كيف تتخلص من التوتر وضغط العمل باستخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة؟

4 دقيقة
تخفيف ضغوط العمل
pixabay.com

يمكن أن تسبب التكنولوجيا مجموعة من الضغوط وحالات القلق والانزعاج؛ فإلى جانب الضغوط المرتبطة بمتابعة التحديثات المستمرة على وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لأصوات التنبيهات أو الاهتزازات الصادرة عن الأجهزة الإلكترونية في عالمنا المعاصر إلى زيادة القلق والتوتر لدى الأفراد.

على أقل تقدير، يجب عليك اتخاذ بعض الإجراءات لتنظيم استخدام أجهزتك وحساباتك، بالإضافة إلى تنظيم الوقت الذي تقضيه متصلاً بالإنترنت، وذلك بهدف تقليل التوتر والضغوط الناجمة عن استخدام التكنولوجيا. يتضمن ذلك التخلي عن فكرة ضرورة متابعة وسائل التواصل الاجتماعي والرد على الرسائل الإلكترونية جميعها وكذلك السعي لبناء شبكة علاقات مهنية كبيرة على منصة لينكد إن.

لا يقتصر الأمر على تجنب الآثار السلبية لاستخدام الإنترنت، بل يمكنك أيضاً تسخير أجهزتك ومنصات التواصل الاجتماعي بطريقة تسهم في تخفيف التوتر والضغط وتعزيز الصحة النفسية الإيجابية. فيما يلي كيفية الاستفادة من التكنولوجيا لمواجهة 5 من أبرز مصادر التوتر شيوعاً في العمل:

تشتت الانتباه

سواء كان التشتت ناتجاً عن توافد الزملاء المستمر لطرح الأسئلة السريعة، أو بسبب انخراطك في اختبارات غير مجدية على الإنترنت، مثل الاختبارات على موقع "باز فيد" (Buzzfeed)، بدلاً من العمل على إعداد عرض تقديمي باستخدام برنامج "باوربوينت" (Powerpoint)، فإنه يُعد أحد العوامل الرئيسية التي تسهم في حدوث التوتر في مكان العمل. يمكن الحد من مصادر تشتيت الانتباه عبر الإنترنت من خلال الاستعانة بأدوات مثل أداة "ريسكيو تايم" (RescueTime)، التي تتابع كيفية قضاء وقتك على الإنترنت، أو أداة "فوكاس" (Focus)، التي تحظر مواقع الويب التي تشتت انتباهك، أو أداة "فريدوم" (Freedom)، التي يمكن أن تبقيك في وضع عدم الاتصال بالإنترنت تماماً. تتمثل أفضل استراتيجية للحصول على فترات زمنية مخصصة للعمل دون مقاطعات من البيئة المحيطة الواقعية في حجز أوقات محددة في جدول أعمالك، ثم إغلاق بابك أو الخروج من المكتب وإيقاف تشغيل برامج البريد الإلكتروني والمحادثات التي تُستخدم للتواصل بين الموظفين.

المدير المتطلّب

إذا كان مديرك يسهم عادة في زيادة ضغوط العمل التي تعانيها بدلاً من تخفيفها، فقد حان الوقت لاستخدام التكنولوجيا لتحسين طريقة تعاملك وتواصلك معه. هل يرسل لك مديرك رسائل إلكترونية خارج أوقات العمل ويتوقع منك الرد قبل بدء يوم العمل التالي؟ احرص على إعداد تصفية للرسائل الإلكترونية بحيث تصلك رسالة نصية عندما يرسل إليك المدير رسالة إلكترونية، وذلك بهدف التوقف عن تفقد صندوق الوارد باستمرار. إذا كنت ترغب في تحقيق التوازن بين تعزيز سلوك مديرك من خلال الردود الفورية وتعريض وظيفتك للخطر بسبب تجاهل الرسائل الواردة خارج أوقات العمل، يمكنك استخدام أداة مثل "تأخير التسليم" (delay delivery) في برنامج "آوتلوك" (Outlook) أو الإضافة "بوميرانغ" (Boomerang) في خدمة البريد الإلكتروني "جيميل" (Gmail) لتحديد موعد ردك على رسائل مديرك بعد بضع ساعات من إرسالها. هل يركز مديرك على أخطائك ويشير فقط إلى جوانب الضعف في أدائك بدلاً من الإشادة بإنجازاتك؟ استخدم أحد برامج تدوين الملاحظات مثل برنامج "إيفرنوت" (Evernote) لإنشاء ملف يحتوي على ملاحظات المشروع والآراء الإيجابية التي تلقيتها عبر الرسائل الإلكترونية التي يمكنك تقديمها إلى مديرك في مراجعة الأداء المقبلة.

رحلات التنقل المُرهقة إلى العمل

يُعد التنقل لمسافات طويلة من الأسباب الرئيسية لشعور الناس بعدم الرضا عن وظائفهم. لكن يمكن أن تسهم رحلة التنقل في زيادة الإنتاجية والنشاط، أو ربما تمنحك الفرصة للاسترخاء واستعادة النشاط إذا كنت تمتلك الأدوات الصحيحة. إذا كنت ترغب في الاستفادة من رحلة التنقل عبر وسائل النقل العامة بطريقة بنّاءة، يمكنك تثبيت تطبيقات قراءة الأخبار مثل تطبيق "فيدلي" (Feedly) أو تطبيق "فليب بورد" (Flipboard) واستخدامها لمتابعة الأخبار في مجالك وفي المجالات ذات الصلة؛ يمكنك أيضاً ربط هذه التطبيقات بأدوات إدارة وسائل التواصل الاجتماعي مثل "بافر" (Buffer) أو "هوتسويت" (Hootsuite)، لجدولة مواعيد نشر التغريدات والمنشورات التي تشاركها على منصة لينكد إن ليوم كامل أو أسبوع كامل مسبّقاً في أثناء توجهك إلى العمل أو عند عودتك منه. إذا كنت ترغب في تحويل رحلتك إلى العمل سيراً على الأقدام أو عبر الدراجة إلى تجربة مفعمة بالنشاط والحيوية، يمكنك الجمع بين التنقل وممارسة التمارين الرياضية، وذلك من خلال الاستفادة من خاصية "الركض" (Running) في تطبيق "سبوتيفاي" (Spotify) للحصول على قائمة تشغيل تتناسب مع سرعتك، أو استخدم تطبيق "جيم بوس" (Gymboss) لتزويدك بالطاقة من خلال التدريب المتقطع (لكنك ستحتاج للاستحمام فور وصولك إلى وجهتك). إذا كنت ترغب في تجديد نشاطك خلال رحلة تنقلك إلى العمل، فحاول تجنب الاشتراك في المدونات الصوتية التي تهدف إلى تحسين مهاراتك في البيع أو زيادة خبرتك في مجال الموارد البشرية، واشترك بدلاً من ذلك في المدونات الصوتية التي تناقش مواضيع تثير اهتماماتك الشخصية مثل تربية الأبناء والفكاهة والإبداع.

الحرص على عدم تفويت أي شيء

عانى المهنيون منذ فترة طويلة قلقاً بشأن الأمور التي تفوتهم، مثل المؤتمرات التي لا يحضرونها، أو الاجتماعات التي لا يُدعون إليها، أو عدم معرفة آخر الأخبار والمستجدات في مجال عملهم، لكنّ وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من حدة الخوف من تفويت أي شيء أو ما يعرف بظاهرة الفومو، لأننا نتلقى باستمرار التغريدات ومنشورات تطبيق فيسبوك وتحديثات تطبيق لينكد إن حول الأمور التي لا نفعلها. إذا كنت ترغب في تحسين شخصيتك وزيادة مرونتك وقوتك العقلية، فيمكنك استثمار كل موقف من هذه المواقف بوصفه فرصة لبناء شخصيتك وتجاوز مشاعر الغيرة البسيطة لديك، أو يمكنك أن تفعل ما أفعله وتصفية المحتوى الذي يثير في نفسك الخوف من تفويت أي شيء. على سبيل المثال، إذا لم أحضر مهرجان "ساوث باي ساوث ويست إنتراكتيف" (SXSW Interactive Festival)، فإنني أستخدم تطبيق "تويت ديك" (Tweetdeck) لتصفية أي تغريدات تتعلق بالمهرجان، وإذا كان لدي زميل معين تتسبب منشوراته على منصة فيسبوك في إثارة قلقي، فإنني أخفي منشوراته نهائياً من موجز أخبار حسابي على تطبيق فيسبوك.

الأرق

عندما تواجه الضغوط بسبب اقتراب موعد نهائي مهم لتسليم المهام أو بسبب مشكلة صعبة في العمل، فمن الممكن أن يتحول وقت النوم إلى كابوس أو تجربة سيئة؛ إذ يركز عقلك على العمل ويرفع مستويات القلق لديك بدلاً من الخلود إلى النوم. بالنسبة لي، أفضّل استخدام هاتفي لمواجهة نوبات القلق التي تنتابني في وقت النوم. يمكن أن يساعد الاستماع إلى كتاب صوتي عن أحد المواضيع الخفيفة والمسلّية عبر تطبيق "أوديبل" (Audible)، على صرف ذهني عن العمل لفترة كافية حتى أتمكن من النوم؛ ويوفر التطبيق أيضاً مؤقتاً للنوم يعمل على إيقاف تشغيل الهاتف تلقائياً بعد 15 أو 30 دقيقة. إذا كنت أشعر بالتوتر الشديد لدرجة أنني لا أستطيع الاستماع إلى كتاب صوتي، فإنني أستخدم تسجيلاً للتأمل الموجّه أو أحد تطبيقات التأمل مثل "ستوب، بريث آند ثينك" (Stop, Breathe & Think).

يجب ألّا يقتصر استخدام مجموعة أدواتك التكنولوجية لمواجهة التوتر على مصادر الضغط الخمسة هذه. بمجرد أن تبدأ التفكير في التكنولوجيا بوصفها حليفاً لك في مواجهة التوتر والضغوط، وليس بوصفها مصدراً إضافياً لضغوط العمل، يمكنك العمل على تحديد سير العمل والأدوات التي يمكن أن تساعدك على معالجة كل مصدر من المصادر الرئيسية للتوتر والضغوط المرتبطة بالعمل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .