في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي، تزداد التساؤلات حول مستقبل الوظائف: هل ستستبدلنا الآلات؟ أم ستساعدنا فقط على العمل بذكاء أكبر؟ تقرير حديث صادر عن منظمة العمل الدولية (ILO) في مايو/آيار 2025 تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي التوليدي والوظائف: مؤشر عالمي منقح للتعرض المهني" يقدّم إجابة مبنية على تحليل دقيق وآلاف البيانات العالمية.
حمل التقرير كاملاً الآن عبر واتساب: أرسل "مجرة" لنرسل لك التقرير مباشرة.
ما هو "التعرض المهني"؟ ولماذا هو مهم؟
يعني "التعرض المهني" ببساطة مدى إمكانية أن تتأثر المهام التي تتكون منها وظيفة معينة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. لا يعني هذا بالضرورة أن وظيفة ما ستختفي بالكامل، بل أن بعض المهام داخلها قد تصبح مؤتمتة جزئياً أو كلياً.
فمثلاً، وظيفة "السكرتير" قد تحتوي على مهام مثل تنظيم الاجتماعات، والرد على المراسلات، وتحرير الوثائق. بعضها قد تقوم به أدوات الذكاء الاصطناعي بسهولة، وبعضها الآخر لا يزال يتطلب مهارات بشرية يصعب تقليدها.
كيف أجريت الدراسة؟ خطوات دقيقة لفهم معقد
اعتمد تقرير منظمة العمل الدولية على خطوات دقيقة شملت:
- تحليل أكثر من 29,000 مهمة وظيفية من نظام تصنيف تفصيلي.
- استطلاع رأي شمل 1,640 موظفاً قيموا مدى إمكانية أتمتة مهامهم.
- مراجعة من خبراء دوليين ومحليين لضبط النتائج.
- استخدام الذكاء الاصطناعي ذاته لتدريب مساعد قادر على تقدير مدى تعرض آلاف المهام الأخرى.
- إسقاط النتائج عالمياً عبر التصنيف الدولي الموحد للمهن (ISCO-08)، مما وفر خريطة عالمية دقيقة لتأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف.
مقياس "التعرض": درجات الخطر
قسّم التقرير مستوى التعرض إلى ست درجات:
التدرج | التفسير |
---|---|
4 | أعلى تعرض: معظم المهام قابلة للأتمتة |
3 | تعرض كبير: عدد كبير من المهام معرض |
2 | تعرض معتدل: مزيج من المهام القابلة وغير القابلة للأتمتة |
1 | تعرض منخفض: تأثير جزئي ومحدود |
ضئيل | بالكاد يلامس الذكاء الاصطناعي مهام الوظيفة |
غير معرض | الذكاء الاصطناعي لا يؤثر حالياً في هذه الوظيفة |
من هم الأكثر عرضة؟ الوظائف المعنية بالبيانات والعمليات المتكررة
وفقاً للتقرير، تقع العديد من الوظائف المكتبية والرقمية ضمن التدرج 4، ما يجعلها الأعلى تعرضاً:
- مدخلو البيانات
- مطورو الويب والوسائط المتعددة
- المحللون الماليون
- موظفو معالجة النصوص
- موظفو شؤون الموظفين
- مندوبو مبيعات مراكز الاتصال
بينما تقع وظائف أخرى مثل المترجمون ومطورو التطبيقات والبرمجيات والصحفيون والكتاب وموظفي الاستقبال ضمن التدرج 3، وهي وظائف معرضة بشكل كبير.
حمل التقرير كاملاً الآن عبر واتساب: أرسل "مجرة" لنرسل لك التقرير مباشرة.
الوظائف الآمنة نسبياً: المهارات البشرية أولاً
بالمقابل، تبرز وظائف يصعب على الذكاء الاصطناعي استبدال أصحابها، بسبب اعتمادها على:
- الإبداع
- الذكاء العاطفي
- الحكم البشري
- المهارات اليدوية أو التفاعلية المعقدة
ومن أبرز هذه الوظائف:
- القضاة والمحامون
- المعلمون
- الأطباء العامّون
- المهندسون المدنيون والكهربائيون
- ضباط الشرطة
- رجال الإطفاء
لمحة عن درجة تعرض بعض الوظائف
المسمى الوظيفي | مستوى التعرض |
---|---|
مدخلو البيانات | الأكثر تعرضاً |
المحللون الماليون | الأكثر تعرضاً |
مطورو الويب والوسائط المتعددة | الأكثر تعرضاً |
المترجمون التحريريون والفوريون | كبير |
مطورو ومحللو التطبيقات والبرمجيات | كبير |
المؤلفون والكتّاب | كبير |
مدراء فروع الخدمات المالية والتأمينية | معتدل |
مدراء خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات | معتدل |
مدراء تجارة التجزئة والجملة | معتدل |
مدراء الفنادق | منخفض |
المصورون الفوتوغرافيون | منخفض |
المساعدون القانونيون | منخفض |
المدراء العامون والرؤساء التنفيذيون | ضئيل |
كبار المسؤولين الحكوميين | ضئيل |
أساتذة الجامعات والتعليم العالي | ضئيل |
القضاة | غير معرضة حتى الآن |
الأطباء العامون | غير معرضة حتى الآن |
الأطباء الاختصاصيون | غير معرضة حتى الآن |
حمل التقرير كاملاً الآن عبر واتساب: أرسل "مجرة" لنرسل لك التقرير مباشرة.
هل هناك فرق بين النساء والرجال؟ نعم، وهو كبير!
من أهم ما كشفه التقرير: وجود فجوة واضحة في مستوى التعرض بين الجنسين، خاصة في الدول ذات الدخل المرتفع.
- النساء أكثر عرضة للتأثر: 41% من وظائف النساء في الدول الغنية تقع ضمن درجات التعرض، مقارنة بـ28% فقط من وظائف الرجال.
- في التدرج 4، 9.6% من وظائف النساء مهددة مقابل 3.5% من وظائف الرجال.
تغيّر النظرة بين 2023 و2025: من الحماس إلى الواقعية
مقارنة بإصدار 2023، نجد أن التقرير الجديد أكثر دقة وواقعية:
- انخفاض طفيف في متوسط التعرض المهني.
- زيادة تعرض بعض الوظائف الرقمية (مثل البرمجة والإحصاء) نتيجة لتطور قدرات الذكاء الاصطناعي متعددة الوسائط.
- تقديرات أقل تفاؤلاً بقدرة الذكاء الاصطناعي على أتمتة كل شيء.
هل سنفقد وظائفنا؟ ليس بالضرورة
النتيجة الحاسمة من التقرير: التحول هو السيناريو الأرجح، وليس الإلغاء.
فحتى الوظائف المعرضة بشدة، تتكون غالباً من مهام متعددة، وبعضها فقط يمكن للآلة القيام به. وفي المقابل، سيظل البشر ضروريين في:
- التفاعل مع العملاء
- اتخاذ القرارات المعقدة
- تطوير الحلول المبتكرة
- تقديم المشورة أو الدعم النفسي أو القانوني
مثال من الواقع: البنوك والصرافون
عندما ظهرت أجهزة الصراف الآلي، خشي الناس على وظائف صرافي البنوك. لكن الذي حدث هو العكس: زادت فروع البنوك، وتحول دور الصراف إلى مستشار مالي بدلاً من عد النقود فقط.
ماذا علينا أن نفعل؟ 3 مستويات للاستجابة
أولاً: على الحكومات
- تطوير سياسات تدعم الانتقال العادل
- تعزيز برامج التدريب وإعادة التأهيل المهني
- تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل
ثانياً: على الشركات
- تبني الذكاء الاصطناعي لدعم الموظفين وليس لإقصائهم
- إشراك العاملين في القرارات التقنية
- الاستثمار في تطوير المهارات البشرية
ثالثاً: على الأفراد
- تبني التعلم المستمر
- اكتساب مهارات مثل التفكير النقدي والتواصل الفعال
- الانفتاح على أدوات الذكاء الاصطناعي لتسريع العمل وتحسين النتائج
المستقبل ليس قاتماً، لكنه يتطلب الاستعداد
إن الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس نهاية الوظائف، بل بداية لطريقة جديدة في العمل. نعم، هناك تحديات، لكن هناك فرصاً كبيرة أيضاً. السر في كيفية تعاملنا مع هذا التحول: هل ننتظر أن يحدث، أم نستعد له ونشكله بأنفسنا؟
التقرير يقدم دعوة واضحة: لنصنع مستقبلاً يكون فيه الذكاء الاصطناعي شريكاً لنا، لا بديلاً عنا.
حمل التقرير كاملاً الآن عبر واتساب: أرسل "مجرة" لنرسل لك التقرير مباشرة.