في كثير من الشركات، يُقال لنا إن "القيادة القوية" هي المفتاح لإبداع الموظفين. لكن ماذا لو كان المفتاح أبسط وأقرب مما نعتقد؟
دراسة من جامعة صحار في سلطنة عُمان تابعت 405 موظفين في القطاع الخدمي، وخرجت بنتيجة قد تربك المفاهيم التقليدية: علاقات الصداقة بين الزملاء — لا جودة الإدارة ولا حتى الأمان النفسي — هي ما يعزّز السلوك الإبداعي.
نعم، المفاجأة أن شعور الموظف بالقدرة على التعبير دون خوف (ما يُعرف بالأمان النفسي) لم يكن هو السر في تحفيز الإبداع. بل كانت العلاقات الإنسانية اليومية، و"الرفقة" التي تُبنى على قهوة الصباح ونقاشات الغداء، هي ما يدفع الأفكار الجديدة للخروج.
ما الذي يعنيه هذا لبيئات العمل العربية؟ كثير من المؤسسات في منطقتنا تعاني من نمط إداري هرمي، لا يفسح المجال دائماً للأمان النفسي أو الدعم المباشر من الإدارة. لكن هذه الدراسة تُعطي بصيص أمل: حتى في ظل ضعف إداري، يمكن للزمالة الحقيقية أن تعوّض، بل وتنتج بيئة ابتكار فعلية.
الخلاصة؟
قد لا نتمكن دائماً من تغيير الإدارة، لكن يمكننا أن نبني صداقات في العمل. وفي بيئاتنا العربية، حيث العلاقات الإنسانية تشكّل جزءاً كبيراً من الحياة اليومية، فإن تقوية الروابط بين الزملاء ليست مجرد رفاهية، بل قد تكون بوابة للإبداع.
كما يقول أهل الخليج: "الرفيق قبل الطريق".