تقرير خاص

من إدارة الرسالة إلى تشكيل الوعي: رحلة تاكت في قيادة التواصل الرقمي السعودي

5 دقيقة

ملخص: تحتل شركة تاكت موقعاً متقدماً بين الشركات في مجالها، إذ حرصت على تطوير حلول في مجال التواصل الرقمي. ومنذ تأسيسها، استطاعت رفع كفاءة تقديم الخدمات الرقمية، وبناء ثقافة رقمية لدى المؤسسات التي تعمل معها بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز سبل التحول الرقمي. ومن أبرز الركائز التي تعتمد عليها تاكت كما يلي:

  • أولاً: رأس المال البشري، إذ يعد الموظف المحور الأساسي لنجاح شركات الخدمات واستمراريتها. وتضم تاكت نحو 300 موظف، يشكل السعوديون نسبة 70% منهم، وما يتجاوز 60% منهم شباب متدربون.
  • ثانياً: القوة التشغيلية العالية التي تطورت بعد تراكم الخبرات وتنوع المشاريع ورفع معايير الشركة باستمرار، بالإضافة إلى العلاقات التي بنتها الشركة بحرص على مدى سنوات، سواء مع شركات المجموعة "فوج" أم مع الموردين المحليين.
  • ثالثاً: تعدد محافظ المشاريع ذات المجالين الثقافي والرياضي. وقريباً، ستتضمن أعمال شركة تاكت المشاريع المحلية ذات التوجه العالمي.

كانت المملكة العربية السعودية سباقة في الاهتمام بالتحول الرقمي، إذ استهدفت دعم نمو الاقتصاد الرقمي، وتمكين القطاع الخاص من الوصول إلى جمهور واسع رقمياً. من هذا المنطلق، فإن شركة تاكت التابعة لمجموعة فوج، والتي تحتل موقعاً متقدماً بين الشركات في مجالها، حرصت على تطوير حلول في مجال التواصل الرقمي. ومنذ تأسيسها في عام 2014، استطاعت الشركة رفع كفاءة تقديم الخدمات الرقمية، وبناء ثقافة رقمية لدى المؤسسات التي تعمل معها بما يتماشى مع مستهدفات برنامج التحول الوطني، ورؤية السعودية 2030 الرامية إلى تعزيز سبل التحول الرقمي.

وفي هذا الإطار، كان لمنصة هارفارد بزنس ريفيو العربية هذا الحوار مع الرئيس التنفيذي للشركة، منصور العتيبي، الذي تحدث عن رؤية الشركة وفلسفتها وخططها لمواكبة تحديات المستقبل.

 

ما الذي يميز تاكت اليوم عن سائر المنافسين في قطاع التواصل؟

لمعرفة ذلك علينا العودة إلى البداية، حيث تأسست تاكت في عام 2014 لخدمة متطلبات السوق حينذاك، ثم تطورت أعمالها بالتزامن مع إطلاق رؤية السعودية 2030، وانضمامها إلى مجموعة "فوج"، فأسهم ذلك في بناء توجهات جديدة,

بدوري، انضممت إلى تاكت مع بداية عام 2019. وكنت جزءاً من قيادة إدارة المشاريع؛ لذا عاصرت هذا التحول. اليوم، وصلنا إلى ما نحن عليه بفضل قدرتنا العالية على التكيف والتطور والتعلم المستمر. إذ نضع هدفاً طموحاً يتغير سنوياً، ونسعى إلى تخطي تطلعاتنا دون أن نغفل الدروس المستفادة من كل تجربة، والحلول المبتكرة لكل المشاكل، والمتغيرات المحتملة التي قد نواجهها مع تعدد المشاريع.

ويمكنني تلخيص أبرز الركائز التي تعتمد عليها تاكت كما يلي:

أولاً: رأس المال البشري، إذ يعد الموظف المحور الأساسي لنجاح شركات الخدمات واستمراريتها. وفي تاكت، نفتخر بنحو 300 موظف، يشكل السعوديون نسبة 70% منهم، وما يتجاوز 60% منهم شباب متدربون. وبعد العديد من التجارب وتراكم الخبرات، استطعنا تهيئة بيئة عمل داعمة ومحفزة واحترافية، ونموذج يتناسب مع قيم الشركة يستند إلى الموظف المبادر الشغوف بالعمل، والاحترافي في تعامله.

ثانياً: القوة التشغيلية العالية التي تطورت بعد تراكم الخبرات وتنوع المشاريع ورفع معايير الشركة باستمرار، إضافة إلى علاقاتها التي بنتها بحرص على مدى سنوات، سواء مع شركات المجموعة "فوج" أم مع الموردين المحليين الذين نهتم بإفادتهم ودعم الفاعلين منهم، خاصة الشركات المحلية الصغيرة الواعدة.

ثالثاً: تعدد محافظ المشاريع ذات المجالين الثقافي والرياضي. وقريباً، ستتضمن أعمالنا المشاريع المحلية ذات التوجه العالمي.

 

ما هي الاستراتيجية التي تعتمد عليها الشركة في استقطاب المشاريع؟

بعد سنوات عديدة وسجل حافل بالمشاريع، أصبح لدينا هدف أكبر من الجدوى المالية في دراستنا للمشاريع، وهو مدى التأثير الفعلي. لذا نسأل أنفسنا دائماً: "هل هناك قصة نجاح مختلفة في هذا المشروع أم لا؟". كما نحرص على تنوع محفظة مشاريعنا وتقديم الأفضل في المجالات كافة.

إضافة إلى أننا نحترم التخصص ونسعى إلى استقطاب الكفاءات المناسبة. على سبيل المثال، حرصنا على توفير كفاءات في قطاع الثقافة ذات اطلاع على مجالات التراث والفنون والثقافة جميعها، كذلك في المجالين الرياضي والتقني.

ونعمل على استقراء الفرص وتحليل مستقبل القطاعات باستمرار. ففي قطاع متغير وتنافسي مثل قطاعنا لا يكفي أن تنتظر الفرصة، بل يجب أن تراها أولاً وتستثمر فيها، ما يمنحك إمكانية رؤية الاحتياج ومعالجته. كما نحلل قصص نجاحنا السابقة، وندرس تجاربنا، حتى السلبية منها، بغرض رؤية الفرص المستقبلية. وهذه نقطة قوة نعتز بها حرصاً على استمرارية التطور في قطاع التواصل بصفة عامة.

 

كيف ترون قطاع التواصل الرقمي اليوم؟

وفقاً لطبيعة عملنا وتوجهنا، نؤمن بأن جودة التواصل تعد محوراً أساسياً في جودة الخدمات وثقة المستفيدين، خاصة في القطاع الحكومي، وذلك بحكم تجربتنا الكبيرة فيه. اليوم، تحتاج كيانات الدولة الناجحة النشطة جميعها إلى تواصل مستمر مع جمهورها لتلبية أهدافها الاستراتيجية المختلفة، سواء زيادة نسب التوعية، أم الوصول، أم المشاركة.

وتعكس جودة التواصل مع الجمهور المستهدف مدى نضج الجهة وقوتها. وتعد المنصات الرقمية إحدى أهم قنوات هذا التواصل، فهي لا تقل أهمية عن الأصول الثابتة مثل المباني وسائر الممتلكات التي تحتاج إلى صيانة وضبط مستمر.

لذا، تحتاج قنوات التواصل إلى إدارة جيدة وظهور ممتاز. من هنا، فإننا لا نعاملها باعتبارها حسابات ومنصات نديرها وننشر فيها فحسب، بل نعتبرها من الأصول الحكومية التي تتطلب سلسلة إجراءات محددة قبل الاستلام والتسليم، مع مراعاة حساسية المعلومات وإجراءات الأمن السيبراني والمعايير الأدبية والإعلامية في إدارتها.

 

كيف توازن الشركة بين الابتكار المستمر والحفاظ على ثقة العملاء وسرية المعلومات؟

تعد مواكبة التطور التقني ضرورة حتمية، لذا يجب رؤية الفرص في هذه التطورات والتغييرات، فالتغيير قادم ومستمر لا محالة، والدليل أن نشأة شركات التواصل الرقمي كانت نتيجة حتمية لمواكبة التطورات.

ومع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي أو المنصات التي تساعد على إدارة العمليات التسويقية، أدركنا ضرورة المواءمة والتطوير أكثر من التخوف والتمسك بالطرق التقليدية.

من هذا المنطلق، حرصنا على التطوير التقني داخل الشركة من ناحية، وعلى تمكين الموظفين من تطوير آليات العمل وتحويل التهديدات إلى فرص من ناحية أخرى. واليوم، وصلنا إلى مرحلة عززنا فيها الإنتاجية بفضل هذه التقنيات، وبدلاً من الاستعانة بـ 100 موظف لإنجاز 100 حملة، يمكننا اليوم إنتاج 300 حملة بالقوة البشرية نفسها وبطريقة أكثر كفاءة.

وبناء على التهديدات التي قد تتزامن مع هذا التطور، مثل صعوبة استخدام الذكاء الاصطناعي مع الملفات الحكومية ذات الحساسية الأمنية العالية، فإننا طورنا سياسات استخدام محددة موجهة للموظفين الذين يتعاملون مع هذه الملفات مباشرة، حفاظاً على سرية المعلومات.

 

ما هي أهم المهارات الجديدة التي يحتاج إليها المتخصصون في التواصل الرقمي؟

يجب على كل شخص أن يعرف مهمته في تخصصه؛ لذا حددنا في تاكت مسارين للموظفين: المسار الأول فني؛ بمعنى أننا نعرف مدى مهارة الموظف واطلاعه على كل ما هو جديد، وكفاءته في المهارات الفنية، من تقديم المحتوى إلى التصميم وإدارة الحملات والتفاصيل الأخرى كلها، على أن تكون معلوماته محدثة باستمرار حول ما يخص كل جديد في مجاله، ولا سيما أن أساليب التواصل جميعها مبنية على التحديث المستمر واستحداث طرق جديدة حتى لا يمل المتلقي.                                                                                                                أما المسار الثاني، فيظل من أهم التحولات داخل الشركة، وهو الجانب الشخصي؛ فالشخص الذي يملك مهارات الإقناع والتواصل وأساليب التأثير يجب عليه معرفة كيفية استخدامها جيداً. ونتحدث إلى موظفينا دائماً لمساعدتهم على بناء بصمة خاصة بهم.

 

ما هي أبرز التحديات التي قد يواجهها القادة التنفيذيون في قطاع التواصل الرقمي؟

ليس من السهل أن يكون المدير التنفيذي قائداً ملهماً ومؤثراً، لا سيما أن خلق بيئة وثقافة داخلية تشجع على النمو والازدهار يعد من أبرز التحديات التي قد تواجهه. ومن أهم المفاهيم التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في هذا القطاع هو أن الخدمات تختلف عن المنتجات. تعتمد شركات المنتجات على خط إنتاج وأطر واضحة وأنظمة صارمة، في حين تتطلب شركات الخدمات معرفة بالموظفين ووعياً بكيفية إدارتهم لتقديم الخدمة بطريقة مميزة. وهذه الخلطة أسهمت بالفعل في صناعة أعظم شركات الخدمات التي نراها اليوم، إذ تنعكس على بيئة العمل وثقافة الشركة، وتعزز ولاء الموظفين وأداءهم، خاصة مع تنقل الكفاءات الذي يعد تحدياً جديداً قد يواجه القادة.

من هذا المنطلق، لا بد أن يدرك القادة التنفيذيون في شركات الخدمات دورهم في إدارة الأفراد وطموحاتهم وتوقعاتهم، ويجب الحرص على الشفافية معهم والمرونة الكافية لتعزيز إنتاجيتهم واحتواء مهاراتهم وتنميتها.

 

ما هي تطلعات الشركة للمرحلة القادمة؟ هل تعتزم توسيع حضورها الإقليمي؟

نحن بصدد تطوير استراتيجية الشركة لخمس سنوات قادمة تبعاً لأهداف مجموعة "فوج". ووفقاً لدراستنا للسوق والعملاء وقراءتنا للتجارب السابقة، فإننا نولي النمو وتوسيع قاعدة الجمهور المستهدف اهتماماً كبيراً اليوم. فبعد سنوات من استهداف الجمهور المحلي والتواصل معه بطريقة فعالة، نطمح إلى تطوير أدوات تواصلنا ومهارات كوادرنا واستقطاب المشاريع الوطنية ذات الاستهداف الخارجي. لاسيما مع ذكر وزير الإعلام، سلمان الدوسري، أن 90% من الإنفاق الإعلاني يتسرب إلى الخارج، على الرغم من ضخامة القطاع وتوفر الكوادر ذات الكفاءة العالية.

أعتقد أن أحد مسببات هذه النسبة الكبيرة هو حصر توجه الوكالات المحلية إلى الجمهور المحلي دون الاهتمام بالجمهور العالمي، على الرغم من استهداف العديد من المشاريع الوطنية الجمهور العالمي لجذب الاستثمار الأجنبي، والترويج للسياحة. لذا، تعد هذه الاعتبارات من المستهدفات التي نضعها نصب أعيننا اليوم.

 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي