هارفارد بزنس ريفيو العربية: شركة سال هي شركة وطنية تنشط في تقديم خدمات المناولة الأرضية للشحن الجوي والحلول اللوجستية في المملكة العربية السعودية. كيف حافظت الشركة على مكانتها على الرغم من الظهور المتنامي لشركات تقديم الخدمات اللوجستية المحلية والعالمية؟
البداح: انطلقت شركة سال فعلاً في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، عندما استقلت عن الشركة السعودية للشحن، واستفادت من خبرتها التراكمية التي تمتد لأكثر من 70 عاماً في هذا القطاع. وبعدها، واصلت سال عملها بخطى ثابتة ورؤية واضحة نحو تحقيق أهدافها المنشودة في تطوير ونمو قطاع الخدمات اللوجستية في المملكة، وتحقيق التفوق المطلوب لرفع مستوى المنافسة.
تحرص سال على استمرارية تحدي نفسها لتحقيق نمو أكبرإيماناً منها بأنها تتنافس أولاً مع نفسها قبل الآخرين. لذا يجسد موظفي سال قيم الالتزام بالابتكار، والجودة، والكفاءة في جميع الأعمال، فضلاً عن تسخير الخبرات وإمكانياتها لتقديم أفضل الخدمات لعملائها، ومواكبة فرص النمو في القطاع؛ ما منحها التميّز والتفوق على المنافسين.
تمتلك سال مزايا تنافسية كبيرة في قطاع الخدمات اللوجستية، بدايةً من سجل حافل لخدمات مناولة الشحنات في أربعة مطارات رئيسية (الرياض، جدة، الدمام، المدينة المنورة)، بالإضافة إلى 18 مطاراً إقليمياً وداخلياً في المملكة تقدم فيه سال خدماتها. وعملت سال على التوسع في القطاع اللوجستي عن طريق إطلاق وحدات عمل استراتيجية إضافية شملت قطاع الحلول اللوجستية وقطاع التخزين والتوصيل، مع خطط للتوسع في قطاع مناولة الركاب قريباً. ونعمل أيضاً على زيادة قاعدة عملائنا والذي يتجاوز عددهم حالياً 160 عميل من القطاعين الحكومي والخاص كما لا نغفل في سال عن دور التمكين الرقمي في رفع كفاءة العمليات ورفع رضا العملاء، حيث نتبنى أحدث الأنظمة المتخصصة في قطاعي مناولة الشحنات وقطاع الحلول اللوجستية. وتمتلك سال شبكة حلول خدمات لوجستية عالمية واسعة، عبر شبكة عالمية تغطي أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية وجنوب إفريقيا. كل هذه الإنجازات يأتي خلفها فريق إداري متمرس يمتلك رؤية ثاقبة وقوى عاملة مؤهلة ومدربة وخطط واضحة تدعم الاستدامة البيئية والاجتماعية والحوكمة.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: تحمل رؤية المملكة 2030 هدفاً طموحاً بتحويل المملكة إلى منصة لوجستية عالمية. ما هو دوركم في تحقيق هذا الهدف؟
البداح: بكل تأكيد تلعب سال دوراً مهماً في دعم رؤية المملكة 2030، والاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، والتي تهدف إلى جعل المملكة منصة لوجستية عالمية، ومركزاً دولياً لخدمة الشحنات، والارتقاء بكافة خدمات ووسائل النقل، وتعزيز التكامل في منظومة الخدمات اللوجستية لدعم مسيرة التنمية الشاملة في المملكة. وتشارك سال في تحقيق مستهدفات هذه الاستراتيجية بالاستثمار في رفع الطاقة الاستيعابية للمحطات الرئيسية لتسهم في تحقيق مستهدفات القطاع للوصول إلى 4.5 مليون طن بحلول عام 2030، وزيادة عدد المسافرين جواً إلى 330 مليون مسافر.
كما تدعم سال تحقيق هذه الاستراتيجية من خلال دورها في قطاع الحلول اللوجستية، وقدراتها القوية في الشحن الجوي والبحري والبري، ومن خلال الاستثمار في قطاع التخزين والتوصيل لدعم حركة التجارة الإلكترونية في المملكة.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: تُعتبر العمليات اللوجستية قلب الاقتصاد الحديث، وازداد الشعور بأهميتها بعد جائحة كوفيد-19. كيف تسهم شركة سال السعودية للخدمات اللوجستية في نمو وكفاءة قطاع الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد في المملكة العربية السعودية؟
البداح: تكمن قوة شركة سال السعودية للخدمات اللوجستية في مجال مناولة الشحنات لمختلف شركات الطيران في المنافذ الجوية في المملكة. وتتعامل سال مع 95% من حجم الشحنات الجوية في مطارات المملكة، بالإضافة إلى دورها في تقديم خدمات الحلول اللوجستية المتكاملة لشركائها في قطاعات الرياضة والترفيه والثقافة والفنون وقطاع قطع الغيار للطائرات المدنية والعسكرية وغيرها من القطاعات. وتهدف إلى المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تولي اهتماماً بالغاً لهذا القطاع الحيوي والهام، لجعل المملكة منصة لوجستية عالمية ومركزاً دولياً لخدمة البضائع والشحنات.
ومن هذا المنطلق، تسهم شركة سال بفاعلية في دعم قطاع الخدمات اللوجستية ونموه حتى في أكثر الأوقات تحديًا مثل جائحة كوفيد-19. فقد نجحت سال في أثناء الجائحة في تطوير إمكانيات محطتها في الرياض وتزويدها بأحدث تقنيات التخزين والتبريد المتخصصة بقطاع الأدوية الطبية، وحققت نجاحاً في استلام وتسليم اللقاحات، مما أسهم في منحها جائزة بطل الجائحة 2021 المقدمة من لجنة جوائز النقل واللوجستيات في الشرق الأوسط.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: لسال دور كبير في دعم الصادرات الوطنية عبر رفع تنافسية المنتجات الوطنية وتسهيل وصولها للأسواق الدولية. حدثنا عن جهودكم في هذا الإطار؟
البداح: نسعى إلى دعم الصادرات الوطنية وتسخير خبرتنا وإمكانياتنا في دعم إيصال المنتجات السعودية إلى العديد من دول العالم. ومن هذا المنطلق، نجحت سال في توقيع العديد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون المشتركة مع جهات حكومية وشركات خاصة عدة، من بينها هيئة تنمية الصادرات السعودية " الصادرات السعودية"، وذلك بهدف تعزيز العمل المشترك بين الطرفين من خلال المشاريع والمعارض والمبادرات التي تسهم في توسيع دائرة التصدير، والترويج للسلع والخدمات السعودية وتسخير كافة الإمكانات لتنمية وتعزيز الصادرات السعودية في الأسواق العالمية.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: تشارك سال في رعاية العديد من الفعاليات الرياضية وغيرها. هل تستهدفون بذلك الجمهور العام مع أنكم تعملون مع القطاعات الحكومية والشركات الخاصة؟
البداح: نحرص في شركة سال على دعم مختلف الفعاليات الوطنية خاصة المرتبطة بقطاع الخدمات اللوجستية من أجل نمو وتطوير هذا القطاع الهام. وكذلك نسعى إلى التعريف بعلامتنا التجارية من خلال دعمنا وتواجدنا في العديد من الفعاليات الرياضية والأكثر شعبية، وذلك لإيماننا بأهمية وعي الناس بالعلامة التجارية الذي يتحقق عبر قربها للجمهور العام واهتماماتهم. ونستهدف منها أيضاً إبراز قدراتنا في تقديم خدمات لوجستية متخصصة لهذه القطاعات الواعدة والتي تحتاج لمثل هذا النوع من الخدمات المصممة خصيصاً لاحتياجاتهم.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: مع نمو التجارة الإلكترونية، كيف طوّرت شركة سال أعمالها للتكيف مع تلبية احتياجات تجار التجزئة والعملاء عبر الإنترنت؟
البداح: تولي سال اهتماماً خاصاً بتجارة التجزئة والتجارة الالكترونية لمواكبة النمو المتزايد في هذه القطاعات وذلك من خلال استحداث قطاع جديد في خدمات التخزين والتوصيل لتلبية احتياجات هذه السوق المتنامية. فقد شهدت السنوات الأخيرة انتشاراً ملحوظاً للتجارة الالكترونية في سوق التجزئة بالمملكة، وسجلت هذه السوق معدل نمو سنوي مركباً بنسبة 31% خلال الفترة من 2011 حتى 2021. وفي عام 2021 بلغت سوق التجزئة للتجارة الالكترونية في المملكة ذروتها ووصلت إلى نحو 36,2 مليار ريال تقريباً، وهو ما يعادل حوالي 9.3% من إجمالي سوق التجزئة الوطنية.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: ما هي الخطوات التي اتخذتها شركة سال لضمان الاستدامة والممارسات الصديقة للبيئة في عملياتها؟
البداح: تحرص سال دائماً على تحقيق الاستدامة والمحافظة على البيئة في قطاعي النقل والخدمات اللوجستية. ومن هذا المنطلق، نجحت الشركة في توقيع اتفاقيات عدة في هذا المجال من بينها الاتفاقية مع برنامج استدامة الطلب على البترول، لاستبدال منصات التحميل الخشبية بمنصات التحميل البلاستيكية، مما يسهم في إثراء المحتوى المحلي، والمحافظة على البيئة، وتحقيق الاستدامة. فيسهم استخدام المواد البلاستيكية البوليمرية في تصنيع منصات التحميل في تحقيق فوائد اقتصادية وبيئية مهمة للمملكة، باعتبارها أكثر استدامة، وأقل إنتاجاً للانبعاثات الكربونية، كما أنها قابلة لإعادة التدوير والاستعمال، وتحافظ على الغطاء النباتي، فإنتاجها لا يتطلب قطع الأشجار، إضافة إلى كونها ذات دورة حياة أطول، مما يجعلها أكثر كفاءة اقتصادياً.
كما بادرت سال أيضاً بالاعتماد على رافعات شوكية تعمل بالكهرباء بدلاً من الديزل، لما لهذا النوع من المعدات من قدرة على العمل لفترات طويلة معتمدةً على الطاقة الكهربائية، وبالتالي تؤدي إلى رفع الكفاءة وزيادة الإنتاجية، والمساهمة في المحافظة على البيئة بخفض الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الهواء في مكان العمل.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: كيف تضمن الشركة تدريب موظفيها وتجهيزهم للتعامل مع العمليات اللوجستية المعقدة؟
البداح: تُعتبر الموارد البشرية العمود الفقري والركيزة الأساسية لنجاح أي شركة. ولذلك تحرص شركة سال دائماً على استقطاب موظفين متميّزين وشغوفين وحريصين على تطوير العمل. وتسعى باستمرار لتوفير بيئة عمل مثالية ومحفزة تساعد الموظفين على الإبداع وزيادة الإنتاجية. فاعتمدت الشركة خمس برامج رئيسية تهدف إلى تطوير مهامها وخطتها الاستراتيجية ورؤية المساهمين، وهي: احتواء التكاليف، وتحسين تجربة الموظف، وتسخير التقنية، ورفع مستوى الموارد البشرية، وتطوير الأداء.
ونجحت سال في إطلاق برنامج (مسار) التدريبي وتخريج 250 موظفاً في محطات سال حول المملكة، وهو برنامج يستخدم تقييمات مكثفة والتدريب الفردي للمساعدة في تعزيز التعلم الذي يحقق أهداف الشركة، ويتماشى مع رؤية المملكة 2030. ويركز البرنامج على القيادة اللوجستية والاستراتيجية لمساعدة القادة ليس فقط على تنمية أعمالهم، ولكن أيضاً على النمو كأفراد.
كما تهتم سال بالتدريب والتأهيل من خلال مدربين متخصصين في القطاع، وكذلك من خلال التعاقد مع شركات متخصصة في هذا المجال لتأهيل الموظفين وصقل مهاراتهم ورفع كفاءتهم الوظيفية، لتقديم أفضل أداء في الجوانب الفنية والسلوكية والإدارية لتحقيق أهداف الشركة وأهدافهم كأفراد.
هارفارد بزنس ريفيو العربية: ما هي الخطط المستقبلية لشركة سال؟
البداح: وضعت سال خطة استراتيجية واضحة من أجل إنشاء قطاعات أعمال جديدة، ورفع الكفاءة التشغيلية، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمحطات. كما تشمل خطتها الاستثمار في البنية التحتية لمرافق المحطات وتطويرها بما يلبي احتياجات عملائها، ويواكب تطلعات الشركة في تطوير قطاع الشحن والخدمات اللوجستية الذي يُعد من القطاعات الواعدة، لاسيما في ظل التطور الكبير الذي تشهده المملكة حالياً في شتى المجالات.
وتسعى سال إلى دعم الخطة الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، ورؤية المملكة 2030، من خلال جهودها البارزة في بناء بنية تحتية متطورة، وشبكة واسعة تغطي جميع أنماط النقل بحراً وجواً وبراً، لتطوير ونمو هذا القطاع الحيوي والمهم في المملكة؛ فضلاً عن حرصها الدائم على استخدام أحدث التكنولوجيا المتطورة في جميع أعمالها وخدماتها لتسهيل الإجراءات وتقديم أفضل الخدمات لعملائها وشركائها.
وتهدف سال إلى مواصلة مسيرة التطور والاستفادة من مركزها القوي في السوق وعلاقاتها الراسخة مع العملاء لتقديم خدمات إضافية مرتبطة بتشغيل محطات الشحن الأساسية. وتعمل أيضاً على تنفيذ خطط للاستفادة من الأسواق التي تتمتع بإمكانيات نمو كبيرة، إذ تتمثل الأهداف الرئيسية للشركة في زيادة العائدات والمحافظة على وضعها الريادي في مناولة الشحن ومراجعة خطة البنية التحتية والاستثمار في الحلول الرقمية وتحسين الأداء التشغيلي.