شركات التكنولوجيا تساعد على تطوير القوى العاملة في الولايات المتحدة

3 دقائق
تطوير القوى العاملة

إليك هذا المقال عن تطوير القوى العاملة تحديداً. تقوم أعمال البرمجة الإلكترونية بتعطيل صناعات الأجيال القديمة، بدءاً من الصناعات الزراعية وصولاً إلى الصناعات الترفيهية. ويقوم عباقرة البرمجة بتكديس ثروات تبلغ قيمتها المليار دولار، وقد تكون هذه الثروة مجرد بداية. حتى العاملين العاديين في مجال التكنولوجيا والذين تقارب أعمارهم منتصف العشرينيات يتقاضون رواتب من 6 أرقام.

لسوء الحظ، لا يمكن لقسم كبير من القوى العاملة الاستفادة من هذه الفرص. في العام 2015، كان هناك 7 ملايين وظيفة تتطلب مستوى معيناً من مهارات البرمجة، كما أنّ هذه الوظائف يزداد معدلها بشكل أسرع من متوسط سوق العمل بنسبة 12 في المئة. ومن أجل مواكبة حاجات سوق العمل ومعالجة مشكلة تفاوت الأجور، يتوجب علينا توفير فرص أفضل للتعلم التقني بالنسبة للأشخاص العاملين في الصناعات ذات الأجور المنخفضة. إذاً، حان الوقت الآن للمؤسسات، ولا سيما شركات التكنولوجيا، أن تقوم بتسخير قوة التكنولوجيا للمساعدة في تغيير الوضع الحالي. ربما تساعدنا ثلاث مبادرات رئيسية في ذلك: إضافة برامج التدريب المهني إلى برامج التعليم المدرسي العام، وزيادة فرص الراشدين في المشاركة ضمن دورات إعادة التدريب على الوظائف، وتشجيع العمال ذوي المهارات الأقل على الاستمرار في "تطوير مهاراتهم" في العمل.

إضافة برامج التدريب المهني إلى برامج التعليم المدرسي العام

بحلول العام 2020، سوف تتطلب 65 في المئة من الوظائف بعض التدريب المهني. وبحسب معدلات التخرج الحالية، ستفشل الولايات المتحدة في الوصول لهذا الهدف بعدد قدره 5 ملايين عامل. إلى جانب ذلك، تعد برامج التدريب التقني المهني (VoTech) طريقة أساسية لمساعدة طلاب المدارس الثانوية على التخصص في المجالات المرتبطة بالتكنولوجيا المطلوبة حالياً، كما تجهّزهم للخروج إلى سوق العمل. وقد وفرت العديد من المدارس الغنية هذه الدورات التدريبية لطلابها، إلا أننا بحاجة إلى تقديم هذه البرامج إلى المدارس التي تعاني نقصاً في الخدمات.

يستخدم موقع جينيرايشن (Generation)، وهو موقع مجاني ابتكرته شركة ماكنزي منذ ثلاث سنوات، نموذجاً عن برنامج تدريبي، وذلك من أجل تدريب الشباب وتوظيفهم في 20 نوعاً من المهن في أكثر من 63 مدينة. وصل معدل توظيف الخريجين في الولايات المتحّدة إلى 83 في المئة، وتم قياس هذه المعدلات بعد ثلاثة أشهر من انتهاء برنامج التدريب. كما تتزايد الأعداد العالمية بسرعة، إذ وصل عدد الخريجين إلى 1,700 وعدد شركائهم من أصحاب العمل إلى 1,600.

