"طلاب" دورتي الصيفية القصيرة لتعليم المهارات التنفيذية رائعون؛ فجنسياتهم وقطاعات عملهم متنوعة جداً. إنهم روّاد أعمال، وبعضهم روّاد أعمال داخليون ضمن مؤسسات راسخة، وهم متحفزون وملتزمون وطموحون، وهي الصفات المتوقعة من أي متعلّم؛ ويأملون بصدق أن يصبحوا مبتكرين أفضل. وأنا ممتن لالتزامهم وكمية المعارف التي أتعلمها منهم.
أهم ما تعلمته من تقديم الدورات الصيفية على مدى عقد من الزمن هو أن تنمية قدرات جديدة أهم من مشاركة الخبرات الشخصية الحالية؛ لا يقتصر سعي هؤلاء القادة والمدراء الذين بلغوا منتصف حياتهم المهنية على كسب أكبر قدر من المعارف فحسب، بل على اكتساب مهارات جديدة أيضاً. لكن هذه الرغبة في التحسين المستمر ليست محصورة في المشاركين في الدورة فحسب، بل هي ظاهرة عالمية. اكتشفت أن الدورة الصيفية القصيرة تمثّل فرصة رائعة لتنشيط رأس المال البشري وتجديده وتطويره، وإليكم 7 دروس يجب على المدراء والمسؤولين التنفيذيين وضعها في الاعتبار عند استثمارهم في تطوير أنفسهم:
1. الأثر التنظيمي مهم بقدر أهمية التطوير المهني
إذا خضعت إلى أي نوع من برامج التطوير المهني في منتصف مسارك المهني، يجب أن يكون له أثر فوري في مؤسستك، ويجب أن يرتبط محتوى دورته التدريبية ومنهاجه التعليمي بالمجالات التي تهم زملاءك وعملاءك وزبائنك. قد يثير اكتسابك رؤية شاملة للصورة الأكبر أو فهماً معمقاً للتكنولوجيا مشاعر الحماس داخلك، لكن هل سيكون له أثر هادف في مؤسستك خلال 100 يوم؟
2. تأمل النفس بعمق يُسهّل إحداث أثر خارجي أكبر
لم أعد أستغرب حين يخبرني الطلاب بأن الجلسة جعلتهم أكثر وعياً بأنفسهم، فالقدرة على تحقيق مزيد من الإنجازات تعدّ في الواقع حافزاً يشجع الإنسان على إعادة تقييم أهدافه وتوجهاته. أعاد الطلاب في الدورة النظر في توجههم نحو الابتكار ونوع الابتكار الذي يرغبون في تشجيعه، وكلما كانت رؤاهم حول أولويات الابتكار ثابتة، زادت قدرتهم على التواصل والتحفيز بوضوح. تتمثّل الفكرة الأساسية هنا في البحث عن فرص لإعادة التفكير فيما يمكنك تحقيقه وما ترغب في تحقيقه على حد سواء بغض النظر عن مشاركتك في دورة تدريبية، وبعد أن تعزز قدراتك في مجال معين ابحث عن فرص أخرى في قطاعات مجاورة وتكميلية.
3. إعادة التفكير، وتغيير الغرض، وتجديد الأنشطة الحالية
لم تكن الابتكارات والنماذج الجديدة أولويات رئيسية لطلابي الذين بلغوا منتصف حياتهم المهنية، بل تمثّل تركيزهم الأساسي في إعادة النظر في أساسيات المشاريع والعمليات اليومية، فعمدوا إلى ابتكار طرق جديدة للاستفادة من الأنشطة التي تنفذها مؤسساتهم بالفعل بدلاً من البدء من الصفر. على سبيل المثال، صمّمت بعض الشركات نماذج أولية تجريبية مسبّقاً، والسؤال هو: كيف يمكن تحقيق قيمة أكبر عبر إدخال تغييرات بسيطة على عملية التصميم؟ وبالمثل، ابحث عن فرص مماثلة تؤدي فيها التعديلات الصغيرة إلى خلق قيمة جديدة تمكن الاستفادة منها. بعبارة أخرى، لا تجعل "إعادة الابتكار" محور تركيزك.
4. النظر إلى الأمور من منظور مختلف
كان الهدف من الدورة التدريبية تغيير نظرة الطلاب إلى الابتكار سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، أراد الطلاب التعرف إلى وجهات نظر وأفكار جديدة تمكّنهم من مراقبة الأمور أو تقديرها بطريقة جديدة وقيّمة. في الواقع، يمنحنا إطار العمل المختلف القدرة على رؤية الأمور من منظور جديد، تماماً مثلما يمنحنا المجهر أو جهاز الرنين المغناطيسي فهماً أعمق للمشكلات الصحية. لكن القدرة على رؤية الأمور من منظور مختلف ليست كافية؛ بل تجب مشاركة هذه الرؤية، وهنا يأتي دور وسائل التواصل الاجتماعي. كيف ستشارك رؤيتك وتمثيلها المرئي؟
5. تغيير النهج
يجب ألا يكون القادة والمدراء الفعّالون مجرد أصحاب رؤى ومراقبين، لأن الأفعال أبلغ من الأقوال، وتنمية القدرة تعني تحويل "الرؤية الجديدة" إلى إجراءات ملموسة. وبالنسبة للدورة التدريبية، عنى ذلك تصميم نماذج بسيطة وأولية تجريبية بأسلوب تعاوني. ويمثّل تحويل "وجهة النظر" الجديدة إلى فرضية ابتكار قابلة للاختبار طريقة مختلفة لاستكشاف كيفية خلق القيمة، لكن يجب أن يكون "تغيير النهج" ممكناً ومفهوماً. إليك تمريناً بسيطاً: هل هناك تطبيق أو حاسبة يمكنها خلق أثر؟
6. قياس الفرق
يتمثّل جوهر تنمية القدرات الجديدة في القدرة على رؤية الأمور من منظور مختلف وتنفيذ تغييرات عليها، لكن يجب قياس هذه التغييرات على نحو يتّسم بالمصداقية. كيف تزيد هذه التغييرات كفاءتنا أو فعاليتنا؟ ما أثر هذه التغييرات في عملائنا أو زبائننا؟ من السهل ادعاء امتلاك قدرة جديدة؛ لكن المهم هو قياسها بدقة. يبحث طلاب تعليم المهارات التنفيذية الجادّون دائماً عن طرق جديدة لقياس الأثر والقدرة على التأثير والتحسينات، وبالمثل، ما الحوار الذي ترغب في تيسيره حول مقاييس القدرات التي اكتسبتها، سواء عن طريق الدورة التعليمية أو من خبرتك العملية؟ عموماً، القدرات التي تُقاس بدقة تصبح إدارتها أسهل ويلي ذلك مباشرة تقديم الحوافز للموظفين.
7. تنمية العلاقات الشخصية
ما الخطوة التالية لتحقيق تطوير مهني عالي الأثر؟ كم مرة تطرح هذا السؤال على نفسك أو على مديرك؟
الدرس الذي أستخلصه من الاستماع إلى هؤلاء الطلاب والعمل معهم والتعلم منهم هو أن التطوير المهني يتطلب التزاماً بتطوير مهارات التعامل مع الآخرين. بعبارة أخرى، لا يقتصر الهدف من تنمية قدراتنا على تحسين أدائنا الشخصي فحسب، بل على تعزيز قدرات زملائنا وشركائنا على التحسين أيضاً.