3 مزايا قيّمة لصياغة استراتيجية مستقلة لكل قسم داخل الشركة

3 دقيقة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يؤكد العديد من القادة ضرورة وجود استراتيجية واحدة للشركة توفر التوجيه والإرشاد الضروريين للأقسام (أو الإدارات داخل الشركة) لإعداد خطط تنفيذها؛ لكن ثمة العديد من الطرائق لتحويل تلك الاستراتيجيات العالية المستوى إلى إجراءات عملية. وتورد مؤلفة هذا المقال 3 أسباب توضح أهمية أن تضع الأقسام الفردية استراتيجيات داعمة لتطوير رؤيتها في سبيل تحقيق النجاح.

نظرياً، تصمم القيادة التنفيذية الاستراتيجية وتنفذها الإدارة. أما عملياً، فتواجه عملية التنفيذ عدة تحديات. الغاية من الاستراتيجية في الواقع هي تحديد أهداف الشركة، ونجاحها يعتمد على قدرة الشركة على تحويل هذه الأهداف إلى إجراءات عملية وتنفيذها بفعالية. لكن بما أن الإدارات الفردية هي المسؤولة عن تنفيذ الاستراتيجية، ثمة احتمال أن تُفسّرها على نحو غير صحيح يعوق تحقيق الأهداف، فتتلقى اللوم عن ذلك.

يعتقد القادة أحياناً أن “الاستراتيجية” مضمنة ومحددة تماماً، وأن من واجب الإدارات تنفيذها فقط دون التوسّع في تفاصيلها. وعندما لا تتواءم جهود الإدارات، أو تفشل في تحقيق الأهداف أو النمو، يعزون سبب ذلك إلى عدم فعالية التنفيذ وليس إلى الفهم الخاطئ للاستراتيجية.

لكن ثمة العديد من الطرائق لتحويل تلك الاستراتيجيات العالية المستوى إلى إجراءات عملية. على سبيل المثال، لا يمكن لأحد معارضة الاستراتيجية الرامية إلى “تحقيق التميّز من خلال تقديم خدمة عملاء متفوقة”؛ لكن ما الخدمة المتفوقة؟ ما الذي يجب أداؤه على نحو يختلف عن الوضع الحالي اليوم؟ ما الإجراءات التي يجب أن تظل قائمة وتلك التي يجب توسيع نطاقها والأخرى التي يجب إلغاؤها، وكيف يمكن تحقيق ذلك؟

ستلجأ الإدارات دون هذا الوضوح الضروري إلى استخدام أساليب قديمة ومألوفة بدلاً من التفكير في وسائل فريدة ومتميزة ومبتكرة لتحقيق الهدف الجديد. لذا، يجب على الإدارات وضع رؤيتها الفريدة لتحقيق النجاح. وثمة 3 فوائد رئيسية لتمكين الإدارات من فهم معنى الاستراتيجية في مجالها وكيفية تنفيذها.

توفير إطار عمل ملائم لاتخاذ الإجراءات

تستهدف الاستراتيجية توجيه المؤسسة نحو ما يجب فعله وما يجب تجنبه لتحقيق النجاح، ويجب أن تؤدي استراتيجية الدعم لأي إدارة الدور نفسه، لأن غيابها يحوّل جهود الإدارات إلى مجموعة مبادرات يستند معظمها إلى إعادة تنفيذ أنشطة قائمة بالفعل.

كما يجب الحرص على وجود اختلافات مقصودة في كل استراتيجية دعم لكل إدارة. على سبيل المثال، قد تفهم إدارة المحاسبة مفهوم “الخدمة المتفوقة” بأنه جهد تبذله إدارات المبيعات أو التسويق أو خدمة العملاء، متناسية أنها تتفاعل مع العملاء أيضاً، حتى إن كان التفاعل داخلياً. فكيف يمكن للإدارة تقديم “خدمة متفوقة” إذاً، وكيف سيبدو ذلك في الممارسة العملية؟ وما الإجراءات التي يجب تغييرها أو إضافتها أو إلغاؤها؟ والأهم من ذلك، ما الحدود التي يجب أن تعمل الإدارة ضمنها؟ قد لا يعني التفسير الصحيح لـ “الخدمة المتفوقة” في الحسابات المدينة تمديد شروط السداد بصورة غير محدودة، لكن يمكن لاستراتيجية الدعم أن توضح كيفية تقديم “خدمة متفوقة”.

إتاحة فرص التغيير والابتكار

عموماً، تُعد الابتكارات التي تُحدث تغييرات جذرية أمراً أساسياً لنجاح الاستراتيجية، في حين تُعد الابتكارات الروتينية أقل أهمية؛ لكن لوجهة النظر هذه أوجه قصور. في الواقع، تتيح استراتيجيات الدعم فرصة اكتشاف التغييرات الضرورية التي تُعد غير مهمة ظاهرياً، لكنها تقدم ميزة تنافسية ذات قيمة أو تحقق وفرة في التكلفة أو زيادة في الفاعلية.

لنعد إلى مثال فريق المحاسبة مرة أخرى. لنفترض أن أعضاءه فسّروا نهجهم الاستراتيجي في تقديم “خدمة متفوقة” بالتركيز على سرعة التعامل مع طلبات العملاء وعمليات الموافقة ودقتها. تكشف هذه الاستراتيجية عن سلسلة من المشكلات في البنية التحتية والعمليات، بما في ذلك استخدام أنظمة قديمة، ما يزيد من تعقيد العمليات ومن احتمالية حدوث الأخطاء. قد يبدو تطبيق الابتكار على هذه العمليات أمراً روتينياً، لكنه يضمن أن البنية التحتية التي تدعم الاستراتيجية قوية.

تحقيق التكامل بين جهود الإدارات

عند مقارنة استراتيجية كل إدارة، ستظهر فرص التعاون وحل المشكلات التي تشمل عدة مجالات في الوقت نفسه.

على سبيل المثال، تركز استراتيجية فريق المحاسبة على تحسين معالجة طلبات العملاء، في حين تركز استراتيجية دعم إدارة المبيعات على تقليل الوقت المستغرق لحصول العميل على الموافقة. وبما أن كل إدارة تعالج المشكلة الأساسية نفسها ولكن من وجهة نظر مختلفة، يمكن للإدارات التعاون معاً لتوحيد الميزانيات والموارد والجهود من أجل تحقيق ذلك الهدف المشترك.

يؤمن العديد من القادة بفكرة وضع استراتيجية واحدة فقط للشركة، لكن الاستراتيجية هي نشاط جماعي، يُسهم العديد من الفرق في نجاحها. وتمكين كل إدارة من تنفيذها بطريقتها الخاصة يجعل عملية الارتباط بالاستراتيجية العامة أسهل ويتيح لها إضافة إسهاماتها الفريدة.

بمعنى آخر، يجب حث الإدارات على تجاهل التصريحات العامة المألوفة، مثل “يجب أن نجري تدريباً”، أو “يجب تقليل الأخطاء”، أو “نحتاج إلى منتجات أفضل”، فتلك ليست استراتيجيات دعم، بل استراتيجية الدعم هي تلك التي تحدد للأفراد المسؤولين عن تنفيذها في إدارة معينة “ماهية” الإجراءات التي يجب اتخاذها و”كيفية” تنفيذها؛ أما غيابها فيعني تحوّل مهمة تنفيذ استراتيجية المؤسسة إلى إعادة استخدام الأساليب القديمة التي فشلت في الماضي، والتي يُرجح أن تفشل في المستقبل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .