9 ممارسات تكبح جهود الابتكار في المؤسسات: إليك كيفية مكافحتها

3 دقائق
تعزيز جهود الابتكار
shutterstock.com/MedRocky
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أصبح الابتكار مطلوباً بشدة ويعد ذا قيمة كبيرة، وبات السعي وراءه أشبه بمهمة مقدسة للبحث عن الحلول التي ستخلق النمو الذي سيقودنا إلى حقبة جديدة من الرخاء والرفاهة.

للأسف، ومثل العديد من الجوانب الشديدة الأهمية في العمل، غالباً ما يُحتفى بمفهوم الابتكار في المناقشات دون تطبيقه أو تبنّيه في الممارسة العملية غالباً.

على الرغم من النقاش الواسع النطاق حول الابتكار، لاحظت أن العديد من قادة في مؤسسات كثيرة في كل قطاع يعوقون هذا النشاط بالفعل؛ يدّعي هؤلاء القادة رغبتهم في تعزيز الابتكار في مؤسساتهم، ولكن في الوقت نفسه، تشير تصرفاتهم إلى أنهم يتبعون مجموعة خفية من المبادئ التي تهدف إلى عرقلة ظهور الابتكارات أو نجاحها. حددتُ هذه الممارسات المعوقة وجمعتها في مجموعة من القواعد وأسميتها “القواعد المضادة للابتكار”. التصرف وفقاً لهذه القواعد التسع كفيل بقمع الابتكار أو إيقافه تماماً، لأنه يحرم الأفراد من الوقت أو الموارد أو الحوافز اللازمة للابتكار:

  1. التشكيك في أي فكرة جديدة تنشأ في المستويات الدنيا من المؤسسة لمجرد أنها جديدة وأتت من مرتبة أدنى، فعلى أي حال، لو كانت الفكرة ذات جدوى، لفكّر فيها من يعملون في المستويات الأعلى بالفعل.
  2. استحضار الإخفاقات السابقة. إذا طُرحت فكرة جديدة للمناقشة، يبحث القائد عن فكرة مماثلة فشلت سابقاً، ويذكّر الجميع بها؛ فمن يعملون في المؤسسة منذ فترة طويلة يعلمون أنهم مروا بهذه التجربة من قبل، لذلك من غير المرجح أن ينجحوا هذه المرة أيضاً.
  3. إبقاء الموظفين مشغولين دائماً. إذا بدا للقائد أن موظفيه لديهم وقت فراغ، فسيكّلفهم بمهام إضافية لملئه،
  4. تشجيع المنافسة الحادة بين الموظفين بذريعة السعي إلى التميز، ويشجع كل فريق على انتقاد مقترحات الفرق الأخرى ومعارضتها في المنتديات العامة، ثم يعلن الفائزين والخاسرين.
  5. منح الأولوية للقدرة على التنبؤ. يقيس القائد جميع الجوانب القابلة للقياس بدقة ويتتبعها بانتظام كلما أمكن ذلك، ويدمج أي موارد زائدة في الحسابات الرئيسية، ويتخلص من أي فائض، ويفضّل الخطط المفصلة والدقيقة ويطلب ضمانات النجاح. ويتجنب الاعتراف بالأفراد الذين تجاوزوا أهدافهم لأن ذلك قد يزعزع استقرار التخطيط، ويشدد على الالتزام الصارم بالإجراءات جميعها.
  6. حصر مناقشة الاستراتيجيات والخطط في مجموعة صغيرة مختارة من المستشارين الموثوقين، ثم الإعلان عن القرارات الكبيرة في شكلها النهائي. يضمن ذلك ألا يبدأ أي شخص تنفيذ أي إجراء جديد بسبب عدم تيقنه من التعليمات المستقبلية الجديدة التي ستأتي من الإدارة العليا.
  7. التصرف كما لو أن معالجة الفشل بالعقاب تحفز النجاح. يمارس القائد التشهير العلني بالأفراد الذين لا يحققون التوقعات ليكونوا عبرة للآخرين ويوضح أن المخاطرة جانب غير مرغوب فيه.
  8. تحميل الموظفين في المستويات الأدنى مسؤولية المشاكل بحجة أنهم يفتقرون إلى الكفاءة، وينتقد ضعف مهاراتهم وأخلاقياتهم في العمل. يبدي على الدوام عدم رضاه عن انخفاض جودة مجموعة المواهب الحالية. إذا لم يؤد ذلك إلى تآكل ثقة الأفراد بأنفسهم، فمن المؤكد أنه سيقلل من إيمانهم بأفكار الآخرين على الأقل.
  9. الأهم من ذلك، إيمان القائد بأنه وصل إلى منصبه القيادي لأنه يمتلك كل المعارف اللازمة للنجاح فيه.

يضمن الالتزام بهذه القواعد أن يموت الابتكار تماماً، إن وُلد في المقام الأول. غالباً ما يكون هذا الوضع مقبولاً لدى أصحاب المصالح الراسخة الذين يفضلون الحماية من الإزعاج المرتبط بالتغيير، ولكنه لا يناسب بيئة سريعة الخطى تتطلب حلولاً جديدة مبتكرة.

يمكن للقادة الذين يرغبون في تعزيز الابتكار التصرف عكس القواعد المضادة له والتخلص من الممارسات التي تخنقه، من أجل خلق ثقافة تشجع الابتكار وتدعمه. مقابل كل سلوك يخنق الابتكار، يجب على من يشجعون الابتكار تبنّي السلوك المعاكس. في ثقافة الابتكار، تشجع الإجراءات التالية على ازدهار الابتكار:

  • تشجيع توليد الأفكار الجديدة، خاصة التي تأتي من المستويات الأدنى في المؤسسة أو من مصادر غير متوقعة.
  • التركيز على المستقبل بدلاً من الخوض في الماضي. في حين أن تجارب الماضي يمكن أن توفر السياق، يجب ألا تملي بالضرورة الإجراءات المستقبلية.
  • ترك المجال للتجريب الذي يمكن أن يكون على شكل وقت فراغ أو تمويل مبدئي.
  • البحث عن طرق للتحسين بدلاً من مجرد الانتقاد، وتشجيع العمل التعاوني لتحقيق الأهداف المشتركة.
  • التحلي بالمرونة، والتركيز على الجوهر لا الشكل وعلى العمل المنتج لا جداول المواعيد، والانفتاح الدائم على الفرص غير المتوقعة.
  • إشراك مجموعة متنوعة من الأصوات في المناقشات الاستراتيجية.
  • تقبّل فكرة أن الأهداف الممتدة قد تؤدي إلى بعض الإخفاقات. تجنب التشهير العلني؛ وتعزيز التقدير العلني للإنجازات المبتكرة.
  • العمل على تهيئة بيئة تعزز احترام الأفراد ومواهبهم.
  • إدراك أن التعلم ضرورة حتمية، ويجب أن يكون جميع الأفراد منفتحين على التعلم، حتى أكثرهم خبرة.

يجب على القادة الذين يهدفون إلى تشجيع الابتكار الالتزام بهذه المبادئ التي تعززه، ولكن قد يكون من المفيد أيضاً التذكير بالممارسات التي تعوق الابتكار للتذكير بما يجب تجنبه.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .