ملخص: إن كنت تجد صعوبة في الحفاظ على تركيزك في العمل، فقد تستفيد من "العمل برفقة شخص آخر" سواء فعلياً أو افتراضياً. بدأ اتباع هذا الأسلوب في الأصل كاستراتيجية لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على التركيز على مهمة ما، واتضح أن له فوائد جمة. فهو يمكن أن يقلل من شعورك بالعزلة لأنك تعمل في وجود شخص آخر. كما يمكن أن يقلل من التسويف والمماطلة ويجعلك أكثر تحملاً للمسؤولية، لأنك التزمت أمام "شخص آخر" بأداء عملك، بدلاً من تفقُّد وسائل التواصل الاجتماعي أو أخذ قسط من الراحة. ويمكن أيضاً أن يجعلك تشعر بهدوء أكبر، خاصة إذا كان زميلك هادئاً. وقد تتعلم طرقاً أكثر فعالية للعمل، فقط من خلال ملاحظة كيف ينجز زميلك مهماته. كما يمكن أن يزيد من شعورك بالثقة والكفاءة لأنك أنجزت العمل بمفردك، على الرغم من وجود شخص آخر معك فعلياً. أخيراً، باتباع هذا الأسلوب قد تنجز أكثر مما كنت تنوي إنجازه، لا سيما إذا كان الشخص الذي برفقتك يشجعك على ذلك.
خلال الجائحة، بدأت ابنتي صوفي مشروعاً لإعادة بيع الملابس من غرفة نومها. وفي أغلب الأيام، كانت تقوم بتغليف وتعبئة الكنزات (البلوزات) الرياضية والأحذية والحقائب والسترات (جاكيتات) التي اشترتها بأسعار زهيدة في صندوق ثم تبيعها بربح. وعندما كان العمل مزدهراً، كان يمكن أن تعبئ ما يقرب من 30 صندوقاً وتغلقها وتضع الملصقات عليها في يوم واحد. وكطالبة جامعية تعمل بدوام جزئي، كان ذلك يرهقها. وعندما كانت تشعر بقلق شديد حيال إنجاز كل شيء في الوقت المناسب حتى يستلم عملاؤها طرودهم في الوقت المتفق عليه، كانت تطلب مني الحضور والجلوس معها في أثناء عملها.
لم تطلب مني تعبئة أي صندوق أو وضع ملصقات أو تقديم مشورة بشأن مخزونها. ولم تهتم ما إذا كنت أقضي هذا الوقت في الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو قراءة كتاب. فكل ما أرادته هو أن أكون موجودة معها في أثناء عملها. وقد أدى ذلك إلى تقليل شعورها بالوحدة وجعلها أكثر تركيزاً والتزاماً تجاه إنهاء ما بدأته.
يُعرف هذا الأسلوب باسم "العمل برفقة شخص آخر" سواء فعلياً أو افتراضياً. بدأ استخدام هذا الأسلوب كاستراتيجية لمساعدة الأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على التركيز على مهماتهم، وأنا أستخدمه مع عملائي في مجال التدريب الإرشادي. ويمكن أيضاً أن تستخدمه أنت وزملاؤك لمساعدة بعضكم بعضاً في بدء المهمات أو إكمالها، سواء كنت تعمل وجهاً لوجه أو عن بُعد.
لهذا الأسلوب فوائد جمة. فهو يمكن أن يقلل من شعورك بالعزلة لأنك تعمل في وجود شخص آخر. كما يمكن أن يقلل من التسويف والمماطلة ويجعلك أكثر تحملاً للمسؤولية لأنك التزمت أمام "شخص آخر" بأداء عملك. ويمكن أيضاً أن يجعلك تشعر بهدوء أكبر، خاصة إذا كان زميلك هادئاً. وقد تتعلم طرقاً أكثر فعالية للعمل، فقط من خلال ملاحظة كيف ينجز زميلك مهماته. كما يمكن أن يزيد من شعورك بالثقة والكفاءة لأنك أنجزت العمل بمفردك، على الرغم من وجود شخص آخر معك فعلياً. أخيراً، باتباع هذا الأسلوب قد تنجز أكثر مما كنت تنوي إنجازه، لا سيما إذا كان الشخص الذي برفقتك يشجعك على ذلك.
أحياناً أقوم بهذا الدور لعملائي في مجال التدريب الإرشادي عندما يتعين عليهم كتابة مراجعة أداء صعبة، خاصة تلك التي كانوا يؤجلونها. لذا، أطلب منهم صياغة المراجعة بينما نجري مكالمة فيديو، وبذلك أكون متاحة لمساعدتهم على التفكير فيما يريدون قوله أو إبداء رأيي في اختيار الكلمات، ولكني في الأساس موجودة فقط بجانبهم بينما ينجزون مهمتهم الصعبة والحساسة. وبنهاية جلسة التدريب، يكونون قد أنجزوا المهمة التي أجلوها لأسابيع.
إذاً، متى يجب أن تطلب من شخص آخر أن يكون برفقتك لإنجاز مهماتك؟ في كتاب "31 استراتيجية لتقديم المساعدة وطلبها وقبولها" (Go To Help: 31 Strategies to Offer, Ask for, and Accept Help)، أوضح أنا وصوفي ريغل المؤلفة المشاركة (وابنتي) المشاعر التي قد تعني أنك بحاجة إلى دعم إضافي:
- المماطلة في بدء العمل على مهمة أو مشروع أو إنهائه.
- عدم الرغبة في مواصلة العمل.
- التململ، ما يجعل التركيز صعباً.
- اجترار الأفكار حول التحديات أو العقبات أو الإخفاقات أو القرارات أو الخطوات التالية في الحياة.
- الاستعداد، لكنك لا تعمل على المهمة لسبب آخر.
إذا كنت تشعر أنت أو زملاؤك أو أعضاء فريقك بأي من تلك المشاعر، فحاول العمل برفقة شخص آخر للاندماج في العمل والحد من المماطلة وتحفيز نفسك وتقليل شعورك بالعزلة.
إليك كيفية البدء:
- خصص فترة تعمل خلالها أنت وزميلك (أو زملاؤك) في وقت واحد على المشاريع الموكلة لكل منكم. للتوضيح، لا تتطلب هذه المهمات تعاوناً ولا يجب أن يعمل الجميع على المهمة نفسها. على سبيل المثال، بينما تكتب مقترحاً، يحدّث زميلك قاعدة بيانات، ويحرر زميل آخر مقاطع فيديو. يمكن القيام بذلك في وجود الجميع في غرفة اجتماعات أو عبر الفيديو أو في بيئة هجينة. (حدد ما إذا كان سيتم تشغيل الكاميرات و/أو الشاشات و/أو الميكروفونات أو إيقاف تشغيلها في أثناء وقت العمل معاً إذا كنت تعمل عن بُعد أو في بيئة هجينة). غالباً ما أوقف تشغيل الثلاثة عندما أقود "جلسات العمل برفقة أشخاص آخرين"، وأتيح للمشاركين إرسال رسائل نصية لي أو الاتصال بي أو "الدردشة" معي إذا كانوا يريدون بعض الدعم الشخصي.
- ضع بعض الإرشادات لجعل هذه التجربة إيجابية بالنسبة إلى الجميع. يمكن مناقشة هذه الأمور أولاً:
- هل يمكن أن يطلب الزملاء من بعضهم نصيحة أو مساعدة أو موارد أو حتى بعض التشجيع، إن لزم الأمر؟
- إذا لاحظت أن أحد الأشخاص بدأ يفقد تركيزه، فهل يجب أن تذكر ذلك؟
- ما العمل إذا طرأ أمر عاجل؟
- متى ستكون فترات الراحة؟
- هل تحب أن تعمل في صمت أم أن الدردشة المهذبة مسموح بها؟
- في البداية، ينبغي لكل شخص مشاركة ما ينوي تحقيقه، وما يرغب في الشعور به، بحلول نهاية الجلسة.
- وفي نهاية الجلسة، ينبغي لكل شخص مشاركة ما أنجزه بالفعل وما يشعر به. ثم اشكروا بعضكم على وجودكم بجانب بعضكم، وقرروا ما إذا كنتم ستفعلون ذلك مرة أخرى ومتى.
قال بوكر واشنطن، المعلم والمؤلف والمستشار الرئاسي: "إذا أردت أن ترفع معنوياتك، فارفع معنويات شخص آخر". وبذلك فإن مساعدة الآخرين على إنجاز مهماتهم ومساعدتهم لنا، يمكن أن ترفع معنوياتنا جميعاً.