3 خطوات سهلة لتجديد علاقة عمل بعد انقطاع طويل

3 دقيقة
التواصل
shutterstock.com/Bignai

هل هناك ما هو أسوأ من معرفة شخص يمكنه تقديم المساعدة التي تحتاج إليها للحصول على فرصة عمل، أو إحداث تغيير في مسارك المهني، أو الانتقال للعمل في دولة أخرى، لكنك لا تستطيع أن تطلب منه ذلك لأن التواصل بينكما مقطوع منذ زمن؟ كم عدد الأشخاص الذين التقيتهم في حياتك لديهم القدرة على مساعدتك في موقف مفاجئ على الصعيد الشخصي أو المهني، ولكنك لم تقابلهم أو تتحدث إليهم منذ أمد بعيد؛ وربما تخجل الآن من أن تتصل بهم بغتةً لأنك في حاجة إليهم؟

الواقع أن هذا يحدث أكثر بكثير مما قد تظنه. لكن ما يدعو للتفاؤل هو أن تجديد التواصل ممكن تماماً، حتى لو بدا محالاً بعد انقطاع لأشهر أو سنوات، فمرور الوقت ليس سبباً كافياً لإضاعة فرصة تواصل محتمل. إذا كان لديك مَن تعتزم التواصل معه، أو مَن تتوق إلى إعادة التواصل معه، أقدم لك 3 خطوات سهلة تخفف عنك الإحراج في هذا التواصل، وربما تسبب نتائج إيجابية:

  1. الاعتراف بعدم تواصلك معه منذ زمن
  2. شرح سبب عودتك للاتصال الآن
  3. مقايضة خدمة بخدمة

الاعتراف بعدم تواصلك معه منذ زمن

ما من موقف أشد إحراجاً (أو إزعاجاً) من تلقي مكالمة أو رسالة إلكترونية من شخص انقطع عنك منذ أمد بعيد، لكنه يتواصل معك الآن كما لو كنت صديقه الحميم، أو يفترض أنك تعرف شؤون حياته الحالية أو تهتم بها؛ هذا التواصل خادع وعديم الفعالية. بيد أن مرور وقت طويل دون تواصل مشكلة كبيرة لا يسعك أن تغض الطرف عنها، وكلاكما يعرف أنها مشكلة قائمة.

لذا، عليك أن تبادر بالاعتراف بأن زمناً قد مضى على آخر تواصل لك معه، ثم قدّم له سبباً منطقياً أو سياقاً معقولاً لانقطاعك عنه طوال تلك الفترة. هل كنت عاكفاً على إتمام دراستك الجامعية؟ هل كنت خارج البلاد، للعمل أو لسبب آخر؟ هل تركت مهنتك لتخوض تجربة مهنية جديدة؟ هل كنت مسؤولاً عن رعاية أسرتك، أم تزوجت، أم غيرت مجال عملك؟ أم أنك كنت مشغولاً تماماً ومستغرقاً في ذاتك؟ عليك أن تعترف بالسبب، أياً كان:

  • مرحباً أنس. رغبت في أن أتصل بك لألقي التحية عليك. أعلم أنه قد مر زمن طويل منذ أن تحدثنا آخر مرة، ولكني فكرت فيك كثيراً على مدار تلك السنين ورغبت دائماً في تجديد التواصل معك.
  • كيف حالك يا باسمة؟ أنا متأكدة من أن رسالتي فاجأتك؛ فآخر مرة تحدثنا فيها كانت عند التحاقي بالدراسات العليا. وانتهى بي الحال بالانتقال إلى واشنطن العاصمة بعد ذلك بفترة قصيرة، حيث عشت طوال السنوات الخمس الماضية.
  • مرحباً بشر. أرجو أن تكون بخير! أعتذر إذ لم أتواصل معك منذ فترة طويلة، لكنني كنت أفكر فيك طيلة أشهر ولم يمنعني عن الاتصال بك إلا انشغالي الشديد بالعمل.

شرح سبب عودتك للاتصال الآن

هناك أسباب كثيرة للتواصل مع شخص ما بعد انقطاعك الطويل عنه؛ من المفترض أن لديك خطة تنفذها، وتريد إعادة الاتصال به من أجل دعمك في تنفيذها، أو أنك مدين له بمسألة لم تنهها بعد.

مهما كان دافعك للتواصل معه الآن بعد مرور كل هذا الوقت، فمن المهم أن تفكر فيه وتصارحه به، ويجب أن تذكر الأمر الذي دفعك إلى الاتصال به وخطتك، إن كانت لديك خطة. إليك بعض الأمثلة لمزيد من التوضيح:

  • أردت التواصل معك لأخبرك بأنني سأتوجه إلى آسيا الشهر المقبل للعمل في قسم البلاستيك بشركة جنرال إلكتريك، وآخر ما سمعته عنك أنك كنت تعمل في طوكيو، ففكرت في أنك أفضل من يمكنني التواصل معه قبل سفري.
  • تركت الشركة عقب ولادة ابنتي، وعدت مؤخراً إلى العمل وأشعر بسعادة غامرة للعمل في قطاع التجزئة الاستهلاكية مرة أخرى، كنت أتمنى أن يتسع وقتك لنلتقي ونتحدث بينما نتناول القهوة، كما أود أن أعرف رأيك في التغييرات التي طرأت على القطاع.
  • بدأت للتو إجراءات التقدم إلى الدراسات العليا وأعلم أن لك تجربة ناجحة في جامعة ديوك، أود أن أسألك إن كان لديك وقت لتحدثني عن تجربتك في الحصول على درجة ماجستير إدارة الأعمال.

مقايضة خدمة بخدمة

ختاماً، قدم عرضاً لمساعدته، وفق مبدأ المعاملة بالمِثل، على سبيل الاحتياط. كن لبقاً وسخياً، وقل له عبارةً مثل: "شكراً جزيلاً مقدماً على مساعدتك، وأتطلع إلى تلقي اتصالك"، وشدد على رغبتك في مساعدته قدر استطاعتك، فاحتمالات أن تتلقى رداً تصبح أعلى عندما تفكر في منفعة متبادلة، مقارنة بالاستفادة من خبرة الطرف الآخر أو علاقاته دون مقابل.

لدي تجربة شخصية في هذا الصدد، ففي عام 2009 التقيت زميل دراسة في جزيرة إيثاكا، كان رائد أعمال مقيماً في كلية جونسون (Johnson School). حدثته بحماس عن عملي، فطلب مني بسخاء أن أتصل به ليسدي إلي بعض النصائح غير المباشرة، لكنني أضعت الفرصة، للأسف. شغلتني شؤون الحياة ووتيرتها المتسارعة، كما هي عادتها في أحيان كثيرة، ولم أتمكن من الاتصال به إلا في ربيع عام 2010، وعلى الرغم من ذلك استعنت بروح المبادرة لدي واتصلت به. نفذت الاستراتيجية التي سردتها لك في هذا المقال، ثم اختتمت رسالتي الإلكترونية المحرجة برغبة صادقة في رد الجميل ذات يوم، مقابل خبرته التجارية. ونجح الأمر. ومع أن شون انتقل من منصبه تواصلت معه ولم يبخل عليّ بوقته ومعرفته، وأعدنا بناء علاقة وثيقة تستمر لسنوات، وتبين لكلينا أنها علاقة مثمرة وبعيدة عن الرتابة والجمود.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي