تقرير خاص

7 توقعات بشأن توجهات تكنولوجيا الرعاية الصحية في عام 2022

6 دقائق
تكنولوجيا الرعاية الصحية
مصدر الصورة: Getty Images

في أعقاب الجائحة وما شهدته نماذج تقديم الرعاية من تغيرات في المحتوى الطبي، حدد خبراء الرعاية الصحية في شركة "وولترز كلوار" (Wolters Kluwer) 7 توجهات في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية لعام 2022.

في حين أن فيروس كورونا غيّر بشكل كبير طريقة ممارسة الرعاية الصحية في الولايات المتحدة والعالم في عام 2020، إلا أن عام 2021 اتسم كذلك بتحديات فريدة مثل تباين وجهات النظر حول اللقاحات ومتحورات "كوفيد-19" القوية واكتظاظ المستشفيات بالمرضى وسعيها لتحقيق التوازن بين رعاية المرضى المصابين بالفيروس وغير المصابين به.

لقد أثبتت التكنولوجيا أهميتها البالغة في إبقاء قطاع الرعاية الصحية صامداً في مواجهة العديد من التحديات. وفي ذات الوقت، ساهم تبني تقديم الرعاية الصحية افتراضياً على نطاق واسع إضافة إلى الوتيرة السريعة لإنتاج اللقاحات وتوزيعها، إلى بث الأمل في نفوس الكثيرين مع تكيُّف العالم مع "الوضع الطبيعي الجديد".

إذاً، ما المتوقع في عام 2022؟

حدد خبراء الرعاية الصحية في "وولترز كلوار" 7 توجهات في مجال تكنولوجيا الرعاية الصحية لعام 2022 يتوقعون أنها ستمكّن المتخصصين في مجال الرعاية الصحية من مواصلة تقديم رعاية عالية الجودة للجميع.

1. بناء الثقة في عصر يتسم بفيض من المعلومات الرقمية

مع بدء جائحة "كوفيد-19" ظهر ما أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية اسم "الوباء المعلوماتي" (infodemic)، والذي يشير إلى تدفق المعلومات الخاطئة أو المضللة عبر المنظومات الاجتماعية والرقمية والمادية في قطاع الرعاية الصحية.

ووفقاً لـ جايسون بوروم، المدير العام لقسم مقدمي الرعاية الصحية بوحدة الفعالية السريرية، سيحتاج مقدمو خدمات الرعاية الصحية في عام 2022 إلى التركيز على زيادة فرص الوصول إلى محتوى صحي موثوق "وعالي الجودة وقائم على أدلة" لأنفسهم وللمرضى. فإن توفير محتوى يعكس التجارب التي عاشها المرضى ويدعم الأطباء في تقديم معلومات عن الصحة تتسم بالوضوح والدقة وسهولة الوصول يُعد أمراً أساسياً لبناء الثقة مع المرضى في أجواء متخمة بالمعلومات.

وفي رأي بوروم، يُعد هذا عنصراً استراتيجياً رئيسياً يُفتقَر إليه في الوقت الحالي مجال الصحة الرقمية الذي يركز بشكل أساسي على الابتكار التكنولوجي وتحسين سير العمل. إذ يقول بوروم: "تتطلب الصحة الرقمية الفعالة أكثر من مجرد اعتماد التكنولوجيا المناسبة؛ فهي تتطلب تقديم تجربة متكاملة تُوجه المستهلكين وتشجعهم على اتخاذ إجراءات مستندة إلى أدلة".

2. التطبيب عن بُعد أصبح جزءاً أساسياً من مشهد الرعاية الصحية

نظراً إلى أن تدابير التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي قلبت نموذج تقديم الرعاية الصحية رأساً على عقب، فقد اعتمد العديد من الأطباء والأنظمة الصحية نماذج الرعاية الصحية عن بُعد بشكل سريع، وشهدوا الفوائد التي يمكن أن تحققها في رعاية المرضى.

ونتيجة لذلك، فإنه من المرجح أن يُثبت التطبيب عن بُعد ما يتسم به من مرونة بعد تجاوز الجائحة، كما أنه سيساهم في ترسيخ مكانته كعنصر أساسي وبارز في منظومة الرعاية الصحية، وفقاً لما ذكره فيكرام سافكار، نائب الرئيس والمدير العام للقسم الطبي بوحدة التوعية الصحية والبحوث والممارسات.

ويتوقع فيكرام أن يكون مقدمو خدمات الرعاية الصحية أنفسهم من بين الأوائل في تعزيز مستويات التدريب على إجراء البحوث وإضفاء الطابع الرسمي عليه في عام 2022، وكذلك تشجيع فِرقهم السريرية على تبني أفضل ممارسات الرعاية الصحية عن بُعد. كما توقع اعتماد تخصصات مثل الصحة العقلية والرعاية العاجلة نموذجاً يغلب عليه تقديم الرعاية افتراضياً وبشكل دائم. ويقول فيكرام: "بالتالي، أعتقد أن ظهور الرعاية الصحية عن بُعد سيؤدي إلى إجراء المزيد من الحوارات حول أنماط الحصول على الرعاية الصحية باعتبارها قضية لا تتعلق بالتكنولوجيا فحسب وإنما بتحقيق المساواة في السنوات القادمة. وهذا بدوره سيؤثر بشكل كبير في مستقبل الممارسات الطبية".

3. تعزيز القدرة على التحمل أمر أساسي للاحتفاظ بقوى العمل في مجال التمريض

كانت القدرة على التحمل والصمود أحد أكبر التحديات في مجال التمريض منذ ظهور "كوفيد-19" لأول مرة. فقد كان العديد من أفراد الكوادر التمريضية مجهدين ويعانون من الإرهاق الوظيفي قبل الجائحة بالفعل، وساهم "كوفيد-19" في تسليط الضوء على ذلك وتفاقمه. ولذلك، ستحتاج مؤسسات الرعاية الصحية إلى تعزيز القدرة على التحمل والعمل على تحسين مستوى رفاهية قوى العمل بشكل استباقي للتغلب على النقص في أعداد الكوادر التمريضية وأعضاء هيئة التدريس في كليات التمريض.

وتقول آن دابرو وودز، وهي رئيسة تمريض: "سينصب التركيز في عام 2022 على بناء بيئة عمل آمنة توفر معدات مناسبة للحماية الشخصية ونماذج توظيف قائمة على حدة الأمراض وكفاءات القوى العاملة".

وكشف استطلاع أجرته شركة "ماكنزي" (McKinsey) في مايو/أيار 2021 أن 22% من الممرضات أشاروا إلى أنهم قد يتركوا مناصبهم الحالية التي تتضمن تقديم رعاية مباشرة للمرضى خلال العام المقبل. وقد بلغت هذه النسبة 15.9% في عام 2019.

في وقت تزداد فيه الحاجة إلى الكوادر التمريضية أكثر من أي وقت مضى، تعمل الأنظمة الصحية على تصميم تكنولوجيا افتراضية واستخدامها في عمليات سير عمل التمريض لتقليل الشعور بالإرهاق الوظيفي وبناء القدرة على التحمل، لذلك من المحتمل أن تحظى بإقبال كبير. كما أظهر الاستطلاع أن أكثر من 40% من الممرضين والممرضات في الخطوط الأمامية قدموا الرعاية عن بُعد خلال العام الماضي، وأن ما يقرب من ثلثي الممرضين والممرضات في الخطوط الأمامية مهتمون بتقديم الرعاية عن بُعد في المستقبل.

4. البيانات الصحية غير المنظمة تساعد الباحثين على تحقيق تكافؤ الفرص في الحصول على الرعاية الصحية

سلطت الجائحة الضوء على الفوارق الصحية في الولايات المتحدة. فحتى مع وجود فوارق عرقية وإثنية مثيرة للقلق في الإصابة بـ "كوفيد-19"، لم تُبلّغ العديد من الولايات عن وفيات من جرائه حسب العِرق والانتماء الإثني.

إن هذا الوعي المتزايد والمقترن بتكليفات فيدرالية جديدة لإعداد التقارير، سيساهم في تحسين آلية جمع البيانات على المدى الطويل. لكن كارين كوبلسكي، نائبة رئيس قسم المراقبة السريرية والامتثال وحلول البيانات، تعتقد أنه على المدى القصير يجب أن ينصب التركيز على اكتشاف 80% من بيانات الرعاية الصحية الحالية التي لا تزال غير منظمة. وسيكون هذا أمراً أساسياً لتمكين أصحاب المصلحة في مختلف أوساط الرعاية الصحية من اتخاذ إجراءات بشأن هذه البيانات، كما أنه ضروري لاكتساب رؤى شاملة حول مشكلة الفوارق في الحصول على الرعاية الصحية.

يمكن لأدوات تعلم الآلة، مثل معالجة اللغة الطبيعية وتحليل النصوص، أن تساعد الأنظمة الصحية في الكشف عن رؤى قيّمة تتعلق بالعدالة الصحية مخبأة في البيانات السريرية غير المنظمة التي يصعب تخزينها والبحث فيها وتحليلها ومشاركتها عبر الأنظمة الصحية. تقول كوبلسكي: "سيكون عام 2022 عاماً محورياً يتم خلاله استخدام بيانات الرعاية الصحية للمساعدة في تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في تقديم أفضل رعاية في كل مكان بدلاً من إعاقة هذا الهدف".

5. التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقلل من حالات العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية

في عام 2022، ستسعى المستشفيات أكثر من أي وقت مضى إلى الاستقصاء عن فعالية برامج الوقاية من العدوى ومكافحتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي لمراقبة المرضى بشكل أفضل وبصورة آنية مع الكشف السريع عن احتمالات الإصابة والتدخل الطبي في مرحلة مبكرة.

وتقول ماكنزي وايز، مديرة البرنامج السريري للوقاية من العدوى بقسم المراقبة السريرية والامتثال: "تُظهر البيانات أنه على الرغم من تخصيص المستشفيات المزيد من الموارد لجهود الوقاية من العدوى ومكافحتها لاحتواء 'كوفيد-19'، فقد جاء ذلك إلى حد كبير على حساب السيطرة على حالات العدوى الأخرى الشائعة للغاية والمرتبطة بالرعاية الصحية".

ولقياس تأثير جائحة "كوفيد-19" على معدلات الإصابة بالعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية في الولايات المتحدة، قارن "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" (CDC) البيانات المتعلقة بحالات العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية لعام 2020 بالبيانات نفسها لعام 2019 والتي أظهرت زيادة كبيرة في الإصابة بتجرثم الدم مثل الإصابة بـ "عدوى المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين" (MRSA). وخلص مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن هذه الزيادة لم تكن ناتجة عن زيادة عدد المرضى، بل نتيجة لعدم كفاية القدرة على تلبية الاحتياجات المفاجئة والتعامل مع التحديات التشغيلية الأخرى.

واستجابة لذلك، استثمر المركز 2.1 مليار دولار لتحسين أنشطة الوقاية من العدوى ومكافحتها في قطاعي الصحة العامة والرعاية الصحية. وسيساعد هذا الاستثمار المستشفيات على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتحديد المرضى المعرضين للخطر بشكل أسرع، والسماح للأطباء بتطبيق استراتيجيات وقائية مستندة إلى أدلة.

6. تحسين الجودة يسرّع تنفيذ الحلول

في أعقاب الجائحة التي كشفت عن أوجه الضعف والقصور في البحوث الطبية المتعلقة بنظام تقديم الرعاية الصحية الحالي، يتوقع فيكرام سافكار ازدياد الاهتمام بالأدوات والحلول المصممة خصيصاً لتقصير الفترة المستغرقة بين تحديد المشكلات السريرية وتنفيذ الحلول السريرية بناءً على الأدلة.

ويقول فيكرام: "تعد المبادرات البحثية الهادفة إلى تحسين الجودة أساسية لتحقيق نتائج أفضل للمرضى وللأداء المالي، ولكن هذه البرامج تستغرق وقتاً طويلاً، وقد يكون من الصعب الكشف عن أدلة جديدة واستخدامها بكفاءة مع تطور الممارسات السريرية باستمرار".

ويستغرق اعتماد بحث منشور حديثاً واستخدامه على نطاق واسع 17 عاماً في المتوسط. لذا، سيتعين على مؤسسات الرعاية الصحية إيجاد حلول جديدة لترجمة التحسينات القائمة على أدلة إلى ممارسات سريرية بسرعة من أجل تسريع عملية التنفيذ وجعلها أقرب إلى الوقت الفعلي.

7. المحاكاة الافتراضية والتكنولوجيا ستُحدث تحولاً في مجال تعليم التمريض

في عام 2022، ستصبح المحاكاة الافتراضية والتعلم عبر الإنترنت أكثر شيوعاً في مجال تعليم التمريض لأن الفصول الدراسية تقدر فوائدها التي لوحظت في أثناء الجائحة. وتقول جولي ستيغمان، نائبة رئيس قسم التمريض بوحدة التوعية الصحية والبحوث والممارسات، إنه مع النقص الحاد في أعداد الكوادر التمريضية "يمكن للتكنولوجيا القضاء على العوائق التقليدية مثل قلة مواقع التدريب الفعلية، بالإضافة إلى تحديات التوظيف، من خلال تقديم حلول مرنة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب".

فالمحاكاة الافتراضية لها فوائد مثل الاحتفاظ بالمعارف وتحسين الاستدلال السريري، بالإضافة إلى السماح للطلاب باستخدام حاسة اللمس عند التدريب على إجراء التقييمات البدنية واكتساب مهارات عملية مثل إعطاء التطعيمات.

وترى ستيغمان أنه يمكن لهذه التكنولوجيا تعزيز "اختبار ترخيص المجلس الوطني" (NCLEX) وتجهيز الكوادر التمريضية لاكتساب مهارات إصدار الأحكام السريرية، ما يساعد هذه الكوادر على الاستعداد على نحو أفضل لاتخاذ القرارات السريرية والتعامل مع مجموعة متنوعة من المرضى.

تكنولوجيا الرعاية الصحية ستجعلنا ننعم بصحة أفضل وقدر أكبر من المساواة في عام 2022

تتطلع توقعاتنا إلى عالم يستفيد فيه المرضى والعاملون في مجال الرعاية الصحية من بيانات ذكية وقابلة للتنفيذ، ومواعيد ومواقع عمل مرنة، وطرق جديدة للتعاون والدراسة معاً، وتكافؤ فرص الوصول إلى المعلومات القائمة على أدلة، وفهم جديد للكيفية التي يمكن بها للابتكار والتعاون والأتمتة تحسين مستوى تقديم الرعاية الصحية للجميع وفي كل مكان.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي