شغلي الشاغل: غاري كاسباروف

2 دقائق

احتل غاري كاسباروف مركز أفضل لاعب شطرنج في العالم على مدى 20 سنة. أصبح كاسباروف الذي تدرب في ظل النظام السوفيتي، معلماً للاعبين الشباب، ومروجاً متحمساً للعبة، وناقداً قوياً للفساد في كل من الاتحاد الدولي للشطرنج والحكومة الروسية.

هارفارد بزنس ريفيو: ما الذي يمكن أن يتعلمه المنخرطون في قطاع الأعمال من أفضل لاعبي الشطرنج؟

كاسباروف: في الشطرنج وكرة القدم والبيسبول والأعمال والسياسة، وفي الحرب لا قدر الله، نتخذ القرارات. بعض هذه القرارات صائب والبعض الآخر ليس كذلك. والسبيل إلى التحسن هو النظر إلى الوراء وتحليل هذه القرارات. يظن كثيرٌ من الناس أنه إذا نجح شيء ما بالأمس ولا يزال يعمل حتى اليوم، فسيعمل غداً. هذا خطأ؛ لأن الناس على الجانب الخاسر سيتوصلون إلى استراتيجية جديدة. وقد احتفظت بالقمة لمدة 20 سنة لأنني كنت أعرف أنه حتى لو فاز المرء، فهناك أشياء يجب أن يتعلمها. لا يوجد شيء اسمه لعبة كاملة. ومن الدروس المهمة عدم الاكتفاء بإنجازات المرء والرضا عما حققه.

وكيف تحلل خصومك؟

هذه المسألة سهلة في الشطرنج. فأنت تنظر إلى حركاتهم بالطريقة ذاتها التي تنظر بها إلى حركاتك، هذا اللاعب يفعل هذا، هذا اللاعب يفعل ذلك، وهذا اللاعب يحب هذا، وهذا اللاعب لا يحب ذلك. حتى لو كان هناك بطلان على مستوى واحد تقريباً، هناك مواقف معينة يشعر فيها المرء بارتياح أكثر. وبالتالي، فأنت تستخدم استراتيجيتك الافتتاحية لدفع خصمك إلى موضع لا يشعر فيه بارتياح.

وما النصيحة التي تقدمها لمن تُدربهم؟

هناك اعتقاد عام بأنه يمكن إسداء نصيحة عامة، أو تقديم تلميح يصلح للجميع. لكننا جميعاً مختلفون. عملية اتخاذ القرار التي تتبعها فريدة من نوعها وتخصك أنت شخصياً مثلها مثل بصمات أصابعك أو حمضك النووي. ما يناسبك قد يأتي بنتائج عكسية عليّ. لذا لا بد من أن تنظر في الداخل. بعضنا أكثر عدوانية من البعض الآخر، وبعضنا أكثر دفاعية. بعض لاعبي التنس يفضلون البقاء على الخط الخلفي، والبعض الآخر يتميزون بضربة الإرسال القوية والانقضاض على الشبكة. يمكن أن يكون كلاهما لاعبين مهمين. يجب أن تفهم من أنت، وأن تعرف ما أنت قادر عليه وما لست بقادر عليه، ثم تحاول بناء لعبة (أو صفقة أو حملة) تكون فيها سماتك المتفوقة عوامل مساهِمة في نجاحك وتتوارى فيها عيوبك عن الأنظار. تذكر أنه بصرف النظر عن مقدار ما تقضي من وقت في التحضير، في نهاية اليوم ستتخذ قراراتك في ظل ضغط الوقت، مما يعني أنك ستتصرف استناداً إلى مشاعرك الغريزية. فإذا كنت دفاعياً، فلن تكون قادراً على القيام بحركة هجومية. في نهاية المطاف، أنت لن تناقض طبيعتك. لذا احرص على أن تلعب لعبتك. وسيكون النصر حليف الشخص الأكثر مهارة في خلق البيئة المناسبة.

بعد أن خسرتَ في مواجهة كمبيوتر آي بي إم "ديب بلو"، جربت الشطرنج بمساعدة الكمبيوتر. ماذا علمتك تلك المباريات عن التعاون الفعال بين الإنسان والآلة؟ القوة الحسابية المحضة ليست كافية؛ إذ إن البديهة البشرية جزء لا يتجزأ من صنع القرار الناجح. وتوفر لعبة الشطرنج المجال المثالي لهذه التجربة. يمكنك لعب الكثير والكثير من الألعاب لتصل إلى أفضل شكل من أشكال التعاون.

اعتزلت لعب الشطرنج وأنت في أوج مشوارك الاحترافي، لماذا؟

كان هدفي من الأمر برمته إحداث تغيير إيجابي. فما الذي كان بإمكاني تقديمه للعبة الشطرنج أكثر مما فعلت؟ أفوز ببعض البطولات الإضافية؟ ألعب بضع سنين إضافية؟ كانت هناك تغيرات كثيرة تعتري حياتي في ذلك الحين (فقد تزوجت، وكنا بصدد بدء حياة جديدة، وكنت أعمل على بناء حياة مهنية متحدثاً عاماً ومدرباً، وكان لي كتاب يوشك على الصدور)، لذا كان الأمر بالنسبة لي أشبه بمرحلة انتقالية شاملة. شعرت أنه يمكنني استغلال طاقتي استغلالاً مثمراً بطريقة أكثر إنتاجية في شيء آخر غير مجرد لعب الشطرنج.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي