نشأت جانيل موناي وترعرعت في عائلة تنتمي إلى الطبقة الوسطى وحاولت استكشاف مكونات هويتها لتنجح في نهاية المطاف كمغنية وكاتبة لكلمات الأغاني. بعد ذلك اختطت لنفسها مساراً مهنياً في عالم الأفلام، حيث حالفها التوفيق عندما أدت أدواراً في أفلام حظيت بالنجاح التجاري والقبول الكبير من النقاد مثل "شخصيات مخفية" (Hidden Figures) و"مون لايت" (Moonlight). تبلغ جانيل من العمر الآن 34 عاماً وهي تعمل كمرشدة للممثلين الآخرين وتديرهم من موقعها كمؤسسة لشركتها التي تحمل علامتها الفنية الخاصة بها "وندرلاند ريكوردز" (Wondaland Records)، وكرئيسة تنفيذية للشركة أيضاً.
"قد أحضر اجتماع وأنا أرتدي بدلة رائد فضاء - وقد فعلتها عدة مرات. فنحن نتبنى الأشياء التي تجعلنا متميزين".
هارفارد بزنس ريفيو: سبق لك أن عملت في وظائف في قطاع الخدمات قبل أن تصبحي موسيقية. من كان أفضل مدرائك برأيك؟
موني: لعله المدير الذي طردني من عملي. فقد عملت في شركة "أوفيس ديبو" (Office Depot) خلال النهار وكنت أذهب إلى الاستديو في وقت متأخر من الليل. كان عملي الصباحي يقف حجر عثرة في طريقي ويمنعني من فعل المطلوب لكي أصبح فنانة. وعندما طردني من العمل، لم تعد لدي حجة واضطرني ذلك إلى أن انكب بكل جوارحي على العمل على مسيرتي المهنية.
كيف تمكنت من إسماع صوتك في عالم الفن؟
في البدايات، كنت أحضر جلسات التصوير وكان مصممو الأزياء يقولون لي: "أنت ترتدين هذه البدلة الرسمية وتُظهرين شعرك بتسريحته الطبيعية ويبدو شكلك فطرياً نوعاً ما. ربما يجب أن تظهري بهذا المظهر". أو كان التنفيذيون في شركات الموسيقى يقولون لي: "أنت فتاة ذات بشرة سوداء وتتحدثين عن الخيال العلمي والتكنولوجيا. هذه أمور لا يمكن تسويقها. ما رأيك في أن تحصلي على أغنية أبسط؟" جعلتني هذه الحوارات أفكر وأقول لنفسي: "حسناً، إذا لم أتمكن من تكوين رأيي الخاص وإسماع صوتي وإيصال أفكاري الخاصة، فإن شخصاً آخر سيقوم بالمهمة نيابة عني. وأنا لا أهرب من تجاربي التي عشتها. أنا امرأة ذات بشرة سمراء ولديها أفكارها الخاصة في قضايا كثيرة وأنتمي إلى الطبقة الوسطى في أميركا. أنا أحمل هويتي تلك حيثما حللت وأفخر بها".
ما الذي يشدك إلى مشاريع معينة؟
الأمر يتعلق ببوصلتي الذاتية وإحساسي الداخلي الذي اتبعه. لا أعتقد أنني كنت أعلم أن فيلم "مون لايت" (Moonlight) سيفوز بأوسكار أحسن فيلم. كنت أؤدي دوري في فيلم له قصة شعرت أنها يجب أن تروى فحسب. كانت هذه القصة تعبّر عن قصتي وتسلط الضوء على أصوات أخرى مهمشة ولا تحظى بفرصة للكلام دائماً. أعشق إنجاز أعمال فنية راديكالية تدفع بالثقافة قدماً وتشكل نوعاً من الخرق. أطرح على نفسي الأسئلة التالية على الدوام: "من هو الشخص الذي أريد الاحتفاء به؟" و"من هو الشخص الذي لا أمانع في إغاظته؟" و"من هم الأشخاص الذين أريدهم أن يكونوا جزءاً من هذه العملية، وأي نوع من المجتمعات يجذبني؟" كما أرغب في الإعجاب بالأشخاص الذين أتعاون معهم. في بعض الأحيان، أنت تتعلم من أناس ليس لديهم ذات أسلوبك في التواصل أو ذات معتقداتك. لكنني نأيت بنفسي عن التجارب التي كنت أعتقد أنها ستكون باعثة على التوتر. اسأل نفسي: "هل أنا بحاجة إلى هذا في حياتي؟".
ما هو أسلوبك في الإدارة؟
عندما أتعاون مع الناس، أرغب في سماع آرائهم جميعاً. أتلقى أفكار الناس وأطلب منهم أن يتحلوا بمنتهى الشفافية بخصوص ما يترك أثراً لديهم وما لا يحركهم أبداً. أصغي وأتنازل. أبحث عما يفيد الصالح العام. وعندما أعمل على مشاريعي الشخصية، مثل ألبوم أغاني، فإنني أتبنى مقاربة قائمة على الانعزال والانكفاء على ذاتي. استمع إلى ما يقوله لي قلبي في تلك اللحظة. أحب أن أعرف ما يجول في خاطر الآخرين. لكنني أنا من يتخذ القرار النهائي.
كيف تختارين متى وأين تركزين على القضايا التي تنشطين في دعمها؟
أنا لست سياسية. أنا أميركية واهتم لشأن هذا البلد، لذلك فإنني انتقد الأشياء التي أشعر أنها قد تكون بمثابة السرطان الذي ينخر جسد الولايات المتحدة الأميركية، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بحقوق الناس الذين أحبهم والمنتمين إلى مجتمعي والمعرضين للسحق. أشعر أنني مسؤولة عن استعمال منصتي لقول شيء ما. وفي هذه الأيام أنا أكثر اهتماماً بالشراكة مع الأشخاص العاملين على الأرض وفي الميدان ويحاولون حشد الناس للتسجيل للتصويت في الانتخابات، ومساعدة الناس ذوي الدخل المحدود، والدفاع عن الحقوق الإنجابية للمرأة، وحماية الأقليات، والعدالة العرقية. أنا مهتمة بهذه القضايا.