ملخص: ماذا تفعل إذا لم تتمكن من إقناع فريقك بأفكارك؟ إليك 4 استراتيجيات تساعدك على عرض أفكارك بطريقة تلقى استحسان أيّ جمهور.
- ركّز على فكرة واحدة. سواء كنت تتحدث إلى مديرك أو أحد أقرانك أو أحد كبار القادة في الشركة، فتذكّر أنهم مشغولون باستمرار ولديهم دائماً الكثير من العمل والمهام. لذا؛ سيكون من السهل عليهم استيعاب ما تقوله إذا كان واضحاً ومباشراً ومركّزاً على حل أو مفهوم واحد.
- قدّم فكرتك في 10 دقائق أو أقل. من الأفضل أن تفترض أن الوقت المتاح لجمهورك محدود. اختصر عرضك التقديمي في عنوان رئيس ونقطتَي دعم أو ثلاث.
- لا تكتفِ بالإشارة إلى المشكلة. من المهم أن تنبه مديرك على المشكلات الصعبة أو المخاوف الكبيرة التي تشغل بالك، لكن لا تقتصر على الإشارة إليها فحسب، بل اقترح حلولاً أيضاً.
- تذكّر أنك لا تسعى لإثبات نفسك لذا اسأل نفسك: "كيف يمكنني عرض أفكاري بطريقة تلقى استحسان الجمهور؟"، "ما هي طريقة العرض التي يفضلها؟" فالتواصل الجيد يعتمد على مراعاة احتياجات المتلقي.
افترض أنك حصلت للتو على وظيفتك الأولى في شركة جديدة، وأنك متحمس جداً لمشاركة أفكارك مع فريق العمل. تشارك في أول اجتماع بنشاط وحيوية، متوقعاً أن يصغي مديرك وأقرانك بانتباه إلى اقتراحاتك، ثم ينفذونها فوراً. لكن أملك يخيب لأنهم لم يقتنعوا بأفكارك، ثم يتكرر هذا الأمر طوال أسابيع.
وعندما تسأل مديرك عن ملاحظاته يرد بجواب غامض قائلاً: "نحن نحبّ الأفكار كلها، واصلْ طرح أفكارك". ومع ذلك تشعر بأنك تستطيع بذل المزيد من الجهد لإيصال أفكارك بأسلوب هادف.
هل مررت بهذا الموقف من قبل؟ لست وحدك. يواجه معظم الموظفين الذين أدرّبهم هذا الموقف في مرحلة من مراحل المسار المهني، ولكن المشكلة ليست في أفكارهم بل في طريقة عرضها. إليك 4 استراتيجيات أثبتت نجاحها الدائم مع عملائي، ويمكنك استخدامها لعرض أفكارك بأسلوب يقنع أيّ جمهور.
ركّز على فكرة واحدة
درّبتُ موظفة لديها أفكار عظيمة كانت تعتقد أنها تحلّ مشكلات كبيرة في الشركة التي تعمل بها. لكن اجتماعاتها الثنائية مع مديرها كانت قليلة، لذلك حرصت على إخباره بكل اقتراحاتها دفعة واحدة عندما قابلته. بعد مرور دقائق لاحظت أن مديرها شعر بالملل ولم يعد مهتماً بحديثها. فأدركت أنه لم يُصغ إلى أفكارها.
من السهل أن تنساق وراء حماسك وتظنّ أن عليك مشاركة أفكارك كلّها دفعة واحدة، ولا سيّما إذا لم تحصل على مقابلات مباشرة كافية مع صناع القرار في مؤسستك، على غرار ما حدث للموظفة التي أشرت إليها. لكن عرض العديد من الأفكار على شخص ما في وقت واحد يمكن أن يربكه. سواء كنت تتحدث إلى مديرك أو أحد أقرانك أو أحد كبار القادة في الشركة، فتذكّر أنهم مشغولون باستمرار ولديهم دائماً الكثير من العمل والمهام. لذا؛ سيكون من السهل عليهم استيعاب ما تقوله إذا كان واضحاً ومباشراً ومركّزاً على حل أو مفهوم واحد. بعبارة أوضح: لا تستعجل وركّز على فكرة واحدة.
ناقشت مع الموظفة التي درّبتها سبب عدم فائدة قائمة مقترحاتها الطويلة للمدير الذي لم يكن لديه على الأرجح المساحة الذهنية ولا الوقت للتفكير في كل فرضية من فرضيات حل المشكلات التي قدمتها. ومنذ ذلك الحين بدأت تفكر في الأمر بنفسها، وقررت اختيار أهم فكرة لعرضها وحدها عندما تسنح لها الفرصة. وكانت النتيجة أنها خاضت محادثات مثمرة جداً مع مديرها ونجحت في إقناعه بأفكارها.
في حالتك، اسأل نفسك السؤال الآتي: "ما هي الفكرة الوحيدة التي يمكنني أن أقنع بها فريقي أو مديري أو أقراني في الاجتماع المقبل؟"، قد تتحمّس لبلورة أفكار عديدة وعرض عدة مقترحات، لكن الخطوة الأولى هي أن تنجح في إقناعهم بأفضل فكرة لديك. وسيدفعك هذا النجاح للمضي قدماً كي تكون مستعداً لتقديم الفكرة التالية، ثم التي تليها.
قدّم فكرتك في 10 دقائق أو أقل
يشعر معظم الموظفين في الوقت الحالي بالتوتر والإرهاق، وتتفاقم هذه المشاعر في أماكن العمل الهجين والعمل عن بُعد التي تجعل الموظف "متاحاً على مدار الساعة". لذا يجب أن تراعي هذا الوضع عندما تعرض أفكارك. افترض أن الوقت المتاح لمديرك محدود، واحرص على تقديم فكرتك في 10 دقائق أو أقل.
فكر في المثال الآتي لأنه يُظهر أسلوب العرض غير الفعّال مقارنة بالأسلوب الفعّال: أعدّ أحد عملائي عرضاً من 50 صفحة يبرز احتياجات قسمه من التمويل وعرضه على اللجنة التنفيذية للشركة، وقدّم تفسيرات منطقية مفصلة لكل دولار يحتاج إليه القسم. بمجرد انتهائه من عرض الصفحات الثلاث الأولى أخبره أعضاء اللجنة التنفيذية بالموافقة على التمويل الذي طلبه. ومع ذلك، استمر في عرض الصفحات الخمسين كاملة فخسر انتباه جمهوره. وعلى الرغم من أنه ضَمن الحصول على الميزانية التي طلبها، فقد تلقى ملاحظة مفادها بأن طريقة تقديمه وعرضه لم تلق استحسان أصحاب السلطة المعنيين الذين قدم إليهم الطلب، وهو الأمر الذي قد يضرّ بسمعته وحظوظ قبول طلباته في المستقبل.
يمكنك تجنّب هذا الأمر من خلال مراعاة انشغال المتلقين بجداول مواعيدهم المزدحمة. في هذا السياق أنصحك بنهج واحد يتمثل في تقسيم فكرتك إلى بضعة عناصر محددة:
- ابدأ بعنوان يصف العرض أو الحل أو الفكرة التي تنوي تقديمها (مثلاً: توصية بتخصيص 200,000 دولار للسنة المالية 2024).
- نقطة الدعم الأولى: (مثلاً: ستتيح هذه الميزانية لقسمنا فرصة توسيع الموارد وتقديم حلول أكثر فعّالية للعملاء).
- نقطة الدعم الثانية: (مثلاً: يمكن تخصيص أرباح العام الماضي بطريقة معينة لدعم هذه الميزانية).
سيساعدك هذا النهج على عرض فكرتك بوضوح واختصار. لكن احرص فقط على أن يبرز العنوان مقترحك، وأن تتضمن نقاط الدعم أدلة أو بيانات واضحة لتقديم حجة مقنعة.
لا تكتفِ بالإشارة إلى المشكلة
كان أحد عملائي بارعاً في اكتشاف المشكلات قبل أعضاء فريقه والإشارة إليها. تحتاج كل المؤسسات إلى هذا النوع من التفكير، لكن إبراز جوانب الخلل القائمة أو المحتملة باستمرار قد يكون مرهقاً للموظفين، وقد يولّد لديهم شعوراً بالإحباط. فلا أحد يرغب في سماع عيوب خططه مراراً وتكراراً.
لمساعدته على تصميم عرض فكرته اتفقنا على أن مخاوفه والمشكلات التي تشغل باله مقبولة ولا بد من مشاركتها، لذا من الضروري تركيز المحادثة على الحلول. ومنذ ذلك الحين، أصبح يطرح السؤال البسيط الآتي بعد الإشارة إلى المشكلة: "كيف يمكنني تقديم المساعدة لحلّها؟".
من المهم بالنسبة إليك أيضاً أن تنبّه مديرك على المشكلات المعقدة والمخاوف الكبيرة التي تشغل بالك. لكن من المهم أيضاً أن تسأل نفسك: "كم مرة أفعل ذلك؟"، "هل ينظر إليّ الموظفون باعتباري شخصاً يبحث باستمرار عن المشكلات؟" إذا كانوا يرونك كذلك، فإن أفكارك لن تلقى استحساناً. وقد يبدأ هؤلاء في تجاهلك لأنهم لا يرغبون في التعامل مع المواقف المعقدة التي تثيرها، أو قد يعتقدون أنك لست مهتماً بحلّ المشكلات التي تكشفها.
بدلاً من ذلك حاول تخفيف التوتر عند مناقشة القضايا الصعبة، وكن مستعداً لمناقشة الحلول الممكنة أيضاً، وإذا لم يتبادر إلى ذهنك أيّ حل، فأظهر حسن نيتك من خلال قولك مثلاً: "لست متأكداً من الحل بعد، لكنني متأكد أنه موجود، ما هو رأيكم؟".
تذكّر أنك لا تسعى لإثبات نفسك
أخيراً تذكّر أن تقديم أفضل فكرة لديك ليس منافسة تسعى إلى الفوز بها. لا يتعلق الأمر إذاً بإرضاء نفسك أو غرورك الشخصي، بل يتعلق أساساً بمراعاة احتياجات الجمهور واتباع الأسلوب الذي يناسبهم للتواصل معهم وفهمهم.
لذا اسأل نفسك: "كيف يمكنني عرض أفكاري بطريقة تلقى استحسان الجمهور؟"، "ما هي طريقة عرض الأفكار التي يفضلها؟" على سبيل المثال إذا كان مديرك يرغب فقط في سماع العنوان لكنك ترغب في أن تعرض التفاصيل، فامتنع عن ذلك. ركّز في عرضك على ما هو ضروري لإثبات فكرتك. وإذا كان مديرك يحبّ الاستماع إلى التفاصيل الدقيقة لكنك تكره ذلك، فتمهل قليلاً وأدرج معلومات مفصّلة في عرضك. وتذكّر أن التواصل الجيد هو الذي يراعي احتياجات المتلقي.
وإذا أردت أن تعرف أسلوب التواصل المفضل لدى جمهورك فما عليك إلّا أن تسأل. إذا كنت ستقدم العرض إلى مديرك أو أحد كبار المدراء فاسأل أقرانك أولاً، ولا سيّما إذا كنت موظفاً جديداً في المؤسسة، لأنهم أكثر معرفة بالقادة وأكثر إلماماً بأساليبهم المفضلة في التواصل. وإذا لم تصل إلى نتيجة، فاسأل جمهورك مباشرة. يمكنك أن تطرح السؤال الآتي مثلاً: "ما هي الطريقة التي تفضلونها لطرح الأفكار أو البيانات؟".
الخيار الثالث لمعرفة رغبات الجمهور هو أن تجرّب أساليب عديدة للتواصل وتكتشف أفضلها. على سبيل المثال حاول استخدام المرئيات لتوضيح فكرة ما في أحد العروض التقديمية، واستخدم النقاط البارزة في العرض التالي. ثم انتبه إلى الطريقة التي تقنع كل فئة من الجمهور. كن منفتحاً، ومحبّاً للاستطلاع وتجنّب إصدار أحكام مسبّقة. ثم طوّر أسلوبك وعدّله وفقاً للملاحظات التي تتلقاها.
إذا كنت محبطاً بسبب عجزك عن إقناع الجمهور بأفكارك، فركّز على عرضها بأسلوب أكثر فعالية. فلسوء الحظ ليست هناك فكرة تحظى بالموافقة والقبول دون عرضها بطريقة تقنع الجمهور، حتى إن كانت فكرة جيدة.