توصلتُ إلى أسئلة نموذجية محددة يمكنك طرحها في أثناء إجراء مقابلة للحصول على وظيفة أو خلال التحدث مع الأشخاص الآخرين الذين يعرفون المؤسسة. جُمعت هذه الأسئلة في 6 مجالات من المواضيع.

  1. الهدف. ابحث عن مؤسسة تشعر بأن هدفها يمكن أن يكون ملهماً بالنسبة إليك. فكر في طرح الأسئلة الآتية:
  • هل تحقق المؤسسة هدفها الذي تسعى إليه؟ ماذا يحدث في حال وجود فجوات تعوق تحقيق الهدف؟
  • ما المواقف السابقة التي تأثر فيها اتخاذ قرار ما بأهداف المؤسسة؟ ماذا يحدث إذا تعارض الهدف مع الأمور المالية؟
  • من هم الموظفون البارزون في المؤسسة؟

احرص على تكوين رأي حول مستوى رضا الموظفين عن منتجاتهم أو خدماتهم ومؤسستهم. هل يستخدم الموظفون كلمة "نحن" عندما يتحدثون عن المؤسسة؟

  1. العمل الجماعي. فكر في كيفية عمل الموظفين معاً، ولا سيّما إذا كنت تفضّل العمل في بيئة تعاونية للغاية أو بطريقة مستقلة. اطرح الأسئلة الآتية:
  • إلى أي مدى تتعاون مع زملائك؟ ما الإنجازات التي حققها الفريق والتي تُشعِرك بالفخر؟
  • هل توجد أنشطة محددة لتعزيز العمل الجماعي؟ هل المشاركة في هذه الأنشطة اختيارية؟
  • هل يتنافس الموظفون في معظم الأحيان للحصول على الترقية والثناء، أم أنهم يعملون معاً دون أنانية لتحقيق أهداف المؤسسة؟

في أفضل الحالات، يمكن أن تكون الفِرق قوة دافعة، لكن يمكن أن يمثّل بعضها مشكلة. بمجرد تحليل إجاباتك عن هذه الأسئلة، قارنها مع ملاحظاتك حول بيئة العمل التي ترغب فيها.

  1. زملاء العمل. تشكّل طبيعة الفريق الذي ستعمل معه وطريقة التفاعل بين أفراده عنصراً مهماً في ثقافة العمل. حاول اكتشاف:
  • من هم الزملاء في مؤسستك الذين تربطك بهم علاقات قوية لدرجة أنك تقضي معهم وقتاً خارج ساعات العمل؟ ماذا تفعلون معاً؟
  • من هو الشخص الذي تتوقع أن يكون جزءاً من شبكة علاقاتك المهنية بمرور الوقت؟
  • من هم الأشخاص الذي يعملون على توجيهك وإرشادك؟ هل يتواصل القادة معك باستمرار أو يقدمون لك التدريب والتوجيه؟

قيّم مدى احترام الموظفين لكبار المسؤولين في المؤسسة ومدى ملاءمة هذا الأمر. فكر في تجاربك السابقة، وحاول تقييم مستوى كل من الموهبة والكفاءة اللتين يتمتع بها الأشخاص الذين تعمل معهم حالياً مقارنة بمواهب زملائك في الجامعة أو في المناصب السابقة التي شغلتها ومهاراتهم.

  1. ‎التواصل. ستؤثر كيفية تواصل الموظفين مع الآخرين، بالإضافة إلى توقعاتهم حول كيفية تواصلك معهم، على حياتك اليومية. فكر في طرح الأسئلة الآتية:
  • هل يمتلك الموظفون فكرة عامة عمّا يحدث في المؤسسة باستثناء المعلومات الحساسة؟
  • هل يعبّر الموظفون عن آرائهم وأفكارهم بصراحة؟ هل يتحدثون بطريقة مباشرة وواضحة وصريحة، حتى إذا تسبّب ذلك بإزعاج الآخرين؟
  • هل يُشجَّع الجميع على المشاركة في المناقشات وإبداء وجهات النظر المختلفة؟ هل يُصغي المدير إلى تلك الآراء؟
  • هل يحرص الموظفون على اختيار كلماتهم بعناية ويتوخون الحذر في طريقة تعبيرهم عن آرائهم؟ هل يتجنبون القضايا المثيرة للجدل؟

فكّر في مدى توافق أساليب تواصل الموظفين مع تفضيلاتك الشخصية. تحقق من مدى تطابق أسلوب التواصل الذي تلاحظه في أثناء المقابلة مع الإجابات التي تلقيتها عن أسئلتك.

  1. الأداء. قبل قبول الوظيفة، من المهم أن تعرف مدى عدالة عملية إدارة الأداء أو صرامتها وطريقة متابعة المشرفين لعملك وتقييمه. اطرح الأسئلة الآتية:
  • ما الخطوات التي يجب عليّ اتخاذها لتحقيق النجاح في هذه المؤسسة؟
  • ما العوامل التي تحدد تقييمات الأداء؟
  • كيف تُقدَّم الملاحظات السلبية؟ هل تُقدَّم الملاحظات السلبية بطريقة سرّية ومحترمة وتركز على التطوير والتحسين، أم أنها تكون سلبية ومحرجة؟
  • هل تعكس مقاييس الأداء الاختلافات في مستوى صعوبة المهام المطلوبة؟ هل تُعدّل هذه المقاييس عندما يكون تأثير الموظفين على النتائج محدوداً؟

يفضّل البعض العمل في بيئة واضحة المعالم بحيث يعرفون المعايير والتوقعات المرتبطة بتقييم أدائهم والعواقب المترتبة على أفعالهم، في المقابل يفضّل آخرون تقييم الأداء بطريقة أدق وأكثر تفصيلاً. كيف تمكن مقارنة وجهتَي النظر السابقتين بتفضيلاتك الشخصية لتقييم الأداء؟

  1. الإنتاجية. سيؤثر توافق العمليات والسياسات المتبعة في بيئة العمل مع تفضيلاتك الشخصية إلى حد كبير على إنتاجيتك.
  • هل يشارك الأشخاص المناسبون في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب؟ ما الخطوات التي يجب اتباعها قبل اتخاذ قرار مهم؟
  • هل يتبع المشرفون سياسة الباب المفتوح؟ هل يستطيع الموظفون التواصل مع المشرفين بحرية لطرح الأسئلة والاستفسارات مباشرة، أم يجب عليهم حجز موعد مسبّق لذلك؟
  • ما السياسات التي تتبعها المؤسسة فيما يتعلق بالأنشطة اليومية (مثل، قواعد الملبس وساعات العمل والبيئة المكتبية)؟

ألقِ نظرة حول المكتب في أثناء حضورك هناك. هل هو منظم أم فوضوي؟ هل تُجرى عملية التوظيف في المؤسسة بطريقة احترافية وتحترم المرشحين؟ هل توجد أي علامات تحذيرية تثير شكوكك؟

يمكن أن يختلف مدى جاذبية الخصائص الثقافية للمؤسسة من شخص لآخر. قد ترغب في الانضمام إلى مؤسسة يكون فيها الأداء هو العامل الأهم في تقييم الأفراد، في حين يشعر الآخرون أن ذلك ليس منصفاً. قد تسعى للعمل في بيئة تتسم بالوضوح الذي توفره البنية التنظيمية والإجراءات الرسمية، وقد يفضّل الآخرون بيئة العمل المفتوحة وغير المقيدة . تمثّل الثقافة التي تتمناها في مكان العمل جزءاً من تطلعاتك، ويؤدي فهم هذه الثقافة دوراً مهماً في اتخاذ قرارك بشأن قبول عرض العمل.

ما طرائق تقييم الثقافة المؤسسية التي تقترحها؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .