ما يُبقي جيشاً متماسكاً في أوقات السلم هو وجود إدارة جيدة تتّبع النظام الهرمي الصارم مدعومة من قيادة حكيمة تترأس القمة.
أما في أوقات الحرب، فيحتاج الجيش إلى قيادة مؤهلة على المستويات كافة، ومستعدة للتكيّف مع الظروف الطارئة والتأقلم في ساحة المعركة. هكذا أجاب جون كوتر عن السؤال الشهير "ما الفرق بين الإدارة والقيادة؟".
عالم النفس دانيال غولمان نظر للقيادة من زاوية أهم مكوّن للشخصية القيادية، وتوصل بعد أبحاث مُضنية شملت عشرات الشركات على مدار عقود من الزمن إلى أنّ "الذكاء العاطفي" بمكوناته الأربعة هو أهم سمة تميّز القائد العظيم، بل هي شرط أساسي في النجاح في أي منصب تنفيذي.
أندرو ماكلين وزملاؤه تناولوا في مقالهم الشهير "كيف تكتشف الطبيعة القيادية في داخلك" تحليل السمات القيادية لآلاف المدراء بناء على قصة حياة كل واحد منهم، وخلصوا إلى أسلوب قيادي مبتكر أطلقوا عليه اسم "القيادة الأصيلة".
هذا الأسلوب يتكوّن من الخبرات التي جناها القائد طيلة فصول حياته، وعرف كيف يستثمرها بذكاء ويضعها قيد التنفيذ عند كل ظرف صعب يواجه مؤسسته، لذلك فمسيرة القادة العظماء مثل سليمان العليان تعكس حياة مليئة بالتحديات والصعاب جعلت منه قائداً "أصيلاً" مُلمّاً بزمام القيادة على تبايُن مكوّناتها.