كيف تتغلب على رفض الموظفين العودة إلى المكاتب؟

3 دقائق
التغييرات المؤسسية

ملخص: يبدو أن العديد من المؤسسات التي سمحت لموظفي المعرفة بأداء وظائفهم عن بُعد في أثناء الجائحة متمسكة الآن بإعادتهم إلى العمل معاً في المكتب، ويحاول المدراء إقناع فِرقهم بهذا. وعلى الرغم من أن الجائحة أحدثت زعزعة غير مسبوقة في عالم الأعمال، فإن التغلب على هذا التحدي لا يختلف عن إدارة أي نوع آخر من التغييرات المؤسسية التي يكون لها انعكاسات على الصعيدين المهني والشخصي. والسبيل إلى ذلك هو إجراء مقابلات مع كل موظف لتغيير موقفه من الرفض التام إلى اتخاذ موقف محايد أو دعم هذا الانتقال.

 

يُطلب الآن، ببطء وعلى فترات متقطعة، من موظفي المعرفة، الذين كانوا يقومون بوظائفهم من المنزل لمعظم فترة تفشي الجائحة، العودة إلى العمل من المكتب بدوام كامل أو جزئي. إذ يدعو القادة إلى استئناف العمل وجهاً لوجه لأنه يعزز التعاون والابتكار، لكن الكثير من الموظفين يرفضون ذلك؛ فقد أحبوا المرونة والاستقلالية والشعور بالسلامة والأمان التي رافقت العمل عن بُعد. وقد ذكروا العديد من الأسباب المنطقية الكامنة وراء عدم رغبتهم في العودة إلى المكاتب: خطر الإصابة بـ "كوفيد" بالطبع، ولكنهم ذكروا أيضاً الرحلة اليومية الطويلة للذهاب إلى العمل، وأخذ الحيطة والحذر، وعدم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، والمشتتات الموجودة في المكتب. وبدلاً من العودة إلى المكاتب، يختار البعض ركوب "موجة الاستقالة الكبرى".

ومع ذلك، يبدو أن مؤسسات كثيرة متمسكة بإعادة الموظفين إلى العمل معاً في المكتب؛ لذا فهي تسعى جاهدة إلى تصميم سياسات مناسبة ومنصفة، ويحاول المدراء إقناع فِرقهم بذلك. وعلى الرغم من أن الجائحة أحدثت زعزعة غير مسبوقة في عالم الأعمال، فإن التغلب على هذا التحدي لا يختلف عن إدارة أي نوع آخر من التغييرات المؤسسية التي يكون لها انعكاسات على الصعيدين المهني والشخصي. فأي نوع من التغيير يلقى مقاومة من البعض، ويثير حماس آخرين، وهناك فئات تتبنى مواقف تتراوح بين المقاومة والحماس.

من منظور فردي، أظهرت بحوث استمرت لعقود أن مقاومة التغيير أو قبوله يمكن التعبير عنها بدقة من خلال الشكل أدناه.

أولاً، حدد الموظفين الذين يندرجون في كل فئة من تلك الفئات

يمكنك البدء باستخدام عينيك وأذنيك وحدسك. إذ سيعبر بعض الموظفين عن استيائهم، وسيبدي البعض الآخر دعمهم. وقد يقول البعض إنهم ليسوا متأكدين مما إذا كانوا سيقبلون هذا التغيير، أو لن يقولوا أي شيء على الإطلاق.

تشير عدة مصادر إلى وجود مقاومة واسعة النطاق للعودة إلى المكتب، حيث أفادت أن نحو 65% من العاملين يريدون الاستمرار في العمل عن بُعد بشكل كامل.  ويُعد البحث الذي أجراه جيمس أكثر تفصيلاً، فهو يوضح أن المعارضة تختلف وفقاً للجيل ومرحلة الحياة المهنية. على وجه التحديد، يرغب الموظفون الذين في بداية حياتهم المهنية عموماً في البقاء في المنزل، بينما يرغب معظم الموظفين الذين في منتصف حياتهم المهنية في العودة إلى المكتب، أما هؤلاء الذين في أواخر حياتهم المهنية فبعضهم يرغب في استمرار العمل من المنزل وبعضهم يرغب في العودة إلى المكتب. ضع هذا في الاعتبار عند تصنيف الموظفين في كل فئة.

ثانياً، تحدث مع المقاومين الإيجابيين والسلبيين لمعرفة أسباب اعتراضهم

لا يمكن حل المشكلات دون فهم المصالح الأساسية جيداً. تذكر أن المقاومة غالباً ما تكون ناتجة عن شعورهم أن "صوتهم ليس مسموعاً"؛ فكن مستمعاً جيداً.

ثالثاً، اجعل هؤلاء الذين يقفون على الحياد يتحدثون مع فئتي الداعمين السلبيين والإيجابيين

المحايد هو الذي لم يكوِّن رأياً بشأن التغيير أو لديه وجهات نظر متباينة. لكن كلما سمع هؤلاء الأشخاص وجهات نظر الداعمين، زادت احتمالية اتخاذهم الموقف نفسه. ولكن لا تكن لحوحاً؛ دع المحايدين يتحولون إلى الموقف الداعم بحرية. أوضح أسبابك، أو الأفضل من ذلك، اطلب من أقرانهم أن يفعلوا ذلك، ودعهم يتخذون قرارهم بأنفسهم.

رابعاً، أكد على مزايا التغيير لكسب تأييد الداعمين السلبيين

ركز على الفرق بين "فوز أحد الطرفين على حساب الآخر" و"فوز كلا الطرفين". سيشعر الداعمون السلبيون بالقلق من أن دعمهم لخطة ما سيثير غضب الذين يعارضونها. لذا، استخدم كلمات تجعلهم مرتاحين تجاه موقفهم.

أخيراً، امنح الداعمين الإيجابيين منبراً حتى يتمكنوا من مساعدتك في التشديد على مزايا التغيير وإضفاء الشرعية عليه

لكن لا تسمح لهم باعتلاء المنبر والتلميح إلى أن هؤلاء الذين لا يشعرون بالقدر نفسه من الحماس إزاء التغيير قد تم تضليلهم أو يفكرون بطريقة خاطئة. إذ ينبغي للداعمين الإيجابيين الإشادة بمزايا العودة إلى المقر بكلمات ترحيبية.

ينبغي للقادة الذين يرغبون في معرفة كيفية إدارة هذا النوع من التغييرات الرجوع إلى الأدبيات الثرية المتاحة حول هذا الموضوع، خاصة هذه المقالة التي كتبها جون كوتر والتي تنطبق على الوضع اليوم تماماً كما كانت مناسبة للفترة التي نُشرت فيها. إذا كان القادة يؤمنون أنه من المهم أن يعود الموظفون إلى المكتب، سواء بدوام كامل أو جزئي، فإنهم يحتاجون إلى خطة لإقناع الجميع بأن هذا هو التصرف الصائب الذي يجب القيام به.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي