أسئلة القراء: كيف يمكنني التعامل مع تفاوت قدرات الموظفين في العمل عن بعد؟

2 دقائق
التعامل مع تفاوت قدرات الموظفين في العمل عن بعد
shutterstock.com/elenabsl

سؤال من قارئ: تضم شركتي مزيجاً من الموظفين الإداريين (ذوي الياقات البيضاء) والعمالة اليدوية (ذوي الياقات الزرقاء). لكن تأقلم موظفي المكاتب مع العمل عن بعد أسهل من تأقلم العمال، علماً أن إيرادات الشركة تأتي من العمل في مواقع العملاء، ولا يمكن لعمالنا الوصول إليها حالياً. وأدركنا أن بعض عمالنا قادرون على خوض هذا الانتقال بسهولة أكبر نسبياً من الآخرين، بسبب تفاوت مهارات العمل عن بعد فيما بينهم.

ولهذا سؤالي هو:

كيف يمكنني التعامل مع هذا التفاوت في القدرات بين العاملين عن بعد؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغّين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

تسيدال نيلي: أستاذة في كلية "هارفارد للأعمال".

تسيدال نيلي: هذا سؤال عميق، ويكشف عن انقسام بين من يمكنهم الاستمرار بالعمل من المنزل ومن تسبب فيروس كورونا بإيقاف عملهم الاعتيادي الذي يتم من خلال التواصل مع الآخرين، إذ أثر فرض البقاء في المنازل بصورة كاملة في قدرتهم على التفاعل مع الناس وقدرتهم على القيادة. لذا، نجد أن صاحب السؤال مضطر لاتخاذ قرار، هل يُبقي الموظفين في منازلهم، هل يحتسب هذه الفترة من أيام إجازاتهم، هل يسرح بعضاً منهم؟ هذا سؤال صعب جداً. في أفضل الأحوال يمكنه الإبقاء على وظائفهم، والعمل على تطوير مهاراتهم حالياً، ثم إعادتهم إلى عملياتهم المعتادة عندما تعود الأمور للاستقرار. سيكون ذلك أفضل التصورات الممكنة، لكن مستوى الغموض في الوضع العادي الجديد يجعل هذا التصور غير واقعي بالنسبة للبعض.

دان ماغّين: هذا وضع صعب بالفعل. أول ما تبادر إلى ذهني هو ما إذا كان بالإمكان تقديم بعض التدريب للموظفين في أثناء بقائهم في منازلهم. التقيت مؤخراً مصادفة مع شخص يعمل في مجال التعليم، وعمله بطبيعته لا يمكن نقله إلى العالم الافتراضي. وهو الآن يستثمر هذه الفترة في التفكير بطرق تساعده على القيام بعمله على نحو أفضل عندما يعود إلى القاعات الدراسية، لأنه غير قادر على التعليم عبر الإنترنت حالياً. لذا، ما دامت الشركات قادرة على دفع رواتب موظفيها وهم في منازلهم غير قادرين على القيام بأعمالهم، فعليها التفكير بطريقة ابتكارية في إمكانية تقديم التدريب أو التطوير لموظفيها في هذه الفترة. لكن هذا لا يمكن أن يستمر طويلاً.

أليسون بيرد: أفكر بشأن صاحب السؤال وأشعر بالقلق، لأنه يعمل في شركة تجني ربحها من العمل في مواقع العملاء، ولا أحد يعرف متى سيكون بالإمكان معاودة هذا النوع من العمل. ولا بد أن جميع الموظفين مذعورون الآن، سواء كانوا إداريين أو عمال ياقات زرقاء، وربما كان خوف عمال الياقات الزرقاء أكبر. أعتقد أن أفضل ما يمكن للقائد فعله حالياً هو أن يتعامل معهم بشفافية كبيرة فيما يتعلق بما يحدث وما تخطط له الشركة وما يفكر به فريق القيادة، وأن يكون متعاطفاً بدرجة كبيرة معهم، وأن يؤكد على وحدة المؤسسة، أي أن يقول "نحن فريق واحد، وسنتجاوز هذه المحنة معاً".

تسيدال نيلي: وأذكى القادة وأفضلهم في الحقيقة هم من يظهرون أمام موظفيهم كثيراً في هذه الفترة، ويمدونهم بالأمل والشجاعة ويقدمون توجيهات حول ما يجب أن يفعلوه، ويقومون بذلك على نحو منتظم، ليس أسبوعياً، بل يومياً. وبالمناسبة، يجب أن يظهروا أنفسهم رقمياً، عبر الفيديو مثلاً، سواء كان مسجلاً أم بثاً مباشراً وعلى نحو دوري منتظم. يجب أن يراهم الموظفون ويشعروا بهم وأن يسمعوا رسالتهم هذه عن وحدة المؤسسة. هذا ما يفعله القادة الأذكياء الآن لكي يضبطوا تفاوت مهارات العمل عن بعد بين الموظفين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي