يفترض الاعتقاد السائد أنّه كلما ازداد انشغالنا، ازداد عدد المهام التي نؤديها؛ لكن الدراسات أظهرت أن ثقافة الشعور الدائم بالانشغال تقوّض الإنتاجية وتسرقنا من عائلاتنا وتمنعنا من تكوين علاقات أعمق مع زملائنا في العمل.
لقد أصبح الانشغال في السنوات الأخيرة وسام شرف لا تخطئه العين في العديد من المجتمعات، وأصبح من الشائع التفاخر بأننا لا نملك الوقت لأنفسنا لأن ذلك يجعلنا نشعر بقيمتنا وأهميتنا في المجتمع، وأصبحنا نتحسر على أماكن العمل التي لا يكون فيها الجميع في قمة الانشغال؛ غير أنّ الخطر الحقيقي لهذه العقلية هو زوال الحد الفاصل بين الحياة العملية والحياة الشخصية، وما ينجُم عنه من صراع داخلي يظهر مع مرور السنوات المزدحمة بالانشغال. تصف الخبيرة بريجيد شولته في كتابها "الإرهاق: العمل والحب واللعب عندما لا يمتلك أحد الوقت" هذا الشعور بقولها: "شعرت بانشغال كبير لمعظم حياتي. أعمل أحياناً بحماس زائد أو حتى بجنون لساعات طويلة، وأفوِّت فرصة الاجتماع مع العائلة، وأشعر بضغط لا يصدَّق…ومع مرور السنوات، فكرت بشأن تلك اللحظة مع مزيج من الخزي والندم. لُمت نفسي كثيراً لأنني لم أخصص وقتاً للقيام بعمل أكثر طموحاً وأكثر أهمية، ولم أحاول إنجاز كل شيء ضمن ساعات معقولة، ولم يكن لديّ المزيد من الوقت للتركيز في حياتي". يقدم الأستاذ آدم وايتز في هذا العدد مجموعة من الحلول العلمية للتخلص من مُشكل "تمجيد ثقافة الانشغال" أهمها الاعتياد على الوصول إلى حالة "العمل العميق".