كيف تُلخص أهدافك المهنية في 6 كلمات فقط؟

2 دقيقة
6 كلمات
shutterstock.com/maxa0109

طُلِبَ من إرنست همنغواي ذات مرة تأليف قصة باستخدام 6 كلمات فقط. اعتقد البعض أن ذلك مستحيل، ولكنه لم يكن صعباً على همنغواي، كما أوضح نيل كونان في برنامج توك أوف ذا نيشن (Talk of the Nation) على الإذاعة الوطنية العامة إن بي آر (NPR). وفي اليوم التالي ألّف همنغواي هذه القصة: “للبيع: حذاء طفل، لم يُنتعَل قَط”.

قالت كلير بوث لوس، وفقاً لما ذكرته كاتبة العمود في صحيفة وول ستريت جورنال بيغي نونان، ذات مرة للرئيس جون كينيدي إن “الرجل العظيم يضع هدفاً واضحاً يتلخص في جملة واحدة”. وكتبت نونان أن حياة لينكولن يمكن تلخيصها في أنه “حافظ على الاتحاد وحرَّر العبيد”. عدَّل زميلي، سكوت إبلين، المفهوم لتلخيص إرث القادة: “تلخيص جوهر ما تحاول فعله في فكرة قصيرة لا تُنسى يستغرق وقتاً وجهداً”.

يمثل تلخيص حياة الشخص في عدد قليل من الكلمات تحدياً كبيراً. يمكن أن تكون كتابة قصة من 6 كلمات، وهو مفهوم مستوحى من مشروع أجرته مجلة سميث (Smith magazine)، تمريناً مفيداً في التحليل الذاتي، لا سيما إذا طبقت العملية للتفكير في أهدافك ونتائجك. هل حققنا ما خططنا له؟ هل ساعدت الفريق على النجاح؟ هل صمدت نتائجنا أمام اختبار الزمن؟

السؤال الأهم لأي قائد هو: هل وصلت بالمؤسسة إلى وضع أفضل مما كانت عليه عندما انضممت إليها؟ للأسف، اكتشفنا أن الركود الاقتصادي الكبير الذي نعانيه كان يرجع جزئياً إلى كبار المسؤولين التنفيذيين الذين لم يتركوا شركاتهم وهي في وضع أفضل، على الرغم من أنهم هم أنفسهم غادروا بعد أن حققوا مكاسب مالية كبيرة لأنفسهم.

بالنسبة للقادة، يمثل تمرين الست كلمات شكلاً من أشكال الطموح، أي: كيف أريد أن يتذكرني الآخرون؟ لذلك إذا كنت في بداية حياتك المهنية أو منتصفها، فلديك الوقت لإجراء تغييرات حتى تصبح القائد الذي تتمنى أن تكون عليه. ستساعدك الأسئلة الثلاثة التالية على تلخيص حياتك المهنية في 6 كلمات أو أقل.

ما الذي يجعلني أنهض من فراشي كل صباح؟

سؤال بسيط للغاية! ماذا تفعل؟ ولماذا تفعله؟ بالنسبة للبعض، الإجابة هي: فرصة للعمل مع الآخرين في مشروع له معنى حقيقي يسهم في تحسين جودة الحياة. إذا كان هذا السؤال يربكك، فأنت بحاجة إلى التفكير فيما لا تحبه فيما تفعله. فهل من الممكن تغيير شيء ما، أم يجب عليك تغيير مسارك المهني؟

كيف يمكنني أن أقدم المساعدة؟

نتحمس للعمل من أجل تحقيق أهداف أكبر من أنفسنا. يحقق القادة الأهداف من خلال جهود الآخرين، ولذلك من الضروري أن يهيئوا الظروف للآخرين ليحققوا النجاح. فهم يساعدون الآخرين على تحقيق الأهداف التي تُمكّن الفريق، وبالتالي المؤسسة، من النجاح.

ما تأثيري؟

السلطة التنفيذية على شخص ما في فريقك هي نقطة قوة، ولكن تأثيرها قد يكون محدوداً. بالنسبة للمؤسسات، لا سيما في الأوقات المليئة بالتحديات في ظل تضاؤل الموارد، يحتاج القادة إلى ممارسة نفوذهم. ويُبنى هذا التأثير على القدوة الحسنة، ولكنه ينتقل من خلال الإقناع الفعال المتأصل في الثقة.

يمكنك تكييف التمرين ليناسب احتياجات أخرى. على سبيل المثال، كيف تصف تحدياً يواجه فريقك باستخدام 6 كلمات فقط؟ “مهمة صعبة تتطلب الالتزام بمواصلة العمل”. أو “مطلوب أفكار بأقصى سرعة، رجاء المساعدة”. يمكنك حتى أن تحوله إلى لعبة في اجتماع الفريق القادم. شجِّع موظفيك على الإسهام بكلماتهم الست بوصفه وسيلة للتفكير في المشكلات والتحديات والفرص التي تواجهونها.

قد لا يؤدي تلخيص حياتك المهنية في 6 كلمات إلى لحظة اكتشاف مفاجئ، لكن هذا التمرين يتحداك للتفكير فيما يعنيه العمل بالنسبة لك وكيف تؤثر على الطريقة التي يعمل بها الآخرون. “الفكرة العظيمة: تفكير عميق ولحظة صدق”.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .