هل تخجل وتتردد من بناء علاقات مع زملاء العمل؟ إليك هذه النصائح الخمس

4 دقيقة
بناء علاقات مع الزملاء
آندي ريان/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

توجد طريقة لصقل مهاراتك الاجتماعية حتى لو كنت انطوائياً، أو تعاني رهاب التعارف. حدد بحث أجراه مركز ليهاي ناسداك (Lehigh@NasdaqCenter)، الذي أُسس في شراكة بين جامعة ليهاي ومركز ناسداك لريادة الأعمال، عوامل النجاح أو الفشل في تطوير مهارات التعارف وبناء علاقات مع الزملاء. وهي القدرة على تطويع تفكيرك بسرعة استجابةً لمواقف متغيرة؛ والابتعاد عن فرط التركيز على تجنب الأخطاء والنتائج السلبية والسعي بدلاً من ذلك لتحقيق نتائج إيجابية؛ والثقة ببراعتك في التعرف على الآخرين؛ والمثابرة؛ وتركيز أعمق على المستقبل.

ألا ترى أن الموظف المنفتح فرصته أفضل في بناء علاقات اجتماعية مقارنة بزميله الانطوائي؟ هذا لأنه ودود وحلو المعشر ولا يضايقه التحدث مع الغرباء.

لا، هذا غير صحيح بالمرة. خلافاً لما هو شائع، بمقدور أي شخص إتقان مهارة التواصل مع الآخرين. فهي مهارة أكثر منها موهبة فطرية. وبمقدور أشد الناس انطوائية أن يتعلم التواصل مع الآخرين بنجاح.

في دراسة أجريناها مؤخراً لصالح مؤسستنا، مركز ليهاي ناسداك (Lehigh@NasdaqCenter)، استقصينا آراء 450 موظفاً من مختلف المسارات المهنية لتحديد عوامل النجاح أو الفشل في صقل مهارات التواصل. وجدنا أن صقل مهارات التواصل لتعزيز المسار المهني أمر ممكن، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو المرحلة المهنية أو مستوى الانبساط النفسي أو حدة الانطواء.

وحددت الدراسة العوامل الخمسة الرئيسية الآتية، التي تعزز جرأة الانطوائي واستعداده للانخراط في المجتمع والتواصل مع الآخرين.

  1. المرونة الإدراكية

كشفت دراستنا أن المرونة الإدراكية؛ أي القدرة الذهنية على التفكير في مفاهيم متعددة في آنٍ واحد، والانتقال من مهمة إلى أخرى أو من سلوك إلى آخر وفقاً لمتطلبات الموقف، تزيد من احتمالية التواصل (بنسبة 19%، وفقاً لاستقصائنا). لأنك كلما كنت أكثر مرونة إدراكياً، سعيت للحصول على معلومات جديدة وأصبحت أكثر انفتاحاً على وجهات النظر المتناقضة، ما يسهل عليك الحفاظ على العلاقات الحالية وتكوين علاقات جديدة.

وهناك أبحاث خلصت إلى إن التغييرات البسيطة في روتينك اليومي، مثل اتخاذ طريق مختلف للعمل أو العمل من موقع جديد، تعزز مرونتك الإدراكية بأن تدفع عقلك إلى تعديل أنماط تفكيره تجاوباً مع الظروف الجديدة. ولأنشطة مثل ممارسة ألعاب الفيديو، ولا سيّما تلك الألعاب التي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة وتنطوي على تعدد المهام، قدرة على تدريب عقلك على تحسين أدائه بما يكفل تحقيق المرونة الإدراكية. كما يؤدي اتباع نمط حياة صحي وممارسة التأمل إلى تحسين قدرتك على التنقل بين المهام والتجاوب بمرونة مع المستجدات. فعلي سبيل المثال، تكون مؤهلاً خلال فعاليات بناء العلاقات بدرجة أفضل للتعامل مع التفاعلات مع الحاضرين، والتنقل بين شخصيات مختلفة، والاستجابة بفعالية للإشارات الاجتماعية.

  1. تركيز تنظيمي

الناس فئتان في أي منافسة: هناك مَن يميزه التركيز التنظيمي؛ أي يسعى جاهداً لتحقيق نتائج إيجابية، أو يميزه التركيز الوقائي؛ أي يستهدف تجنب الأخطاء والنتائج السلبية. أما الفئة الثانية فتخشى ألا يهتم أحد بالتحدث معها وتخاف أن تقابل محاولتها المشاركة بالرفض؛ بالتالي، تنأى بنفسها عن التواصل. وتكشف دراستنا أن من يتحلون بالتركيز التنظيمي، الذين يستهدفون النجاح، أقرب إلى تحقيق تواصل ناجح (بنسبة 17%، وفقاً لاستقصائنا).

يمكن لمن يميل إلى التركيز الوقائي أن يبادر بالعمل على تغيير ذلك. ابدأ بالمشاركة في الفعاليات الاجتماعية، بشخصك أو افتراضياً. حدد أهدافاً للتعارف، وذكّر نفسك بإنجازاتك، ولا تأخذ الرفض على محمل شخصي أبداً؛ فعليك أن تدرك أن فشل محاولة التعرف إلى شخص ما لا يعني سوى عدم وجود احتياجات مشتركة بينكما. راقب ما تحرزه من تقدم مع توسع شبكة علاقاتك. سوف يمثل عدد العلاقات التي تبنيها دعماً معنوياً إيجابياً يحفزك على الاستمرار.

  1. البراعة المدركة

قد تصب طريقتك في تقييم براعتك في التعارف؛ أو ما تدركه من كفاءة ذاتية في بناء علاقة، في صالحك بقدر أكبر مما إذا كنت تمتلك مهارات أو مواهب يمكن إثباتها موضوعياً. ويحدد إدراكك لذاتك، القائم على ثقتك في قدرتك على التعارف بنجاح، نمطك السلوكي تحديداً عميقاً. فإيمانك بقدرتك على التعارف يقطع بك شوطاً طويلاً نحو تحقيقه بالفعل.

بمقدور الكفاءة الذاتية تعزيز ميلك للتعارف (بنسبة تصل إلى 25% طبقاً لاستقصائنا). وحتى يتسنى لك صقلها، انتبه لمشاعرك قبل الانخراط في فعالية لبناء العلاقات، حتى تقلل من توترك وقلقك. استبدل بالأفكار السلبية حديثاً إيجابياً مع النفس، مثل: “أستطيع أن أفعل هذا” و”لا بأس في أن تكون متوتراً” و”لقد تحضرت وأنا مستعد”. واقتدِ بنظرائك ذوي الشخصيات المشابهة لشخصيتك، الذين أثبتوا نجاحاً في التعارف وبناء العلاقات. ختاماً، استأنس بآراء وتعليقات مشجعة من ذوي الخبرة في بناء العلاقات، حتى تعضد إيمانك بذاتك. اطرح عليهم أسئلة مثل: “ما رأيكم في أدائي؟” أو “ما الجوانب التي أجدتها؟”.

  1. المثابرة

المثابرة عامل أساسي لتحقيق النجاح في مناحٍ عدة في حياتنا، ولا نستثني التعارف وبناء العلاقات من ذلك. وبها تعزز فرصك في التعرف على الآخرين (بنسبة كبيرة تصل إلى 51.5%، وفقاً للاستقصاء). فكلما ثابرت على التواصل، زادت فرص نجاحك.

ضع هذا في اعتبارك عندما تخصص وقتاً كل أسبوع لبناء علاقات جديدة، حتى لو كان ساعة أو ساعتين. ومن الضروري أن تتسم مثابرتك هذه بالانضباط والاتساق. وتعتمد الطريقة؛ سواء كانت مقابلة شخصية، أو اتصالاً عبر الهاتف أو عبر البريد الإلكتروني، أو برسالة عبر لينكد إن، على ما تفضله، لكن ما يهم هو المتابعة. استمر وثابر، حتى لو قوبلت مساعيك بالرفض أو التثبيط. فبالصبر والالتزام على المدى الطويل، تتمرس على إتقان مهارة التعارف وجمع رأس المال الاجتماعي الذي يكفيك لتحقق النجاح الذي تصبو إليه.

  1. توجه زمني يستهدف المستقبل

يؤثر تركيزك الزمني؛ أي مقدار الاهتمام الذي تخصصه للتفكير في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، إلى حدٍ كبير على حسمك لأي قرار يتعلق بالتعارف، وبالتالي يؤثر على سلوكك في متابعته. لقد وجدنا أن التركيز الزمني الذي يستهدف المستقبل، وهو أحد أنواع التركيز الزمني الثلاثة السائدة حيث تفكر في الأحداث المقبلة وتتصور ما ينتظرك، يعزز ميلك إلى التعارف (بنسبة 12%، وفقاً لاستقصائنا).

فكيف تحققه؟ بتخصيص مزيد من الوقت للتفكير في مستقبلك. فكلما ركزت بذهن صافٍ على المستقبل، تمكنت من تحديد أهداف محددة قصيرة المدى وطويلة المدى بدرجة أفضل وتوجيه نفسك نحو النتائج المرجوة بالإضافة إلى توقع التحديات والفرص المحتملة. وعليك أن تكتسب إحساساً بأهمية التعارف ودوره في الوصول بك إلى مبتغاك. ابحث عن الفعاليات التي تخطط لحضورها، والمؤسسات المسؤولة، والأفراد الذين من المحتمل أن يكونوا هناك. وتدرب على الجمل الملائمة لبدء الحوار، وتمرس على إجادة التعريف السريع بنفسك في غضون حيز زمني قصير، أو ما نسميه حديث المصعد. هكذا، تكون مستعداً أفضل استعداد لما أنت مقبل عليه، وقد تراجعت رهبتك من التعارف إلى حدها الأدنى.

تعلم المهارة في إدارة تفكيرك وتغيير خطواتك بسلاسة، مع مكافحة التركيز الوقائي، والإيمان بقدرتك على التعارف وبناء العلاقات، والمثابرة على توسيع نطاق علاقاتك المهنية، والتركيز على مستقبلك. وللتحسينات الإضافية في هذه المجالات تأثير قوي في استعدادك للتعارف وقدرتك على بناء علاقات. وهو ما ينطبق على الانطوائي والمنفتح على حد سواء؛ أي أن كل شخص قادر على بناء علاقات اجتماعية ناجحة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .