اجعل صوتك يلفت الانتباه في مكان العمل: 5 تقنيات سهلة

10 دقائق
الحضور الصوتي
بيوند فوتو/غيتي إميدجيز

مع ازدياد تعقيد المؤسسات وترابطها وتسارع وتيرة تطورها، فإن إحدى المهارات الأساسية التي تميز القادة هي طريقة تواصلهم وعرضهم لأنفسهم لكن هناك جانب أساسي من جوانب التواصل الفعّال غالباً ما نتجاهله، وهو القدرة على التحكم في ثبات صوتك ونبرته. قد تغيّر جودة "حضورك الصوتي" الطريقة التي توصل وفقها أفكارك وحتى تأثير هذه الأفكار.

بصفتي أستاذاً ومتحدثاً محترفاً ومستشاراً، فإنني (ألبريخت) أركز  كثيراً على مهاراتي الصوتية وأستخدمها في عملي. أقضي الكثير من وقتي على خشبة المسرح، أحاضر وأقدم الموضوعات وأناقش في حلقات النقاش، ومن البديهي أن المحتوى مهم، لكن جودة صوتي هي التي تحدد إذا كان الجمهور سيحافظ على تفاعله مع الموضوعات التي أتحدث عنها. واجهت الصعوبات على مدى سنوات في التنفس والتحدث، كنت أشعر بالتوتر خلال العروض التقديمية المهمة، وكان نَفَسي يجفف حلقي وكانت طبقة صوتي تتغير، ما جعل التحدث صعباً. حتى عندما كنت أتمكن من السيطرة على أعصابي، كان ينتابني شعور عام بالإرهاق كلما اضطررت إلى التحدث فترة طويلة من الوقت. جرّبت علاجات مختلفة، مثل التنفس بعمق قبل الصعود على المسرح وتركيز الانتباه على أسفل بطني عند الشهيق، ولكن دون التوصل إلى طريقة فعّالة وموثوقة.

التقيت عام 2012 المدرب الصوتي المقيم في مدينة لوزان السويسرية، روبن دي هاس. إحدى المفارقات هي أن روبن، عانى منذ ولادته حالة حنك مشقوق شديدة، ولم يكن هناك أمل في أن يتمكن من التحدث على نحو طبيعي، وهو ما قاله له ولوالديه الأطباء الذين عالجوه خلال السنوات العشر الأولى من حياته على نحو متكرر. مع ذلك، ولّدت هذه الإعاقة لديه رغبة عميقة في فهم صوت البشر، وكان هدفه في البداية تحسين حالته، لكن أصبح هدفه لاحقاً دعم الآخرين في المشكلات الصوتية التي يعانونها. عمل روبن خلال رحلته لاكتشاف صوته مع العديد من مدربي الصوت المشهورين من مختلف أنحاء العالم، واكتشف أنهم لن يستطيعوا مساعدته.

تغير كل شيء بالنسبة لروبن عندما التقى أستاذة التشريح الوظيفي في جامعة نيويورك، لين مارتن. على الرغم من أنها لم تكن متخصصة في مجال الصوت، فإنها درست على يد مدرب التنفس، كارل ستوف، الذي ساعد الفريق الأميركي لسباقات المضمار والميدان عام 1968 على الفوز بثماني ميداليات ذهبية أولمبية في مناطق ذات ارتفاعات كبيرة في مدينة مكسيكو سيتي. اكتسب روبن من خلال العمل مع مارتن مهارة تتمثل في إدراك الحركات وتوزيعها وتوقيتها، وهي مهارة لم يأتِ على ذكرها أحد في التدريبات التقليدية للصوت والتنفس. بعبارة أخرى، علّمته مارتن أن ينظر إلى الصوت على أنه التعبير المسموع عن كفاءة الحركات الداخلية لآلية التنفس.

5 تمرينات بسيطة لتحسين "حضورك الصوتي"

حدد روبن من خلال دراسته الدقيقة للديناميكيات التشريحية المتعلقة بالتنفس 5 تمرينات بسيطة ووظيفية لتحسين الحضور الصوتي. الهدف الأساسي من هذه التمرينات هو توزيع الحركة في القفص الصدري بتساوٍ حتى تتمكن من تعلّم كيفية التحكم في صوتك بدقة أكبر. يمكنك أداء هذه التمرينات البسيطة بتسلسل كلما اضطررت إلى التحدث في الأماكن العامة. أنا أمارسها يومياً.

التمرين الأول: اربط النَفَس بالجسم.

أولاً، اختبر نَفَسك من خلال إصدار صوت هسهسة منخفض وحافظ عليه ما دمت مرتاحاً. انتبه لأي انقباضات تشعر بها في أي جزء من جسمك في نهاية الهسهسة.

بعد ذلك، حرّك كل طرف من أطرافك ببطء مدة 30 ثانية، واحداً تلو الآخر، بمسار دائري: ارسم ببطء دائرة بقدمك على الأرض لتحريك الأطراف السفلية مع رسم دائرة بكتفيك ببطء لتحريك الأطراف العلوية. أصدر صوت الهسهسة مجدداً ولاحظ إن كان الشعور مختلفاً. الهدف من ذلك هو إعادة تدريب نفسك على الزفير فترة أطول، لأن هذا ما نفعله في الحالة الطبيعية عند غياب الخطر. في حين أن استجابة التنفس لحالة الكر والفر تتمثل في شهيق قصير وفجائي، فإن الزفير يوهم الدماغ بحالة معاكسة، وهي غياب الخطر.

التمرين الثاني: التركيز على الزفير.

نصح ستوف الرياضي الأولمبي الحائز على الميدالية الذهبية، لي إيفانز، بالتوقف عن "مراكمة الهواء المنخفض الجودة في الرئتين" والتركيز بدلاً من ذلك على الزفير أولاً. على الرغم من أن تأكيد أهمية التنفس منطقي، فإننا نتجاهل غالباً فيزيولوجيا التنفس. إذا كنت تفكر في دورة التنفس على أنها شهيق يتبعه زفير، فسينتهي بك الأمر بإضافة كمية فائضة من الهواء إلى الرئتين. بدلاً من ذلك، من المفيد أكثر بكثير أن تفكر في دورة التنفس على أنها زفير يتبعه شهيق، بمجرد اكتمال الزفير.

يمكنك التدرب على ذلك من خلال وضع يدك أمام فمك وفتحه ثم النفخ على يدك كما لو كنت تريد نفخ البخار على مرآة بصمت. اشعر بالحرارة المنخفضة على يدك وحافظ على ثباتها طوال الزفير، ثم اجعلها تنخفض بسلاسة في نهاية هذا الزفير غير القسري. بعد ذلك، أدخل الهواء من خلال شهيق صامت عبر أنفك. تجسد عبارة "عندما تحتار، أخرج نَفَسك" أهمية الزفير جيداً.

التمرين الثالث: التحدّث عند الزفير.

بناءً على التمرين الثاني، يمكنك تعلّم التحدث عند بدء تدفق الهواء عند الزفير. الشعور بالحرارة المنخفضة على يدك له بداية ونهاية، وتشير بدايته إلى أنك بدأت الآن الزفير الذي يمكنك التحدّث من خلاله. من المحبّذ أن تبدأ بإصدار الصوت في اللحظة التي يتدفق فيها الهواء خارج جسمك. تدرّب على النفخ على يدك وخفض الحرارة مع همهمة صوت حرف "في" (v) في اللحظة نفسها، ثم حافظ على توقيت العملية عند التحدث. ستلاحظ سريعاً أن بدء إصدار الصوت تماماً عند خروج الهواء أسهل.

التمرين الرابع: استكشف التنويعات الصوتية.

التنويعات الصوتية أساسية في توصيل الأفكار. يشمل استخدام صوتك جيداً إحماءه حتى يتمتع بسمات مرنة من حيث الجهارة واللون (أي الاختلافات في النغمة والعاطفة) والجرس (أي نوعية الصوت الفريدة أو قوامه الفريد).

بناءً على التمرين السابق، حافظ على إصدار صوت حرف "في" (v) وغيّر جهارة صوتك وحدّته. يمكنك تغيير جهارة الصوت من خلال جعل شفتك السفلية تلمس أسنانك العلوية. بينما يمكنك تغيير حدّة الصوت من خلال البدء بإصداره في نطاق مريح ثم الانتقال إلى طبقات أعلى أو أخفض تدريجياً دون نفخ المزيد من الهواء. بعد ذلك، عُدّ من واحد إلى خمسة واستمع إلى لون صوتك، ثم عُدّ مرة أخرى ولكن غيّر هذه المرة العاطفة المرتبطة بالصوت في أثناء العد (صارم، مهتم، مستمتع، حزين، محايد، متوتر، سعيد) واستخدم جهاز تسجيل لتلاحظ كيف يتغير لون صوتك مع اختلاف العواطف.

التمرين الخامس: اربط بين الصوت والعقل.

تتأثر الطريقة التي تتواصل وفقها بأفكارك وقيمك ومعتقداتك. يمكن بسهولة أن تفوتك هذه الروابط الذهنية ما لم تأخذ الوقت الكافي لاستكشافها ثم ربطها على نحو متعمد بصوتك.

يمكنك التدرب على هذا الربط من خلال البدء بكتابة عبارة قد تضطر إلى قولها في مكان عام، مثل "مساء الخير جميعاً، أرحب بكم ترحيباً حاراً في فعالية الليلة". بمجرد تحديد العبارة، سجّل صوتك وأنت تقولها بطريقة محايدة من حيث العاطفة. بعد ذلك، ابدأ بتخيل الأشخاص الذين ستتحدث إليهم، تخيل من هم، وماذا سيكون رأيهم بعرضك التقديمي، والمشاعر التي سيشعرون بها، وشعورك بقدوم موعد العرض أخيراً، وما هي الأفكار التي تريد إيصالها إليهم من خلال خطابك. عندما تصبح جاهزاً، سجّل صوتك وأنت تقول الكلمات نفسها مرة أخرى لتلاحظ إن أحدث ذلك أي فرق.

في عصر أصبحت فيه الجوانب الإنسانية للقيادة أهم من أي وقت مضى، فإن إتقان "الحضور الصوتي" لا يعزز قدراتك التنفيذية فحسب، بل هو جانب أساسي في الطريقة التي تلهم وفقها الآخرين وتتواصل معهم وتحشدهم لتحقيق الأهداف المشتركة. من خلال الممارسة الواعية لتنسيق التنفس والتقنيات الصوتية، يمكنك اكتساب حضور أكثر قيادة وأصالة وجاذبية سيكون له صدى عميق لدى جمهورك.

   

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي