ملخص: لا يكفي مجرد التفكير على نحو استراتيجي للنجاح في عالم الأعمال، إذ تحتاج أيضاً إلى القدرة على نقل أفكارك الاستراتيجية بفعالية. ويمكنك فعل ذلك بعدة طرائق تشمل الارتقاء بالمناقشات للتركيز على الصورة الأكبر والسياق الأوسع وإبداء نظرتك الاستشرافية في تعليقاتك، وتوقع التأثيرات المحتملة للقرارات والربط بين المفاهيم المتباينة وتبسيط القضايا المعقدة، واستخدام الاستعارات والمقارنات وتحفيز الحوار بالأسئلة، وإظهار سعة اطلاعك ومهارتك في الإنصات الإيجابي والتماس التعليقات.
هل أنت مفكر استراتيجي؟ هل تعتقد الشخصيات المؤثرة في مؤسستك، مثل مديرك والقيادة العليا، أنك مفكر استراتيجي؟ في الواقع، من الضروري أن تتأكد من أن زملاءك يرون فيك قائداً محتملاً كي تتقدم في حياتك المهنية، وتتمثل إحدى الطرق الرئيسية لتحقيق ذلك في التواصل بطريقة تظهر مهاراتك في التفكير الاستراتيجي. لا يكفي أن تكون لديك أفكار استراتيجية فقط؛ بل يجب عليك التعبير عن هذه الأفكار بفعالية أيضاً. إليك بعض الطرائق لتحقيق ذلك:
ارتقِ بمنظورك
بدلاً من التركيز على التفاصيل الدقيقة، حاول وصف السياق الأوسع وتوضيح الصورة الأكبر. من خلال استخدام عبارات مثل: "مع الأخذ في الاعتبار الخطة الثلاثية لمؤسستنا" أو: "بالنظر في مسار الابتكار في قطاعنا"، ستشكل السياق الذي يتيح استكشاف التفاصيل التكتيكية. يساعد ذلك أيضاً على مواءمة أصحاب المصالح، ما يضمن توافق جميع المعنيين.
تبنَّ نظرة مستقبلية
يرى المفكرون الاستراتيجيون التحديات والفرص الجديدة، يمكنك إبراز نظرتك المستقبلية باستخدام عبارات مثل: "أتوقع أن نحقق نمواً بنسبة كذا بحلول عام 2028" أو: "في ضوء خطط منافسينا، هل يجدر بنا فعل كذا وكذا". من خلال التعبير عن مواقف مستقبلية، تثبت قدرتك على مساعدة المؤسسة على تطوير استراتيجية طويلة المدى.
توقع التأثيرات القوية
لا يتخذ المفكرون الاستراتيجيون القرارات فحسب، بل يقيّمون آثارها المحتملة الأوسع ويوضحونها أيضاً. يمكنك إظهار قدرتك على التفكير النقدي من خلال تسليط الضوء على النتائج المحتملة أو العواقب غير المقصودة من خلال القول مثلاً: "لهذا المنتج القدرة على تحقيق كذا وكذا" أو تقديم تفاصيل إضافية مثل القول: "إلى جانب الفوائد المباشرة، تشمل مكاسبنا طويلة المدى كذا وكذا". من خلال مناقشة التأثيرات المحتملة، تثبت أنك تعطي الأولوية للتقييم الدقيق لا لاتخاذ إجراءات سريعة.
ضع النقاط على الحروف
أظهر أنك لا تركز على الأحداث السطحية فحسب، بل لديك فهم أعمق للأنظمة والترابطات المتبادلة وتدرك أهميتها. على سبيل المثال، يمكنك القول: "تؤثر الزيادة المفاجئة في تبنّي الحلول الرقمية مباشرة في استراتيجيتنا للتجارة الإلكترونية" أو: "بسبب مشكلات سلسلة التوريد هذه، يجب علينا مراجعة جداول الإنتاج الزمنية واستراتيجية تطوير المنتجات". يُظهر ذلك أنك تفكر في العمليات بطريقة متكاملة وشاملة.
بسّط الجوانب المعقدة
يستطيع المفكرون الاستراتيجيون تحليل المواقف المعقدة باستخدام لغة بسيطة لكنها فعالة. لتبسيط المسائل المعقدة إلى عناصرها الأساسية، استخدم عبارات توضيحية مثل: "يمكن لهذه التكنولوجيا بصورة أساسية أن تسهم في كذا وكذا" أو: "تعتمد استراتيجيتنا في جوهرها على 3 ركائز، وهي كذا وكذا وكذا". على هذا النحو، تُظهر فهماً عميقاً وشاملاً للموضوع.
استخدم المقارنات والاستعارات
تساعد المقارنات والاستعارات على توصيل الأفكار الاستراتيجية بطريقة مفهومة. عندما تستخدم مقارنات مثل: "اعتبر بنيتنا التحتية العمود الفقري الذي يدعم جميع الوظائف" أو: "تخيّل أن نهجنا في التسويق شبكة تتوسع لتشمل أسواقاً مختلفة"، ستثبت قدرتك على تبسيط المصطلحات الاستراتيجية المعقدة وتحويلها إلى لغة بسيطة تعزز فهم الآخرين لها وتوافقهم معها على نطاق أوسع.
حفّز الحوار الاستراتيجي
في أثناء المشاركة في نقاشات استراتيجية مع زملائك، اطرح أسئلة تحفز التفكير من قبيل: "إذا كانت علامتنا التجارية قصة، فإلى أي فصل منها وصلنا الآن؟" أو: "كيف يعكس هذا القرار القيم الأساسية لشركتنا؟"، يعزز هذا النهج بيئة يكون فيها التفكير الاستراتيجي جهداً مشتركاً يثير مناقشات تساعد في تحسين الأفكار وتحفز الآخرين على تبنّي عقلية استراتيجية.
أظهِر سعة اطلاعك
ستوقع رؤاك الاستراتيجية أثراً أقوى عندما تستند إلى الوقائع الحالية. من خلال الإدلاء بملاحظات مثل: "نظراً للتحولات الأخيرة في أنماط الاستهلاك الرقمي" أو: "تشير أحدث الأبحاث حول السلوك الاستهلاكي"، ستثبت أنك تواكب التغيرات والتطورات الجارية، وهي مهارة أساسية في التفكير الاستراتيجي.
مارِس الاستماع الاستراتيجي
تزداد فعالية التفكير الاستراتيجي عندما يتضمن مجموعة متباينة من وجهات النظر، لذلك من المهم الاستماع بعناية وفعالية إلى وجهات نظر الآخرين. تسلط عبارات من قبيل: "بناءً على ما قلته" أو الإجابة بالقول: "تتوافق وجهة نظرك حول إشباع السوق مع كذا" الضوء على مهارات الاستماع الاستراتيجية التي تتمتع بها، وبالتالي تعزيز سمعتك بصفتك متعاوناً استراتيجياً تثري المناقشات وتحفز الذكاء الجمعي للمجموعة.
التمس آراء الآخرين
أظهِر حرصك على التعلم والتحسن من خلال التماس آراء الآخرين بعد المناقشات الاستراتيجية. اطرح أسئلة مثل: "هل يلقى التوجه الاستراتيجي استحسان الجميع؟" أو قدّم اقتراحات من قبيل: "كيف نضمن أن تكون هذه المناقشات متوافقة بدرجة أكبر مع رسالتنا الشاملة؟" لإظهار التزامك بالنمو والتحسين.
باختصار، من الضروري أن يبدي قادة الشركات براعتهم في مهارات التفكير الاستراتيجي والتواصل، ومن يجيدون التفكير الاستراتيجي والتعبير عن أفكارهم الاستراتيجية بالدرجة نفسها هم الذين سيرتقون إلى أعلى المناصب.