أحياناً عندما تجد نفسك في حيرة بشأن مشروعك الحياتيّ القادم، قد تأتيك النصيحة الجيدة من مصدر غير متوقع على الإطلاق، مثلما حدث في صالون التجميل الذي زرتُه!
كانت مزينة الشعر (جوان)* تقص أطراف شعري، وكانت تفكر في خططها المقبلة لحياتها المهنية بصوت مرتفع. ولم يكن قص الشعر سوى جزء واحد من مصادر دخلها، فإضافةً إليه كانت محترفة في تقديم الرعاية، وكانت تمتلك شاحنة يعمل عليها زوجها. ولكن زوجها كان سيترك عمله قريباً، فكانا يتساءلان: ماذا بعد؟
وفي حوارنا القصير الذي انتهى بتمام قص شعري، تمكنتُ من التقاط ثلاث خصائص رافقت نجاح جوان، وأعتقد أنها مفيدة لأي رائد أعمال، وهي:
أن تكون عملياً
ذكّرني إصغائي إليها وهي تفكر بصوت عالٍ أن رواد الأعمال الناجحين يعرفون كيف يحافظون على الواقعية والطابع العملي. فأولاً، يستمدون الإلهام بملاحظاتهم الشخصية، ويطورون الأفكار من الاحتياجات التي يرونها في العالم المحيط بهم. وثانياً، يبلورون خطة محددة وملموسة. ومن المحتمل أن يعدّلوا الخطة ويغيروها في أثناء سير العمل، ولكنهم يركزون دائماً على الحصول على نتيجة جيدة.
أن تكون هادفاً
يسعى الأشخاص الذين يتمتعون بنظرة عملية إلى اقتناص الفرص التي تحمل قيمة إضافية، لا الفرص التي تبدو "مميزة" فحسب، فمن السهل نسيان الفرق بين الصفتين، خصوصاً في المؤسسات الراسخة. ويركزون على تقديم منتجات وخدمات يحتاج إليها العملاء ويدفعون المال للحصول عليها. فمثلاً عمل جوان الآخر في تقديم الرعاية يمثل خدمة مطلوبة على الدوام.
أن يكون صبرك نافداً
لا شك في أن الصبر صفة إيجابية مفيدة في بعض الحالات، ولكن قلة الصبر مفيدة لرائد الأعمال أيضاً! فجوان تتوق إلى تحقيق ما تسعى إليه كي تواصل تحقيق الأرباح التي تضمن لها حياة مريحة. وعندما يحين وقت تقاعد زوجها من العمل على الشاحنة، ستكون مستعدة بمشروع آخر. فطموحها واندفاعها يجعلانها لا تطيق صبراً لتحقيق النجاح، وهذا الحافز يزيد فرصها لبلوغ هذا الهدف.
وثمة صفة واحدة مشتركة بين رواد الأعمال الناجحين، وهي: إدراكهم أن الإلهام غير مجد من دون بذل الجهد .وفي جلستي على كرسي جوان لـِ 15 دقيقة، تحدثنا عن ثلاثة مجالات مختلفة تعمل فيها: الخدمات الشخصية، والرعاية الصحية، والنقل. لذا يجب على الأشخاص الذين يعملون لصالح أنفسهم أن يعتمدوا على مبادراتهم واندفاعهم الشخصي.
ويستمتع الأشخاص من أمثال جوان بالعمل لصالح أنفسهم لأن هذا يتيح لهم درجة أعلى من الاستقلالية. وبإدراكنا أن عمليات التوظيف ما تزال بطيئة في الشركات الكبيرة أعتقد أننا سنشهد ظهور المزيد من رواد الأعمال على شاكلة جوان. وقد يعتمد مستقبل اقتصادنا على أشخاص مثل هؤلاء، سواء كانوا يديرون شركة لتصفيف الشعر، أو لتصنيع المجاهر.
إن الأشخاص القادرين على التفكير والتخطيط للمستقبل لا يقلقون في الظروف التي ينعدم فيها اليقين، ويمتلكون ما يكفي من الانضباط لبذل جهد كبير في العمل، وهم ذخر لأي بلد، ويجب أن نجد الوسائل اللازمة للاستثمار بهم.