تقرير خاص

مقابلة هارفارد بزنس ريفيو مع الرئيس التنفيذي لشركة أطياب للصناعات الغذائية علي كشوب

6 دقيقة
شركة أطياب

دخول سوق شديدة التنافسية مثل سوق صناعة الأغذية والحفاظ على مكانتك داخلها إنجاز لافت، وهذا ما فعلته شركة أطياب للصناعات الغذائية على مدار 12 عاماً، منذ تأسيسها في سلطنة عمان عام 2012، وحتى توسعها اليوم لتضم 300 منتج توزعها في أكثر من 10 دول. التقت هارفارد بزنس ريفيو بالرئيس التنفيذي للشركة، علي كشوب؛ الذي كشف عن تحديات القطاع وكيفية تغلب الشركة عليه، وكيف وصلت إلى مكانتها الحالية، وما الذي تطمح إليه في المستقبل.

1. قبلتم منصب الرئيس التنفيذي لشركة أطياب للصناعات الغذائية في مايو/آيار عام 2021 وسط العديد من الفرص الأخرى المعروضة عليكم. ما الذي دفعكم إلى اختيار هذه الشركة؟

بالطبع، قبلت منصب الرئيس التنفيذي لشركة أطياب للصناعات الغذائية بعد تفكير متأنٍ ومراجعة عميقة لرؤية الشركة واستراتيجيتها وطموحات مجلس الإدارة وتوجهاته. لقد جذبني تاريخها الناجح في صناعة الأغذية، بالإضافة إلى القيم الأساسية التي تؤمن بها، ومدى التزامها بالجودة والابتكار.

شعرت أيضاً بالانتماء بسبب الرؤية التي وضعتها الشركة فيما يخص تغيير مشهد صناعة الأغذية في سلطنة عُمان، وأدركت الإمكانات الكبيرة للنمو التي تتيحها شركة أطياب للصناعات الغذائية، خاصة مع نية الشركة الجادة بالتوجه نحو الاكتتاب العام في المستقبل.

2. ما أول قرار اتخذتموه بعد تقلُّد منصب الرئيس التنفيذي لشركة أطياب للصناعات الغذائية؟

كان أول قرار اتخذته بعد تولي منصبي بوصفي رئيساً تنفيذياً للشركة، تعزيز التواصل الداخلي بالشركة وتعزيز ثقافة العمل الجماعي. فقد نظمت اجتماعاً توجيهياً مع الفريق الإداري، لتأكيد أهمية بناء علاقات قوية وشفافة داخل الشركة، وتحديد الأولويات المشتركة، وتحفيز الابتكار في أنحاء المؤسسة جميعها.

3. لدى شركة أطياب فلسفة أساسية ومُعلَنة تتمحور حول الأفراد، ووضعهم في صميم جهودكم. كيف تنفذون هذه الفلسفة على أرض الواقع؟ وكيف ساعدتكم على إرضاء العملاء؛ إذ مُنحت الشركة جائزة "تجاوز توقعات جودة العملاء" عن منتجاتها في 2022؟

في أطياب، نؤمن قطعاً بأهمية وضع الأفراد في صميم جهودنا وفي صميم فلسفتنا التشغيلية. وتبدأ هذه السياسة بموظفينا؛ إذ نَعُدّهم أكبر ثرواتنا، ونولي اهتماماً كبيراً لتوفير بيئة عمل مُلهِمة وداعمة تشجع على التفاعل والإبداع. ولتنفيذ هذه الفلسفة على أرض الواقع، نركز على 3 جوانب:

  • توفير برامج تطوير مهني مستمرة؛ إذ نحرص على توفير فرص تدريبية وتطويرية لموظفينا لتعزيز مهاراتهم وتطوير قدراتهم الشخصية والمهنية.
  • تشجيع الابتكار والمشاركة؛ إذ نشجع الموظفين على مشاركة أفكارهم وآرائهم في تطوير منتجاتنا وعملياتنا عبر منصات مفتوحة للتواصل والمبادرة.
  • بناء ثقافة عمل إيجابية؛ حيث نعمل على تعزيز روح الفريق والتعاون داخل الشركة من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة تواصلية وتحفيزية.

تؤدي هذه الفلسفة الداخلية دوراً حاسماً في إرضاء العملاء أيضاً، فمن خلال تعزيز رضا الموظفين وسعادتهم، يحولون هم بأدوارهم هذه السعادة إلى حماس وتفانٍ في العمل؛ وهو ما يصل إلى عملائنا الذين يحظون بتجربة إيجابية من ناحية الجودة والمعاملة.

حصلت شركة أطياب على جائزة "تجاوز توقعات جودة العملاء" في عام 2022 بفضل التزامنا الدائم بتقديم منتجات ذات جودة عالية وخدمة عملاء ممتازة؛ إذ يعكس هذا الإنجاز جهودنا المستمرة في تحقيق رضا العملاء وتجاوز توقعاتهم، ويؤكد فعالية استراتيجيتنا التي تضع الأفراد في صُلب أولوياتنا.

4. قطاع تصنيع الأغذية من القطاعات المعقدة، خاصة وسط منافسة شديدة، فما أبرز التحديات التي تقابلكم خلال قيادة شركة في هذا القطاع؟ وكيف تغلبتم عليها مع ذكر الأمثلة، إن وُجدت؟

هذا صحيح. يُعد قطاع تصنيع الأغذية واحداً من القطاعات الشديدة التعقيد والتنافسية، وبالفعل هناك عدد من التحديات التي نواجهها بطبيعة الحال خلال قيادة شركة في هذا القطاع؛ وإليكم أبرزها:

  • تغيرات الطلب وأذواق المستهلكين؛ إذ تتطلب سوق الأغذية أن نكون على دراية بتغيير العملاء واحتياجاتهم، وتقلب أذواقهم على نحو مستمر؛ ما يمثّل تحدياً في توجيه استراتيجيات الإنتاج والتسويق.
  • ضغوط التكاليف؛ إذ تمثل زيادة التكاليف الإنتاجية، سواءٌ أَكانت تكاليف المواد الخام أم تكاليف القوى العاملة، تحدياً في الحفاظ على ربحية الشركة.
  • الامتثال إلى المعايير الصحية والسلامة؛ إذ تلتزم شركات تصنيع الأغذية بالامتثال إلى معايير صارمة فيما يتعلق بالصحة والسلامة العامة؛ ما يتطلب استثمارات كبيرة في تحسين العمليات وتكنولوجيا الإنتاج.
  • المنافسة الشديدة؛ حيث يتنافس العديد من اللاعبين في سوق تصنيع الأغذية؛ ما يتطلب منا البحث عن استراتيجيات تنافسية للتميز وجذب العملاء.

وللتغلب على هذه التحديات، اعتمدنا مجموعة من الإجراءات؛ مثل تبني استراتيجيات تسويق مبتكَرة لتلبية احتياجات العملاء والتميّز عن المنافسين، وزيادة الاستثمار في البحث والتطوير لتطوير منتجات جديدة تلبي التوجهات السوقية وتحافظ على تفوقنا التنافسي، وتحسين العمليات الداخلية لزيادة الكفاءة وتقليل التكاليف دون التأثير في جودة المنتجات، والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج لتعزيز الكفاءة والجودة.

5. تستورد منطقة الخليج؛ بما فيها سلطنة عُمان، أغلب احتياجاتها الغذائية من الخارج. هل ترى إمكانية تغيير هذا الوضع قريباً في ظل إمكانيات المنطقة؟ وما سُبُل تغييره؟ وكيف تسهم شركة أطياب بصفة خاصة في تغيير هذا الوضع؟

نعم، يمكن تغيير وضع استيراد معظم احتياجات الغذاء في منطقة الخليج؛ بما فيها سلطنة عمان؛ ولكنه يتطلب جهوداً متكاملة وتنسيقاً بين الحكومات والقطاع الخاص في المنطقة. وثمة عدة خطوات يمكن أن تسهم في هذا الشأن:

  • تعزيز الاستثمار في القطاع الزراعي المحلي من خلال تقديم التسهيلات والدعم للمزارعين والمنتجين المحليين؛ ما يحفز الإنتاج المحلي ويقلل الاعتماد على الاستيراد.
  • تعزيز البحث والتطوير في مجالات زراعة النباتات وتربية الماشية من خلال تطوير تقنيات جديدة ومبتكَرة لزيادة كفاءة الإنتاج المحلي وتحسين جودة المنتجات.
  • تعزيز التجارة الداخلية من خلال تشجيع التجارة بين دول المنطقة وتسهيل حركة البضائع، لتقليل التكاليف والإجراءات المرتبطة بالاستيراد.

ونحن في شركة أطياب، نحاول من جانبنا الإسهام في تغيير هذا الوضع عبر عدة طرائق؛ مثل:

  • تعزيز التعاون مع الموردين المحليين من خلال شراء المنتجات المحلية ودعم الزراعة المحلية لتعزيز الاستدامة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
  • تطوير منتجات محلية المنشأ وتسويقها لتشجيع العملاء على دعم المنتجات المحلية وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة.

6. لدى الشركة هدف طَموح بالتحوّل من شركة مساهمة مُغْفَلة (Joint Stock Company) إلى شركة مساهمة عامة (Public Shareholding Company) بحلول عام 2025. كيف تسير الشركة في اتجاه تحقيق هذا الهدف؟

تحقيق هدف التحوّل من شركة مساهمة مُغْفَلة إلى شركة مساهمة عامة يتطلب تنفيذ استراتيجية شاملة ودراسة للأسواق المالية والقوانين المتعلقة بالاكتتاب العام؛ إذ تسير الشركة في اتجاهين متوازيين:

  • التجهيز والإعداد: تحتاج الشركة إلى إعداد بنية تحتية مالية وقانونية تدعم عملية التحوّل إلى شركة مساهمة عامة؛ ويشمل ذلك إجراء تقييم شامل لحوكمة الشركة وضبط النقاط الضعيفة وتعزيز الجوانب القوية.
  • الامتثال إلى التشريعات واللوائح: يتعين على الشركة الامتثال إلى متطلبات القوانين واللوائح المتعلقة بالاكتتاب العام؛ بما فيها تقديم التقارير المالية المطلوبة والوفاء بالشروط المالية.

7. ما أبرز الإنجازات التي تفخرون بتحقيقها في الشركة؟

هناك عدد من الإنجازات التي نفخر بتحقيقها في الشركة وتمثل جزءاً من رحلتنا التي نفخر بها، وتعزز الثقة في قدرتنا على تحقيق أهدافنا المستقبلية؛ بما فيها التحول إلى شركة مساهمة عامة؛ ومن هذه الإنجازات:

  • زيادة الإيرادات والأرباح بنسبة ملحوظة خلال السنوات الأخيرة.
  • توسيع نطاق العملاء وتحقيق نمو مستدام في الأسواق المحلية والإقليمية.
  • تحقيق التميز في الجودة والابتكار في منتجاتنا؛ ما جعلنا نحصل على جوائز واعترافات عديدة.
  • بناء ثقافة عمل مُلهِمة وداعمة تشجع على الابتكار وتعزز الاستدامة في عملياتنا.

8. تنتج شركة أطياب نحو 300 منتج في مجال المخبوزات، وتوزع منتجاتها في نحو 10 دول إلى جانب سلطنة عُمان. ما خطط الشركة التوسعية؟ وما الأسواق التي تنوي الشركة دخولها في السنوات القادمة؟

تتضمن خطط الشركة التوسعية استراتيجية متكاملة لتوسيع وجودها في الأسواق المحلية والإقليمية؛ وإليكم أبرز هذه الخطط:

  • توسيع وجودنا في الأسواق الإقليمية: تهدف الشركة إلى زيادة حصتها في الأسواق الإقليمية المجاورة لتعزيز الوجود الدولي لمنتجاتها؛ وتشمل هذه الأسواق دول مجلس التعاون الخليجي والأسواق المجاورة الأخرى.
  • البحث عن فرص التوسع في أسواق جديدة: تستكشف الشركة فرص التوسع في أسواق جديدة خارج منطقة الشرق الأوسط؛ مثل أسواق آسيا وأفريقيا وأوروبا؛ حيث يمكن أن يكون هناك طلب متزايد على منتجاتها.
  • تطوير خطوط المنتجات: إلى جانب التوسع في الأسواق الجديدة، تعمل الشركة على تطوير خطوط المنتجات الحالية وإطلاق منتجات جديدة تلبي احتياجات العملاء في الأسواق المستهدفة وتوقعاتهم.
  • الاستثمار في التوزيع والتسويق: تعمل الشركة على تطوير قنوات التوزيع وتعزيز الحملات التسويقية في الأسواق الجديدة لتأكيد تميز منتجاتها وزيادة الوعي بها.

لدى أطياب، لله الحمد، مجموعة كبيرة من المنتجات، وسمعة طيبة في السوق، فإن استراتيجية التوسع الدولي مع التركيز على الجودة والابتكار ستكون مفتاحاً لتحقيق نجاح مستدام في الأسواق الجديدة.

9. تقودون إحدى أكبر الشركات في مجال تصنيع الأغذية في سلطنة عُمان؛ التي تقود بدورها التحوّل في القطاع. ما أبرز الدروس القيادية التي يمكنك إعطاؤها إلى القادة الجدد في هذا القطاع تحديداً؟

بصفتي رئيساً تنفيذياً لإحدى الشركات الكبرى في مجال تصنيع الأغذية في سلطنة عُمان، يمكنني تقديم بعض الدروس القيادية للقادة الجدد في هذا القطاع:

  • التمسك بالرؤية والقيم: يجب أن تكون لدى القادة الجدد رؤية واضحة للشركة والقطاع، ويجب أن يعملوا بجدية على تحقيق هذه الرؤية مع الالتزام بالقيم الأساسية للشركة.
  • بناء الثقة والتواصل: يجب على القادة الجدد بناء علاقات قوية مع فرق العمل وتعزيز التواصل المفتوح والشفاف لضمان التفاهم وتحقيق الأهداف المشتركة.
  • التفكير الاستراتيجي والابتكار: يجب أن تكون لدى القادة الجدد القدرة على التفكير بأسلوب استراتيجي والبحث عن فرص جديدة للابتكار وتحسين عمليات الشركة.
  • إدارة التغيير والتكيف: يجب أن يكون القادة الجدد قادرين على إدارة التغيير بفعالية وتحفيز فرق العمل على التكيف مع التحولات في السوق والصناعة.
  • الاستثمار في تطوير الموظفين: يجب على القادة الجدد الاستثمار في تطوير الموظفين وتدريبهم لتعزيز مهاراتهم وزيادة كفاءاتهم؛ ما يسهم في تحقيق أهداف الشركة على نحو أفضل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي