كيف تبني سمعة قيادية على طريقة أوبرا وينفري؟

2 دقائق
سمعة القيادة
shutterstock.com/Everett Collection
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لكل قائد علامته التجارية، فسواءٌ استُخدم هذا المصطلح أو لا، فإن لدى القادة شخصية مميزة تعكس ما يفعلونه وكيف ينظر الآخرون إليهم، وهي ما أسمّيه بـ “سمعة القيادة”.

من أبرز الأمثلة على بناء سمعة القيادة المذيعة أوبرا وينفري، التي أنهت برنامجها الحواري الشهير في عام 2011. من خلال التحليل الإدراكي الذي أجراه، يرى كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، ديفيد كار، أنه يكمن سر علامة وينفري التجارية وعمرها المهني الطويل في تجنّب أمور وفعل أخرى، فهي لم تُفرط في التسويق ولم تطرح شركتها للاكتتاب العام فتحكمت في منتجاتها ومن ثم صورتها وذلك على خلاف مارثا ستيوارت. من ناحية أخرى فقد ظلت وينفري دائماً صادقة مع نفسها وكما قالت لشريكتها التجارية غايل كينج قبل سنوات: “لا أعرف ما يخبئه المستقبل، ولكني أعرف من بيده مستقبلي”.

يمكن لأي قائد أن يستقي دروساً من قصة السمعة القيادية لأوبرا، أولها هو أن تدرك أن سمعتك القيادية هي ما تطوره إضافة إلى نظرة الآخرين، صحيح أن التوازن بين الواقع والمُتصوَّر قد يختل إذا لم تكن حذراً، لكن كما أظهرت أوبرا، ليس تحقيق هذا التوازن مستحيلاً.

فيما يلي بعض الدروس التي تمكّنك من بناء سمعتك القيادية الإيجابية:

ترجم أقوالك إلى أفعال

الكلام سهل، لكن الكثير من القادة المفترضين ينسحبون عندما يتحتم عليهم اتخاذ قرارات صعبة، أما أولئك الذين يسعون لأن يكونوا مُثُلاً يحتذى بها فهم مستعدون لاتخاذ مثل هذه القرارات وتحمّل المسؤولية عن عواقبها، كما أنهم جاهزون لمساعدة الزملاء والمرؤوسين المباشرين، وهؤلاء هم القادة الذين يمكن اللجوء إليهم والذين يبذلون جهداً إضافياً عند الضرورة. لا يوجد محفز أقوى من رؤية رئيس العمل يقاسم الموظف عبئاً شاقاً في الأوقات الصعبة.

استند إلى مبادئك

تمسّك بمبادئك سواء فيما يخص العمل لأنها تحدد جودة عملك ومدى اهتمامك به، أو فيما يخص قيمك إذ تحدد المبادئ سلوكك أيضاً. حينما يرى الموظفون رئيسهم مُصراً على إنجاز العمل بحسب الأصول في مواجهة المنافسة من داخل المؤسسة وخارجها، فإنهم سيثقون به ويتبعون نهجه. على سبيل المثال، تأكد من تعويض الموظفين (إما نقدياً وإما من خلال الإجازات) عن العمل الإضافي وامنحهم التقدير الكافي حينما يحسنون العمل.

احرص على النزاهة

النزاهة هي حجر الأساس لإنجاز العمل بطريقة سليمة ومن ثم بناء سمعة القيادة، ويتضمن ذلك معاملة الناس باحترام بصرف النظر عن وظائفهم. اِعمل لصالح المؤسسة أولاً ولمصلحة نفسك ثانياً، وتوخَّ في تصرفاتك احترام عملك والأشخاص الذين يعملون معك، وتذكّر أن التحدث عن النزاهة لا يكفي فالمهم هو أن تلتزم أنت وزملاؤك بها.

لا تقتصر النزاهة على تعاملات الشركات الكبرى، بل تتضمن المسائل البسيطة أيضاً، على سبيل المثال، خلال الأوقات الصعبة سافر عبر الدرجة الاقتصادية بدلاً من درجة رجال الأعمال.

قد يظن البعض ممن يقرأ كلامي هذا بأنه هراء، ويقول: “مهمة القائد هي أن يعرف كيف يقود الآخرين لا أن يقلق بشأن صورته”، وهذا صحيح جزئياً فقط فمهمة القائد تتمحور حول حمل الآخرين على أن يحذوا حذوه ويثقوا به فالثقة ركن ضروري للقيادة، والسمعة القيادية (نظرة الناس إليك) أمر بالغ الأهمية لجلب المؤيدين.

النقطة الأخيرة هي أن القائد يرتكب الأخطاء، والعنصران اللذان يساعدانه على التعافي هما قوة سمعته القيادية وقوة إحساسه بذاته. سيغفر الناس لك أي خطأ ترتكبه حينما يثقون أن نواياك كانت حسنة، وهذا لا ينطبق فقط على الأخطاء التي ترتكبها من الناحية العملية، بل على أخطائك تجاه الأشخاص أيضاً، فإذا أحسنت العمل، ولكنك اتخذت قراراً خاطئاً بشأن منتج أو عملية ما، أو حتى أهنت زميلاً، فستكون السمعة القيادية القوية شبكة الأمان بالنسبة إليك. وما دمت تتصرف بسرعة وتصلح أخطاءك، يمكنك استعادة الثقة لأنك خلقت إرثاً من حسن النية.

باختصار، سمعة القيادة هي انعكاس لمصداقيتك، فطوّرها بحكمة وامنحها اهتماماً وسترى كيف ستساعدك على إنشاء روابط ثقة قوية مع متابعيك، وإذا كان لديك أي شك، فاسأل أوبرا.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .