لست بحاجة إلى أن تكون مديراً لتتمتع بحياة مهنية مثمرة ومُرضية

6 دقائق
تنمية حياتك المهنية
فريق عمل هارفارد بزنس ريفيو/غيتي إميدجيز

ملخص: لا يهوى البعض أن يتبوأ المناصب الإدارية. ولكن كيف بإمكانك تنمية حياتك المهنية إذا كنت لا تريد أن تصبح مديراً؟

  • عليك أولاً أن تكون واقعياً بشأن مستقبل مسارك المهني. فقد لا تتم ترقيتك إلى مراكز رفيعة المستوى تساعدك على الوصول إلى المناصب التنفيذية العليا، وقد لا تشغل يوماً منصب رئيس إدارة أو قسم في مؤسستك. ولكن قد تُتاح لك الفرصة للنمو كمساهم فردي وتطوير خبراتك في المجال الذي تعمل به حتى تصبح أفضل شخص على الإطلاق في تخصُّصك.
  • احرص بعد ذلك على تحديد مفهوم النجاح من وجهة نظرك. فقد يتخذ النجاح المهني عدة أشكال مختلفة، كتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية أو ممارسة الإبداع في المجال الذي تحبه أو جني الكثير من المال، على سبيل المثال لا الحصر.
  • بعد أن تحدد الأشياء التي تجعلك تشعر بالسعادة والنجاح كمساهم فردي، ابحث عن الفرص التي يمكنك من خلالها تحقيق هذه الغايات. وتتمثل الخطوة الأولى في تطوير اقتراح يحدّد الفرصة التي ترغب في استغلالها وكيفية المضي قدماً في تنفيذها بمرور الوقت، ثم قدمه إلى مديرك.
  • احرص على مراجعة خططك بشكل دوري. خصّص ساعة كل عام للتفكير في دورك الحالي والوجهة التي تسير فيها حياتك المهنية. قد يتغير تعريفك للنجاح بمرور الوقت، ويمكنك دائماً تغيير اتجاهاتك واتخاذ مسار مختلف.

 

نشأ معظمنا وهو يعتقد أن النجاح الحقيقي في الحياة المهنية يعني أن يكون "المدير"، لكن هذه فكرة خاطئة. فلست بحاجة إلى أن تكون مديراً لتتمتع بحياة مهنية مثمرة ومُرضية.

فقد تغير المشهد المهني بشكل كبير في العقود العديدة الماضية. وقد أتاح التقدم التكنولوجي فرصاً لا حصر لها للأشخاص الذين يرغبون في تركيز نموهم على تطوير مهارات وخبرات فنية محدَّدة. ولا يتضمن الكثير من هذه المسارات إدارة فريق العمل.

وإليك بعض الطرق من أجل تنمية حياتك المهنية إذا لم تكن تهوى أن تتبوأ المناصب الإدارية.

اعرف حدودك

أولاً: اعلم أنك إذا اخترت عدم اقتحام عالم الإدارة، فعليك أن تكون واقعياً بشأن مستقبل مسارك المهني. وهناك بعض الفرص التي لن تُتاح آنذاك، ولكن عندما يُغلق باب، يُفتح آخر. ومن المفيد أن تفهم خياراتك وتقيّمها بناءً على العوامل التالية:

قد لا تتم ترقيتك إلى مراكز رفيعة المستوى تساعدك على الوصول إلى المناصب التنفيذية العليا، وقد لا تشغل يوماً منصب رئيس إدارة أو قسم في مؤسستك. وعادةً ما يصل المرء إلى هذه المناصب بعد سنوات من الخبرة في إدارة الأفراد، وغالباً ما يكون مسؤولاً عن إدارة فرق تعمل تحت إشرافهم.

قد تُتاح الفرصة للنمو كمساهم فردي وتطوير خبراتك في المجال الذي تعمل به حتى تصبح أفضل شخص على الإطلاق في تخصُّصك. ونظراً لأنك لا تتولى مسؤولية الإشراف على الآخرين بصفة رسمية، سيكون لديك المزيد من الوقت للتركيز على إسهاماتك الشخصية في المؤسسة أو القطاع الذي تعمل به وإتقان مهارات معينة.

وعليك أن تراعي أن طبيعة العمل في بعض قطاعات العمل قادرة على إبراز الإسهامات الفردية، في حين أن البعض الآخر لا يتيح الكثير من فرص النمو أمام الأفراد غير المهتمين بالإدارة لإبراز إسهاماتهم. على سبيل المثال: يستطيع القادة في قطاعات الاتصالات والاستشارات والنشر والتكنولوجيا أن يصلوا إلى أعلى المراتب، بل ويتقلدوا المناصب العليا دون قيادة فريق بشكل مباشر. وعلى النقيض من ذلك، فإن قطاعات، مثل الإعلان أو إدارة المنتجات، تعطي الأفضلية لأولئك المهتمين بقيادة الآخرين.

حدّد مفهوم النجاح من وجهة نظرك

كيف يبدو النجاح؟ لا توجد إجابة صحيحة وأخرى خاطئة عند الحديث عن أسباب السعادة. وقد يتخذ النجاح المهني في واقع الأمر عدة أشكال مختلفة، كتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية أو ممارسة الإبداع في المجال الذي تحبه أو جني الكثير من المال، على سبيل المثال لا الحصر. ويعتمد تعريفك للنجاح على أهدافك الشخصية.

وإذا لم تكن متأكداً من أهدافك حتى الآن، فخصّص بعض الوقت للتفكير فيها. اكتب الحالات المحددة التي شعرت خلالها بالسعادة في العمل أو في مشوارك التعليمي. فكر في المواقف التي شعرت فيها بالسعادة التامة، عندما مر الوقت سريعاً لأنك كنت شديد التركيز على شيء ما أو لأنك كنت تشعر بحالة من الرضا ومفعماً بالحيوية أو الإلهام. والآن افعل العكس. اكتب المواقف التي بدا العمل فيها مملاً أو مرهقاً.

ثم ألقِ نظرة على ما كتبته. هل تلاحظ أية أنماط؟

وبعد قليل من التفكير، سيظهر أمامك الاتجاه بوضوح. على سبيل المثال، ربما تلاحظ أن التركيز على العمل الإبداعي يخلق لديك الحافز، مثلما يحدث عند ابتكار الأفكار حول المحتوى. أو ربما تجد أنك تفضل العمل الفني الذي يتطلب التركيز في العمل وتوافر بيئة عمل فردية. وأياً كان ما تكتشفه، ابدأ التفكير في كيفية الإكثار من هذا النمط في حياتك المهنية.

كن استباقياً

بعد أن تحدد الأشياء التي تجعلك تشعر بالسعادة والنجاح كمساهم فردي، ابحث عن الفرص التي يمكنك من خلالها تحقيق هذه الغايات. ويجب أن تكون استباقياً لكي تحقق هذه الغاية. قد تحتاج إلى خلق فرصة لنفسك يمكن لمديرك مساعدتك على صقلها. وتتمثل الخطوة الأولى في تطوير اقتراح يحدّد الفرصة التي ترغب في استغلالها وكيفية المضي قدماً في تنفيذها بمرور الوقت،

اطرح على نفسك الأسئلة التالية في البداية:

  • ما القيمة التي أضيفها للشركة؟
  • كيف يمكنني مساعدة الشركة على تحقيق أهدافها؟
  • هل يمكنني الاستشهاد بأية مقاييس لإثبات قيمة التأثير الذي أُحدثه؟
  • كيف سيبدو دوري إذا واصلت العمل كمساهم فردي؟
  • كيف أرى نموي المهني في إطار نمو الشركة ككل؟

استخدم إجاباتك عن هذه الأسئلة لصياغة اقتراحك. فكّر في الأمر كخطة لنموك المستقبلي يمكنك تقديمها لمديرك في أثناء مراجعة الأداء أو خلال المناقشة الثنائية لمستوى أدائك. ويعد العثور على الوقت المناسب للتحدث مع مديرك أمراً بالغ الأهمية، لأنك يجب أن تختار وقتاً يستطيع أن يمنحك فيه كل اهتمامه. على سبيل المثال، لا تحدد موعداً للاجتماع به على الغداء في نهاية ربع السنة، لأن مديرك سيكون مشغولاً حينها بالكثير من الأمور الأخرى التي عليه دراستها. وإذا كنت تعلم أن مديرك يشعر بالارتياح في الصباح الباكر في بداية يوم العمل، فحدّد موعداً للاجتماع به في الساعة 8 صباحاً وفي بداية ربع السنة، حتى تتمكن أنت ومديرك من إجراء مناقشة مركزة.

وقد قررت إحدى القائدات التي تحدثتُ معها أنها تريد أن تصبح خبيرة مختصة في مجالها بالقسم الذي تعمل به، وذلك بعد أن سلكت طريقاً وعرة عانت خلالها الكثير من الصعاب طوال مسيرتها في العمل مديرةً لفريقها. كانت تأمل في هذا الدور الجديد أن تركّز جهودها على توجيه الاستراتيجية وتطويرها. ولكن لكي تغيّر منصبها، كان عليها أولاً أن تثبت لمديرها أن العمل الذي كانت تأمل أداءه كمساهمة فردية سيكون ذا قيمة لفريقها.

فكتبت اقتراحاً موجزاً يوضّح مهاراتها الحالية وطبيعة المسؤوليات التي ستتولى أداءها في هذا الدور الجديد. ولكي توصّل فكرتها لمديرها، شرحت كيفية إسهام هذه المسؤوليات في دعم تحقيق أهداف الشركة، متناولةً 3 مهمات محدّدة وقابلة للتحقيق يمكن أن تتولى مسؤوليتها.

واستطاعت هي ومديرها خلال الكثير من المحادثات تحسين اقتراحها الأوّلي لهذا الدور، حتى توصلا معاً إلى بعض الأهداف التي من شأنها أن تعود بالنفع على كل من قسمها وتطوير حياتها المهنية كمساهمة فردية. ولو أن هذه القائدة لم تأخذ زمام المبادرة وتقدّم صورة واضحة للعمل الذي أرادت أداءه وأسباب إقدامها على أدائه، لما حصلت على الدور الذي تريده حقاً.

واظب على التعلم

هناك الكثير من الأشخاص الناجحين (بل والقادة) الذين اختاروا ألا يكونوا مدراء، ويمكنك التعرُّف على معظمهم بسهولة. ابحث في حسابك على شبكة لينكد إن للعثور على مهنيين يفعلون ما تود فعله. تعلم منهم، اقرأ منشوراتهم وتعرّف على تجاربهم، وتواصل معهم شخصياً. قد يكونون على استعداد للدردشة معك حول ما آلت إليه الأمور في أدوارهم الحالية.

وعندما تراسلهم، اجعل الرسائل موجزة وشخصية ومباشرة قدر الإمكان. حاول أن تذكر شيئاً واحداً يعجبك في عملهم أو مسارهم المهني، واطرح سؤالاً واحداً ومحدداً في بداية المحادثة (اجعله سؤالاً قصيراً، فهؤلاء الأشخاص الناجحون لا يحبون الإطالة التي تفرض عليهم بذل جهود مضاعفة). وإذا ردوا على رسالتك، فيمكنك البدء في بناء العلاقة بمرور الوقت.

على سبيل المثال، قد تبدو رسالتك على النحو التالي: مرحباً (الاسم) ــــــــ لقد أعجبني منشورك الأخير حول (الموضوع). معك (الاسم)، وأعمل حالياً (المسمى الوظيفي) في (اسم الشركة)، لكنني مهتم جداً بـ (القطاع أو الدور الوظيفي)، وأعرف أنه مجال خبرتك. وأرغب في معرفة المزيد عن رحلتك المهنية، وكيف انتهى بك الأمر في هذه المكانة (اطرح سؤالاً محدداً حول رحلته هنا)؟

احرص على مراجعة خططك بشكل دوري

خصّص ساعة كل عام للتفكير في دورك الحالي والوجهة التي تسير فيها حياتك المهنية. اجعل الأمر بسيطاً واسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • إلى أي مدى استطعت تحقيق أهدافي هذا العام؟
  • ماذا يقول مديري عن مستوى أدائي؟
  • ما الذي سار بشكل صحيح؟
  • ما الذي يمكنني العمل عليه؟
  • ما الفجوة التي يجب سدها في مجموعة مهاراتي؟
  • هل ما زالت مسيرتي تتواءم مع قيمي؟

استخدم إجابات هذه الأسئلة لتحديد كيفية المضي قدماً بشكل أفضل، بصرف النظر عن المسار الذي تختاره. قد يتغير تعريفك للنجاح بمرور الوقت، ويمكنك دائماً تغيير اتجاهاتك واتخاذ مسار مختلف.

خصّص وقتاً مفعماً بالهدوء للتعلم والبحث عن الأنماط وفهم نقاط قوتك. وهناك العديد من السبل من أجل تنمية حياتك المهنية. ويمكنك أن تضع نفسك على طريق يجعلك تشعر بالثقة في النفس والحيوية والإثارة، من خلال التخطيط واتخاذ خطوات مدروسة بعناية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي