ملخص: إذا كنت ممن خامرهم الملل، ولا يجد ما يستفز فيه روح التحدي، ودخلت في دائرة الاحتراق الوظيفي، ولكنك تعجز عن أن تستحث نفسك على البحث عن وظيفة أخرى، فإليك هذه الفكرة. ما رأيك في أن تستمر في وظيفتك مع تغيير ما تؤديه في تلك الوظيفة؟ المهمة هنا أهون بكثير من الانتقال من شركة إلى أخرى، وهي كفيلة بأن تعيد إليك شغفك بوظيفتك. بدايةً، عليك بإعداد 3 قوائم: تحدد القائمة "أ" الجوانب التي تحبها في وظيفتك، وتسرد القائمة "ب" تلك الجوانب التي لا تحبها ولا تكرهها في الوظيفة، أما القائمة "ج" فتعرض الجوانب التي تجدها مملة أو مزعجة. ودورك هو أن تضيف مزيداً من المهام إلى "أ"، وتستخدمها في استبعاد مهام من القائمتين "ب" و"ج"؛ ولا تزد ساعات عملك. وسرعان ما ستجد عملك الحالي وقد ازداد تشويقاً ومتعة. وسوف تحسّن من محتوى سيرتك الذاتية، تمهيداً للوقت الذي تكون فيه مستعداً للبحث الجاد عن وظيفة أخرى.
يقول بحث نشرته صحيفة نيويورك تايمز أن واحداً من بين كل أربعة منا قد تخلى عن القرارات التي وضعها لنفسه في العام الجديد بحلول 8 يناير/كانون الأول. وهذا لأن بعض القرارات التي يتخذها المرء أشد مشقة من أن يلاحقها بالتنفيذ. وهي حقيقة تصح على أي قرار يتعلق بفكرة "وظيفة جديدة في عام جديد".
فإذا كنت ممن خامرهم الملل، ولا يجد ما يستفز فيه روح التحدي، ودخلت في دائرة الاحتراق الوظيفي، ولكنك تعجز عن أن تستحث نفسك على البحث عن وظيفة أخرى، فإليك هذه الفكرة. ما رأيك في أن تستمر في وظيفتك مع تغيير ما تؤديه في تلك الوظيفة؟ المهمة هنا أهون بكثير من الانتقال من شركة إلى أخرى، وهي كفيلة بأن تعيد إليك شغفك بوظيفتك.
بدايةً، عليك بإعداد 3 قوائم: تحدد القائمة "أ" الجوانب التي تحبها في وظيفتك، وتسرد القائمة "ب" تلك الجوانب في الوظيفة التي لا تحبها ولا تكرهها، أما القائمة "ج" فتعرض الجوانب التي تجدها مملة أو مزعجة.
وإلى جوار القوائم، ارسم دائرة تمثل قدر الوقت الذي تمضيه في العمل خلال أسبوع. وظلل قدر الوقت الذي تقضيه في كل قائمة. عندما تنتهي من ذلك، هل تشكل القائمة "أ" الجزء الأصغر من الدائرة إلى حد بعيد؟ وهل تجد القسمين "ج" و"ب" أكبر بكثير مما تفضل؟ على الأرجح نعم. إن هدفك في العام 2024 هو أن تزيد من الوقت الذي تقضيه في مهام القائمة "أ" وأن تقلل من وقت المهام "ج" قدر الإمكان.
وحتى يتسنى لك ذلك، ابدأ بإضافة المزيد من أنشطة القائمة "أ" إلى جدول أعمالك. ولن يجديك نفعاً أن تبدأ بتقليل المهام الموجودة في القائمة "ب" أو القائمة "ج". كما أنك لا ترغب في زيادة عدد ساعات عملك الأسبوعية. وذلك لأنك ترمي إلى إضافة المزيد من المهام إلى القائمة "أ" للإنقاص من مكونات القائمتين "ب" و"ج".
فمثلاً، إذا كان تعلم شيء جديد من عناصر القائمة "أ"، فابحث عن زميل يساعدك أياً كان موضوع التعلم؛ وليكن تحليل البيانات. ما الكتب أو مقررات التعليم عبر الإنترنت التي قد يوصيك زميلك بها؟ أما إذا كنت تستمتع بالإرشاد والتوجيه، وترغب في تأدية المزيد من مهامه، فاعرض على مسؤولي التوظيف في شركتك المساعدة في توجيه الموظفين الجدد أو المشاركة في زيارات التوظيف إلى الجامعات. أي أن التطوع بتأدية المهام هو مدخلك إلى إضافة المزيد من الأنشطة إلى القائمة "أ". يرحب أكثرنا بأي عرض صادق للمساعدة؛ لا سيّما إن كان النشاط الموجود في قائمتك "أ" نشاطاً مدرجاً في قائمة "ب" أو "ج" لموظف زميل.
وبعد أن أضفت مهمة أو مهمتين إلى القائمة "أ"، تعامل مع القائمة "ج"، أي تلك التي تحتوي على المهام التي تمقتها بحق. وهي في المعتاد مهام أديتها مراراً وتكراراً، حتى مللتها. وقد تكون في نظرك مملة ومهدرة للوقت، ولكنها ربما تكون جذابة وجديدة ومشوقة في نظر زميل أو مرؤوس. فهل مللت من كتابة أحدث مدونة للموقع الإلكتروني؟ وجّه الدعوة لشخص آخر كي يكتبها هذه المرة. هل ترى أنك لن تتحمل تمضية يوم آخر في مقابلات عمل مع الخريجين الجدد؟ ابحث عمن يتولى عنك بعضاً من هذه المقابلات.
والآن، تأمّل قائمتك "ب". ستجد أن أغلب مكوناتها يحتمل تنفيذه آلياً أو أن توكله لغيرك أو حتى أن تتجاهله. هل يعتني أحد حقاً بالتعليق على التقرير الداخلي الذي تقضي كثيراً من الوقت في وضعه، أو حتى بقراءته من الأساس؟ هل تطبق إدارتك صلاحيات تنفيذ واعتماد بيروقراطية عفاها الزمن؟ تخلص من أكبر عدد ممكن من عناصر القائمة "ب".
وبينما تنفذ هذه الخطة، سيظهر أمامك المزيد من العناصر للقائمة "أ" وستتوصل إلى مزيد من أساليب تقليص أنشطة القائمتين "ب" و"ج" أو التخلص منها كليةً.
واعلم أن نهج "وظيفة جديدة في عام جديد" يتوافق تماماً مع التنفيذيين. وهذا لأن التنفيذي أقرب إلى فهم الأهداف الاستراتيجية لشركته، وبالتالي يعرف مهام القائمة "أ" التي يتطوع بتنفيذها. ولديه فرص أكبر لتكليف غيره بمهام من القائمتين "ب" و"ج" أو إلقائها عن عاتقه. وحتى لو لم يكن لمنصبك سلطة إلى ذاك الحد أو تلك الاستقلالية في العمل، فقد تندهش بمدى السيطرة التي يمكنك ممارستها على مكونات وظيفتك.
وهنا يكمن جمال نهج تغيير محتوى الوظيفة: بيدك وحدك تحديد مدى سرعة تنفيذ التغييرات التي تحدثها. بيدك أن تتوقف وتبدأ من جديد. بمقدورك أن تنفذ المهام بعيداً عن الأعين، أو أن تعرّف الآخرين بما تؤديه من عمل. بمقدورك تجربة مسارات جديدة دون أن تلزم نفسك بوعود حقيقية. وأنت في أثناء ذلك تطور محتوى سيرتك الذاتية وتبني علاقات عمل جديدة.
وهكذا تكتشف أنك إن قررت خلال بضعة أشهر خوض غمار البحث الجاد عن وظيفة في سوق العمل مرة أخرى، فالأرجح أن يتكلل مسعاك بالنجاح.