زيادة فرص الراشدين في المشاركة ضمن دورات إعادة التدريب على الوظائف

برزت التحولات التكنولوجية السابقة في مهارات القوى العاملة عبر الأجيال. لكننا نواجه الآن خللاً في موضوع الوظائف بين الجيل الواحد، حيث أنّك قد لا تجد في عمر الأربعين الوظيفة التي تدربت عليها في عمر العشرين. لذا، يجب علينا الآن القيام بإعادة تدريب الموظفين الذين أصبحوا في منتصف حياتهم الوظيفية. وكبداية، يتوجب علينا دعم برامج إعادة التدريب على الوظائف من أجل مساعدة الموظفين ذوي الدخل المنخفض والمهارات المنخفضة على الانتقال إلى وظائف في مجال التكنولوجيا ذات الأجر الجيد. أصبحت برامج التدريب على البرمجة شائعة بالفعل، وهذه البرامج تدرّب خريجي الجامعات الأغنياء على وظائف البرمجة التي تتطلب مهارة عالية. لكننا نحتاج إلى برامج مماثلة لتدريب الموظفين الذين لم يحصلوا على شهادات ما بعد الثانوية، والذين يبحثون عن وظائف تتطلب لمهارات متوسطة. ويمكن لمقدمي الدورات المفتوحة عبر الإنترنت (MOOC) مثل كورسيرا (Coursera) وخان أكاديمي (Khan Academy) وأوديمي (Udemy) توسيع نطاق تركيزهم الحالي، والمساعدة في تطوير دورات موجهة بشكل مباشر نحو الموظفين الأقل مهارة والذين يريدون اكتساب مجموعة مهارات جديدة بالكامل.

من أجل تطوير هذا النموذج بنجاح، يجب على أصحاب العمل توسيع معايير اختيارهم للموظفين، والبدء بقبول المرشحين الذين حصلوا على دورات تقنية معترف بها، وليس فقط أولئك الذين يحملون شهادات جامعية لاختصاص بأربع سنوات. وتعمل الشبكات الإلكترونية المجتمعية مثل تك هاير (TechHire) على جمع منتديات لكبار أصحاب العمل والمعلمين من أجل توفير فرص الحصول على التدريب المناسب. ويمكن للحكومة أن تقدم المساعدة: على سبيل المثال، يعمل في وزارة التربية والتعليم الأميركية مرشدون جاهزون للسماح للطلاب باستخدام المساعدة الفيدرالية لتعلم مهارات الترميز والبرمجة.

تشجيع العمال ذوي المهارات الأقل على الاستمرار في تطوير مهاراتهم في العمل

تُعتبر جهود شركة أيه تي آند تي للاتصالات (AT&T) التي عملت على إعادة تأهيل قوتها العاملة، حيث يبلغ عدد العاملين فيها 280 ألف شخص، مثالاً جيداً عن الدور الذي يمكن أن تؤديه الشركات الأميركية لسد الثغرة الموجودة. ويقوم حوالي الـ140,000 شخص أو نصف موظفي شركة أيه تي آند تي حالياً بتلقي دورات إعادة تدريب من أجل اكتساب المهارات التي يحتاجونها لكي يتطوروا.

كخطوة أولى، على الموظفين تحديد المهارات التي يحتاجون إليها من خلال استشارة مدراء متدربين. ثانياً، يجب عليهم البدء بالتدرب من خلال الدورات عبر الإنترنت، وبرامج الشهادات والدرجات العلمية التي طورتها شركة أيه تي آند تي وأوداسيتي (Udacity) وجورجيا تك (Georgia Tech). يقضي معظم الموظفين من 5 إلى 10 ساعات في الأسبوع في دورات إعادة التدريب.

يجب علينا تشجيع عدد أكبر من الشركات على تقديم التدريب للموظفين أثناء عملهم، وفتح مسارات العمل للعمال الأقل مهارة والذين يرغبون في تطوير مهاراتهم، مناصبهم، وأجورهم. كما يمكن للحكومات تحفيز البرامج التي يقودها أصحاب العمل من خلال التمويل المباشر، أو الحوافز الضريبية، أو المنح، أو غيرها من المحفزات.

إنّ الرهانات عالية والوقت مناسب. قام وادي السيليكون باكتساب ثروة هائلة، كما قام بتغيير طبيعة العمل. وأثناء قيامه بهذه الخطوات، حفّز تعطيل العمل غير المتوازي. لقد حان الوقت لخبراء التكنولوجيا (في وادي السيليكون وغيره) كي يستخدموا قوة التكنولوجيا للتقرب من المعلمين، وأصحاب العمل، والقادة الحكوميين والتنسيق معهم بشكل أوثق، وذلك من أجل التأكد من أنّ كل فرد في القوى العاملة الأميركية مدرب لتحقيق النجاح الاقتصادي في القرن الحالي.

اقرأ أيضاً:

 

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

المحتوى محمي