خطوات للتعامل مع الندم حيال اختيار وظيفة معينة

2 دقيقة
الندم الوظيفي
shutterstock.com/Takorn
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الخريف هو موسم نوبات الندم الوظيفي. وفي الخريف يصبح الندم الوظيفي أقوى بكثير مما هو عليه في أشهر الصيف الهادئة. وفيه تظهر الفرص الجديدة على منصات الوظائف، وينتقل كثير من الزملاء والأصدقاء إلى وظائف جديدة أو يلتحقون بكليات الدراسات العليا. وإن لم تنتقل معهم، أصبحت عرضة للندم على طريقة “كان يجب“.

وإن من العسير التوقف عن التفكير بهذه الطريقة. “كان عليّ أن أحصل على تلك الترقية”، “كان يجب ألا أختار العمل في العلاقات العامة”، “كان عليّ أن أترك وظيفتي منذ زمن طويل”. وطريقة التفكير بأسلوب “كان يجب” تؤثّر عليك، لا سيّما إن كنت تقارن بين وظيفتك ووظائف الآخرين.

إن الإسهاب في الندم على ما كان يجب أن تفعله خصوصاً مدمِّر، لأنه يتضمن نوعاً من الشعور بالعبث وعدم الجدوى. ومتى ما يحدث ذلك يتفاقم لديك الإحساس بالاستياء والغضب، وتتوقف عن المحاولة. ومن المؤلم أن يرى الآخرون هذا منك؛ فلن تحصل على الوظيفة المثالية. وفي الحقيقة يتجنب الناس التعامل مع ذوي العقليات الرديئة في ظاهرها. وبدلاً من أن تُعيِيك السلبية وتُرهِقك، عليك بتغيير طريقة تفكيرك تماماً.

المنهج السديد هو أن نستبدل بعبارات الندم “كان يجب عبارات الأمل “ماذا لو“.

  1. لنبدأ على سبيل المثال بالندم المذكور في عبارة “كان يجب ألا أختار العمل في العلاقات العامة”.
  2. حاول أن تتبادل الرأي مع بعض من تثق بهم من الأصدقاء أو الزملاء، فقد تساعدك وجهات نظرهم الخارجية القيّمة في التفكير على نحو مختلف بشأن نوبات الندم التي تنتابك. وتخيّر الأصدقاء الحميمين منهم؛ أي الإيجابيين الذين يتميزون بالخيال، وليس المستخفين بالبشر ولا المستهزئين.
  3. اجمع أكبر عدد ممكن من أسئلة “ماذا لو” التي لها ارتباط بشعورك بالندم. بعض الاحتمالات على مثال الندم على اختيار العلاقات العامة قد تكون كالتالي: ماذا لو أنك أتممت مهمة في العلاقات العامة متعلقة ببعض القضايا التي تؤمن بها إيمانا جازماً؟ ماذا لو نظَّمت تدريباً لزبائنك على استراتيجيات العلاقات العامة؟ ماذا لو أنك علَّمت الرؤساء التنفيذيين أساسيات العلاقات العامة؟
  4. استكشف الأسئلة التي على شاكلة “ماذا لو” وطبِّقها على أفكار أخرى. إن هذا الاستكشاف وحده سوف يعيد إليك هِمّتك ويضعك على أفضل المسارات. إذا وجدت نفسك متحمّساً لأحد الاحتمالات فاستمر في العمل عليه حتى يؤتي ثماره.

وإليك هذا المثال لترى كيف يحدث ذلك:

عائلة نرمين أقنعت ابنتها نرمين بالعمل في مجال المحاسبة، ولكن بعد مُضِيّ خمس سنوات تعيسات من العمل بإحدى شركات الخدمات المالية، ظلت نادمة على عدم متابعة شغفها بالموسيقى. وهي تعتقد أن قد “فات أوان التغيير الآن، ولن أستطيع مساعدة نفسي”.

ولكن موقف نرمين تغير بعد أن بدأت بالتفكير بطريقة “ماذا لو” بدلاً من طريقة “كان يجب“. فقد سألت نفسها “ماذا لو عملت في مكان يعِجُّ بالموسيقى والموسيقيين؟ ماذا لو أنني استخدمت مهاراتي المالية في مساعدة الموسيقيين؟” فساقتها طريقة ماذا لو إلى استهداف وظائف المحاسبة في أقسام الموسيقى في الجامعات أو في غيرها من المؤسسات الموسيقية. وفي أثناء بحثها عن الوظيفة المنشودة، تطوعت بالعمل في مدرسة موسيقى محلية لوضع كتبها على برنامج المحاسبة العالمي “كويكبوكس” (QuickBooks). فأحبتهم وأحبوها. وعندما أشارت إلى رغبتها في تغيير وظيفتها إلى بعض أعضاء مجلس إدارة مدرسة الموسيقى، قدموا لها يد العون لتبدأ ببناء العلاقات في عالم الموسيقى. والآن تشغل منصب المدير المالي في أحد أكبر مهرجانات الموسيقى، حيث تتلقى دروساً مجانية في الموسيقى، بل تُخالِط العازفين أحياناً.

إذا ما انتابتك نوبات ندم وظيفي هذا الخريف (أو في أي وقت من العام)، فاجمع بعض أصدقائك، واحصل منهم على بعض آرائهم فيك، ثم حاول أن تسأل أسئلة مختلفة مثل: ماذا لو؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .