اطرح هذا السؤال في نهاية مقابلة العمل لتكتشف إن كانت بيئة العمل ملائمة لك

6 دقائق
ما الذي تحب فعله بعد العمل
shutterstock.com/Elena Dijour
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: “ما الذي تحب فعله بعد العمل؟”. قد يبدو هذا السؤال تافهاً، ولكن تحت مظهره الخارجي اللطيف ستجد إجابات حقيقية ستساعدك على فهم زملائك المحتملين في العمل على نحو أفضل، والتعرف إلى ثقافة المؤسسة، وتحديد مدى ملاءمتها لك عموماً. سيساعدك هذا السؤال على جمع 3 رؤى ذات قيمة موضحة فيما يلي.

  1. هل تتطلب الوظيفة العمل من التاسعة إلى الخامسة حقاً؟ يُزعَم في غالبية الوظائف أن نظام العمل التقليدي هو المتبع، ولكن إذا تردد محاورك أو إذا كانت إجابته غامضة بشأن الأنشطة التي يمارسها بعد العمل، فقد يكون هذا إشارة تحذيرية. على سبيل المثال، إذا علمت أن محاورك يصل إلى منزله في الثامنة مساءً دائماً، أو أن المواعيد النهائية تجبره على البقاء في المكتب حتى وقت متأخر، فمن المحتمل أن هذه الشركة لا تساعد الموظفين على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تكشف التفاصيل المتعلقة بأنشطة ما بعد العمل عن أمور أخرى ويمكن أن تعطيك لمحة عن اهتمامات زملائك الذين يُحتمَل أن تعمل معهم في المستقبل.
  2. هل يعاني الجميع الاحتراق الوظيفي؟ عندما تسأل المحاور عما يحب القيام به خارج نطاق العمل، ابحث عن أي علامات دالة على الإرهاق أو فتور الهمة أو الاحتقار في إجابته. يستخدم الأشخاص طرقاً مختلفة للاسترخاء بالطبع، ولكن انعدام الحماس حيال الأنشطة التي قد يجدها معظم الناس ممتعة أو تساعد على الاسترخاء هو علامة على الاحتراق الوظيفي.
  3. هل يحب الموظفون بعضهم بعضاً؟ من المفيد السؤال عن الأنشطة التي يمارسها زملاؤك المحتملون بعد العمل لمعرفة إذا ما كانوا على وفاق. فهل تحدَّث المحاور عن إقامة حفلات ولقاءات؟ أم يبدو أن الجميع يأتون إلى العمل من أجل الحصول على الراتب ثم يعودون إلى المنزل؟ على الرغم من أنك لست مطالباً بأن تكون ودوداً مع جميع زملائك في العمل، فمن المفيد أن يكون لديك حلفاء يمكنك اللجوء إليهم للحصول على إجابة عن الأسئلة اليومية.

 

لماذا تحب العمل هنا؟

ما الذي تريد تغييره في بيئة العمل؟

ما شكل النجاح في هذا الدور؟

نود جميعاً طرح بعض الأسئلة في نهاية مقابلة العمل، ولكن كم مرة تسفر هذه الأسئلة عن معلومات مفيدة عن المؤسسة وموظفيها؟

يحاول الطرفان تقديم أفضل ما لديهم في أثناء مقابلة العمل. فأنت تحاول ترك انطباع جيد وتوضيح كيف تجعلك مؤهلاتك مناسباً لهذا الدور. وفي الوقت نفسه، يحاول محاورك تعزيز صورة المؤسسة ومكان العمل دون التطرق إلى أي شائعات أو مشكلات هيكلية. ولهذا قد يكون من الصعب للغاية فهم إجاباته وتحديد هل ستكون المؤسسة مناسبة حقاً لك، بغض النظر عن اسم العلامة التجارية والراتب.

ثمة سؤال يمكن أن يساعدك على إيجاد الإجابات التي تبحث عنها: “ما الذي تحب فعله بعد العمل؟”. طرحت هذا السؤال في نهاية كل مقابلة عمل أجريتها. قد يبدو تافهاً، ولكن تحت مظهره الخارجي اللطيف ستجد إجابات حقيقية ستساعدك على فهم زملائك المحتملين في العمل على نحو أفضل، والتعرف على ثقافة المؤسسة، وتحديد مدى ملاءمتها لك بوجه عام.

سيساعدك هذا السؤال على جمع 3 رؤى ذات قيمة موضحة فيما يلي.

1. هل تتطلب الوظيفة العمل من التاسعة إلى الخامسة حقاً؟

يُزعَم في غالبية الوظائف أن نظام العمل التقليدي من التاسعة إلى الخامسة هو المتبع، ولكن إذا تردد محاورك أو إذا كانت إجابته غامضة بشأن الأنشطة التي يمارسها بعد العمل، فقد يكون ذلك إشارة تحذيرية. على سبيل المثال، إذا علمت أن محاورك يصل إلى منزله في الثامنة مساءً دائماً، أو أن المواعيد النهائية تجبره على البقاء في المكتب حتى وقت متأخر، فمن المحتمل أن هذه الشركة لا تساعد الموظفين على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تكشف التفاصيل المتعلقة بأنشطة ما بعد العمل عن أمور أخرى ويمكن أن تعطيك لمحة عن اهتمامات زملائك الذين يُحتمَل أن تعمل معهم في المستقبل.

طرحت هذا السؤال على فريق إجراء المقابلات في شركتي الحالية خلال الجولة الثانية من عملية التقديم. قال أحد الزملاء إنه كان “من عشاق الطعام” وكان يحب تجربة مطاعم جديدة. وعندما سألته عن آخر مطعم زاره، أوصى بمطعم أنيق لتناول الغداء، مع التحذير بأنني بحاجة إلى الحجز مسبّقاً. وسرعان ما تحدَّث جميع أعضاء الفريق عن المطاعم التي يذهبون إليها لتناول الغداء، فقد نشأ هذا الحوار العفوي للغاية من سؤالي البسيط.

دخلت الجولة الأخيرة من المقابلات مع الشخص الذي سيصبح مديري قريباً وأنا مفعم بهذه الطاقة الإيجابية. وكشفت إجابته عن تصور مريح للتوازن بين العمل والحياة الشخصية في المؤسسة. قال لي: “رُزقتُ أنا وزوجتي بطفل منذ 4 أشهر، لذلك فإننا مشغولان للغاية في الوقت الحالي. لكننا نحب التنزه في الطرقات القريبة مثل__”. أخبرني بأجزاء من حياته الشخصية طواعية، ما سمح لي برؤية الجانب الإنساني له. فمعرفة أن الموظفين والقادة يعطون الأولوية للترابط والرفاهة الشخصية وأن لديهم حياة خارج نطاق العمل منحتني الثقة.

إذا لم يكن الشخص الذي يجري معك المقابلة محدداً، فأتْبِع هذا السؤال بسؤال آخر: “كم مرة يُطلب من الموظفين العمل لساعات إضافية؟”. للحصول على صورة أشمل، يمكنك البحث عن تجارب الموظفين السابقة عبر المنصات الإلكترونية مثل غلاس دور (Glassdoor) أو عن طريق إجراء مقابلات استشارية. في أثناء بحثك الأعمق، ضع في اعتبارك أن البقاء لوقت متأخر في العمل قد لا يكون مطلباً رسمياً، بل سلوكاً متأثراً بالمعايير الثقافية. بالتأكيد يُتوقع منك أحياناً العمل بعد الساعات المحددة أياً كانت وظيفتك، لكن العمل لساعات إضافية بصورة متكررة ينبغي ألا يكون نمطاً، إذا لم يكن هذا توقعاً محدداً من البداية.

عند تقييم إجابات المحاورين، اسأل نفسك: ما مدى تقديري للتوازن بين العمل والحياة الشخصية؟ هل أنا على استعداد للعمل حتى وقت متأخر في أحيان كثيرة؟ هل أقبل أن يراسلني الزملاء بعد ساعات العمل؟ بعض الوظائف، مثل تلك التي في المجال المالي أو الطبي، معروفة بساعات العمل المكثفة. يتقبل الكثيرون نمط الحياة هذا، ولكنه ليس مناسباً للجميع. لذا، من المهم توضيح توقعات الشركة، ومعرفة إذا ما كانت تتوافق مع ما تريد، قبل توقيع عرض العمل.

2. هل يعاني الجميع الاحتراق الوظيفي؟

عندما تسأل المحاور عما يحب القيام به خارج نطاق العمل، ابحث عن أي علامات دالة على الإرهاق أو فتور الهمة أو الاحتقار في إجابته.

ذهبت ذات مرة إلى مقابلة مع مشرف محتمل وأنا أشعر بالثقة حيال الشركة والدور. كانت محادثاتي السابقة ومراسلاتي الإلكترونية مع أعضاء الفريق فعالة، وكان الراتب جيداً. ولكن عندما سألت المشرف عما يحب القيام به بعد العمل، أقلقني رده؛ قال إنه يحب العودة إلى المنزل و”النوم”، دون مزيد من التوضيح. أنا من محبي القيلولة، ولكن صراحته أثارت قلقي. إذ تشير حالة اللامبالاة هذه إلى أنه يشعر بإرهاق كبير. فهل ليس لديه الوقت أو الحماس أو الطاقة لفعل أي شيء بخلاف العمل والنوم؟

كانت هذه إشارة تحذيرية بالنسبة لي. كان عليّ أن أتخيل نفسي في هذا الدور، وأنا من مرؤوسي هذا الشخص: هل سأشعر بالرضا في بيئة العمل هذه؟ هل سيهتم بي مديري المحتمل، الذي بدا بالفعل غارقاً في مسؤولياته؟

عند دراسة إجابة المحاور، فكّر فيما يلي: هل يمارس الأنشطة التي أخبرني بها بحماس أم بلا مبالاة؟ على سبيل المثال، قد يرد أحد المحاورين في إحدى الشركات قائلاً: “أشاهد حالياً أحدث موسم من مسلسل تيد لاسو (Ted Lasso)، وأُركِّب لعبة ألغاز ذات ألوان متدرجة مكونة من ألف قطعة!”. بينما قد يقول محاور آخر: “أتصفح هاتفي في أثناء مشاهدة التلفزيون فحسب”. هذه الإجابات متشابهة، إلا أن هناك فرقاً واضحاً في الأسلوب. فأحدهما يعبر عن الإثارة بينما يدل الآخر على اللامبالاة.

يستخدم الأشخاص طرقاً مختلفة للاسترخاء بالطبع. إذ يستمتع بعضهم بممارسة هوايات إبداعية (مثل الرسم أو الموسيقى) أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية (مثل التطوع أو الألعاب الرياضية)، بينما يستمتع آخرون بإعادة شحن طاقتهم من خلال الاعتناء بالذات. لا يتعلق الأمر بما يقوله الشخص بقدر ما يتعلق بما يشعر به. لذلك فإن انعدام الحماس حيال الأنشطة التي قد يجدها معظم الناس ممتعة أو تساعد على الاسترخاء هو علامة على الاحتراق الوظيفي.

للتأكد من أنك لا تعتمد بشدة على افتراضاتك وتحيزاتك، يمكنك أن تطرح هذا السؤال أيضاً: “كيف يساعد المدراء على معالجة مشكلة الاحتراق الوظيفي الذي يصيب الموظفين؟”. ملاحظة: إذا قالوا إن الاحتراق الوظيفي لم يكن مشكلة قط، فهذا يعني على الأرجح أنهم يكذبون أو غير واعين بالمشكلة. بغض النظر عن مدى صحة مكان العمل، فإن الاحتراق الوظيفي أمر حتمي، لا سيما إذا لم يكن لدى المؤسسة خطة لمعالجته.

3. هل يحب الموظفون بعضهم بعضاً؟

من المفيد السؤال عن الأنشطة التي يمارسها زملاؤك المحتملون بعد العمل لمعرفة إذا ما كانوا على وفاق.

فهل تحدَّث المحاور عن إقامة حفلات ولقاءات؟ أم يبدو أن الجميع يأتون إلى العمل من أجل الحصول على الراتب ثم يعودون إلى المنزل؟ لا مشكلة في الخيار الثاني، ولكن نظراً إلى أننا نقضي ساعات أطول مع زملائنا أكثر من أحبائنا، فإن الأنشطة التي تسهم في ترابط الفريق وتعزيز روح الزمالة يمكن أن تُحدث فرقاً كبيراً يشمل زيادة الاندماج في العمل والإنتاجية (خاصة في البيئات الهجينة). على الرغم من أنك لست مطالباً بأن تكون ودوداً مع جميع زملائك في العمل، فمن المفيد أن يكون لديك حلفاء يمكنك اللجوء إليهم للحصول على إجابة عن الأسئلة اليومية؛ بدءاً من “أتعرف مقهى جيداً لمشاهدة مباراة فريقي؟” إلى “كيف يمكنني تقديم تقرير المصروفات؟”.

عندما يجيب المحاورون، ينبغي لك أيضاً البحث عن أي علامات تدل على “المتعة القسرية”، مثل الساعات الترفيهية الإجبارية على جميع الموظفين. ستتفهم الشركات والزملاء الجيدون أشياء مثل رعاية الأطفال أو الالتزامات الأخرى أو أن هناك أشخاصاً لا يشعرون بالراحة عند المشاركة في لقاءات معينة. يجب أن تكون فرص الترابط طوعية وأن تتمحور حول بناء العلاقات.

إذا لم يتطرق المحاور إلى العلاقات الاجتماعية للموظفين في إجابته، فيمكنك طرح سؤال آخر مثل “هل تلتقون معاً بعد ساعات العمل؟”. إذا كنت مهتماً بمعرفة المزيد عن كيفية تعزيز الترابط خلال ساعات العمل، فيمكنك أن تسأل: “ما نوع مجموعات التقارب المتاحة للموظفين للمشاركة فيها هنا؟”. سيعطيك هذا لمحة عن مدى تقدير المؤسسة للشمول واندماج الموظفين، خاصة إذا ذَكَر عدة مجموعات مثل تلك المخصصة لمقدمي الرعاية والموظفين ذوي الإعاقة وما إلى ذلك. حتى لو لم يكن بناء العلاقات الاجتماعية بعد العمل شائعاً في المؤسسة، فمن الجيد معرفة أن هناك مجموعات يمكنك الانضمام إليها لتكوين علاقات.

سواء كنت تتوق إلى العمل في مكان ذي ثقافة يسودها الود، أو تفضِّل ثقافة أكثر تركيزاً على العمل، ينبغي لك تحديد الثقافة قبل قبول عرض العمل.

اطرح هذا السؤال خلال جولات متعددة من المقابلات على أشخاص مختلفين في المؤسسة. استمع بعناية، وعلى الأرجح ستبدأ برؤية أنماط. إذا كان معظم الأشخاص مستعدين للإجابة بصدق وحماس، فهذه علامة جيدة. ستكتشف المزيد عن نفسك وتفضيلاتك في العمل، إلى جانب فهم مدى ملاءمة هذه المؤسسة لك على نحو أفضل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .