ملخص: تُعدّ شركة سال المتخصصة في الحلول والخدمات اللوجستية من أكبر الشركات في هذا المجال في المملكة العربية السعودية وفي المنطقة، وهي ملتزمة بدعم بدعم رؤية المملكة 2030، مع تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، الهادفة إلى جعل المملكة منصة لوجستية عالمية ومركزاً دولياً لخدمة الشحنات، ورفع الطاقة الاستيعابية للمحطات الرئيسية للوصول إلى 4.5 ملايين طن بحلول عام 2030، وزيادة عدد المسافرين جواً إلى 330 مليون مسافر. في هذا المقال، نسلّط الضوء على محورين رئيسين تركّز عليهما سال لتحقيق أهدافها: 1. عقد الشركات الواعدة، 2. التعامل مع مختلف أصحاب المصلحة على المستوى الوطني.
بلغ حجم سوق اللوجستيات العالمي في عام 2023 حوالي 9 تريليونات دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى 22 تريليون دولار بحلول عام 2033. وهذا النمو يعكس الدور المهم لقطاع الخدمات اللوجستية في تعزيز نمو الاقتصاد العالمي، إذ يمكنه تسهيل حركة الشحنات عبر الحدود؛ ما يدعم التجارة الدولية، ويضمن وصول المواد الخام والسلع والمعدات إلى الشركات والمستهلكين على حد سواء، ويسهم أيضاً في تعزيز الاستثمارات الأجنبية.
قطاع متنامٍ
تولي دول عديدة أهمية قصوى للخدمات اللوجستية، وتضع استراتيجيات خاصة بالنقل واللوجستيات، لا سيما في منطقة آسيا، مثل المملكة العربية السعودية التي أطلقت الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وتقدّر قيمة المشاريع والمبادرات الخاصة بها بنحو 600 مليار ريال (ما يعادل 159 مليار دولار) حتى 2030 بهدف تطوير القطاع، خاصة أن الدولة تتمتع بموقع جغرافي يمكنه أن يربط أسواقاً عالمية يعيش فيها أكثر من 6 مليارات نسمة.
وخلال الربع الثاني من عام 2024، كان قطاع الخدمات اللوجستية في السعودية الأكثر نمواً بين 10 قطاعات واعدة بنسبة بلغت 76% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2023. في الوقت نفسه، تعمل الشركات السعودية على تطوير خدماتها بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وتقديم حلول عالمية المستوى، وتوفير قيمة مضافة لأصحاب المصلحة جميعهم، سواء عبر مبادراتها أم تحسين التكامل مع أنماط النقل المختلفة.
شراكات واعدة
يبرز تطوير الشراكات إلى دعم القطاعات وتمتين علاقات أصحاب المصلحة، وعلى سبيل المثال اتفاقية التعاون التي عقدتها شركة سال المتخصصة في مجال الحلول والخدمات اللوجستية في أنحاء المملكة، في 20 أغسطس/آب 2024، مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع ممثلة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية. وبموجب هذه الاتفاقية، اتفق الطرفان على تطوير شراكة في 8 مجالات رئيسية هي: مشاركة الخدمات، وتوجيه المستثمرين، والتكامل اللوجستي، وتبادل المعلومات، والتكامل والتواصل، والتعاون مع الجهات ذات الصلة، وربط الموانئ بالمطارات، وتعزيز الخدمات اللوجستية. كما سيشارك الطرفان الخدمات بما يتضمن التعاون في مجالات الخدمات اللوجستية والشحن التي تقدمها سال، إذ تقدم الشركة خدماتها الخاصة بمناولة الشحنات، إضافة إلى الحلول اللوجستية والخدمات الخاصة بقطاع التخزين والتوصيل؛ خاصة مع خبرتها الكبيرة في هذا المجال.
وتهدف اتفاقية التعاون أيضاً إلى توجيه المستثمرين الحاليين والمحتملين في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، علماً أن حجم الاستثمارات في المدينة يقدَّر بنحو 120.9 مليار ريال (32.2 مليار دولار)، للاستفادة من خدمات سال اللوجستية ومن الأنظمة والمرافق التي تمتلكها فضلاً عن الكوادر البشرية اللازمة لدعم خدماتها المتكاملة لتشمل مراحل النقل الجوي والبري والبحري.
وتطرقت اتفاقية التعاون إلى أهمية تعزيز التكامل اللوجستي بين الممرات البحرية والجوية في ميناء مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، والذي يتميز بموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر بالقرب من دول القرن الإفريقي والأسواق الناشئة ما جعله نافذة لعمليات الاستيراد والتصدير، والمحطات اللوجستية التابعة لشركة سال. فالشركة تعمل في 18 محطة داخل مطارات المملكة، وتتولى مناولة أكثر من 95% من الشحنات الواردة والصادرة والعابرة عبر مطارات السعودية.
يتطلع الطرفان إلى تبادل المعلومات المتعلقة بالفرص التجارية والترويجية، بين سال ومدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، خاصة أن المدينة تعتبر من أهم الممكنات اللوجستية لتعزيز مزايا جازان التنافسية التي تقع على أحد أهم طرق الملاحة والتجارة في العالم. كما تهدف الاتفاقية إلى تعزيز سبل التكامل بين منطقة جازان الحرة ومحطة الشحن الجوي في مطار الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي في جازان، والتي تديرها شركة سال.
التعامل مع أصحاب المصلحة
ركزت اتفاقية التعاون على أهمية عمل الطرفان على نحو تفاعلي مع الجهات ذات الصلة بقطاع النقل، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك؛ لمعالجة التحديات في أثناء تحسين الخدمات اللوجستية وتطويرها في منطقة جازان، فضلاً عن ربط مطار جازان بالمطارات الرئيسية الأخرى عبر نقل الشحنات الصادرة والواردة بالاستعانة بخدمات الربط البري (Road Feeder Services) لزيادة النشاط اللوجستي في مطار جازان. كما تهدف الاتفاقية إلى الترويج للخدمات اللوجستية والمبادرات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي من قبل الطرفين بعد الحصول على الموافقة المتبادلة.
وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة سال للخدمات اللوجستية، فيصل البداح، إن الشراكات الاستراتيجية أدت دوراً أساسياً في تحفيز نموّ الشركة. وبلغت إيرادات سال نحو 1.5 مليار ريال (399 مليون دولار) في عام 2023، مثّل قطاع الحلول اللوجستية 16% منها، بينما تجاوز صافي الأرباح 1.3 مليون دولار، بنمو يزيد على 40% على أساس سنوي.
وتلتزم سال بدعم رؤية المملكة 2030، مع تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، الهادفة إلى جعل المملكة منصة لوجستية عالمية ومركزاً دولياً لخدمة الشحنات، ورفع الطاقة الاستيعابية للمحطات الرئيسية للوصول إلى 4.5 ملايين طن بحلول عام 2030، وزيادة عدد المسافرين جواً إلى 330 مليون مسافر.