كيف يبدو سوق العمل لخريجي الجامعات اليوم؟

3 دقائق
shutterstock.com/Karuna Tansuk
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تدخل الدفعة الأخيرة من خريجي الجامعات إلى سوق العمل. وكالعادة، سيقوم الخريجون بعمل جيد نسبياً. ويكون معدل البطالة منخفضاً باستمرار ومعدل الأرباح أعلى باستمرار بالنسبة لحاملي الشهادات الجامعية مقارنة بغيرهم.

وفيما يخص الخريجين الجدد، فإنّ حالة سوق العمل لها آثار مهنية غنية عن التعريف، وتتجاوز الحصول على الوظيفة الأولى. سيتعلم الأشخاص، الذين يتخرجون ويدخلون سوق عمل قوية، خلال مساراتهم المهنية، أكثر ممن يتخرجون في فترات الركود. وعندما يحدث الركود في نهاية الأمر، يتمتع الأشخاص من حاملي الشهادات الجامعية بحماية أكبر، بينما يكون غيرهم في مواجهة خطر أكبر يتمثل في البطالة أثناء فترات الانكماش الاقتصادي.

ما وجه الاختلاف بين وضع سوق العمل للموظفين الجدد اليوم والأمس؟

اعتباراً من أبريل/نيسان 2019، بلغت نسبة البطالة في الولايات المتحدة 3.6% فقط، وهي أدنى مستوياتها منذ 50 عاماً تقريباً (رغم أنّ قياساً أعم للعمالة يشمل أشخاصاً من خارج سوق العمل، وهو معدل العمالة بين الأشخاص في مقتبل العمر، عاد إلى مستواه ما قبل الركود).

غير أنّ سوق العمل نادراً ما تبدو بالنسبة للخريجين الجدد على أنها سوق عمل بشكل عام. ويتمثل أحد الأسباب لذلك في أنّ الخريجين الجدد، ممّن هم بين 22 و27 عاماً وحصلوا على شهادة البكالوريوس وانتهوا من الدراسة، يميلون إلى التجمع في وظائف وقطاعات محددة.

المهنةمؤشر الخريجين الجدد
1مدراء الدعاية والإعلان5.7
2الخبراء الأكتواريون5.5
3المحللون الإخباريون والصحفيون والمراسلون5.3
4كتّاب القانون القضائي5.3
5المحللون الماليون4.5
6مهندسو النفط والتعدين والجيولوجيا4.5
7علماء الزراعة والأغذية4.5
8مخططو الاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات4.4
9المعالجون الترفيهيون4.3
10المحللون الائتمانيون4.3
المصدر: تحليل “إنديد” (Indeed) لعام 2018 لبيانات خمس سنوات لاستبانة المجتمع الأميركي
ملاحظة: المؤشر هو نسبة الخريجين الجدد في تلك الوظيفة مقسومة على نسبة جميع الموظفين في تلك الوظيفة. يحمل الخريجون الجدد الذين تبلغ أعمارهم 22 إلى 27 عاماً شهادة البكالوريوس، وليسوا ملتحقين بالدراسة.

ويتضاعف إلى خمس مرات احتمال أن يصبحوا مدراء دعاية وإعلان وخبراء أكتواريين وصحفيين وكتّاباً قانونيين، كما العمال بشكل عام. ومن المحتمل على نحو غير متكافئ أن يصبحوا محللين ماليين ومحللي ائتمان ومهندسين جيولوجيين وعلماء زراعيين. وعلى الجانب الآخر، يعمل قلة من الخريجين الجدد كسائقي حافلات، أو يعملون في التدبير المنزلي أو البناء أو التصنيع.

يبدو سوق العمل للموظفين الجدد اليوم قوياً، ولكنه لا يحطم الأرقام القياسية التاريخية. فوفقاً لمحللين جدد من البنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، كان معدل البطالة بين الخريجين الجدد في ديسمبر/ كانون الأول 2018 يساوي 3.7%، وهو لا يقل كثيراً عن 3.8% بالنسبة لسوق العمل الإجمالي. وهذا هو الاختلاف الأصغر منذ بدء سلسلة البيانات تلك عام 1990. وقد كان معدل البطالة بين الخريجين الجدد عادة يساوي نقطة مئوية كاملة تحت معدل البطالة العام. ويعتبر معدل البطالة بين الخريجين الجدد اليوم أعلى مما كان عليه في أواخر عام 2006 حتى بدايات عام 2008 وخلال فترة التوسع بين عامي 1997 و2001.

وتوجد بعض علامات الخطر الأخرى. يزيد ميل الخريجين الجدد للعمل بشكل جزئي في وظائف لا تتطلب شهادة جامعية اليوم، مقارنة بما كان عليه الوضع بين عامي 1998 و2003. وإضافة إلى ذلك، لم يكن متوسط دخل الخريجين الجدد أعلى في عام 2018 مما كان عليه في عامي 2000 و1990 (بعد تعديله لمراعاة عامل التضخم)، وقد زاد تفاوت الدخل بين الخريجين الجدد في تلك الفترة. وكل هذا يعني أنّ الربع الأدنى من الخريجين الجدد يجني اليوم أقل مما كان عليه الوضع في السابق.

ومع ذلك، فإنّ الخريجين الجدد واثقون في سوق العمل الحالي، وهم واثقون جداً إلى درجة أنه يزيد سعيهم للعمل في الجوانب الإبداعية والخدمة المجتمعية أكثر من الوظائف مرتفعة الأجور التي تتسم بمستويات خطر متدنية محتملة. وعلى موقع Indeed.com، يزيد احتمال اطّلاع الخريجين الجدد على وظائف في مجال الفنون والتسلية، إلى جانب الخدمة المجتمعية، مقارنة بما كان عليه الوضع قبل أعوام قليلة. وفي المقابل، يقل احتمال اطّلاعهم على منشورات لوظائف مالية وأخرى ترتكز على الكمّ (بما فيها وظائف الخبراء الاقتصاديين، للأسف!).

لم تتغير ثقتهم بالكامل، ويتعين أن يكون مستقبل العمل مبشّراً بالنسبة للخريجين الجدد. تقترح التصورات الأخيرة للحكومة نمو الوظائف التي تتطلب شهادة جامعية أو عليا خلال العقد القادم بنفس سرعة الوظائف التي تتطلب شهادة مدرسة ثانوية فحسب. وإضافة إلى ذلك، إذا انتهى الحال بالروبوتات والخوارزميات بإزالة الوظائف، فسيكون العمال المتعلمون في الجامعات في مواجهة خطر أقل. وبينما يعمل 62% من الأشخاص الذين يحملون شهادة المرحلة الثانوية فقط في مهن “روتينية” أكثر عرضة للأتمتة، فإنه يعمل فيها 28% فقط من الأشخاص الحاصلين على درجة البكالوريوس و11% فقط من أصحاب الشهادات العليا.

وبأخذ كل ذلك في الحسبان، يمكن لخريجي يومنا الحالي التطلع للدخول في سوق العمل. وعلى الرغم من أنّ مستويات البطالة والعمل الجزئي للخريجين الجدد ليست منخفضة كما كانت في فترات الازدهار الأخيرة، وعلى الرغم من أنّ الأجور لم تتزحزح قيد أنملة، يتعين على سوق العمالة القوي وضعها في مسار أقوى للعمالة والأجور مقارنة بمن تخرجوا مبكراً في هذا الاكتشاف. ويتعين أن تقدم لهم شهاداتهم الجامعية بعض الحماية من تراجع الدورة الاقتصادية ومستقبل العمل الغامض على حد سواء.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .