ملخص: يمكنك استثمار نهاية فصل الصيف لإعادة ضبط نهجك في التطوير المهني، ما يجدد طاقتك وحماسك في حياتك المهنية، فبدلاً من الشعور بأن عملية التطوير المهني هي عبء أو مهمة إضافية يجب عليك التكيف معها، يمكن أن تكون مصدراً جديداً للتحفيز يدعم جهودك ويساعدك على تحقيق أهدافك. تتمثل الفكرة في تحديد الإجراءات والطرق المناسبة لبدء عملية التعلم بطريقة يسهل تطبيقها ودمجها في روتينك اليومي. أولاً، حدد هدفاً للنمو يركز على مواطن القوة التي ترغب في تطويرها أو المهارات التي تود تعلمها. ثانياً، تواصل مع الأشخاص الذين يشاركونك الفضول والاهتمام بموضوع معين. ثالثاً، احرص على إجراء تحدٍّ سريع لتطوير مهارة محددة خلال 5 أيام. وأخيراً، اطلب من زملائك تقديم ملاحظاتهم وآرائهم.
تمنحنا الإجازات أو فترات الراحة الفرصة المناسبة التي نحتاج إليها للابتعاد عن الضغوط والتفكير من منظور أوسع. من الناحية المثالية، يجب علينا أن نكون مستعدين بعد العودة إلى العمل وانتهاء الإجازة للتفكير في تقدم حياتنا المهنية مع التركيز المتجدد على تطورنا المهني؛ لكنّ الضغوط الناجمة عن العمل اليومي تشتتنا وتجبرنا على إهمال خططنا فتعطل عملية التطور.
يمكن أن يساعدك الانخراط في عملية إعادة ضبط مسارك وأهدافك بعد انتهاء الصيف على تحفيز نفسك واكتساب الطاقة والحماس اللازمَين لتطورك المهني. تتمثل الفكرة في تحديد الإجراءات والطرق المناسبة لبدء عملية التعلم بطريقة يسهل تطبيقها ودمجها في روتينك اليومي. فيما يلي 4 طرق لتحقيق هذا الهدف:
1. حدد هدفاً للنمو
من المحتمل أن تكون معتاداً على أهداف الأداء في العمل؛ تركز هذه الأهداف على المهام اليومية التي يجب عليك إنجازها ويحددها عادةً مديرك أو يعمل على تحديدها بالتنسيق معك، ولكن في معظم المؤسسات من غير المحتمل أن تجد أهدافاً مماثلة للنمو المهني.
تركز أهداف النمو على مواطن القوة التي ترغب في تطويرها أو المهارات التي تود تعلمها، يمكنك تحديد أهدافك بنفسك دون الحاجة إلى موافقة الآخرين أو توجيههم، ولكن مشاركة أهداف النمو مع مديرك وزملائك يسهّل عليهم تقديم الدعم اللازم لك ومساعدتك في اكتشاف الفرص التي قد لا تلاحظها بنفسك.
لإنشاء هدف واضح للنمو، اطرح على نفسك الأسئلة الآتية:
- ما هو الشيء الذي أريد أن أتميز به في مجال عملي، وكيف يمكنني استخدام هذه المهارة أو القدرة بطريقة أفضل لتحقيق هدفي؟
- ما هو الأثر أو الهدف الذي أريد تحقيقه في عملي في غضون 3 أشهر؟
- من هم الأشخاص الذين يجب عليّ أن أتعلم منهم؟
- ما هي الأمور التي لم أفعلها من قبل وأود تجربتها؟
- ما هي الأمور التي تثير فضولي وأرغب في معرفة مزيد من المعلومات عنها؟
إليك بعض الأمثلة على أهداف النمو النموذجية:
- قيادة أول مشروع عالمي لي في غضون الأشهر الستة المقبلة.
- تحسين مهاراتي في العروض التقديمية واستخدامها في مزيد من السياقات والمواقف.
- تطوير قدرتي على التدريب واستخدامها لدعم زملائي.
2. انضم إلى مجتمع التعلم
يكون التركيز على عملية تطويرك أسهل بكثير عندما تعمل ضمن مجموعة لا بمفردك. يساعدك التعلم مع أشخاص آخرين على الالتزام بما بدأته والاستمرار بعملية التعلم، بالإضافة إلى الاحتفاظ بالمعلومات والمكتسبات التعليمية.
إن التعلم الجماعي وسيلة فعالة وناجحة، ما يجعله استثماراً رائعاً لوقتك في أثناء محاولة تحسين مهاراتك وتحقيق التطور المهني في ظل ضغوط العمل اليومية وجدول أعمالك المزدحم. مجتمع التعلم هو ببساطة مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يجمعهم الفضول والاهتمام المشتركين بموضوع معين. على سبيل المثال، قد تكون هذه المجموعة مؤلفة من أشخاص يرغبون في تعلم التفكير التصميمي أو أفراد يطمحون إلى تطوير مهارات الإدارة لديهم.
لا حدود للمعرفة التي يمكن للمجموعة اكتسابها، وإذا لم تجد مجتمعاً تعليمياً يتناسب مع اهتماماتك فيمكنك بسهولة إنشاء مجتمع جديد كلياً. على سبيل المثال:
- نوادي الكتب أو مجموعات الاستماع، حيث يجتمع الأشخاص الذين يربطهم الاهتمام المشترك بموضوع معين لقراءة الكتب أو الاستماع إلى محتوى مرتبط بالموضوع نفسه.
- مجتمعات الممارسة التقنية التي تجمع الأشخاص الذين يريدون تعلم استخدام أدوات وأنظمة جديدة وتجربتها.
- نوادي مهنية للنظراء الذين يناقشون أهدافهم التطويرية ويتعاونون لتحقيقها.
3. ابدأ بتحدٍّ سريع لتطوير مهارة معينة
تؤدي التحديات السريعة لتطوير المهارات إلى إنشاء تركيز قصير المدى بهدف التطوير، وتتسم هذه التحديات بسهولتها، ما يحفّز المرء على تنفيذها. يمنحك إكمال تحدي تطوير المهارات شعوراً بالإنجاز، ما يحافظ على حماسك والتزامك بالتطوير الوظيفي، حتى عندما تكون مشغولاً بمتطلبات عملك اليومي التي قد تمنعك من التركيز على عملية التطوير.
يمكنك البدء بإجراء تحدٍّ لتطوير مهارة معينة خلال 5 أيام. أولاً، اختر مهارة ترغب في تطويرها ومعرفة مزيد من المعلومات حولها. للحصول على أفكار ملهمة، يمكنك إلقاء نظرة على أفضل المهارات المطلوبة في العمل التي نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي (the World Economic Forum). بعد ذلك، استخدم خطة التحدي أدناه لتنظيم جهودك والتركيز على جوانب معينة من المهارة في كل يوم. يمكن أن يؤدي تخصيص 15 دقيقة فقط يومياً في جدول مواعيدك إلى تحويل هذا التحدي ليصبح جزءاً مهماً من روتينك اليومي.
إليك مثالاً عن خطة لتنفيذ هذا التحدي:
- اليوم الأول، استكشاف مجال التعلم: استخدم محركات البحث ونموذج الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي (ChatGPT) للعثور على الحقائق الرئيسية وروّاد الفكر البارزين والأبحاث المتاحة حول المهارة التي تركز عليها.
- اليوم الثاني، رؤى الخبراء: اختر خبيراً في المجال وادرس أعماله بدقة. اطّلع على منشوراته على منصة لينكد إن (LinkedIn) واستمع إلى آرائه في المدونات الصوتية وشاهد مقاطع الفيديو التي يتحدث فيها عن هذا الموضوع.
- اليوم الثالث، طبّق ما تعلمتَه عملياً: جرّب استخدام أداة أو اختبر فكرة قرأت عنها في أثناء بحثك. احصل على بعض الملاحظات من زملائك لفهم مدى فائدة ما فعلته وفعاليته.
- اليوم الرابع، اطلب المساعدة: ابحث في مؤسستك عن شخص يتقن ما تريد تعلّمه. تواصل معه وشاركه رؤيتك وأفكارك واطلب نصيحته حول الإجراءات الإضافية التي يمكنك اتخاذها.
- اليوم الخامس، سجّل ما تعلمتَه: خصّص اليوم الأخير من التحدي للتفكير والتأمل. اطرح على نفسك الأسئلة الآتية: ما هي الأشياء التي تعلمتُها؟ كيف يمكنني تطبيق ما تعلمتُه في العمل؟ ما هي الطرق الأخرى التي يمكنني من خلالها تطوير نفسي في هذا المجال؟
4. زيادة وتيرة الملاحظات والآراء
الملاحظات هي إحدى أسرع الطرق التي يمكنك من خلالها معرفة أثر عملك. فكلما كنت أكثر جرأة في طلب آراء مَن تعمل معهم وملاحظاتهم، زادت الرؤى والأفكار القيّمة التي ستجمعها وأصبحتَ أكثر دراية بمدى تطورك.
تتمثل إحدى الطرق السهلة لزيادة وتيرة الملاحظات في طرح السؤال نفسه على عدة أشخاص. يساعدك تحليل الإجابات وفهم أوجه التشابه والاختلاف فيما بينها على فهم أدائك وأثرك في بيئة العمل، فكلما استمر أثرك وأداؤك وثبت أكثر أصبحت سمعتك المهنية أقوى.
فكر في طرح هذه الأسئلة عند طلب الملاحظات:
- ما هي الكلمات الثلاث التي تستخدمها لوصفي عندما أكون في أفضل حالاتي وقمة إنتاجيتي؟
- ما هو الجانب الذي أحقق من خلاله أكبر أثر في العمل؟
- ما هي أفضل نصيحة يمكن أن تقدمها لي لزيادة أثري؟
يمكنك استثمار هذه الفرصة في الوقت المناسب لإعادة ضبط نهجك في التطوير المهني، ما يجدد طاقتك وحافزك لتعزيز حياتك المهنية. فبدلاً من الشعور بأن عملية التطوير المهني هي عبء أو مهمة إضافية يجب عليك التكيف معها، يمكن أن تكون مصدراً جديداً للتحفيز يدعم جهودك ويساعدك على تحقيق أهدافك.