أسئلة القراء: كيف أحدد الوقت المناسب لتغيير مسار حياتي المهنية؟

6 دقائق
أفضل وقت لتغيير مسار حياتي المهنية
shutterstock.com/solarseven

سؤال من قارئ: أنا موظفة حاصلة على درجة الدكتوراه وحصلت منذ حوالي ثلاث سنوات على وظيفة تتمثّل في قيادة مشاريع شركتي. وأعاني من مشكلة معرفة أفضل وقت لتغيير مسار حياتي المهنية نحو مسارٍ آخر. استخدمت في بداية عملي مهاراتي التقنية لتصميم مشاريع واسعة النطاق وتدريب الأفراد على العمل عليها. لقد كانت تجربة ممتعة وجاذبة وسمحت لي بالعمل بشكل مستقل، وبما أن المشاريع قيد التنفيذ اليوم أضحت مهامي إدارية. أمتلك مهارة في إدارة الموظفين، إلا أنني أشعر بالضجر الشديد، وأفتقد تجربة العمل بشكل مستقل، وأواجه صعوبة في ممارسة مهامي في العمل. وعلى الرغم من وجود كثير من المزايا، لا أشعر أن المنصب جاذباً، وأعتقد أن الوقت قد حان للبحث عن وظيفة أخرى، وأنا بصدد إجراء مقابلات شخصية في عدة شركات، لكن توجد بعض الأمور التي تعيقني. أولاً، يعاني مكتبنا من نقص في الموظفين، وأخشى إن تركت العمل في هذه المرحلة أن تواجه الشركة عدة مشكلات. أحب الأفراد الذين أعمل معهم وأهتم بإنجاز مهامي على أكمل وجه، ولا أرغب في أن تواجه المؤسسة أي ضائقة. ثانياً، أتطلع إلى إنجاب طفل، ويخبرني الجميع أن هذا الوقت هو أسوأ وقت لإجراء تغيير في مجال عملي، وهذا ما تُنصح به النساء عادة، إذ لا يتلقّى الرجال نصيحة كهذه، ولهذا فسؤالي هو:

هل الوقت سيئ لإجراء تغيير في مجال عملي؟ هل أفرط في القلق بشأن زملائي الحاليين؟ هل يجب علي مواصلة استكشاف مناصب جديدة؟

يجيب عن هذه الأسئلة:

دان ماغين: مقدم برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج "ديير آتش بي آر" من هارفارد بزنس ريفيو.

ويندي وود: متخصصة في علم النفس الاجتماعي في "كلية مارشال لإدارة الأعمال" (Marshall School of Business) في جامعة جنوب كاليفورنيا ومؤلفة كتاب "العادات الجيدة والعادات السيئة: علم صنع التغييرات الإيجابية المستدامة" (Good Habits, Bad Habits: The Science of Making Positive Changes That Stick).

ويندي وود: لقد واجهت المشكلة ذاتها. أنا أكاديمية وحاصلة على درجة الدكتوراه وأحب إجراء البحوث. ولكن بما أنك شخص يحب التعامل مع الأفراد، ستحصلين على فرص أكثر للترقية إلى مناصب إدارية. ويوجد العديد من الأفراد الذين يحبون هذه الوظائف. ولكن من الواضح أنك وأنا لسنا من هؤلاء الأشخاص.

دان ماغين: أتساءل عما إذا كان الشعور الذي يعتري كاتبة السؤال هو مجرد شعور مؤقت بعد تقلدها منصب الإدارة. أعتقد أنه من الطبيعي أن نشعر بالحزن عندما ننهي العمل على مشروع تقني وأن نفتقد ذلك الانخراط اليومي في العمل، وأتساءل عما إذا كان التخلي عن العمل التقني مقابل الحصول على منصب مدير جيد يُعتبر مقايضة ناجحة.

ويندي وود: من الطبيعي أن نشعر ببعض الضيق في المرحلة الانتقالية بسبب وجود حالة من عدم اليقين. فكل عاداتنا القديمة قد تزعزت نوعاً ما، ويجب علينا أن نتعلم أموراً جديدة، وهو ما يتطلب الجهد والتفكير والوقت.

أليسون بيرد: أتساءل عما إذا كانت تتخذ قراراتها على عجل. هل حاولت التحدث مع أي شخص حول إمكانية التخلي عن بعض مهامها الإدارية لصالح العودة إلى هذا العمل المستقل على مستوى المشروع الذي تحبه حقاً؟ أعتقد أنها تجاوزت إحدى خطوات حل المشكلة.

ويندي وود: يمكنها التحدث إلى صاحب عملها الحالي وطرح فكرة متابعة بعض أعمال المشروع إلى جانب العمل الإداري. وقد وجدت أن هذا الحل كان ممكناً بالنسبة إلي، إلا أنه لم يكن مجزياً مثل العمل على المشروع، وعدت في النهاية إلى إجراء البحوث وتخلّيت عن جميع وظائفي الإدارية.

أليسون بيرد: يمكنها إجراء محادثة صريحة مع كل من المدير ورئيس القسم على سبيل المثال، وأن تُعرب عن رغبتها في الاحتفاظ ببعض هذه المسؤوليات الإدارية، وعن شعورها بالمتعة في العمل مع الأفراد ومع المجموعة والعمل على إنجاز المشاريع، وأنها لا ترغب في التخلي عن العمل على هذه المشاريع. ولا أعتقد أن مديرها قد يرفض طلبها طالما أنها ترغب في أن تكون مرنة.

دان ماغين: ما يقلقني في هذه القضية هو قولها أنهم يفتقرون حقاً إلى الإدارة في هذه المرحلة، وأن الشركة قد تواجه مشكلات في حال تركت العمل. وبالنظر إلى هذه المجموعة من القيود، هل تعتقدين أنها ستكون قادرة على إجراء صياغة وظيفية وإعادة تحديد مسؤولياتها؟

ويندي وود: أعتقد أن توليها بعض العمل التقني سيخلق شاغراً بشكل طبيعي، وهو ما قد يجعلهم يعيدون النظر في خطط التعيين.

أليسون بيرد: ينطوي جزء من حل المشكلة على ترقية موظفين آخرين، أو تفويض بعض المسؤوليات الإدارية إلى أشخاص مبتدئين بهدف تطويرهم، أو توظيف شخص ما لإنجاز هذه المهام. وتقول أن الشركة قد تواجه مشكلات في حال تركت مديرة مثلها العمل، وأتوقع أن المدير قد يرفض طلبها في حال لم يتمكنّوا من ملء الشاغر على الفور. ومن الضروري إجراء هذه المحادثات بشكل استباقي مع تقديم اقتراحات حول كيفية حل المشكلة، وأعتقد أن ذلك قد يمثّل حجة جيدة للبقاء في الشركة، ذلك أنها تحب زملاءها وتحب العمل في الشركة وهذه أمور عظيمة. أما بالنسبة إلى رغبتها في إنجاب طفل، أعتقد أن وضع العمل قد يكون أسهل بكثير في مكان تحصل فيه على كثير من الاحترام والتقدير على عملها، ذلك أنها قد تحصل على مرونة قد تفتقدها عند العمل في مؤسسة أخرى. لذلك، أود أن أشجعها على استكشاف الاحتمالات قبل أن تبحث عن عمل جديد في مؤسسة أخرى.

دان ماغين: فيما يتعلق بالمشكلة العائلية، فحقيقة عملها مديرة يمنحها مزيداً من الحرية للخروج والعودة دون مراقبة شديدة. لذلك، أعتقد أنه عندما ينطوي الخيار على العمل بصفتها مديرة أو أن تكون مجرد موظفة مع وجود فكرة إنجاب طفل، فقد يمنحها العمل بصفتها مديرة بعض الحرية في هذا الخصوص.

ويندي وود: أعتقد عكس ذلك تماماً، لأن المشاريع التقنية تنطوي على جهد فكري يمكن القيام به في أي مكان تقريباً دون مقابلة الأفراد. وبما أنني شخص حاول الدمج بين الحياة العائلية والحياة المهنية، أجد أن العمل التقني أسهل من بعض النواحي. إلا أنني أتساءل عن مدى جودة سياسة الإجازة العائلية التي يوفرها صاحب العمل الحالي، فإذا كانت هذه السياسة جيدة، يوجد لديها حجة جيدة للبقاء.

دان ماغين: أعتقد أن سياسة الشركة مهمة، لكنها قالت أن الشركة ستواجه بعض الصعوبات في حال عدم وجودها، ومن المفترض أن يحصل الشيء نفسه عندما تحصل على إجازة الأمومة. وأنا قلق بشأن فكرة وجود انفصال بين سياسة الشركة والواقع اليومي الذي تعيشه.

ويندي وود: هذا التحدي هو تحد دائم.

أليسون بيرد: إذا كان فريقها يعاني من ضغوط شديدة ومرهقة للغاية، سيكون من الصعب عليها العمل بمرونة بصفتها مديرة. في الوقت نفسه، آمل أن تجد مجالاً للتفاوض، أو أن تُعيد صياغة متطلباتها الوظيفية. وفي حال اتخذت قراراً بأن بيئة العمل مرهقة جداً، وأنها لا تشعر بالمتعة في إنجاز أي من المهام، أعتقد أن بإمكانها البحث عن فريق آخر والعمل على المشاريع التي تحبها في أي مكان آخر، وأود أن أشجعها على التحقق بعناية من طبيعة الوظيفة المستقبلية، بمعنى أن تتأكد من ألا يحدث الشيء نفسه في الشركة التالية وألا يُطلب منها أن تشغل منصباً إدارياً لتمتّعها بخبرة في مجال الإدارة، ومن الضروري أن تتحقق من سياسة الشركة وثقافتها فيما يتعلق بتحقيق التوازن بين العمل والأسرة.

دان ماغين: أفادت أيضاً بشعورها بالقلق إزاء مصير زملائها في العمل في حال رغبت في العثور على وظيفة جيدة ومغادرة الشركة. كيف ينبغي لها أن تتعامل مع شعورها بالقلق من أنها تتسبب في تعاسة الأفراد الذين تهتم بأمرهم في حال اتخذت قراراً بترك العمل؟

ويندي وود: لا أحد يستطيع تحديد مصير المؤسسة عند مغادرته. وأعتقد أننا جميعاً نواجه تحديات في اتخاذ قرارات كهذه تتمثّل في ترك ما نخشاه والسعي وراء فرص جديدة. ومن المؤكد أن هذه الخطوة ستمثّل تغييراً لجميع زملائها في العمل، لكن توقعها أن يكون الوضع فوضوياً أو أن تحدث مشكلات خطيرة في المؤسسة غير صائبة، ولا أعتقد أنها تعرف حقاً ما سيؤول إليه الحال في المستقبل.

أليسون بيرد: لاحظت من خلال تجربتي عند ترك الموظفين الرئيسين العمل أن النتيجة تنطوي على ترقية موظفين آخرين، وبالتالي، لن يكون الوضع سيئاً، وإنما سيكون جيداً تماماً.

أليسون بيرد: وفي نهاية الحديث عن مشكلة أفضل وقت لتغيير مسار حياتي المهنية، من المهم أن تستمتعي بمعظم جوانب عملك، ويبدو أنك تحبين العمل المستقل أكثر بكثير من هذه الواجبات الإدارية. ونعتقد أنك أضعت فرصة إجراء إعادة صياغة لمتطلباتك الوظيفية. كما نعتقد أنه من الضروري أن تطلبي من مديرك الإذن بتفويض بعض المسؤوليات الإدارية أو توظيف شخص ما لتولي هذه المسؤوليات، بما أنه يوجد نقص في عدد الموظفين، ويمكنك بهذه الطريقة مداومة العمل التقني القائم على المشاريع الذي تستمتعين به. ونلاحظ وجود كثير من الجوانب الإيجابية في مؤسستك الحالية، حيث أنك تحبين زملاءك، وتحبين العمل الذي تتخصص فيه الشركة. كما أنك تحظين باحترام الجميع بصفتك مديرة. وبما أنك تتطلّعين إلى إنجاب طفل، فقد تتمتّعين بمزيد من المرونة في العمل. ونعتقد أنه من المنطقي استكشاف جميع خياراتك، والتحقق من المؤسسات الأخرى ونوع العمل الذي قد يُطلب منك تأديته، والسياسات الأسرية، وفي الوقت نفسه، نشجعك على استكشاف خيارات وضعك الحالي أولاً.

اقرأ أيضاً: 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي