4 خطوات لحماية حدودك الشخصية من المشاكل التي تواجهها شركتك

4 دقيقة
الحدود الشخصية
فريق هارفارد بزنس ريفيو /أنسبلاش

ملخص: ربما تؤدي زيادة ساعات عملك في شركة تواجه صعوبات إلى شعورك بتحقيق إنجاز كبير، لكنّ جهود شخص واحد لن تكون كافية لإنقاذ مؤسسة معرضة للخطر. في هذا المقال، يقدم المؤلف مجموعة من الاستراتيجيات حول كيفية تركيز جهودك لتحقيق أكبر قدر من التأثير مع مراعاة ما يناسبك على المدى البعيد لا سيما وضع الحدود الشخصية.

عند العمل في شركة تعاني صعوبات، فمن الطبيعي أن يشعر الموظف بضرورة العمل لساعات إضافية على أمل إعادة الشركة إلى الطريق الصحيح. يتجلى هذا الأمر تحديداً في مجال تطوير الأعمال عندما تؤثر جهود الموظف مباشرة في تحقيق الإيرادات.

هذا ما كان يواجهه عميلي سمير. يشغل سمير منصب نائب رئيس قسم تطوير الأعمال في شركة ناشئة للأمن السيبراني وقد مضى على انضمامه للشركة 18 شهراً. عندما تعمق سمير في معرفة مزيد من المعلومات حول المؤسسة، تصاعدت مخاوفه بشأن استراتيجيتها وتوجهاتها المستقبلية. على الرغم من دعوته للمشاركة في اجتماعات الإدارة العليا، فإنه اختلف مع توجهات الإدارة التنفيذية العليا واعتقد أنها تهدد نمو الشركة. على الرغم من رغبة سمير في مناقشة بعض افتراضات فريق القيادة للمساهمة في تحسين أداء الشركة، فإنه واجه صراعاً داخلياً يتمثل في الحفاظ على حدود محددة وواضحة تفصل بين حياته الشخصية وحياته المهنية.

عندما طرح سمير هذه المشكلات في الاجتماعات التدريبية التي أجريناها، قدمتُ له الاستراتيجيات التالية، التي تمكّن من الاستفادة منها للحفاظ على حدود واضحة بين حياته المهنية والشخصية مع تحقيق النجاح في منصبه الوظيفي.

حدد الوقت المناسب لتقديم النصيحة، واعرف متى تتجنب التدخل.

بفضل خبرة سمير التي تزيد على 15 عاماً في مجال التكنولوجيا، والتي اكتسبها من خلال عمله في عدة شركات مختلفة الأحجام، فقد تمكّن بنفسه من ملاحظة الممارسات والاستراتيجيات الفعالة وغير الفعالة. تساءل سمير عمّا إذا كان يجب عليه أن يتجاوز دوره المحدد لتقديم المشورة للفريق التنفيذي، وإذا كان الأمر كذلك، فإلى أي مدى يجب أن يتدخل، لا سيما أن هذا الأمر سيتطلب دخول مجال يمكن أن يكون فيه الرئيس التنفيذي، الذي يتمتع بخبرة قليلة، غير مستعد لتقبّل آرائه. بالإضافة إلى ذلك، سيستهلك هذا العمل الإضافي مزيداً من وقته وطاقته، ما يقلل من الوقت المتاح للتركيز على أولوياته الأساسية.

يجب أن يعتمد قرارك بشأن تقديم المشورة حول مسائل أداء الشركة التي تقع خارج نطاق مسؤولياتك الأساسية، على مدى امتلاكك الخبرة اللازمة لتقديم نصيحتك بفعالية وكفاءة. إذا كنت تمتلك بالفعل رؤية مهمة لمشكلة شركتك الجديدة، فتمكنك مشاركتها بطريقة مباشرة دون أن يستغرق ذلك الأمر وقتاً كبيراً. إليك مثالاً على كيفية طرح وجهة نظرك:

"أنا أعمل في هذا القطاع منذ 15 عاماً ويمكنني تقديم المساعدة في عملية اتخاذ هذا القرار المهم".

"واجهت الشركة التي كنت أعمل فيها سابقاً حالة مشابهة، ويسرّني أن أطلعكم على الطريقة التي أثبتت نجاحها في التعامل مع هذه المشكلة".

احصل على تفاصيل محددة حول المهام الجديدة قبل الموافقة على تنفيذها.

شكّل غياب الأهداف المحددة أحد التحديات التي واجهها سمير خلال عمله مع فريقه التنفيذي. لذلك، عندما طلب منه الفريق تولي مهمة إضافية، رفض ذلك بسبب عدم تحديد معايير واضحة لنجاح هذه المهمة، وكان مهتماً بالفعل بتحقيق النجاح في منصبه الأساسي.

قبل الموافقة على تولي مهمة إضافية، اطلب تفاصيل محددة حولها: ما الهدف من هذه المهمة؟ ما معايير قياس نجاح المهمة؟ كم ستستغرق هذه المهمة؟ ما المطلوب منك بالضبط؟ كم ساعة سوف يستغرق إنجاز المهمة؟ بمجرد أن تفهم تماماً ما هو مطلوب، يمكنك أن تقرر بثقة إذا كانت هذه المهمة مناسبة لك.

إذا لم تكن المهمة مناسبة، فارفضها بطريقة إيجابية وصادقة من خلال قول شيء مثل: "شكراً لكم على اختياري لتنفيذ هذا المشروع، لكنني مضطر لرفضه، بسبب مسؤولياتي الحالية، لن أتمكن من منح هذا المشروع كامل تركيزي واهتمامي، لذلك، سيكون من الأفضل تكليف شخص يمتلك القدرة على تقديم المساعدة وتحقيق إمكانات المشروع".

تحقق من إمكانية تقديم المساعدة بطرق أبسط وأكثر قابلية للإدارة من خلال تقديم آراء وملاحظات حول خطة المشروع أو عرض حضور جلسات العصف الذهني، على سبيل المثال. من خلال المساهمة قدر استطاعتك، ستُظهر قدرتك على المبادرة وتمتعك بروح الفريق دون تحميل نفسك فوق طاقتها.

ارفض المهام الجديدة بأسلوب لبق إذا كانت مسؤولياتك الأساسية ستتأثر سلباً.

غادر نائب رئيس قسم التسويق في الشركة التي يعمل فيها سمير بعد 6 أشهر من توليه منصبه ليتولى منصباً آخر. توجهت الإدارة إلى سمير وطلبت منه أن يشغل هذا المنصب. أدرك سمير أن قبول هذا الأمر يمكن أن يصرفه عن أولوياته الحالية في تطوير الأعمال، التي كانت بالغة الأهمية لتعزيز إيرادات الشركة. كان السؤال الذي طرحه سمير عليّ هو كيفية الرفض دون إعطاء انطباع بأنه يفتقر إلى الالتزام تجاه المؤسسة ودون أن يظهر بمظهر الشخص الأناني.

عند رفض العرض، يجب التركيز على أن سبب الرفض يصب في مصلحة الأطراف المعنية جميعها، أو اتباع نهج يركز على العلاقات على حد وصف المؤلفة والمدربة التنفيذية، ميلودي وايلدينغ. يمكنك القول: "إذا خصصتُ وقتاً للتسويق في هذه المرحلة، فسوف يقلل ذلك من قدرتي على التركيز على توليد الإيرادات، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا جميعاً".

ابحث عن طرق بسيطة للحفاظ على وقتك

أدرك سمير أن زيادة ساعات العمل لن تُحدث تأثيراً ملموساً على أداء شركته، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في تعرضه للاحتراق الوظيفي. لذلك، بحث عن طرق ملموسة وبسيطة لوضع حدود لنفسه.

بدأ بتخصيص أجزاء من وقته في جدول مواعيده لأنشطة مثل جدول تنقله أو مسؤولياته العائلية، أو لتخصيص أول ساعة من يومه لتنظيم أعماله، بحيث يضمن عدم حضوره أي اجتماعات خلال تلك الفترات. كان هدفه هو ضمان عدم ضياع الوقت المخصص له في جدول أعماله لزيادة فعاليته وإنتاجيته إلى أقصى حد.

إذا تلقيتَ طلباً لعقد اجتماع خلال الوقت الذي حجزته في جدول مواعيدك، فاقترح موعداً آخر مناسباً. في حال تعذر إعادة جدولة الاجتماع، فيجب عليك تحديد مدى أهمية حضورك. في بعض الحالات، قد لا تتمكن من تغيير أوقات الاجتماع، على سبيل المثال، عندما يضم الاجتماع مشاركين عالميين من مناطق زمنية متعددة، أو إذا كان من الضروري تنسيق جداول أعمال الفريق لإنجاز مشروع استشاري. في هذه الحالات، يجب عليك تقييم الموقف وفقاً لأهميته.

ربما يبدو حصر الأوقات التي تكون متاحاً فيها للتواصل أمراً صعباً، لا سيما في ظل الصعوبات التي تواجهها شركتك؛ إذ إنك لا ترغب في ترك انطباع بأنك متقاعس عن العمل أو لا تبذل جهوداً كافية. لهذا السبب يُعد التواصل أمراً أساسياً. إذا كنت تنوي ضبط هاتفك على وضع "عدم الإزعاج" أو تحديد إطار زمني للرد على الرسائل الإلكترونية بعد وقت معين، فيجب عليك أن تنقل ذلك بوضوح إلى أعضاء فريقك لإدارة توقعاتهم بشأن تواصلك.

وفقاً لكبير العلماء في مجال ممارسة إدارة أماكن العمل في شركة غالوب (Gallup)، جيم هارتر، فإن التحدث بصراحة ووضوح هو أفضل طريقة لوضع حدود واضحة في مكان العمل. أخبِر مديرك بما يمكنك فعله وما لا يمكنك فعله، بالإضافة إلى الأهداف التي تحاول تحقيقها. إذا لم تضع حدوداً واضحة بعد ولم تبلغ عمّا تحتاج إليه ضمن وظيفتك الحالية، فستحمل هذا الغموض معك إلى بيئة مختلفة إذا انتقلت إلى وظيفة أخرى؛ إذ إن تغيير الوظيفة ربما يؤدي إلى التخلص من العامل المباشر المسبب للتوتر، لكنه لن يعالج المصدر الأساسي للتوتر الذي تعانيه.

ربما تؤدي زيادة ساعات عملك في شركة تواجه صعوبات إلى شعورك بتحقيق إنجاز كبير، لكنّ جهود شخص واحد لن تكون كافية لإنقاذ مؤسسة معرضة للخطر. ركز جهودك نحو المجالات التي تحقق فيها أكبر قدر من التأثير مع مراعاة ما يناسبك على المدى البعيد.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي