الربط بين الأجهزة المختلفة والإنترنت: فرصة مهمة لتطوير الأعمال

2 دقائق

بعد أن استحوذت شركة "جوجل" على شركة "نيست لابز" (Nest Labs) التي أنشأها رائد أعمال لصناعة أجهزة الإنذار وضبط الحرارة المنزلية، قال البعض أنّ "جوجل" دفعت سعراً سخياً جداً (3.2 مليار دولار) مقابل شركة صغيرة لا تزيد قيمتها على 800 مليون دولار. لكن السؤال الأبرز الذي يجب أن يُطرح ربما، هو عن السبب الذي جعل "جوجل" ذات السجل الحافل بالنجاحات والعلامة التجارية المرموقة، تختار المضي قدماً في شراء شركات الإنترنت المتخصصة أو ما تسمّى "إنترنت الأشياء"؟

ربما يكون السبب فعلياً هو صعوبة تحقيق نمو عضوي من خلال الأجهزة المترابطة. لكن القيام بذلك يستدعي ربط المنتج الفعلي والبرمجيات بطرق عجزت الشركات الكبرى عن تحقيقها بنجاح حتى الآن. وفي حين أنّ شركات عديدة قامت باستكشاف المزيد من أتمتة المنازل، والسيارات المرتبطة بالإنترنت والأجهزة التي يمكن ارتداؤها، إلا أنّ الوقائع العملية لبناء أنظمة بيئية من الأجهزة والمنتجات المترابطة مع بعضها عبر الإنترنت وتوسيع هذه الأنظمة أعقد مما يدركه معظم المدراء التنفيذيين الجديين. وبالتالي، يمكن لارتكاب الشركات الخطأ في تحقيق هذا التلاقي في الخدمات، أن يترك تبعات خطيرة على أرباح أي شركة وسمعتها في السوق.

تشمل التصاميم الرامية إلى إحداث التلاقي في الخدمات ثلاثة تحديات رئيسية:

ربط الرؤية باحتياجات الزبائن

من المثير تصور السيناريوهات المستقبلية التي تعود فيها الأجهزة القديمة التي كانت تعمل بالنظام التماثلي إلى الحياة. فكيف يمكن جعل كل هذه الأجهزة "ذكية" وتتبادل المعلومات مع بعضها البعض بطرق ملفتة؟ عادة تبدأ أكثر الابتكارات والاختراعات إثارة والمقدمة إلى الزبائن بالتركيز على إحدى المشاكل التي تقلق هؤلاء الزبائن. وسواء كانت الرؤية التي تحملها للاستفادة من الإنترنت في الربط بين الأجهزة تتعلق بالسيارات، أو أجهزة ضبط الحرارة المنزلية، أو البرادات، أو أي شيء آخر، فيجب أن تتأكد من التركيز على مشكلة يحتاج الزبائن إلى حل أفضل لها. ومن ثم محاول العثور على طريقة لحل هذه المشكلة بأسلوب بسيط وحدسي عبر الجمع بين الحلول البرمجية والبنية المادية للأجهزة.

الجمع بين تطوير البنية المادية والرقمية للأجهزة

يحتاج تصميم أجهزة مترابطة فيما بينها وعبر الإنترنت إلى الجمع بين سلسلة من المهارات والعمليات المختلفة جداً. أولاً، أنت بحاجة إلى إنتاج المكونات المادية للأجهزة، والذي يستدعي تصميمم المنتج وهندسته عبر دورة تطوير متسلسلة غالباً والتي تستغرق وقتاً طويلاً. ثانياً، أنت بحاجة إلى تصميم رقمي وبرمجي، يحصل ضمن دارات تطوير قصيرة ويتطلب دعماً من مختلف المصممين والمبرمجين. وبما أنّ الأجهزة المادية والبرمجيات تعتمد على التصميم الجيد كي تنجح، إذن، تختلف المقاربات المتبعة في كل واحدة منهما كاختلاف الليل والنهار، فأن يكون المرء عظيماً في تصميم الوحدات الرقمية الدقيقة، ذلك لا يترجم بسهولة إلى تصاميم عظيمة في مجال الذرة. ونادراً ما نرى شركة تتقن تصميم الأجهزة المادية والبرمجيات بالجودة ذاتها.

جسر الهوة بين مختلف النماذج التجارية

يقود ربط الأجهزة مع بعضها البعض عبر إنترنت الأشياء إلى مصادر نمو جديدة، لكن من الجدير النظر إلى تاريخ الشركات وكيف كانت تحقق الأموال. إذ كانت شركات المكونات المادية للأجهزة تقليدياً تستقي أرباحها من خلال الموازنة بين إيرادات المنتجات، والتكاليف المقترنة بالمواد، والتصنيع، والإنجاز. ولكن على المقلب الآخر، عادة من تلجأ الشركات الرقمية إلى النماذج التجارية الخاصة بالخدمة، والتي تقوم غالباً على موارد الدخل المتكررة. أما بالنسبة للأجهزة المترابطة، يتداخل العالمان بطريقة مربكة وغير مفهومة: إذ يجب على شركات المكونات المادية للأجهزة أن تبدأ بأخذ تكاليف تعقب البيانات ودعم الخدمة بعين الاعتبار، بينما يتعين على شركات البرمجيات البدء بتدبر أمر تكاليف صنع المكونات المادية وتوزيعها.

ولنعد إلى شركة "جوجل"، وكل شركة كبيرة تحاول أن تبني قسماً مختصاً بإنترنت الأشياء. يواجه هذا النوع من الشركات تحدياً يتعلق بإنشاء شركة قوية للمكونات والمنتجات المادية، وفي الوقت ذاته التعامل مع التعقيد المرافق لإدارة شركة لتقديم الخدمات. ويُعتبر هذا التغيير أمراً يصعب على معظم الشركات التعامل معه، ناهيك عن إدارته بنجاح. لذلك، توقعوا رؤية المزيد من الشركات المشابهة لشركة "جوجل" تقرر بأنّ الاستحواذات أو الشراكات المنتقاة (مثل تعاون "جوجل" مع شركة "أسوس" (Asus) في مجال الحواسب اللوحية) هي مسارات أسهل لبناء شركات متخصصة في الأجهزة المترابطة.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي