قد يتطلب طرح أفكار جديدة أو بدء تنفيذها زيادة في الطاقة أو الجهد المبذول. بعد دراسة القادة الناجحين في قطاعات ومجالات مختلفة من كثب لسنوات عديدة، لاحظت أن اكتساب المصداقية اللازمة لتحقيق الأهداف المهمة ينطوي على اتخاذ إجراءات تعزز 5 قدرات شخصية وتنظيمية محددة.

1. الظهور

قوة الحضور. ثمة قول مأثور مفاده أن 90% من النجاح في الحياة يأتي من مجرد الظهور، وأصبح قولاً مأثوراً لأنه يحمل الكثير من الحقيقة. تُعد الاتصالات الرقمية وغيرها من أشكال التواصل عن بُعد فعالة ومفيدة، ولكن ثمة قيمة فريدة وأهمية كبيرة للتفاعلات الشخصية وجهاً لوجه. صغت مصطلح “الإدارة من خلال التجول” لوصف النهج الذي يستخدمه الرؤساء التنفيذيون للشركات الرائدة في كتابي “الشركات الكبيرة (SuperCorp). لا يدير هؤلاء الرؤساء التنفيذيون أعمالهم من مقرهم الرئيس فحسب، بل يخرجون إلى الميدان ليتفاعلوا مع كبار العملاء ويبنون علاقات مباشرة مع المسؤولين الحكوميين.

2. عبّر عن أفكارك

قوة الصوت. بغض النظر عمن يدير الاجتماع رسمياً، فالقائد الحقيقي هو الذي يشكّل النقاش وينقل وجهة النظر المشتركة بوضوح. لا تتعلق قوة الصوت بإصدار الضجيج؛ بل بالقدرة على التعبير اللفظي عن الأفكار الناشئة، وبالتالي تشكيل اتجاه العمل. تستمد المواضيع والرسائل الجديرة بالملاحظة معنىً من عدد كبير من الكلمات، ويتردد صدى هذه المواضيع وتُكرر، لتكون أشبه بنظام توجيهي لكل من الشركات أو الدول. تصنع الخطب العظيمة قادة عظماء، لذلك يجب إعطاء كل تلميذ في المدرسة فرصة لإلقاء الخطب أمام أقرانه وأولياء الأمور وتشجيعه عليه.

3. العمل الجماعي

قوة الشراكة. تتطلب غالبية الإنجازات المهمة التعاون، ولا يمكن لأي شخص تحقيقها بمفرده؛ يحتاج رواد الأعمال إلى فريق لتأسيس مشاريعهم وتنميتها، ويحتاج المبتكرون في الشركات الراسخة إلى ائتلاف من المؤيدين والمدافعين لدفع مبادراتهم قُدماً، ويكون أداء الفرق الرياضية أفضل عندما يساعد أفراد الفريق بعضهم بعضاً على تحسين مهاراتهم. وبالمثل، يبدو أن الأطباء يحققون نتائج أفضل للمرضى عندما يعملون في فريق يتشارك المعلومات والنصائح. تشدد السياسة الخارجية الأميركية الآن على بناء تحالفات إقليمية لتعزيز السلام والازدهار، وتنطوي الشراكة على مبدأ التبادلية؛ العطاء والأخذ على حد سواء. يمكن أن تؤدي مساعدة الشريك إلى تعزيز ثقة الفرد بنفسه، مثلما تظهر طالبتي السابقة كاثي كورمان فراي في برنامجها الجديد “أخوات النجاح” (sisterhood of success) المخصص لرائدات الأعمال.

4. التمسك بالمبادئ

قوة القيم. يساعد الالتزام بالمبادئ والقيم العليا الإنسان على تخطي الصراعات والمخاوف الحالية، وعندما يدافع القائد عن شيء أكبر من مصلحته الذاتية، يحصل على أساس أخلاقي ومصدر إلهام وتحفيز في عمله. القادة العظماء ليسوا فعالين في تحقيق النتائج بكفاءة فحسب، بل يتفوقون أيضاً في تحديد الأهداف الأكبر التي تلهم الآخرين لرؤية الصورة الأكبر ورفع مستوى تطلعاتهم. خذ مثلاً رئيس وكالة ناسا، تشارلز بولدن، جنرال بحري متقاعد وزميل سابق في مبادرة القيادة المتقدمة بجامعة هارفارد، وهو أميركي من أصل إفريقي، إذ تحدّث ببلاغة عن دور قيم والديه في نجاحه، وقال إن هذه القيم ساعدته على النجاح أكاديمياً، ثم الارتقاء مع الآخرين إلى مناصب مرموقة، وهذا ما حدث حرفياً عندما أصبح رائد فضاء.

5. عدم الاستسلام

قوة المثابرة. ضع في اعتبارك قانون كانتر وتذكّره دائماً: كل شيء يبدو فاشلاً في منتصف الطريق. قال لي رؤساء التنفيذيون والمسؤولون المنتخبون الذين يواجهون تغييرات مثيرة للجدل إنهم يرتاحون لفكرة أنك إذا كنت لا تزال في منتصف العملية، فثمة دائماً أمل بالنجاح. استمر في بذل الجهد، وأجرِ التعديلات اللازمة في منتصف الطريق، وفاجئ من يشككون فيك. يحصل من يقودون التغيير في الشركات أحياناً على الموافقة بعد رفض أفكارهم مراراً وتكراراً لأن مثابرتهم ترهق منتقديهم الذين تنفذ منهم الحجج المضادة في نهاية المطاف. من المؤكد أن قادة عمليات التحول يدركون هذا المبدأ جيداً. على سبيل المثال، واجهت شخصيات مثل الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة جنرال موتورز إدوارد وايتاكرأو مستشار إدارة التعليم في مدينة نيويورك جويل كلاين -وهما من قطاعين مختلفين تماماً- وابلاً من الانتقادات عند توليهما دورهما. مع ذلك، تمكنوا من إسكات منتقديهم من خلال المثابرة لتحقيق النتائج.

ينطوي تحقيق الأهداف دائماً على عمل شاق، ولا ضمان مؤكد للنجاح، ولكن تعزيز هذه القوى الخمس يمكن أن يزيد فرصك في النجاح.