كيف ترفض عرض ترقية دون أن تُحرج مديرك؟

5 دقيقة
قبول الترقية
ماورو غريغولو/ستوكسي
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: كيف ترفض الترقية بلباقة ودون أن تشعُر بالحرج ولا أن تُحرج الآخرين؟ تقدم المؤلفة في هذا المقال رؤى من خبيرتين في مجال التعامل مع هذا الموقف المعقد. أولاً، استكشف الأسباب الكامنة وراء ترددك. إذا كنت متأكداً تماماً أنك لا تريد الترقية، فارفضها بأسرع ما يمكن. تصرّف بلباقة وذكاء. لا حاجة إلى تقديم تفاصيل شاملة لقرارك، لكن من الضروري تقديمه بطريقة استراتيجية. هناك خيارات أخرى يمكنك التفكير بها، مثل قبول الترقية ولكن بشروط محددة. على سبيل المثال، يمكنك أن تطلب إدارة عدد أقل من المرؤوسين المباشرين أو التمتع بمرونة أكبر إذا كانت الترقية تتطلب حضوراً أكبر في المكتب. أو يمكنك اقتراح نهج جديداً تماماً. صحيح أن الصعود في السلم الوظيفي هو الخيار الأمثل دائماً، لكنه ليس الأفضل بالضرورة في كل موقف، خاصة إذا كانت الترقية المعروضة لا تتناسب مع تطلعاتك المهنية أو لا تتماشى مع ظروفك الحالية.

قد يبدو رفض ترقية في العمل قراراً منافياً للمنطق. صحيح أن الصعود في السلم الوظيفي هو الخيار الأمثل دائماً، لكنه ليس الأفضل بالضرورة في كل موقف، خاصة إذا كانت الترقية المعروضة لا تتناسب مع تطلعاتك المهنية أو لا تتماشى مع ظروفك الحالية. إذاً، كيف ترفض الترقية بأسلوب راقٍ دون الشعور بالحرج؟ وكيف تتجنب الظهور بمظهر الكسول أو الجاحد؟ وهل هناك فرصة لإعادة تشكيل الفرصة لتتناسب بصورة أفضل مع أهدافك المالية والمهنية؟

ما الذي يقوله الخبراء؟

حصولك على عرض بالترقية هو أمر مهم للغاية. فهو بمثابة شهادة على جهدك وعملك الدؤوب وكذلك تقدير شركتك لمهاراتك وإخلاصك. وفقاً للأستاذة في كلية إدارة الأعمال بجامعة كولومبيا ومؤلفة العديد من الكتب بما في ذلك كتاب “كيف تصبح رائد أعمال؟” (Entrepreneurial You)، دوري كلارك، من المفترض أن تقبل الفرصة بكل سرور. وتضيف: “إذا رفضت العرض، فسيخلق ذلك موقفاً مستهجناً يكشف عن انفصالٍ يفترض أن الشركة لم تكن على دراية به على الأرجح”. تشبّه كلارك الأمر برفض عرض الزواج مع الرغبة في الاستمرار بالارتباط، إذ سيشعر الطرف الآخر بالإهانة وخيبة الأمل. لكن بالطبع ينبغي ألا يتأثر قرارك بخيبة الأمل المحتملة لمديرك. تقول المتخصصة بعلم النفس التنظيمي ومؤلفة كتاب “التعامل مع الوقت بحكمة” (Time Wise)، أمانثا إمبر: “إذا كانت الترقية لا تتماشى مع تطلعاتك، فلا بأس برفضها، شريطة أن تفعل ذلك بلباقة. يجب أن تتصرف بطريقة تعزز مسارك المهني وعلاقتك بالشخص الذي يقدمها بدلاً من تدميرها”. إليك كيفية تحقيق ذلك.

استكشف أسباب ترددك

قبل أن ترفض الترقية رسمياً، توصي كلارك باستكشاف الأسباب الكامنة وراء ترددك. ربما تشكل الالتزامات الشخصية مصدر قلق لك، والوقت ليس مناسباً لتحمل المزيد من المسؤولية، أو ربما تفضل البقاء في دور مسهم فردي، وليس لديك اهتمام كبير بالإدارة. (سنناقش ذلك لاحقاً). وتضيف كلارك: “النقطة المهمة هي أن ترددك قد يكون لأسباب وجيهة، لكن المخاوف التي ليس لها أساس قد تشوه وجهة نظرك، إذ قد تبالغ في تقدير متطلبات الوظيفة أو تقلل من قدراتك الشخصية. كما أن الخوف من الوقوع فريسة لمبدأ بيتر -الذي ينطوي على ترقية الأشخاص الأكفاء إلى مناصب تفوق قدراتهم على توليها- يمكن أن يسهم أيضاً في الشك الذاتي”. تنصح إمبر بالتحدث إلى مرشد أو زميل موثوق به للحصول على رأي موضوعي، وتقول: “من المفيد للغاية أن تسأل نفسك: إذا كان صديقي المقرب في العمل في هذا الموقف، فما النصيحة التي سأقدمها له؟”.

وفقاً للخبراء، هذه النصيحة ذات أهمية خاصة بالنسبة للنساء. قد يتخلى العديد من النساء اللواتي يفكرن في الأمومة عن الترقيات في وقت مبكر من حياتهن المهنية خوفاً من صعوبات الموازنة بين متطلبات العمل ومتطلبات الأسرة. لكن كلارك، التي تتبنى رأي شيريل ساندبيرغ في كتاب “تقدمي إلى الأمام” (Lean In)، تحث النساء على عدم إقصاء أنفسهن أو التردد في السعي وراء فرص التقدم. وهي تدعو إلى مجتمع قائم على المساواة حيث تتحمل الشركات مسؤولية خلق أماكن عمل شاملة ومنصفة بدلاً من إعفائها من الدور الذي يجب أن تضطلع به. وتضيف: “يجب ألا نمنح الشركات استثناءً. إذا كانت هناك مشاكل هيكلية، فلنتعامل مع تلك التحديات عند ظهورها بدلاً من الانسحاب قبل الأوان”. تتفق إمبر مع هذا الرأي، وتقول: “رحلة إنجاب الأطفال غير متوقعة، لذلك لا تدعي الخوف من المجهول يملي عليك قراراتك في الوقت الحاضر”.

ارفض بسرعة وبتعاطف

إذا كنت متأكداً تماماً من عدم رغبتك بالترقية، فإن كلارك توصي بالرفض بأسرع ما يمكن، ويُفضل أن يكون ذلك خلال 24 ساعة، فقد يعطي تأجيل القرار انطباعاً بأنك تفكر بالعرض، ما قد يضع الشركة في موقف صعب، وتضيف: “تجنب رفع سقف توقعات الشركة. أفضل نهج لإبلاغ الشركة بالرفض هو إجراء هذه المحادثة شخصياً، أو على الأقل خلال اجتماع افتراضي أو مكالمة هاتفية وليس عبر رسالة إلكترونية”. يسمح لك نقل الأخبار الصعبة شخصياً بالتعبير عن الأسباب الدقيقة لقرارك بطريقة مناسبة. وتنصح كلارك بالتعبير عن التعاطف والامتنان، وتقول: “ضع في اعتبارك أن رفضك للترقية يخلق كمية كبيرة من المعاملات الورقية وتحديات أخرى لمؤسستك، إذ يجب عليها الانتقال إلى المرشح التالي”.

تصرّف بلباقة وذكاء

لا حاجة إلى تقديم تفاصيل شاملة لقرارك، لكن من الضروري تقديمه بطريقة استراتيجية كما تقول إمبر، وتقترح التعبير عن التقدير للعرض مع بدء مناقشة حول أهدافك المهنية بقول شيء مثل: “يشرفني العرض وأنا ممتن لذلك، لكني مضطر إلى رفض الترقية، ويسعدني شرح أسباب قراري هذا إذا رغبت في ذلك”. وتشدد كلارك على ضرورة تقديم إيضاح بسيط ومباشر وصادق، وإلا فقد يعتقد مديرك خطأً أنك تخطط لمغادرة الشركة أو أنك فقدت الاهتمام بعملك. على سبيل المثال:

  • إذا لم تكن الوظيفة مناسبة لك حقاً: تقترح كلارك التركيز على جوانب عملك الحالية التي تجدها مُرضية وتتفوق فيها. يمكنك أن تقول مثلاً: “عندما فكرت فيما أحبه حقاً في هذه الوظيفة، أدركت أن ما يحفزني حقاً هو [اذكر مسؤوليات أو مهام محددة]، وإذا قبلت هذه الترقية، فلن أتمكن من أدائها، لذا أرى أنها لا تناسبني”. ثم تقترح كلارك أن تعبّر عن حماسك الصادق لمشاريعك الحالية والفرص التي تنتظرك في المستقبل.
  • إذا كنت ترغب في إبقاء الخيارات مفتوحة أمامك: تقترح كلارك أن تكون دبلوماسياً. يمكنك القول: “أنا ملتزم بدوري وأحب العمل هنا. لسوء الحظ، وبسبب التزاماتي العائلية الحالية، الوقت غير مناسب لي لقبول هذا العرض، لكني منفتح على الفرص المستقبلية عندما تسمح الظروف”. يظهر هذا النهج التزامك تجاه المؤسسة ويسمح لك أيضاً بإبقاء الباب موارباً لقبول الأدوار الأخرى المحتملة.

فكّر في حل وسط

بدلاً من الموافقة أو الرفض، ربما يكون هناك حل وسط بحسب إمبر: “اقبل الترقية ولكن بشروط معينة”. بهذه الطريقة، يمكنك تكييف الدور مع ظروفك وضمان أن تتوافق المسؤوليات الجديدة مع ظروفك الشخصية. ضع في اعتبارك طلب تعديلات مثل الإشراف على عدد أقل من المرؤوسين المباشرين أو التمتع بمرونة أكبر إذا كانت الترقية تتطلب حضوراً أكبر في المكتب. وتقول إمبر إن الحوار التعاوني يمكن أن يؤدي إلى حل مفيد للطرفين. الخيار الآخر هو تولي مسؤوليات محددة مع رفض مسؤوليات أخرى بلباقة بحسب كلارك. يمكنك أن تقول مثلاً: “على الرغم من أنني غير مهتم بالترقية الكاملة، أرى أن إدارة هذا البرنامج عنصر مهم في الوظيفة، إنني حريص على تقديم خبرتي في ذلك، وأعتقد أنني سأبرع في هذا الجانب”. يؤكد هذا النهج المستهدف، بافتراض وجود تعويض إضافي مقابل المهام الإضافية، التزامك ويضمن تلبية احتياجاتك.

اقترح نهجاً جديداً تماماً

تقول كلارك إنه إذا كانت الترقية المعروضة لا تتماشى مع تطلعاتك، فقد يكون من المفيد اقتراح شيء جديد ومختلف تماماً، خاصة إذا كان قطاعك مزدهراً أو كانت مهاراتك مطلوبة بشدة. على سبيل المثال، قد تفضل أن تكون مسهماً فردياً يوجّه الآخرين ويدربهم، ولكنك تريد تجنب إجراء المراجعات السنوية بأي ثمن. في هذه الحالة، يمكنك اقتراح “إنشاء فئة وظيفية جديدة” تركز على مواطن قوتك وشغفك وخبرتك، مع استبعاد المهام الأخرى التي لا تتطابق مع اهتماماتك أو مهاراتك. تحذّر كلارك من أن طلبك قد لا يحظى بالموافقة على الأرجح، على الأقل ليس على الفور، ولكن الأمر يستحق بدء المناقشة. تقول موضحة: “أنت تزرع بذرة للمستقبل. إنها بمثابة إشارة تُظهر أنك تفكر ملياً في مسارك المهني واحتياجات المؤسسة، حتى لو لم يقبلوا اقتراحك”.

مبادئ يجب تذكرها

ما يجب فعله

  • حدد الأسباب الكامنة وراء عدم رغبتك بالترقية لتضمن أن المخاوف التي لا تستند إلى أسس صحيحة لا تشوّه وجهة نظرك.
  • فكّر في قبول الترقية مع حدود واضحة من خلال تعديل الدور ليتناسب مع ظروفك الشخصية.
  • أكّد اهتمامك بتولي مهام أو مشاريع محددة على مستوى أعلى، إذ يمكن أن يشجع ذلك الشركة على النظر في فرص مصممة تصميماً خاصاً لمهاراتك وخبراتك.

ما عليك تجنبه

  • رفض الترقية قبل الأوان بسبب التعارض المحتمل بين العمل والأسرة؛ بدلاً من ذلك، فكر في قبولها ومعالجة المشكلات فور ظهورها.
  • التأخر في اتخاذ القرار إذا كنت متأكداً من عدم رغبتك بالترقية؛ وبدلاً من ذلك، أبلغ مديرك قرارك بلباقة وبسرعة.
  • تقديم شرح مفصل لسبب رفضك للعرض؛ يكفي أن يكون الشرح واضحاً وموجزاً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .