كيف تُسهم البحر الأحمر الدولية في تحويل المملكة لوُجهة سياحية عالمية؟

9 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تُعد البحر الأحمر الدولية المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة (PIF) في المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر شركات التطوير العقاري طموحاً في العالم، إذ تعمل على تطوير وُجهتي “البحر الأحمر” و”أمالا”، وهي وجهات سياحية فاخرة، أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وتهدف إلى إرساء معايير جديدة لبناء قطاع سياحي مستدام في السعودية، ليس لحماية البيئة فحسب؛ بل لضمان جودة حياة الأجيال القادمة.

تمثل البحر الأحمر الدولية إحدى ركائز رؤية السعودية 2030، وقد أجرت هارفارد بزنس ريفيو العربية هذه المقابلة مع الرئيس التنفيذي جون باغانو للتعرف أكثر على إسهامات الشركة في تحقيق الرؤية الطموحة للمملكة:

1. كيف سيسهم مشروع البحر الأحمر على اعتباره وجهة سياحية عالمية في تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030، بما يشمله من مشاريع سياحية رائدة واستثمارات عقارية وخلق فرص عمل وتنويع اقتصادي؟ وإلى أي مدى سيسهم هذا المشروع في تعزيز مستقبل اقتصادي قائم على استراتيجية تنويع المصادر في المملكة العربية السعودية؟ 

تعتمد رؤية 2030 على ترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية وطناً طموحاً ومجتمعاً حيوياً من خلال إنشاء قطاعات جديدة لتنويع مصادر اقتصادها. والتنمية السياحية من الأمثلة على ذلك، إذ تهدف المملكة إلى زيادة إسهام القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي من 3% إلى 10% على مدار الأعوام السبعة المقبلة.

تمثل شركة البحر الأحمر الدولية إحدى ركائز استراتيجية رؤية السعودية 2030، من خلال إسهامها بدور محوري في مسيرة تحول المملكة، وذلك باستشراف آفاق اقتصادية جديدة، وإتاحة فرص كبيرة لمواطني المملكة عبر تطوير وجهتين من أكبر الوجهات السياحية المتجددة طموحاً في العالم، وهما مشروع البحر الأحمر الواعد ومشروع أمالا الذي يمثل وجهة سياحية استثنائية فاخرة.

وسوف توفر الوجهتان السياحيتان معاً نحو 120 ألف فرصة عمل وستسهمان بنحو 33 مليار ريال (8.8 مليارات دولار أميركي) سنوياً في الاقتصاد السعودي. لا يقتصر دور الوجهتين على إتاحة فرص عمل تقليدية في القطاع السياحي. فنحن نبني كل شيء من الأساس، ونعزز تطوير قطاعات عدة، منها العلوم والتكنولوجيا والهندسة والتشييد والبناء والنقل وسياحة المغامرات. ومن بين تلك القطاعات ما هو جديد على المملكة، ونحن ملتزمون بضمان فرص عمل للسعوديين بما يفتح الباب لمسيرة مهنية حافلة في تلك المجالات.

2. تعتمد شركة البحر الأحمر الدولية مفهوماً جديداً هو السياحة المستدامة، إذ يسهم قطاع السياحة بدور إيجابي في صون كوكبنا. ألا تُحدثنا باستفاضة عن هذا المفهوم، وبماذا تسهم مشاريعكم الحالية في تعزيز الاستدامة؟

نطور وجهات سياحية جديدة في مناطق بكر، ويتعين علينا الحرص على أن يكون التطوير مستداماً ومسؤولاً. وقناعتنا أن الاستدامة لم تعد تكفي وحدها، فبعد عقود من الاستغلال المتكرر، تعرضت بيئتنا لاستنزاف ثرواتها ومواردها. وبالتالي لن يكون صون ما هو ضعيف بالأساس حلاً كافياً.

من هنا كان خيارنا أن نكون رواد نموذج تنمية جديد يتجاوز حماية البيئة الطبيعية إلى تحسينها فعلياً لكي تكون مصدر اعتزاز لأجيال مقبلة تستمتع بها؛ وهو المفهوم الذي نسميه “السياحة المتجددة”.

ولقد تبنّت شركة البحر الأحمر الدولية فكر السياحة المتجددة منذ البداية. فقبل الشروع في العمل الميداني، أرسلنا علماء مهمتهم تسجيل أشكال التنوع البيولوجي المذهل في منطقة البحر الأحمر وتقييمها. واستناداً إلى ما توصلوا إليه من خلال تنفيذ التخطيط المكاني البحري الواسع النطاق (MSP)، وضعنا خطة رئيسية تضمن الحد الأدنى من الاضطرابات للبيئة المحيطة، وحددنا فرص التحسين والتطوير وميّزنا سقفنا البيئي في العديد من النواحي، بما فيها أعداد الزوار.

وقررنا تطوير 22 جزيرة فقط من بين أكثر من 90 جزيرة في الأرخبيل، وخصصنا 9 جزر لتكون محميات تتمتع بالخصوصية. ومن بين تلك الجزر واحدة كانت موقعاً رائعاً لمنتجع سياحي لولا أنها تحتضن أعشاش سلاحف منقار الصقر البحرية المهددة بالانقراض. وهكذا، اخترنا حماية السلاحف. وبفضل تنفيذ التخطيط المكاني البحري، وضعنا هدفاً يتمثل في زيادة الحفظ البيئي في منطقة المشروع بنسبة 30% بحلول عام 2040.

وسعياً إلى تحقيق هذا الهدف الطموح، نزرع 50 مليون شجرة قرم، تمثل أحد أفضل حصون الدفاع الطبيعية ضد تبعات التغير المناخي. كما أنشأنا أكبر مشتل زراعي في منطقة الشرق الأوسط على مساحة مليون متر مربع بهدف توفير نحو 30 مليون شتلة زراعية بحلول العام 2030. ونعمل على بستنة شعاب مرجانية في مشاتل عائمة مبتكرة ونبني مرافق برية تعزز موائل شعابنا المرجانية.

والحقيقة أننا نعمل على تحقيق جميع الأهداف العشرين لقمة التنوع البيولوجي (كوب 15) ذات الصلة بأعمالنا، ونحرز تقدماً في بعضها، وبالتالي أرى أنه من الإنصاف أن نعتبر مشروعي البحر الأحمر وأمالا من أكثر الوجهات السياحية المتجددة طموحاً في العالم.

3. المملكة ملتزمة بتنفيذ خطة استدامة طموحة، فما التسهيلات التي تتمتع بها وجهة البحر الأحمر السياحية في ضوء تلك الخطة؟

اتخذت المملكة العربية السعودية خطوات حثيثة لبناء مستقبل أكثر استدامة، إذ تعتبر رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء برامج مستدامة بطبيعتها. ونلتزم في الشركة بأهداف المملكة لتحقيق الاستدامة وبتقديم إسهام فعلي ملموس نحو تحقيق تلك الأهداف.

ويتجلى ذلك في البحوث التي ننفذها بهدف عزل الكربون بحلول طبيعية مثل الاستعانة بالطحالب والأعشاب البحرية وأشجار القرم. ونجحنا إلى اليوم في استصلاح 38 هكتاراً من الأراضي الرطبة الاصطناعية وزراعة 500,000 شتلة قرم في مشتل خاص بها. ويعد كلاهما مخزناً فعالاً لعزل الكربون، ومن خلال تسخير قوة الطبيعة لإزالة الكربون من البيئة. وهدفنا هو تقليل صافي الانبعاثات بدرجة أكبر في وجهتينا السياحيتين في أثناء تطويرهما وتشغيلهما.

ومما نفتخر به كذلك قدرتنا على رفع سقف ما يمكن تحقيقه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، لقيادة الطريق في التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة. وعند تشغيلهما بكامل طاقتهما، سوف تعتمد وجهتا البحر الأحمر وأمالا السياحيتان اعتماداً كاملاً على الطاقة المتجددة، مع ما ينتج عن ذلك من خفض انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي لكلا المشروعين بما يعادل مليون طن سنوياً.

وفي وجهة البحر الأحمر السياحية، سوف تكون منشأة تخزين البطاريات المخصصة لدينا هي الأكبر في العالم، بقدرة 1,200 ميغاواط في الساعة، وقد أتممنا مؤخراً تركيب أكثر من 760,000 لوح كهروضوئي لتشغيل المرحلة الأولى من وجهة البحر الأحمر. وفي فندق سيكس سنسز ساذرن ديونز (Six Senses Southern Dunes) ضمن مشروع البحر الأحمر، الذي سيكون أول فندق يفتتح في البحر الأحمر، تدار المرافق كافة بالفعل بوساطة إحدى مزارع الطاقة الشمسية المنشأة لهذا الغرض.

لقد كانت السياحة لزمن طويل جزءاً من المشكلة وليست الحل، ونحن عازمون على تغيير هذا المفهوم، وعلى أن نقدم نموذجاً لما يمكن تحقيقه في دورة الحياة الكاملة للمشروع السياحي.

4. سبقت لك إدارة العديد من المشروعات، فما مزايا العمل في ظل رؤية واضحة مثل رؤية السعودية 2030؟

منذ تأسيس شركة البحر الأحمر الدولية كان من المخطط لها أن تكون قوة تغيير في إطار رؤية السعودية 2030 للارتقاء بصناعة السياحة بالإضافة إلى توفير فرص اجتماعية واقتصادية إيجابية للسعوديين، ما يعني بلا شك أن آمالنا وطموحاتنا عالية. على أن طموح رؤية السعودية 2030 ووضوح أهدافها أتاح لنا أن نصبح أكبر وجهة سياحية في العالم تعمل بالطاقة المتجددة بالكامل، وأتاح لنا فرصة بناء أكبر منشأة لتخزين البطاريات في العالم وزراعة ملايين أشجار القرم والنباتات والأشجار الأخرى للإسهام في تخضير أرض المملكة.

لقد منحتنا رؤية السعودية 2030 بالأساس مجالاً للعمل وفق نموذج مختلف، يعتمد على قناعتنا بأن الاستدامة لم تعد كافية وحدها؛ أي أن رؤية السعودية 2030 كانت منصة انطلاقنا نحو السياحة المتجددة.

5. خلال كلمتك في منتدى مبادرة السعودية الخضراء، وصفت مشروع البحر الأحمر بأنه “مشروع مستوحى من الطبيعة ومدفوع بالعلم”. ما الأساليب والأدوات الحديثة التي تستخدمونها خلال تشييد المشروع؟

نتبع نهجاً مبتكراً قائماً على العلم في كل أعمالنا، ونستعين بالعمليات المستندة إلى البيانات في آلية صنع القرار وإدارة الأنشطة جميعها في أنحاء هذه الوجهة السياحية.

كما ذكرت آنفاً، قبل أن نبدأ العمل الميداني، وقبل بدء عمل المصممين أو المعماريين أو مشروع الفندق، أرسلنا علماء لتسجيل أشكال الحياة والتنوع البيولوجي في منطقة الوجهة السياحية وتقييمها. ونشرنا ما توصلوا إليه في دورية علمية وعدد من التقارير الشاملة. وأتممنا مسحاً للحياة البرية والموائل على امتداد 200 كيلومتر من ساحل البحر الأحمر. كان ذلك أكبر مسح بيئي من نوعه تُجريه شركة تطوير عقاري على الإطلاق، ولا يقارن إلا بمبادرات نفذتها جهات حكومية على مستوى المملكة. ويُعد هذا المسح، الذي نشرنا نتائجه العام الماضي، أساسنا لتتبع علني وعلمي للتقدم المحرز نحو تحقيق هدفنا المتمثل في منفعة متجددة في وجهتي البحر الأحمر وأمالا السياحيتين.

يساعدنا فريق العلماء بالشركة في القياس والمراقبة، وفي تحقيق طموحات التجديد لدينا. ويتولى فريق من الخبراء تنفيذ برنامج بستنة الشعاب المرجانية، ويساعدنا في تنمية مستعمرات شعاب مرجانية جديدة بأساليب مثل التجزئة الدقيقة والطباعة الثلاثية الأبعاد. ويستعينون بالذكاء الاصطناعي في رصد نمو الشعاب واكتشاف ما يطرأ عليها من تغيرات دقيقة بمرور الزمن. وأتاح لنا ذلك التأكد من أن المرجان في مشاتلنا ينمو أسرع من قرينه في الشعاب الطبيعية. وفي المناطق الذي يجب فيها نقل الشعاب المرجانية، حقق فريق العمل معدل نجاح نسبته 95% مقارنة بمتوسط عالمي يتراوح ما بين 40 إلى 70%.

وبالإضافة إلى أبحاثنا العلمية، نستفيد من المفاهيم والأساليب الأحدث ابتكاراً في أثناء التطوير. فعلى سبيل المثال، نقوم في منتجع جزيرة شيبارة بتركيب فيلات كروية الشكل مسبّقة الصنع من الفولاذ، تُشحن إلينا جاهزة. يؤدي ذلك إلى الحد بدرجة كبيرة من النفايات والتلوث الضوضائي وتآكل التربة وازدحام الموقع إذ يعمل عدد أقل من الأشخاص عند تثبيت كل فيلا كروية في مكانها.

كما نلتزم بالعمل مع شركاء يتبنون فكراً ونهجاً مماثلين للتوصل إلى حلول جديدة قد تساعدنا في الحد من تأثيرنا وتجاوز بعض من التحديات الأشد تعقيداً في عالمنا. فعلى سبيل المثال، نتعاون مع شركة زيرو أفيا (ZeroAvia) على تعديل أسطول من الطائرات المائية التي تعمل بتقنية الدفع الهيدروجينية. كما شيدنا مشروعاً تجريبياً بالتعاون مع شركة بارتانا (Partanna) لتصنيع خرسانة سلبية الكربون، ما قد يسهم إسهاماً جوهرياً في تحقيق هدف الحياد الكربوني.

ونستمر في تجريب أفكار وتنفيذها من شأنها أن تصنع مستقبل قطاع السياحة في المملكة والعالم.

6. مرت 6 أعوام على تدشين المشروع، واجهتم خلالها العديد من التحديات، سواء أكانت تحديات خارجية مثل جائحة كوفيد-19 واختلال سلسلة الإمداد أو مشاكل البنية التحتية، كيف تجاوزتم تلك التحديات؟

حققنا على مدى 6 أعوام تقدماً استثنائياً في تطوير منتجعات فاخرة وتشييد بنية تحتية مستدامة هي الأفضل في فئتها. وكان من بين أكبر التحديات العمل في منطقة نائية ومتنوعة وواسعة مع الحرص الكامل على حماية البيئة مهما كلفنا ذلك. ومع ذلك، فقد تصدينا لهذا التحدي مباشرة، ورأينا فيه فرصة للعمل بالطريقة الصحيحة منذ البداية بدلاً من تحديث الأصول والبنية التحتية القائمة على سبيل المثال.

واليوم، نستعد لتقديم وجهة البحر الأحمر السياحية للعالم، مع افتتاح أول ثلاثة فنادق هناك وافتتاح المرحلة الأولى من مطار البحر الأحمر الدولي الذي يعمل بالطاقة الشمسية في وقت لاحق من هذا العام. تتمتع المملكة العربية السعودية بمواطن قوة عديدة، منها التراث التاريخي والتنوع الحيوي في منطقة البحر الأحمر، ولكنها لا تزال بكراً بالنسبة لاهتمامات السياحة العالمية. ويتمثل التحدي التالي في أن نلفت انتباه العالم إلى ما يمكن للسعودية أن تقدمه على صعيد الجذب والإبهار السياحيين. وقريباً، نُطلق الحملة التسويقية لوجهاتنا السياحية كي ندعو العالم إلى زيارة مشروع البحر الأحمر وتجاوز كل التوقعات.

7. سبق أن ذكرت في مقال لك نشرته فورتشن العربية أن شركة البحر الأحمر الدولية وسيط لتنمية رأس المال البشري، وأنها استثمرت في تمكين نقل المعرفة وتعزيز فرص التطوير المهني. ما جهود الشركة في صقل المواهب السعودية؟

نحن ندعم تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال الالتزام الجاد بصنع الفرص للمملكة وشعبها. ولقد نفذنا العديد من برامج تدريب الشباب السعودي الموهوب على شغل وظائف المستقبل، ومنها برنامج نخبة الخريجين، وهو في نسخته الرابعة هذا العام. نستعين من خلال هذا البرنامج بخريجي الجامعات السعودية ونوفر لهم فرص التدريب العملي واكتساب الخبرات بالعمل مع فريق استثنائي، كل في مجاله، وألحقنا به نحو 200 خريج حتى اليوم، ونتطلع للترحيب بالدفعة الجديدة في العام 2024.

كما أبرمنا اتفاقية مع جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز، لتوفير 170 منحة للطلاب للانخراط في برنامج دراسي ينتهي بالحصول على شهادة بكالوريوس في علوم إدارة الضيافة الدولية معتمدة من جامعة لوزان الفندقية العالمية، وثمة برنامج آخر بالتعاون مع جامعة تبوك لتدريب 100 طالب على مهارات الضيافة الفندقية. بالإضافة إلى ذلك، نوفر التدريب المهني لـ 700 من العاملين في خدمات الضيافة والمطارات والخدمات الفنية. ونستهدف تدريب 10,000 سعودي حتى عام 2030 تمهيداً لتعيينهم في الشركة أو الشركات المشغّلة أو الشركات التابعة لها.

وإلى جانب هذه البرامج، نبحث باستمرار أيضاً في كيفية دعم المجتمعات المحلية حول وجهتينا السياحيتين، ووظفنا حتى اليوم أكثر من 300 سعودي من المجتمعات المحلية المحيطة بالوجهتين، ونعمل حالياً على توظيف المزيد، بالإضافة إلى استعانة المقاولين والمتعهدين بآلاف آخرين منهم.

كما نساعد في صقل مهارات أفراد المجتمع المحلي من القرى المحيطة من خلال توفير برامج مثل دورة تعليم اللغة الإنجليزية للعمل في المجالات السياحية، والمشاركة في تأسيس تعاونية للمزارعين، بهدف تحسين دخلهم من بيع المنتجات المحلية.

8. يتضمن المشروع العديد من العلامات التجارية العالمية، ألا تُحدثنا عن رد فعل ممثلي تلك العلامات التجارية عند طلبكم تعاونها؟ وهل تتبنون معايير بعينها عند اختيار العلامة التجارية؟

لا يسعنا تحقيق طموحاتنا بمجهوداتنا وحدها. لذلك، لدينا عدد يتنامى من الشركاء الذين يقدمون الخبرة اللازمة وشغف الابتكار وجدية الالتزام لدعم تحقيق مهمتنا المتمثلة في أن تكون السياحة قوة للخير.

وكان تجاوب الشركات السعودية والأجنبية إيجابي للغاية، وشملت الشراكات التي عقدناها حتى الآن علامات تجارية ذات شهرة عالمية في مجال الضيافة الفندقية مثل مجموعة سيكس سنسز (Six Senses) وريتز كارلتون ريزيرف (Ritz-Carlton Reserve)، وشركاء علميين مثل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وشركاء أكاديميين مثل جامعة تبوك. ومؤخراً، أعلنت الشركة عن شراكة استراتيجية مع شركة صناعة الأشرعة الرائدة عالمياً نورث سيلز (North Sails)، لتزويد فِرق العمل في شركة واما (WAMA)، إحدى شركات البحر الأحمر الدولية، بالملابس الرياضية والمستلزمات المصنعة من خامات مستدامة.

نُلزم جميع المقاولين والمشغّلين لدينا بما نلزم به أنفسنا من معايير عالية، ونهدف إلى تمكين شركائنا من تطوير ما يقدمونه، حتى نتمكن معاً من صياغة معايير جديدة في مجالات التطوير والتشييد والعقارات والضيافة الفندقية.

9. من المخطط له أن ينتهي تنفيذ المشروع بحلول العام 2030، وقد انتهيتم بالفعل من نصف مراحل التنفيذ، ما التقدم الذي أحرزتموه حتى اليوم؟

نحن نسير على الطريق الصحيح للترحيب بضيوفنا هذا العام في أول منتجاتنا، سيكس سنسز ساذرن ديونز البحر الأحمر؛ منتجع سانت ريجيس ريد سي (St. Regis Red Sea Resort)؛ ونجوما (Nujoma)، محمية ريتز كارلتون. يؤكد هذا المنجَز الهائل لشركة البحر الأحمر العالمية أن مشروعنا سيكون الأول في استقبال الزوار بين بقية المشاريع العملاقة التي تنفذها المملكة.

ومن المقرر افتتاح مطار البحر الأحمر الدولي لاحقاً هذا العام، وسيركز في البداية على خدمة الرحلات الداخلية، قبل أن يبدأ باستيعاب الرحلات الدولية خلال العام 2024. والمطار مصمم وفق نموذج بوتيك شامل، وسيكون مجهزاً للتعامل مع الطائرات من جميع الأحجام، بدءاً من الطائرات الخاصة وحتى طائرات أيرباص A380 العملاقة، وسيكون المطار الوحيد من نوعه في المنطقة المؤهل لاستقبال الطائرات المائية.

وبينما نترقب افتتاح أول فنادقنا والمرحلة الأولى لمطارنا الذي يدار بالطاقة الشمسية، نعكف كذلك على تنفيذ ما بقي من المرحلة الأولى، وأنجزنا نحو 50% من مشروع منتجع دزرت روك (Desert Rock) الجبلي بموقعه الفريد ضمن وادٍ مخفي وسط سلسلة جبال، والعمل جارٍ في جميع مشاريع المنتجعات والبنية التحتية الأحد عشر بأنحاء جزيرة شورى، إذ أبرمنا أكثر من 100 عقد بناء وعدد مماثل من المناقصات التي طرحناها في السوق، وركّبنا فوق مياه جزيرة شيبارة 38 فيلا بهياكل فولاذية، و11 فيلا على الشاطئ.

إجمالاً، يبذل أكثر من 25,000 موظف وعامل قصارى جهدهم في تطوير وجهة البحر الأحمر السياحية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .