تقرير خاص

تجربة شركة بدجت مع رحلة تحوّل قطاع النقل في السعودية 

4 دقيقة
صناعة النقل

ملخص: تعد شركة بدجت (Budget) في المملكة العربية السعودية، من أشهر شركات تأجير السيارات وقد أُسست عام 1978، واستطاعت خلال هذه السنوات تحقيق نمو متزايد عبر التكيف مع متغيرات كل عصر وتحدياته، ومن أبرز إسهاماتها:

  • وضع قادة شركة بدجت منذ الإعلان عن رؤية 2030 أنفسهم موضع المسؤولية انطلاقاً من شعورهم بمدى تأثير إسهاماتهم بوصفهم شركة كبيرة في قطاع مؤثّر.
  • اتبعت بدجت نهجاً مستداماً من خلال مبادرات بيئية ومجتمعية بالإضافة إلى اعتماد ممارسات مستدامة خلال العمليات الداخلية للشركة.
  • تسعى بدجت أيضاً إلى المشاركة في تحقيق هدف المملكة بأن تكون 30% على الأقل من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030.

مرّت صناعة النقل بالعديد من التغيّرات خلال القرن الماضي، ما فرض على الشركات العاملة في القطاع التكيّف المستمر مع هذه التغييرات في رحلتها للبقاء في السوق. وزادت التحديات مؤخراً مع تفاقم المشاكل البيئية، ولا سيّما أن صناعة النقل وحدها مسؤولة عن ثلث انبعاثات الكربون العالمية، إضافة إلى التقدم التكنولوجي الذي حوّل شكل القطاعات كلها، ولم تكن صناعة النقل استثناءً من هذا التحوّل.

كان على القادة في مجال النقل إحداث تغيير جذري في شركاتهم لتتمكن من الإسهام في بناء اقتصاد مستدام والاستفادة من التقدم التكنولوجي، وهذا ما فعلته شركة بدجت (Budget) في المملكة العربية السعودية، وهي شركة تأجير سيارات أُسست عام 1978، واستطاعت خلال هذه السنوات تحقيق نمو متزايد عبر التكيف مع متغيرات كل عصر وتحدياته، وآخر هذه التغييرات هو محاولة تكييف نموذج عمل الشركة للمشاركة بفاعلية في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 بتسريع تحول الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة مثل الوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2060.

إسهامات بيئية ومجتمعية انطلاقاً من رؤية المملكة 2030

وضع قادة شركة بدجت منذ الإعلان عن رؤية 2030 أنفسهم موضع المسؤولية انطلاقاً من شعورهم بمدى تأثير إسهاماتهم بوصفهم شركة كبيرة في قطاع مؤثّر، إذ إن الشركة التي بدأت بمكتب تأجير واحد و20 سيارة و15 موظفاً منذ 46 عاماً، تملك الآن أكثر من 101 مكتب لتأجير السيارات بأسطول يتجاوز 35 ألف سيارة وقرابة 2,000 موظف، ومن المرجح أن تتزايد هذه الأرقام في ظل ارتفاع الطلب على خدمات تأجير السيارات في المملكة مع سعي المزيد من المؤسسات إلى تقليل البصمة الكربونية عبر استئجار السيارات بدلاً من امتلاكها.

اتبعت بدجت نهجاً مستداماً من خلال مبادرات بيئية ومجتمعية بالإضافة إلى اعتماد ممارسات مستدامة خلال العمليات الداخلية للشركة، فأرست ثقافة المشاركة الإيجابية في المجتمع، وعيّنت فريقاً مهمته النظر بشمولية أكثر إلى أنشطة الشركة من ناحية تأثيرها، وفازت بالفعل بجائزة الاقتصاد العالمي لأفضل الممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة في القطاع، واهتمت بالمشاركة في المبادرات البيئية مثل مبادرة الأرض الخضراء، واستكملت نهجها بتطبيق ممارسات الاستدامة في العمليات الداخلية للشركة، عبر تقليل المعاملات الورقية بنسبة 90%، والاعتماد على إعادة التدوير سواء للورق أو للوقود أو قطع الغيار وغير ذلك.

تسعى بدجت أيضاً إلى المشاركة في تحقيق هدف المملكة بأن تكون 30% على الأقل من السيارات في الرياض كهربائية بحلول عام 2030، وذلك من خلال إضافة المركبات الهجينة والكهربائية إلى أسطولها، إضافة إلى تطوير البنية التحتية للمركبات الكهربائية في المملكة العربية السعودية، فمثلاً وقّعت الشركة اتفاقية مع شركة إلكترومين لتطوير البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية. وبحسب رئيس بدجت السعودية ومديرها التنفيذي، فواز عبد الله دانش، فإن هذه الاتفاقية تعد خطوة مهمة في التزام الشركة بمستقبل أكثر خضرة وتوفير تجربة تأجير سلسة للمركبات الكهربائية.

لم يعد شعور الشركات بالمسؤولية تجاه المجتمع مجرد عبء ثقيل يحمله القادة لتحسين صورتهم، بل أصبح واجباً مجتمعياً من دونه لن تحقق الدول أهدافها، وهو أيضاً وسيلة لتعزيز نجاح الشركات وزيادة أرباحها، إذ أفاد 55% من المستهلكين بأنهم على استعداد لدفع المزيد مقابل المنتجات من الشركات المسؤولة اجتماعياً. وقد قدمت شركة بدجت قصة نجاح مثالية لإثبات هذا الطرح، ولا سيّما خلال جائحة كوفيد-19، ففي الوقت الذي تعثّر خلاله العديد من الشركات حول العالم، حققت بدجت أرباحاً أعلى مما كانت عليه في سنوات ما قبل الجائحة بسبب شعورها بالمسؤولية، وفقاً لرئيسها التنفيذي.

خلال عمليات الإغلاق والحظر المفروضة في المملكة، خصصت بدجت مئات السيارات لخدمة وزارة الصحة والعديد من الصيدليات والقطاعات المؤثرة لإتمام عمليات توصيل الأدوية واللقاحات بهدف المشاركة المجتمعية. وحتى في التعاملات اليومية للشركة، خفضت الشركة معاييرها وشروطها الاعتيادية في تعاقداتها مع شركائها لمساعدتهم على تجاوز الأزمة. وبعد الإغلاق الذي استمر قرابة 3 أشهر، شهدت مبيعات بدجت زيادة قياسية قُدّرت بـ 100 مليون ريال نتيجة لثقة العملاء والشركاء في الشركة التي دعمتهم خلال الأزمة.

الأولوية لتحسين تجربة العملاء

يمثّل التركيز على جودة خدمة العملاء نقطة قوة رئيسية لشركة بدجت التي تتخذ شعارها "نحن نستمع، نحن نعطي" (We listen We deliver)، إذ يمكن أن يؤدي تحسين تجربة العملاء إلى زيادة إيرادات المبيعات بنسبة من 2% إلى 7% وفقاً لشركة ماكنزي آند كومباني (Mckinsey & Company). وأفاد 80% من العملاء بأن حصولهم على خدمات جيدة تجعلهم أكثر عرضة لإعادة الشراء حتى عندما تتاح لهم فرصة التحول إلى منافس. وتسعى بدجت إلى تحقيق أعلى مستويات الرضا لعملائها بدايةً من حجز السيارة وانتهاءً بإرجاع السيارة إلى الفرع، وتحويل تجربة تأجير السيارات إلى تجربة سلسلة وآمنة، وتتبع الشركة بروتوكولاً ذا معيار عالٍ لضمان نظافة المركبات وتعقيمها بعد كل عملية تأجير.

وتتيح الشركة مجموعة من الخدمات المتكاملة في 30 مدينة في السعودية، وتوفر 20 ورشة للصيانة في المملكة، وأكثر من 80 ورشة صيانة متنقلة تقدم خدماتها في موقع العملاء بكل راحة وسهولة، إضافة إلى إمكانية الوصول إلى أكثر من 5 آلاف موقع تأجيري حول العالم في 126 دولة، بوصفها جزءاً من مجموعة أيه بي جي (ABG Group) العالمية.

مع ازدهار سوق تأجير السيارات عالمياً، زادت المنافسة، لذلك يجب أن تحرص الشركات على تقديم أفضل قيمة ممكنة للعميل، فمثلاً، تضع بدجت في اعتبارها أولوية تقديم تجربة مثالية للعملاء سواء كانوا أفراداً أو شركات عبر عدد من المزايا، مثل تقديم خدمات الاستئجار والتسليم في أي مكان داخل المملكة، وتوفير تطبيق الهاتف المحمول لإتمام إجراءات الحجز، وإتاحة مركز اتصالات لخدمة العملاء في الأوقات المناسبة لهم، وتقديم المساعدة على الطرق في حالات الطوارئ على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع وفي أي مكان في المملكة، إضافة إلى خدمات استثنائية مثل "خدمة على عتبة بابك" لتسليم المركبات لمواقع العملاء أينما كانوا.

قدّمت شركة بدجت في السعودية مثالاً ناجحاً على تأثير مشاركة الشركات مجتمعياً وسعيها لإرضاء العملاء عن أعمالها التجارية، إذ وصلت أرباحها بنهاية عام 2023 إلى 277.2 مليون ريال، وتجاوزت قيمتها السوقية 6 مليارات ريال سعودي.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي