تتجه المملكة العربية السعودية نحو تبني السيارات الكهربائية، بعد إعلان المملكة ألا يكون ما لا يقل عن 30% من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030، ما شجّع شركات السيارات في استيراد أنواع مختلفة من السيارات الكهربائية، ورفع متطلبات المستهلكين الذين صاروا أكثر وعياً بها وأكثر اهتماماً بتقليل بصمتهم الكربونية. واللافت في الأمر هو ظهور هذا الاتجاه بين شركات تأجير السيارات، وأولها شركة ذيب لتأجير السيارات (Theeb Rent A Car)، التي لم تكتفِ بأن أصبحت أول شركة في السعودية تمتلك سيارات كهربائية للإيجار، لكنها مصنّعة في السعودية.
شركة ذيب لتأجير السيارات واحدة من أكبر الشركات على مستوى المملكة والمنطقة في قطاع تأجير السيارات، إذ بدأت عملها في القطاع منذ عام 1991، ليصل عدد فروعها بما يزيد عن 55 فرعاً، وبأسطول يتجاوز 33 ألف سيارة. وتتنوع خدماتها بين تأجير المركبات للأفراد والجهات الحكومية والشركات الخاصة، وتوفر جميع أنواع المركبات كافة، كما توفر خدمات لبيع السيارات المستعملة أيضاً، والآن تتولى زمام المبادرة في تأجير السيارات الكهربائية المصنّعة داخل أراضي المملكة.
وتأتي هذه الخطوة استجابة للتغيير العالمي في القطاع، إذ يقترب العالم من مشهد الطرق المملوءة بالسيارات الكهربائية عوضاً عن السيارات التي تعمل محركاتها بالوقود. ففي نهاية عام 2022، بلغ عدد السيارات الكهربائية التي يقودها الناس نحو 26 مليون سيارة، وفي عام 2023 فقط، بيعت 13.6 مليون سيارة كهربائية. ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو لتصبح 60% من السيارات المبيعة في عام 2030 كهربائية. يأتي هذا النمو مصحوباً بتغيير عالمي في سلوك المستهلكين. فبحسب دراسة عالمية أجرتها شركة إرنست آند يونغ (Ernest and Young) في عام 2022، شارك فيها نحو 13 ألف شخص من 18 دولة، يرغب أكثر من نصف الأشخاص المستطلعة آراؤهم، وينوون شراء سيارة جديدة، أن تكون سيارة كهربائية أو سيارة هجينة.
ينطبق هذا النمو أيضاً على منطقة الشرق الأوسط، ولا سيّما في المملكة العربية السعودية، إذ زاد وعي الجمهور كثيراً تجاه السيارات الكهربائية. فقد رصد استطلاع حديث ارتفاع اهتمام المستهلك في السعودية بالسيارات الكهربائية، فكان 93% من المشاركين في الاستطلاع بالسعودية على دراية بالسيارات الكهربائية. وقد تُرجم هذا الوعي المتزايد أيضاً إلى تفكير قوي في الشراء، إذ يفكر 63% في المملكة العربية السعودية بشدة في شراء السيارات الكهربائية في المستقبل.
استجابت شركة ذيب لتأجير السيارات سريعاً إلى تغيير سلوك المستهلك ورغباته، فضمّت سيارات كهربائية إلى أسطولها في 2023، بعدما شاركت في إطلاق مصنع لوسيد موتورز (Lucid Motors) بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وهو المصنع الثاني للوسيد في العالم، بعد مصنعها الأول في الولايات المتحدة الأميركية. وأصبحت ذيب أول شركة تأجير سيارات على مستوى المملكة تضم سيارة لوسيد إير الكهربائية (LUCID AIR) إلى أسطول سياراتها.
وعلى الرغم من أن العديد من شركات بيع السيارات وتوزيعها ركز على الاستدامة والتحوّل إلى السيارات الكهربائية تدريجياً، ولا سيّما أن قطاع النقل مسؤول عن أكثر من ثلث الانبعاثات الكربونية وفقاً لوكالة الطاقة الدولية (IEA)، فإن الأمر لم يكن منتشراً بين شركات تأجير السيارات في المملكة، وهو الأمر اللافت في اتخاذ شركة ذيب لتأجير السيارات لهذه الخطوة، وقد لاقت ترحيباً واسعاً سواء من الحكومة أو الأفراد. وكان من ضمن السيارات الكهربائية من لوسيد التي أطلقتها للجمهور السعودي سيارات إير دريمز (Air Dream )، وجراند تورينج (Grand Touring)، وتجهيز بنية تحتية في فروعها لشواحن السيارات الكهربائية مجاناً متاحة للجميع.
يقول الرئيس التنفيذي لشركة ذيب لتأجير السيارات، نايف الذييب: "إن هذه الخطوة تتوافق مع استراتيجية الشركة المتعلقة بتحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وكذلك المتعلقة بتعزيز الاقتصاد المحلي، من خلال دعم الصناعات المحلية".
وتملك السعودية رؤى طموحة فيما يتعلق بالاستدامة في قطاع النقل، إذ أطلقت الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية التي تهدف إلى تقليل استهلاك الوقود بنسبة 25% وتوفير حلول ذكية لتسهيل تنقل المسافرين بين المدن، إضافة إلى إعلان المملكة استهدافها أن يكون ما لا يقل عن 30% من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030.
أخذت شركة ذيب لتأجير السيارات المبادرة في المملكة كأول شركة لتأجير السيارات تستجيب إلى تغير سلوك المستهلك وتطلعاته، لتشجع الشركات الأخرى إلى تبني النهج ذاته، ويشاركوا جميعاً في تحقيق رؤية المملكة 2030 بتقليل الوقود الناتج عن قطاع النقل، واستبدال ربع السيارات في المملكة على الأقل بأخرى كهربائية.