هل شركتك جاهزة ومستعدة لتبني تطبيقات ناجحة بطريقة مشابهة لنجاح "أوبر"؟ هل بدأت بالتخيل كيف يمكن استعمال العملات الرقمية المشفّرة (cryptocurrencies) لرفع درجة الأمان الرقمي في شركتك؟ هل خطر لك بأن الخوارزميات التي تستعملها شركتك ربما تكذب عليك عن غير قصد؟
هذا وتشكّل توجهاتنا فرصة عظيمة –إلى جانب بعض التحديات الجديدة غير المعتادة– للمدراء في جميع القطاعات. وفيما يلي ستة من هذه التوجهات الجديرة بالذكر:
التعلّم العميق: إن الحواسيب ذات الذكاء الاصطناعي قادرة الآن على التعلّم العميق باستعمال الشبكات العصبية، التي بوسعك أن تنظر إليها وكأنها أنظمة مستوحاة من الدماغ البشري قادرة على ترجمة البيكسل إلى اللغة الإنجليزية. والبيكسل هو أصغر عنصر منفرد في مصفوفة صور نقطية. ويتقاطع التعلّم العميق مع عدد هائل من الحقول والمجالات، وسرعان ما سيساعد في قطاعات الصناعة، والطب، وتجارة التجزئة، ومرافق المياه والكهرباء، وغير ذلك من المجالات.
المساعدون الشخصيون الافتراضيون الأذكياء (SVPAs): بدأت هذه التقنية دخول الأسواق في العام 2013. وفي ذلك الوقت، كانت تستعمل طرق معالجة اللغة الدلالية والطبيعية، والبيانات المستخرجة من تقويماتنا الزمنية (الروزنامة)، وبريدنا الإلكتروني، وقوائم جهات الاتصال لدينا، وآخر بضع دقائق من سلوكاتنا لتوقع الثواني العشر المقبلة من تفكيرنا. وفي 2015، بدأ المستهلكون برؤية هذه التكنولوجيا (أي: تكنولوجيا المساعدين الشخصيين الافتراضيين الأذكياء) كجزء من هواتفهم النقالة. على سبيل المثال، بدأت "جوجل" وبهدوء بإطلاق وظيفة جديدة من وظائف (المساعدين الشخصيين الافتراضيين الأذكياء) لمستخدمي نظام أندرويد: فهو يقتفي وبشكل تلقائي متى قمت بركن سيارتك، ويحدد لك الموقع الذي ركنت فيه سيارتك على تطبيق خرائط جوجل (Google map) ومن ثم يساعدك في العودة إليها حالما تتحضر للقيادة من جديد.
"وضع شركة ما يشبه وضع أوبر": على الرغم من النقد القاسي الذي تعرضت له الممارسات التجارية لشركة "أوبر"، فإن العام 2014 كان عام النجاح المميز لهذه الشركة. وتوقعوا أن نشهد ظهور الكثير من الشركات الجديدة التي تشبه "أوبر" (والتي ستكون متخصصة في خدمات التسليم والوساطة، بما في ذلك التسلم السريع لمواد البقالة، وخدمات التنقل بالطائرات الحوامة، والصرافات الآلية النقالة، والمساج المنزلي، وتنظيف الملابس على الناشف وكيها، وتنزيه الكلاب، وإصلاح السيارات في الأماكن التي تتعطل فيها.
مراقبة الخوارزميات (algorithms): إن الخوارزميات، وبجوهرها، هي ببساطة مجموعة من القواعد والعمليات التي ينبغي اتباعها من أجل حل مشكلة. سوف نبدأ في التشكيك في أخلاقيات الطريقة التي يمكن بها استعمال الخوارزميات، وسوف ندقق في ميل بعض الخوارزميات إلى الانحراف عن وظيفتها. فالمبرمجون يضيفون أحكاماً ذاتية إلى الخوارزميات ويسمحون لها بتقديم الإجابات. ونتيجة لذلك، فإن المعنيين بالبيانات الكبيرة، باتوا وبصورة متزايدة يسيئون تصنيف المواضيع والبيانات، بل وحتى الناس.
خصوصية البيانات: لا ينبغي للشركات أن تعمل على تشفير بياناتها بطريقة ذات مغزى فحسب، وإنما يتعين عليها أن تعرض على الملأ التدابير التي تتخذها لحماية معلوماتنا الشخصية.
تكنولوجيا سلسة الكتل (Block chain technology): إن سلسة الكتل هي قاعدة بيانات العمليات المشتركة بين جميع الأشخاص المشاركين في النظام الرقمي للعملة الرقمية "بيتكوين". وهي الطريقة التي تؤمّن بها العملة الرقمية المشفّرة الإغفال الكامل لمستعمل العملة وفي الوقت ذاته استعمال نظام سجال عام. بوسعك أن تنظر إلى سلسلة الكتل بوصفها نوعاً من نظام التوافق المتوزع، وحيث لا يمكن لشخص واحد أن يسيطر على جميع البيانات. وحتى لو أن العملة الرقمية "بتيكوين" ذاتها لم تحظ بأي اهتمام متزايد، فإن تكنولوجيا سلسلة الكتل تمتلك مستقبلاً واعداً للغاية. على سبيل المثال، بعض الناس يعتقدون بأن نظام سلسلة الكتل كان سيمنع عملية اختراق بطاقات الائتمان التي حصلت في سلسة متاجر "تارغت" (Target). وتخطط شركة جديدة تدعى "بلوك ستريم" (Block stream) لتحويل سلسل الكتل إلى منصة عالمية يمكن استعمالها في أي أمر يتطلّب توقيعاً أو تأكداً من صحته. وهي سوف تسمح للناس بالمشاركة في عمليات "لا تعتمد على الثقة مطلقاً"، بحيث يعمل البائعون والمشترون مع وسيط مثل مدير حسابات الائتمان (escrow manager) أو الوصي أو القيّم أو أي وسيط آخر.