ملخص: تبدو كتابة التقييم الذاتي إجراءً روتينياً، لكنها جزء أساسي من مراجعة الأداء الشاملة. ربما لا يملك المدراء، الذين يشرفون على عدد كبير من المرؤوسين المباشرين، القدرة الكافية على ملاحظة إنجازاتك البارزة خلال العام أو تذكرها، كما أنهم لا يملكون الوقت لقراءة ملخص طويل يتضمن تفاصيل هذه الإنجازات. يقدم المؤلف 5 خطوات لصياغة تقييم ذاتي يسلط الضوء على أهم إنجازاتك ويُظهر الوعي الذاتي لأدائك من خلال التركيز على الجوانب التي تتطلب التحسين والتطوير: 1) التركيز على الأداء والإنجازات على مدار العام بأكمله. 2) التركيز على أهداف الشركة والأهداف الوظيفية. 3) التأكد من توافق إنجازاتك مع تلك الأهداف. 4) طلب التقييم والملاحظات من الزملاء. 5) صياغة قائمة موجزة بالإنجازات.
مع دخول موسم مراجعة الأداء للعديد من الشركات، يكون من المهم إجراء مراجعة للأحداث والإنجازات في العام الماضي وصياغة تقييم ذاتي لإبراز إنجازاتك. يمكن أن تؤثر كتابة تقييم ذاتي فعال على نحو كبير على تقييم مديرك لأدائك، وبالتالي، ربما يُحدث ذلك فرقاً في حزمة تعويضاتك (مثل زيادة الراتب والمكافآت وغيرها).
عندما يكون لدى المدراء عدد كبير من المرؤوسين المباشرين، فمن الممكن أن يصعب عليهم ملاحظة إنجازاتك البارزة أو تذكرها. كما أنهم لا يملكون الوقت لقراءة ملخص طويل يسرد إنجازاتك كافة خلال العام الماضي.
فيما يلي 5 خطوات لصياغة تقييم ذاتي يسلط الضوء على أهم إنجازاتك ويُظهر الوعي الذاتي لأدائك من خلال التركيز على الجوانب التي تتطلب التحسين والتطوير:
1. التركيز على الأداء والإنجازات على مدار العام بأكمله
من السهل تذكر إنجازاتك خلال الأشهر القليلة الماضية، لكن من المهم التأكد أن تقييمك الذاتي يشمل عملك على مدار العام بأكمله. إذا لم تحتفظ بملاحظات حول إنجازاتك على مدار العام، فمن الممكن مراجعة جدول اجتماعاتك لتتذكر المشاريع التي عملت عليها والمحادثات المهمة التي شاركت فيها.
احرص على تخصيص بعض الوقت لتسجيل مشاريعك والمهام المكلف بها وإنجازاتك المتميزة في مستند مستقل عن عملية مراجعة الأداء الرسمية التي تُجريها الشركة. سيوفر لك هذا نظرة شاملة لإنجازاتك ويساعدك في التركيز على أهمها.
2. التركيز على أهداف الشركة والأهداف الوظيفية
تمتلك كل شركة أهدافاً عامة تتفرع عادة إلى أهداف إدارية أو وظيفية، كما تتفرع في بعض الشركات إلى أهداف فردية. حدد المهام التي تُشكل جزءاً من واجباتك الوظيفية العامة والمهام التي ترتبط مباشرة بتحقيق أهداف الشركة والأهداف الوظيفية.
على سبيل المثال، ربما يكون الاحتفاظ بقاعدة بيانات المعلومات جزءاً من واجبات وظيفتك العامة، لكنه لا يُعد إنجازاً بطبيعته، بغض النظر عن مدى صعوبة جمع المعلومات من أصحاب المصلحة. على الرغم من ذلك، فإن تقديم الاقتراحات وتحسين قاعدة البيانات أو إنشاء مسارات عمل جديدة تزيد من فاعليتها يمكن أن يكون إنجازاً مرتبطاً بأهداف وظيفية لزيادة الكفاءة.
3. التأكد من توافق إنجازاتك مع قيم الشركة أو ثقافتها
إن طريقة أداء عملك لا تقل أهمية عن إنجازاتك. بعد مراجعة إنجازاتك في ضوء أهداف الشركة أو الأهداف الوظيفية، فكّر في كيفية تحقيق تلك الأهداف بما يتماشى مع ثقافة الشركة وقيمها. هل توجد إنجازات تتوافق مع تلك القيم أكثر من غيرها؟
لنفترض أن إحدى قيم شركتك هي السعي باستمرار لتحقيق كفاءة وفعالية أفضل. يمكن إظهار هذه القيمة من خلال جهودك لتحقيق الكفاءة، على سبيل المثال، يمكنك تعزيز التوافق حول تنفيذ مسار العمل الجديد عن طريق التواصل الاستباقي مع قادة الأقسام المختلفة والتأثير الفعال على أصحاب المصلحة الذين يواجهون تحديات، ما يؤدي إلى سلاسة العمل وعدم حدوث أي مشكلات كبيرة.
4. طلب التقييم والملاحظات من الزملاء
يميل البشر بطبيعتهم إلى التركيز على نجاحاتهم وإنجازاتهم الشخصية. سيسعى مديرك للحصول على تقييم من الآخرين حول أدائك، لذلك، استبق الأمور واذكر أي نقاط قد يشيرون إليها في تقييمك الذاتي.
تواصل مع أصحاب المصلحة وأعضاء الفريق من الأقسام المختلفة لفهم وجهة نظرهم حول كل إنجاز، مع الحرص على طلب ملاحظاتهم حول الجوانب التي يمكن تحسينها والتي اكتُشفت في مراجعة الأداء في العام الماضي.
على سبيل المثال، ربما نجحتَ في إتمام مشروع كبير ووفّرت على الشركة آلاف الدولارات، وكان التواصل الاستباقي هو أحد الجوانب التي كنت تحتاج إلى تطويرها في مراجعة الأداء في العام الماضي. عند طلب الملاحظات من أصحاب المصلحة من الأقسام المختلفة، استفسر عن مستوى التواصل الاستباقي الذي تلقوه منك. إذا شعر أصحاب المصلحة جميعهم، باستثناء شخص واحد، بالرضا عن مستوى التواصل طوال فترة المشروع، يمكنك أن تذكر في تقييمك الذاتي أن معظم تعليقات أصحاب المصلحة تشير إلى نجاح جهودك لتحسين التواصل وأنك ستعمل باستمرار على تحسين التواصل مع الشخص الوحيد الذي لم يعطِ ذلك التقييم الإيجابي.
5. صياغة قائمة موجزة بالإنجازات
أنت الآن مستعد لإعداد تقييمك الذاتي الفعلي. من قائمة إنجازاتك الطويلة، اختر ما لا يزيد على 5 من أكثر الإنجازات تأثيراً لتسليط الضوء عليها. يجب أن يكون كل إنجاز حقق هدفاً للشركة أو هدفاً وظيفياً، وأن يتماشى مع قيم الشركة وثقافتها، وأن يستند إلى ملاحظات الزملاء. اذكر التحسينات أو النجاحات التي حققتها في الجوانب التي كانت تحتاج إلى تطوير بحسب مراجعة الأداء في العام الماضي.
احرص على وضع قيم الشركة ومعاييرها الثقافية في العناوين الرئيسية لإنجازاتك ذات الصلة. ثم استخدم المنهجية التي تسمى اختصاراً "ستار" (STAR)، والتي تتضمن الموقف والمهمة والإجراءات والنتائج، لعرض إنجازاتك بطريقة موجزة، مع التأكد من الإشارة إلى الدروس المستفادة أو الجوانب التي طورتها في النهاية.
في المثال التالي، تتمثل قيمة الشركة في اتخاذ القرارات بناءً على البيانات أولاً، قبل اتخاذ القرارات بناءً على الحدس.
اتخاذ القرارات استناداً إلى البيانات
الموقف: كنتُ المسؤول المباشر عن التسويق لإطلاق أحد المنتجات في شهر يونيو/حزيران.
المهمة: أنشأتُ حملة تسويق مبتكرة يسهل على فريق المبيعات فهمها وتسويقها وتساعدهم في تحقيق أهداف المبيعات.
الإجراءات:
- وضعتُ استراتيجية لإطلاق المنتج، شملت ترويج العلامة التجارية والرسائل التسويقية وخطة الإطلاق ومؤشرات الأداء الرئيسية لقياس النجاح.
- تمكنتُ من قيادة فريقي ودعمه لإنجاز 28 مشروعاً تسويقياً مختلفاً.
- استخدمتُ بيانات العملاء إلى جانب البيانات المالية من عمليات الإطلاق السابقة لتحديد الرسائل التسويقية المناسبة، وكذلك لضمان حشد الدعم والتوافق بين أصحاب المصلحة الداخليين مع خطة إطلاق الحملة التسويقية الشاملة.
- بادرتُ إلى التواصل وتوحيد جهود الأقسام المختلفة (المالية وعمليات التسويق والمبيعات واستراتيجية العلامة التجارية) لضمان إيصال رسائل متسقة وموحدة.
- عملتُ على تزويد فريق المبيعات بالمعرفة والمهارات اللازمة لاستخدام الرسائل والوسائل التسويقية بطريقة فعالة مع العملاء المختلفين.
- أطلقنا الحملة بنجاح عبر قنوات متعددة (البريد الإلكتروني والويب وفريق المبيعات) دون أي مشكلات، وتلقينا ردود فعل إيجابية من فريق المبيعات والعملاء.
النتائج:
- نفّذنا الحملة بنجاح وفي الموعد المحدد وضمن الميزانية المخصصة، كما تجاوزت المبيعات التوقعات خلال أول 3 أشهر من الإطلاق.
- استمعنا إلى آراء فريق المبيعات وتقييماته، وعملتُ على قيادة الفريق لإجراء التعديلات والتحسينات على وسائل البيع من أجل ضمان الاستمرار في استخدامها وتبنّيها.
الدروس المستفادة:
- اقترحتُ عقد اجتماعات أسبوعية بدلاً من الاجتماعات كل أسبوعين لضمان مشاركة أصحاب المصلحة جميعهم في عملية التخطيط؛ إذ شعر بعض أصحاب المصلحة بعدم الاطلاع على المعلومات كافة في حال غيابهم عن الاجتماعات التي كانت تجري كل أسبوعين.
- واجهتُ بعض الصعوبات في إشراك كبار قادة المبيعات في اجتماعات التنسيق بشأن الرسائل التسويقية في مرحلة مبكرة من عملية التخطيط، ما أدى إلى ظهور بعض التحديات عندما أرادوا إجراء تعديلات في وقت لاحق من العملية. سأعمل في العام المقبل على تعزيز قدرتي على التأثير غير المباشر لضمان مشاركة كبار القادة في المراحل الأولى من الاجتماعات الابتكارية.
أخيراً، إذا كان التقييم الذاتي يتطلب تحديد الجوانب أو المهارات التي جرى تحسينها أو تطويرها، فاحرص دائماً على ذكر جانبين على الأقل. ربما يصعب علينا أحياناً تقبّل فكرة وجود نقاط ضعف يجب تحسينها، لا سيما مع إيماننا بأدائنا المتميز، لكن تجدر الإشارة إلى أن تحديد نقاط الضعف هذه والعمل على معالجتها يساعدنا في أن نصبح موظفين أكثر فاعلية، دون أي مساس بشخصيتنا أو نزاهتنا. إذا كنت لا تزال بحاجة إلى تطوير مهاراتك في مجال معين، فعليك أن تستمر في العمل على تحسينها وتطويرها في العام الحالي. إذا واجهت صعوبة في تحديد الجوانب التي تحتاج إلى التحسين بناءً على ما تعلمته، يمكنك استكشاف جوانب التطوير الشخصي المرتبطة بالعمل، مثل تعزيز مهارات وضع الحدود المهنية أو إظهار مرونة أكبر في التعامل مع التغييرات.
اختتم تقييمك الذاتي بالإشارة إلى الدعم الذي يمكن أن يقدمه مديرك لك لتحسين مهاراتك وقدراتك. سيؤدي ذلك إلى فتح حوار بنّاء حول الفرص التي يمكنه توفيرها لمساعدتك في تحقيق نجاح أكبر في العام المقبل.