ملخص: قد يكون العثور على وظيفة جديدة ضمن قائمة قراراتك للعام الجديد. وبمعرفة ما تريده بوضوح ومواءمة سيرتك الذاتية وشبكة علاقاتك مع أهدافك المهنية الآن ستتمكن من إحراز تقدم سريع في بحثك عن وظيفة جديدة في العام الجديد. وأصعب ما في الأمر أن تتذكر أن الأمر لا يتمحور فقط حول العثور على وظيفة، فكل خطوة تخطوها في العملية تقرّبك أكثر من نموك الشخصي وكذلك المهني وتحقيق ذاتك. فيما يلي، توضح المؤلفة عملية من 5 خطوات تمكنك من تخطيط نقلتك المهنية في العام الجديد.
لربما تضمنت قائمة قراراتك للعام الجديد، الذي بدأ منذ أيام، الحصول على عمل أفضل ومُرضٍ أكثر، وفيما يلي، نقدم لك 5 خطوات عملية للبحث مبكراً عن وظيفة جديدة بطريقة صحيحة.
1. حدد ما تريد تحقيقه وليس ما يمكنك تحقيقه فقط
نتمتع جميعاً بمهارات وخبرات يمكننا الاستفادة منها في كثير من الوظائف، لكن فهم خطوتك المهنية التالية يتطلب منك المواءمة بين وظيفتك وقيمك التي تمثل ما يهمك، لأنك حينما تراعي قيمك ستشعر بالرضا.
سَل نفسك الأسئلة الثلاثة التالية:
- ما الذي أستمتع بفعله، أو ما الذي يمنحني الطاقة، ولماذا؟
- ما البيئة التي أرغب في العمل ضمنها؟ ولماذا؟
- ما طبيعة التفاعلات التي أفضّلها في العمل، ولماذا؟
ثمة قيم أساسية معروفة تهمنا جميعاً مثل الصدق والتواصل بشفافية والاحترام، لكن ثمة قيم أخرى تتمثل في الحصول على عمل فيه تحديات بنّاءة والتركيز على إنجاز المهام الآنية لا على الأهداف البعيدة الأمد، والحصول على التقدير عند حل المشكلات الشائكة. في الحقيقة، ستتمكن من اكتشاف قيمك إذا فكرت ملياً في الأعمال والتجارب التي تمدك بالطاقة وتسعدك.
على سبيل المثال، ربما تكتشف أنك تستمتع بترتيب خزانة المؤن في منزلك، أو غرف أطفالك وخزانة ثيابك لأنك تحب ذلك وتشعر براحة البال حينما تضع كل غرض في مكانه وتحب إنجاز مهامك. إذا فكرت في هذا الإجراء التنظيمي الذي يبدو بسيطاً من منظور مكان العمل، فسترى أن العمل الحسي الحركي أو التكتيكي، والبنية التنظيمية والمشاريع القصيرة المدى، والتنوع قد تكون جميعها قيماً مرتبطة بالعمل.
بمجرد تحديد قيمك وربط كل منها بالعمل، يمكنك تحديد المهارات المطلوبة لتحقيق كل قيمة. على سبيل المثال:
القيمة: التنظيم
- تعريفي لقيمة التنظيم: إنشاء هيكلية ونظام من خلال عمليات واضحة.
- المهارات الفنية المطلوبة: منهجيات سيكس سيغما أو المنهجيات الرشيقة، وتحليل البيانات وتخطيط العمليات وتحسينها، والتحسين المستمر، وإدارة المشاريع.
- المهارات الشخصية المطلوبة: التفكير النقدي وحل المشكلات والانتباه إلى التفاصيل والمرونة وإدارة التغيير.
ستكون خطوتك المهنية التالية مُرضية بلا شك إذا حددت جميع قيمك ثم بحثت عن الوظائف التي تتطلب مهارات تتوافق معها.
2. حدّث سيرتك الذاتية
ليس الغرض من السيرة الذاتية أن تسرد إنجازاتك كلها، بل أن توضح فقط أنك تتمتع بالمهارات اللازمة للوظيفة أو المهنة التي تسعى إليها.
بعد تحديد الوظيفة التي تود العمل بها، ابحث عن 10 شواغر واقرأ الوصف الوظيفي لكل منها، وإن لم تجد، فاستعن ببرامج الذكاء الاصطناعي لتوليد وصف وظيفي باستخدام أمر نصي مثل: "أنشئ وصفاً وظيفياً لمنصب مدير العمليات التجارية"، ثم حدد الكلمات الرئيسية والموضوعات المشتركة بين التوصيفات. على سبيل المثال، يتضمن الوصف الوظيفي لأدوار إدارة العمليات التجارية غالباً مسؤوليات مثل:
- تطوير عمليات مبسطة وتنفيذها لتحسين الكفاءة التشغيلية بالمجمل
- جمع البيانات التشغيلية وتحليلها لتحديد الاتجاهات وفرص التحسين
- تطوير تدابير مراقبة الجودة وتنفيذها لضمان تلبية المنتجات أو الخدمات معايير الشركة
- ضمان الانسجام بين جميع أصحاب المصالح في الأقسام المختلفة من خلال التواصل الفعال بغية تنفيذ الخطط الاستراتيجية التي تحقق الكفاءة
- تخطيط المشروعات المتنوعة وتحديد ذات الأولوية منها وتنفيذها، لتحقيق أهداف الشركة
والآن فكر في كيفية عرض تجربتك الشخصية باستخدام لغة الوصف الوظيفي، على سبيل المثال، إليك كيف يستعرض شخص يتمتع بخبرة في إدارة المبيعات إنجازاته ومهاراته:
- تمكنتُ من تحسين العمليات الدولية في أربع دول من خلال تسهيل عمليات طرح المنتج في الأسواق ومواءمة عمليات تسويق المبيعات مع الأهداف الاستراتيجية وتعزيز تبني التكنولوجيا، ما أدى إلى زيادة الكفاءة التشغيلية للمبيعات بنسبة 28%.
3. جهز رسالة متسقة من أجل مقابلات العمل
بعد إعداد سيرتك الذاتية كما ينبغي، يمكنك الانتقال إلى تجهيز نفسك للمقابلات.
حدد 5 إنجازات توظف المهارات التي تلبي متطلبات الوظيفة وتُظهر القيمة الاستثنائية التي يمكنك تقديمها، ينبغي ألا يطول وصفها أكثر من دقيقتين، ويفضل استخدام أسلوب "ستار" الذي يتضمن: عرض الموقف والمهمة المطلوب تنفيذها والإجراء المتخذ والنتيجة، ثم الدروس المستفادة في النهاية.
على سبيل المثال، هكذا تستعد للعبارة الشائعة في المقابلات: "حدثني عن موقف كان عليك أن ترتب فيه عدة مشاريع بحسب الأولوية".
الموقف: من خلال تحليل العمليات والاستعانة بالتكنولوجيا، وجدنا أن قسم الموارد البشرية بحاجة إلى نظام جديد وقابل للتوسع لإدارة المواهب، وأن قسم المبيعات يحتاج إلى ترقية موظفيه بما يعزز قدرتهم على جذب العملاء المحتملين، وأن قسم التصنيع يحتاج إلى نظام جديد لإدارة الجودة يضمن الامتثال للقوانين.
المهمة: كانت الجوانب المذكورة جميعها مهمة جداً للشركة، لكن فريقي لم يتمتع بالقدرة اللازمة لإدارتها كلها في آن معاً، لذلك كان لا بد من ترتيب هذه المشروعات بحسب الأولوية.
الإجراءات: استخدمتُ خبرتي المالية الواسعة (القيمة الفريدة) لإجراء تقييم لقيمة الشركة وإنشاء مقاييس لضمان تحقيق العائد المطلوب على الاستثمار لكل تكنولوجيا، وتأكدت من أن كل حل يلبي توقعات أصحاب المصالح وأهداف الشركة الأوسع. عاينت البيانات مع كل قائد لذلك لم تكن هناك مفاجآت.
النتيجة: وعندما عرضت دراسة الجدوى والبيانات أمام القادة الثلاثة، حدد أصحاب المصالح بسهولة المشروع الذي ينبغي العمل عليه أولاً بالتماشي مع توصياتي بشأن تحديد الأولويات.
الدروس المستفادة: في حين سارت الأمور على ما يرام، أدركت أنه كان بإمكاني معاينة البيانات مع الرئيسة التنفيذية للشؤون المالية لكي أضمن ألا يخفى عنها أي تفصيل من نقاشنا.
تُظهر هذه القصة القدرات الفريدة، والنفوذ التنفيذي، وإدارة العلاقات مع أصحاب المصلحة، بالإضافة إلى إظهار التواضع من خلال توضيح الدروس المستفادة في النهاية.
4. هيئ عقليتك للبحث الطويل
تتزايد عمليات تسريح العاملين مرة أخرى وتعج سوق العمل بأصحاب المواهب، لذلك قد يستغرق العثور على فرصة جديدة وقتاً أطول من قبل. تعني تهيئة عقليتك إنشاء خطة واقعية ليس فقط لكيفية البحث عن وظيفة، ولكن أيضاً لمعرفة متى يجب أن تعتني بذاتك وبأي طريقة كي تحافظ على معنوياتك مرتفعة إذا استغرق البحث وقتاً طويلاً.
يؤدي تبني عقلية سلبية إلى إضعاف طاقتك وحافزك وثقتك بنفسك، ما يمكن أن يستشعره مسؤولو التوظيف. لذا خذ الوقت الكافي لتحديد هدف يومي واحد قابل للتحقيق خلال بحثك عن وظيفة، سواء كان العثور على ثلاث وظائف مهمة للتقدم إليها، أو التواصل مع جهة معينة، أو التقدم لوظيفتين شاغرتين. حدد أيضاً هدفاً شخصياً واحداً يمكن تحقيقه لكل يوم، مثل ممارسة الرياضة مدة 20 دقيقة، أو الخروج في نزهة على الأقدام، أو قراءة كتاب مدة نصف ساعة. من خلال تحديد هدف واحد قابل للتحقيق سواء فيما يخص البحث عن عمل أو على الصعيد الشخصي ستجنب نفسك التساؤل مراراً عما إذا كنت قد بذلت ما في وسعك، وسيمثل كل يوم نجاحاً جديداً عندما تحقق أهدافك اليومية.
5. نشّط شبكة معارفك واعمل على تنميتها
اغتنم الوقت الحالي لتنمية شبكة معارفك، فمع تباطؤ وتيرة العمل وقدوم العطلات يبتهج الناس وتزداد رغبتهم في التواصل. عندما تذهب في إجازة، أو تزور العائلة والأصدقاء، أو حتى تلعب في الحديقة مع أطفالك، حاول مقابلة شخص جديد واحد على الأقل ومناقشة اهتماماتك المهنية معه. جهّز عرضاً تقديمياً يمكنك استخدامه في أي ظرف من الظروف لتوسيع شبكة معارفك. على سبيل المثال: "أنا مسؤول تنفيذي للعمليات التجارية بخبرة تزيد على 10 سنوات في تحوّل الشركات. سُرِّحتُ من العمل خلال جولة تقليص العمالة الأخيرة في شركة متعثرة، لكنني أعتبر ذلك نعمة لأنه حان الوقت للعثور على التحدي التالي، ولن يتاح لك وقت للبحث عن وظيفة إذا كنت تعمل، فإذا كنت تعرف رئيساً تنفيذياً للعمليات أو نائب رئيس للعمليات يمكنني مقابلته لتوسيع شبكة معارفي، فسأكون ممتناً جداً".
معرفة ما تريده بوضوح ومواءمة سيرتك الذاتية وشبكة علاقاتك مع أهدافك المهنية الآن سيساعدك على إحراز تقدم سريع في بحثك عن وظيفة جديدة في العام الجديد. وأصعب ما في الأمر أن تتذكر أن الأمر لا يتمحور فقط حول العثور على وظيفة، فكل خطوة تخطوها في العملية تقرّبك أكثر من نموك الشخصي وكذلك المهني وتحقيق ذاتك.