تتضمن مهنة الشخص العديد من اللحظات الانتقالية التي يرتقي خلالها إلى شغل دور جديد، وعادة ما تنطوي على مكافآت أكبر، ومسؤوليات أعلى، ومخاطر أكبر.
وندرك جميعاً أن هذه الفرص تأتي نتيجة للجهد والكد اللذين نبذلهما في أدوارنا السابقة، لكننا قد لا ندرك مقدار العمل الجاد المطلوب بعد أن انتقلنا إلى الوظيفة الجديدة لضمان نجاح هذه النقلة.
غالباً ما يكون كبار القادة الذين يحضرون دورات إرشاد المدراء التنفيذيين التي أقيمها بالإضافة إلى طلابي في برنامج ماجستير إدارة الأعمال في "جامعة ستانفورد" في خضم أحد هذه التحويلات المهنية النوعية، ومن خلال عملي معهم، حاولت تسليط الضوء على مجموعة من القضايا التي يجب معالجتها في أثناء انتقالنا إلى شغل هذه الأدوار الجديدة، بالإضافة إلى مجموعة من الأسئلة الأساسية التي يجب طرحها في أثناء عملية الانتقال هذه. تعتبر هذه الأسئلة بمثابة قائمة يمكن الرجوع إليها كلما سنحت الفرصة لهذا النوع من النقلات.
ثقافة جديدة
حتى لو كنا سنبقى ضمن أرجاء الشركة ذاتها، فقد ننتقل إلى ثقافة فرعية جديدة، حيث العلامات والإشارات والشعارات الرسمية تبدو هي ذاتها، لكن معانيها وتفسيراتها غير الرسمية تكون مختلفة للغاية. وبالتالي، قبل الانتقال إلى دور أعلى جديد، فكر في تقديم الإجابات عن الأسئلة التالية:
• كيف كنا نصف ثقافتنا المؤسسية السابقة – وكيف أثرت تلك الثقافة فينا؟
• كيف نصف الثقافة التي نحن على وشك الدخول فيها؟
• ما الأشياء التي قد تمنحنا شعوراً مختلفاً في الثقافة الجديدة – وكيف يمكنننا تحويل هذه الفروق إلى صالحنا؟
• ما الأشياء التي قد نحنّ إليها في الثقافة القديمة – وكيف يمكننا التعويض عن هذه التغيرات؟
• كيف يمكننا الحصول على الآراء من الآخرين بخصوص جهودنا المبذولة للتكيف مع الثقافة الجديدة؟
• كيف يمكننا التأثير في الثقافة الجديدة لتكيفها معنا؟
الانتقال السلس بين الدورين القديم والجديد
هناك عموماً قدر كبير من الاستمرارية بين الأدوار التي نشغلها، ولكن من المهم البحث عن الاختلافات وتحديدها وتوقع أين ستكون تحدياً لنا.
• ما الفرق بين هذه الفرصة الجديدة ودورنا السابق؟
• كيف ستفرض علينا هذه الاختلافات ممارسة أشياء جديدة تختلف عما اعتدنا عليه ونرتاح له؟
• ما المسافة التي نحن على استعداد لنقطعها في العمل الجديد؟ وما هي الحدود القصوى التي لا يجب أن نتجاوزها في رحلتنا هذه؟
• ما هو الدعم الذي سنحتاج إليه لتحقيق هذا الانتقال السلس بنجاح؟
الدخول رسمياً في أجواء العمل الجديد
عادة، كلما ارتفعت المرتبة الوظيفية للدور المعني، زادت عفوية عملية الدخول الرسمية إلى جو هذا الدور الجديد، ويصح هذا الأمر خصوصاً في الشركات الناشئة والمشاريع الصغيرة. وبالتالي، فإن المفتاح الأساسي يكمن في أن نفكر وكأننا مؤسسة ونتولى بأنفسنا عملية الدخول الرسمي في أجواء هذا الدور الجديد.
• ما الذي نحتاج إلى فعله خلال الأسبوع الأول؟ وخلال الشهر الأول؟ وخلال الفصل الأول؟
• من هم الأشخاص الذين نحتاج إلى لقائهم، وما هي الطريقة الفضلى للتواصل معهم؟
• ما الذي لا نعلمه – وما هو منتظر منا أن نعلمه؟
• إذا وجدنا أنفسنا في حالة معاناة، فكيف سنطلب المساعدة أو الإرشاد؟
العناية بالذات
يعد الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناول الأطعمة الصحية وممارسة بعض أشكال التأمل، الركائز الأساسية للرعاية الذاتية. وفي حالة المراتب الوظيفية الأعلى، فإن الأداء المثالي لا يأتي نتيجة للقدرات الفكرية أو قضاء ساعات أطول في المكتب. وإنما ينبع من أن المرء في أفضل الظروف العقلية والعاطفية والجسدية بغية إيلاء أكبر قدر من التركيز والانتباه لتقديم الدعم لعملية اتخاذ القرارات الفعالة ونجاح التفاعلات الشخصية.
• ما أشكال العناية بالذات –النوم والتمارين الرياضية والتأمل والغذاء– التي لها أكبر تأثير على فعاليتنا الشخصية؟
• ما هي أكثر الطرق الروتينية للعناية بالذات فعالية، وكيف بوسعنا الحفاظ على سلامة هذه الطرق الروتينية؟
• ما هي الطرق الروتينية التي نكافح لاتّباعها – وكيف بوسعنا الحصول على بعض المساعدة؟
التطوير المهني
أخيراً، يعني الانتقال إلى وظيفة جديدة أعلى مرتبة أننا سنتولى زمام تطويرنا المهني البعيد المدى بأنفسنا.
• ما هي الموارد المتاحة لنا في هذا الدور الجديد والتي ستسهم في تطويرنا؟
• ما هي الموارد التي قد تتاح لنا إذا طالبنا بها؟
• كيف بوسعنا المحافظة على العلاقات غير الرسمية – أو تطوير علاقات جديدة – مع الأشخاص المهتمين بتطويرنا المهني؟
• كيف بوسعنا تخصيص وقت منتظم للتفكير والتدبر؟
• ما هي مصادر الرأي والتغذية الراجعة المتاحة لنا والتي ستساعدنا في قياس التقدم الذي نحرزه؟