قلت لنفسي : “ولِمَ لا؟”، سأوفر ما يصل إلى أكثر من 100 دولار.

لماذا كان يجب أن أرفض؟ السبب هو أن بعد مرور ساعة، وبعد التحدث مع قسم الائتمان في بلومينغديلز مرتين، لم نكن قد أنهينا الإجراءات بعد. وعندما اعتمدوا البطاقة أخيراً، لم يقدموا رصيداً كافياً لعملية الشراء بأكملها، لذلك اضطررت إلى تقسيم التكلفة بين بطاقة بلومينغديلز الجديدة وبطاقتي الائتمانية العادية، ما جعلني أجري المزيد من الحسابات وأدفع فاتورة إضافية في نهاية الشهر. وماذا كانت التكلفة الإجمالية التي تحملتها؟ ساعتان على الأقل من وقتي وقدر كبير من الإزعاج والتوتر.

إذا وجدت أنك تسأل نفسك “ولِمَ لا؟”، فاعتبرها علامة تحذير؛ فهذا السؤال يعني أن الأمر ربما ليس مهماً للغاية لك، ولكن هناك مكافأة والتكلفة تبدو ضئيلة، “إذاً، فلِمَ لا؟”.

ولكن بما أنك طرحت هذا السؤال عندما عُرضت عليك بطاقة بلومينغديلز، فستسأله أيضاً عندما تُقدِّم لك شركة سي في إس (CVS) بطاقة هدايا مجانية بقيمة 10 دولارات عند شراء منتجات محددة من محطات البنزين بقيمة 30 دولاراً. وعندما تدرك أنك يجب أن تكون عضواً في برنامج “المكافآت الإضافية” للاستفادة من عرض التوفير، حينها تقول لنفسك “وصلت إلى هذا الحد بالفعل، فيمكنني الاشتراك في هذا البرنامج أيضاً”، وهو ما سيستغرق بالطبع المزيد من الوقت ويُؤذِن بالتعرض للمزيد من العروض والمشتتات.

إذاً، أين يجب أن تتوقف؟ تبدو كل صفقة كأنها صفقة مربحة، وعلى الأرجح لن تستغرق أي صفقة كل هذا الوقت. ولكن إذا قَبِلت صفقة واحدة، فمن المحتمل أن تقبل الصفقات الأخرى التي تسلبك أثمن ما تملك: وقتك وتركيزك.

أهم مهارة نمتلكها في هذا العالم المليء بالمشتتات التي لا تنتهي هي التركيز. وأي شيء يشتت انتباهنا، حتى إن كان توفير 100 دولار، سيُخلّف فوضى في عقولنا.

علينا إزالة هذه الفوضى وتركيز انتباهنا على أهم الأشياء، ما يتطلب اتخاذ 3 خطوات:

1. حدد ما يجب أن تركز عليه. هذا أمر بالغ الأهمية ونادراً ما نُحسن فعله. فتحديد ما يجب أن تركز انتباهك عليه يمثل تحدياً، لا سيما بالنظر إلى وابل العروض والفرص والطلبات والاحتياجات التي لا تتوقف والتي يتنافس بعضها ضد بعض.
2. حافِظ على تركيزك. تحديد ما يجب أن تركز عليه هو شيء، والتركيز عليه فعلياً ثم الحفاظ على هذا التركيز يوماً بعد يوم هو شيء آخر.
3. احمِ تركيزك. حماية نفسك من التعرض للتشتت بسبب الفوضى في عقلك تتطلب وضع نظام للتعامل معها لحظة بلحظة. يجب أن تصبح بارعاً في اختيار الوقت الذي تقول فيه “لا، شكراً”، حتى عندما يبدو أنه لا يوجد جانب سلبي لقول “ولِمَ لا؟” لأنه دائماً ما يكون هناك جانب سلبي.

في كتابي 18 دقيقة: ابحث عما يجب أن تركز عليه، وتحكّم فيما يشتتك، وأنجِز الأشياء المناسبة” (18 Minutes: Find Your Focus, Master Distraction, and Get the Right Things Done)، استكشفت طرقاً لمعرفة ما يجب أن نركز عليه والحفاظ على تركيزنا وحمايته لإنجاز أهم أولوياتنا.

يجب أن ندرك أن لدينا مساحة محدودة في أذهاننا، وأننا في كل مرة نقول “ولِمَ لا؟” لشيء ما، أو حتى نفكر في قول ذلك، فإن هذا الشيء يشغل مساحة. إذا تعلمنا أن نقول تلقائياً “لا، شكراً” لأشياء تبدو كأنها صفقة جيدة ولكنها لا تتوافق مع الجوانب الرئيسية التي نركز عليها، فسوف نبسّط حياتنا ونحرر عقولنا للتركيز على أهم الأشياء.

إذاً، كيف نفعل ذلك؟ من خلال التدرب على قول “لا، شكراً” أمام الإغراءات. لا، شكراً، لن أشترك في برنامج المكافآت. لا، شكراً، لن أقبل بعرض التوفير. لا، شكراً، لن أزيد حجم طلبي للحصول على شحن مجاني.

ثم يمكننا التدرب على ذلك مع الأشياء الأكبر. لا، شكراً، لن أنضم إلى تلك اللجنة. لا، شكراً، لن أتمكن من الذهاب لهذا العشاء. لا، شكراً، لن أقبل هذا المشروع.

نقول “لا شكراً” حتى نتمكن من قول “نعم، من فضلك” للأشياء المناسبة. على سبيل المثال، لم أنضم إلى اللجنة لكي أركز على تأليف كتابي. ولم أذهب إلى العشاء لكي أركز على عائلتي. ولم أقبل هذا المشروع لكي أتمكن من التركيز على مشروعي الآخر.

هذا يعني أن قول “لا، شكراً” يمهد الطريق لـ “نعم، من فضلك”، ويبسّط قراراتك وحياتك. فهو يساعدك على القيام بعدد أقل من الأشياء غير المهمة.

في أثناء تناول العشاء مع الأصدقاء ذات ليلة، وضعنا قائمة تضم 27 مثالاً كان فيها قول “لا، شكراً” (في رأينا) هو أفضل رد للتخلص من المشتتات ومساعدتنا في الحفاظ على تركيزنا.

أرسل لي متجر بلومينغديلز مؤخراً قسيمة بحسم 15% لاستخدامها مع بطاقة ائتمان بلومينغديلز الجديدة خلال فترة زمنية محددة. كنت أميل إلى الموافقة، وفي الحقيقة قلت لنفسي “ولِمَ لا؟”.

لكنني أعقل من أن أفعل ذلك، فرميت القسيمة واتصلت بهم لإلغاء البطاقة. عندما تحدثت مع ممثلة خدمة العملاء، عرضَت عليّ قسيمة أخرى بقيمة 25 دولاراً للاحتفاظ بالبطاقة. وهذه المرة لم أشعر بأي ميل للموافقة، وقلت لها: “لا، شكراً”، وعدت لاستكمال ما كنت أكتبه.