تقرير خاص

ابتكار بلا حدود: استراتيجية تكافل الراجحي للتحول الرقمي في التأمين

3 دقيقة

ملخص: لا يمثل التحول الرقمي في التأمين السعودي تحديثاً تقنياً، بل يعيد بلورة دور التأمين في الاقتصاد والمجتمع. أدركت تكافل الراجحي أن نجاح التحول الرقمي لا يمكن أن يتحقق دون بنية تحتية حديثة ومرنة. لذا، عملت الشركة على تحديث أنظمتها الرقمية بما يضمن:

  • مرونة أكبر في التكامل بين مختلف المنصات والتطبيقات.
  • تعزيز مستويات الأمان لحماية بيانات العملاء وضمان خصوصيتهم.
  • تطوير المنصة الإلكترونية والتطبيق الذكي لتقديم تجربة متكاملة وسهلة الاستخدام.

أصبح التحول الرقمي عنصراً محورياً في إعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية عالمياً، بما في ذلك قطاع التأمين الذي يشهد وتيرة نمو متسارعة في المملكة العربية السعودية. إذ ارتفع متوسط إنفاق الفرد على التأمين إلى 2,367 ريالاً في عام 2024، وبلغت الأقساط المكتتب بها 76 مليار ريال، بزيادة نسبتها 16% عن عام 2023. وتشير التوقعات العالمية إلى أن حجم سوق التأمين بالمملكة سيصل إلى 83.7 مليار ريال بحلول عام 2028.

جاء هذا النمو نتيجة لتزايد الاعتماد على الحلول التقنية والرقمية، التي لم تعد مجرد أداة لدعم العمليات التشغيلية، بل أصبحت وسيلة لتعزيز تجربة العملاء بالكامل. في هذا السياق، توفر تجربة تكافل الراجحي نموذجاً لدور التحول الرقمي في تعزيز الكفاءة والابتكار في التأمين التكافلي.

 

التحول من الداخل: البنية والمنصات الرقمية

أدركت تكافل الراجحي أن نجاح التحول الرقمي لا يمكن أن يتحقق دون بنية تحتية حديثة ومرنة. لذا، عملت الشركة على تحديث أنظمتها الرقمية بما يضمن: مرونة أكبر في التكامل بين مختلف المنصات والتطبيقات، وتعزيز مستويات الأمان لحماية بيانات العملاء وضمان خصوصيتهم، وتطوير المنصة الإلكترونية والتطبيق الذكي لتقديم تجربة متكاملة وسهلة الاستخدام.

اليوم، يستطيع العميل إصدار وثيقته، وتجديدها أو إلغاؤها، ورفع مطالبة ومتابعتها لحظياً، واستعراض تفاصيل التغطية من خلال القنوات الرقمية. كما يوفر التطبيق خاصية البحث التفاعلي عن مزودي الخدمة، ما يختصر وقت العميل ويعزز الشفافية.

وقد أوضح الرئيس التنفيذي للشركة، سعود الغنيم: "إن نجاح التحول الرقمي في التأمين لا يرتبط بالتكنولوجيا فقط، بل يرتبط بكيفية توظيفها لإعادة تعريف تجربة العميل وتعزيز ثقة السوق. لذا، ركزت استراتيجيتنا على الدمج بين الكفاءة التشغيلية والابتكار، ما ينعكس على تصنيفنا واستدامة أعمالنا".

ومن جانب آخر، أكدت وكالة موديز تصنيف القوة المالية لتكافل الراجحي عند درجة (A3) مع نظرة مستقبلية مستقرة، ما يؤكد أن العديد من الخطوات والتحسينات المتخذة في مجال التقنية قد عززت ثقة السوق بالشركة.

 

الابتكار في التأمين الصحي

يجسد برنامج حياة إكس التحول نحو الرعاية الاستباقية في التأمين الصحي. إذ لم يعد دور التأمين يقتصر على تغطية تكاليف العلاج بعد وقوع المرض، بل أصبح شريكاً في الوقاية وتحسين جودة الحياة. ويجمع البرنامج بين الرعاية الجسدية والنفسية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويربط بيانات العملاء بأجهزتهم الذكية لتحليل مؤشراتهم الصحية وتحفيزهم على تبني أنماط حياة أكثر توازناً واستدامة من خلال أدوات رقمية وتحديات تفاعلية.

وفي امتداد لهذا التوجه، أطلقت الشركة خدمة سلامتي، وهي منصة رقمية للرعاية عن بعد، تتيح للمستخدمين الاستشارات الطبية والفحوصات المنزلية وخدمات توصيل الأدوية. وتهدف هذه الخدمة إلى تسهيل الوصول إلى الرعاية الصحية، ودعم الوقاية المبكرة، بما ينسجم مع توجه الشركة نحو تجربة صحية رقمية متكاملة.

تعكس هذه المبادرات انسجام تكافل الراجحي مع التوجهات العالمية نحو التحول الرقمي في الرعاية الصحية، إذ تؤكد استطلاعات الرأي تزايد تفضيل المرضى لخدمات الرعاية عن بعد لما توفره من مرونة وسرعة في الحصول على الاستشارة الطبية.

 

تسريع الإجراءات وتعزيز الشفافية

في ظل اعتماد مجلس الضمان الصحي إطاراً زمنياً للموافقات الطبية لا يتجاوز 60 دقيقة، تعتمد تكافل الراجحي على منظومة رقمية متقدمة ومتكاملة مع أنظمتها التشغيلية، ما يمكّنها من إصدار الموافقات الطبية بشكل لحظي، ويعكس جاهزيتها الرقمية وكفاءتها التشغيلية العالية في تقديم تجربة سلسة وشفافة للعملاء.

لم يحد هذا التحول من إهدار الوقت وتقليل التعقيدات فحسب، بل رسّخ مبادئ الحوكمة الرقمية، ما أثبت قدرة الشركة على تحويل المتطلبات التنظيمية إلى تجربة عميل أكثر كفاءة وشفافية.

 

تمكين الكفاءات الوطنية ضمن التحول الرقمي

يشكل الاستثمار في رأس المال البشري محوراً رئيسياً في رحلة التحول الرقمي لدى تكافل الراجحي. إذ تتبنى الشركة رؤية استراتيجية تهدف إلى تطوير الكفاءات الوطنية وتمكينها بما يواكب مستهدفات رؤية السعودية 2030، من خلال برامج نوعية تسهم في بناء جيل جديد من المتخصصين في قطاع التأمين.

تجاوزت نسبة سعودة القوى العاملة 86%، تضم أكثر من 880 موظفاً سعودياً، وتشكل النساء أكثر من 30% من إجمالي العاملين، كما أطلقت الشركة برنامج المتدربين لتأهيل حديثي التخرج وتمكينهم من المهارات التقنية والقيادية التي تدعم مستقبل الصناعة.

علاوة على ذلك، استثمرت الشركة في تطوير القدرات المتخصصة في مجالات علوم البيانات، والعلوم الاكتوارية، وتصميم المنتجات، وإدارة المخاطر السيبرانية، وتجربة العملاء، من خلال مسارات تدريبية وشهادات احترافية وشراكات جامعية ومختبرات ابتكار متعددة التخصصات.

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس قطاع رأس المال البشري والخدمات المشتركة في الشركة، إبراهيم الهويش: "ننظر إلى التحول الرقمي من منظور شامل، فتمكين الكفاءات الوطنية ليس فقط استثماراً في الحاضر، بل يعد ضماناً لاستدامة الابتكار وبناء منظومة عمل جاهزة لمستقبل التأمين".

كما أطلقت الشركة منصة أفق الداخلية الحائزة على جوائز، لتوفير تجربة رقمية متكاملة لموظفيها، إذ تمكّنهم من إدارة احتياجاتهم اليومية من خلال واجهة سهلة الاستخدام، ما يعزز الكفاءة التشغيلية ويرسّخ مفهوم التحول الرقمي القائم على تمكين الإنسان قبل التقنية.

لا يمثل التحول الرقمي في التأمين السعودي تحديثاً تقنياً، بل يعيد بلورة دور التأمين في الاقتصاد والمجتمع. وتعكس تجربة تكافل الراجحي كيف يمكن لشركة أن توائم بين الابتكار، والمتطلبات التنظيمية، وتوقعات العملاء، لتقود نموذجاً متكاملاً للتحول الرقمي يفتح آفاقاً جديدة للنمو المستدام.

 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي