"هل يمكنك تولي مسؤولية هذا المشروع؟" نعم. "هل يمكنك قيادة هذه المبادرة الجديدة؟" بالتأكيد. "هل يمكنك تنظيم غداء الفريق؟" بالطبع. نعم. نعم. نعم.
كانت هذه حالي قبل بضع سنوات، عندما انتقلت من عملي معالجة نفسية إلى العمل في العمليات السريرية بشركة ناشئة في مجال الصحة الرقمية. كنت متحمسة لإثبات جدارتي، وشعرت بأن الخيار الوحيد المتاح أمامي هو أن أوافق على كل ما يُطلَب مني.
كيف أنظّم وقتي لأتمكن من أداء هذه المهام كلها؟ لم تكن لديَّ أدنى فكرة.
كان زملائي في الفريق يمتلكون خبرة أكبر مني في العمل بمجال الصحة الرقمية؛ إذ كانوا يعملون في قطاع الشركات الناشئة قبلي بفترة طويلة، وبالتالي كانوا على دراية بالكثير من الأمور التي أفتقر إليها.
لذلك كنت أعتقد أن تحمُّل مسؤوليات تفوق طاقتي سيُظهر للآخرين كفاءتي وجدارتي وإخلاصي، والأهم من ذلك أنه سيثبت لهم قيمتي؛ لكنني لم أدرك حينها أن تحميل نفسي أكثر من طاقتها كان له أثرَان سلبيَان رئيسيَان على جودة عملي وصحتي.
توصلت إلى هذا الاستنتاج بعد أن أعددت تقريراً على عجل (لأنني كنت مكلَّفة بمهام كثيرة يجب إنجازها)، وقال لي مديري: "كان يمكن أن يخرج هذا التقرير بجودة أعلى بكثير لو أنك لم تتسرعي في إعداده".
كان من الصعب تجاهل هذه المفارقة العجيبة، وهي أن أداء الكثير من المهام يؤثر سلباً على إنتاجيتي، فضلاً عن تسبُّبه في شعوري بالإرهاق والضغط والتعب الشديد.
إليك الأسباب المحتملة لتحميل النفس أكثر من طاقتها
غالباً ما يقع الموظفون في بداية حياتهم المهنية في وهم الاعتقاد بأن تحميل أنفسهم أكثر من طاقتها، أي تحمُّل مهام أو مسؤوليات تفوق طاقاتهم الحقيقية، سيجعلهم يبدون أشخاصاً على قدرٍ أعلى من الكفاءة والأهمية. قد يشعرون بأن عليهم إثبات جدارتهم بالوظيفة أو بضرورة المقارنة بين إنجازاتهم وإنجازات زملائهم الأكثر خبرة. ويتفاقم هذا الشعور بسبب السردية الاجتماعية التي تربط الانشغال بالنجاح، إلى جانب ثقافة العمل التي تكافئ الإنجاز المفرط، وبالتالي قد يجد المهنيون في بداية حياتهم المهنية أنفسهم محاصَرين في دائرة مغلقة من الموافقة على كل شيء، حتى إن كان ذلك على حساب صحتهم وإبداعهم وإنتاجيتهم على المدى البعيد.
تمثل المشاعر أحد العوامل المسبّبة لتحميل النفس أكثر من طاقتها؛ إذ تؤدي مشاعرنا دوراً أساسياً في توجيه قراراتنا وسلوكياتنا دون أن ندري، لذا يتعين على المهنيين في بداية حياتهم المهنية (وأي شخص آخر في حقيقة الأمر!) أن يتعرفوا إلى مشاعرهم ويفهموها كي يتمكنوا من كسر دائرة الإفراط في تحمل مهام أو مسؤوليات تفوق طاقاتهم.
استناداً إلى الرؤى التي توصلت إليها والأبحاث التي أجريتها خلال تأليف كتابي "الإنتاجية السامة: استعد وقتك وطاقتك العاطفية في عالم دائم المطالب" (Toxic Productivity: Reclaim Your Time and Emotional Energy in a World That Always Demands More)، هناك 3 عوامل نفسية تؤدي إلى تحميل النفس أكثر من طاقتها في مكان العمل وتؤثر على نحو مباشر في مشاعرك وسلوكك.
- الرغبة في نيل التقدير (خاصة من المدراء): يتحمل الإنسان أحياناً مهام أو مسؤوليات تفوق طاقته بسبب رغبته المُلحة في نيل التقدير والشعور بالأهمية واعتماده على آراء الآخرين للإحساس بقيمة عمله، لكن هذا الاعتماد على آراء الآخرين قد يقف حائلاً دون تطوير مهارات مهمة. على سبيل المثال، بدلاً من اعتبار الملاحظات فرصة للنمو، قد يفسرها على أنها انتقاص من قيمة دوره الوظيفي ويشعر بالقلق بدلاً من محاولة التعلم منها، أو قد يتجنب المشاريع أو المهام الجديدة في العمل، مفضلاً البقاء في منطقة راحته، لتجنب ارتكاب الأخطاء أو الفشل.
- الخوف من الرفض والفشل: قد يخشى المرء أن يخيّب آمال زملائه أو أن يعتبروه منعدم الكفاءة. قد يدفعه هذا الخوف لقبول مهام تفوق طاقته أو إمكاناته، معتقداً أن رفض هذه المهام يؤثر سلباً على سمعته أو مسار حياته المهنية.
- المقارنة مع الآخرين: حين يرى الموظف زملاء له قادرين على تحمُّل أعباء عمل ثقيلة، فقد يعقد مقارنات غير عادلة بينه وبينهم ويتولّد لديه شعور بضرورة اللحاق بهم، حتى إن كانت ظروفه مختلفة عن ظروفهم. على سبيل المثال، قد تتوافر لدى هؤلاء الزملاء موارد مختلفة أو ربما يمتلكون خبرات أكبر أو ينعمون بأنظمة دعم تعينهم على أداء مهامهم أو ربما كانت ظروفهم الشخصية تتيح لهم القدرة على تحمُّل هذه الأعباء؛ لكن المرء يتجاهل هذه العوامل عندما يقارن نفسه بهم ويُصدِر أحكاماً غير عادلة على سلوكه. من الضروري أن تدرك أن لكل إنسان ظروفه الخاصة، وبالتالي ما يناسب شخصاً قد لا يناسب شخصاً آخر، وهذا أمر طبيعي. ومن ثم عليك أن تركز على مواطن قوتك وحدود قدراتك وإمكاناتك وتعترف بخصوصية ظروفك كي تحدّد بوضوح ما هو منطقي ومعقول بالنسبة لك.
أثبتت الأبحاث أن تحميل النفس أكثر من طاقتها يؤدي إلى رفع مستويات التوتر، ما يؤدي بدوره إلى الإصابة بالضيق العاطفي، مثل الشعور بالإنهاك والقلق، إضافة إلى تفاقم المتاعب الصحية، مثل اضطرابات النوم، كما أن تحميل النفس أكثر من طاقتها قد يؤدي إلى تبني "عقلية الحصار"، وهي حالة يشعر فيها المرء بأنه محاصر دائماً بالضغوط أو بأنه معرَّض باستمرار للهجوم، ما يزيد من الخلافات مع الآخرين وعدم الرضا في العمل.
ولا بد من تغيير طريقة تفكيرك كي تتخلص من هذا النمط العاطفي السلبي، وذلك بأن تدرك أن النجاح المستدام لا يتحقق بمحاولة أداء المهام كلها، بل بالتركيز على اختيار المهام المناسبة وتنفيذها بإتقان.
المؤشرات الدالة على تحميل النفس أكثر من طاقتها
يتعذّر على الإنسان أن يغير شيئاً إلا إذا كان واعياً به؛ لذلك إن أردتَ إحداث تغيير حقيقي، فعليك أن تعرف مظاهر تحميل نفسك أكثر من طاقتها في عاداتك وسلوكياتك اليومية، وذلك من خلال الوعي الذاتي الذي يمثل الخطوة الأولى لمعرفتها.
وإليك بعض المؤشرات التي قد تدل على أنك تحمّل نفسك أكثر من طاقتها:
- قبول الطلبات دون التفكير في قدرتك على إنجازها: يطلب مديرك متطوعاً لتنظيم فعالية مهمة لعميل بارز؛ وعلى الرغم من انشغالك فعلياً طيلة الأسبوع بثلاثة مشاريع أخرى، تقرر الاستجابة فوراً وتعرض المساعدة دون تفكير كافٍ، لكنك تدرك لاحقاً أنك لا تعرف كيف ستتمكن من إضافة هذه المهمة إلى جدول أعمالك المزدحم بالمهام الأخرى وقد تضطر إلى العمل في عطلات نهاية الأسبوع على مدار 3 أسابيع متتالية لإنهاء مهامك في المواعيد المحدَّدة.
- عدم ترتيب الأولويات والانشغال بكل ما يبدو مُلحاً: تفتح بريدك الإلكتروني في الصباح فتدرك أنك لم تنظّم صندوق الوارد أو تحذف الرسائل غير المهمة خلال الأسبوع الماضي؛ فتبدأ بالرد على الرسائل استناداً إلى ترتيب ورودها، وتقضي الساعات الأولى من الصباح في أداء هذه المهمة، ثم تتفاجأ في الظهيرة بأنك مُطالب أيضاً بإعداد عرض تقديمي لعميل يجب تسليمه خلال ساعتين، فتحاول إنجازه بسرعة، ولكنك تتلقى بعد إنهائه ملاحظات كثيرة من زملائك وتضطر إلى إجراء التعديلات التي أشاروا إليها.
- العمل حتى ساعات متأخرة من الليل أو خلال عطلة نهاية الأسبوع باستمرار من أجل "الاستعداد قبل بدء أسبوع العمل": تفتح بريدك الإلكتروني صبيحة يوم الجمعة للعمل بحجة "أخذ خطوة استباقية والتحضير لبداية أسبوع العمل"، ثم تتفاجأ بأنك قضيت يومك بالكامل أمام جهاز الكمبيوتر المحمول إلى أن تشعر عشية يوم الجمعة بالإرهاق والقلق حيال أسبوع آخر مزدحم بالمهام في انتظارك.
- الشعور بالقلق أو الاستياء عندما يطلب منك الآخرون المساعدة أو تقديم الملاحظات: تحضر اجتماع الفريق، ثم يطلب منك أحد الزملاء المساعدة في تنفيذ مشروع جديد، فتبتسم متظاهراً بالموافقة على طلبه، لكنك تشعر داخلياً بموجة من الاستياء وتقول لنفسك: "لماذا قبلتُ طلبه؟"
- الشعور بالقلق أو الإحساس بالذنب عند الاستمتاع بوقت الفراغ: قررت أخذ استراحة مستحقة لتناول القهوة بعد إنهاء مهمة شاقة قبل موعدها المحدد؛ ولكن في أثناء جلوسك يساورك الشعور بالذنب، وبدلاً من الاسترخاء، تفتح جهاز الكمبيوتر المحمول وتبدأ مراجعة مهام الأسبوع المقبل.
- التردد الدائم في قراراتك والشك في صحتها: توافق على تدريب موظف جديد، وبعد أيام قليلة، بدأت تتأخر عن المواعيد النهائية لتسليم المشروعات، ثم بدأت تتساءل: "هل أخطأتُ عندما قبلت تدريب هذا الموظف؟". وفي الوقت نفسه، فإن فكرة التراجع عن تدريب الموظف تصيبك بالقلق: "إذا طلبت التنحي عن هذه المهمة، هل سيعتقد مديري أنني لست جديراً بالثقة ولن يطلب مني تولي مسؤولية مشاريع جديدة؟". وهكذا يصيبك التردد بالتوتر ولا تتخذ أي إجراء حياله.
إجراء تغييرات بسيطة يساعدك على تحقيق التوازن
يؤدي كلٌّ منا عمله بطريقة معينة، وإذا ثبت له عدم جدواها، فهذا يعني ضرورة إجراء تغييرات بسيطة للتخلُّص من نمط تحميل نفسك أكثر من طاقتها.
قيّم مهامك بانتظام
طوّر عادة التخطيط للمستقبل بدلاً من الاكتفاء بردود الفعل الفورية للمستجدات. احرص على مراجعة مسؤولياتك الحالية والتزاماتك الزمنية خلال الأسبوع المقبل (أو حتى الأشهر المقبلة) وتحليلها مرة كل أسبوع، ثم فكر بعناية في الفرص المرتقبة التي تتناسب واقعياً مع جدول مواعيدك وترتبط بنطاق عملك. ولا تنسَ أنه ليس من الضروري أن يكون جدول مواعيدك مزدحماً بالمهام كلياً لتتأكد أنك تعمل بكامل طاقتك؛ فمن الأفضل أن يحتوي على فراغات زمنية تحسُّباً للمهام التي قد تطرأ فجأة أو للتركيز على عمل مهم عند الحاجة. ستساعدك هذه الاستراتيجية على تكوين فكرة دقيقة عن التزاماتك الحقيقية ومقدار الوقت المتاح لديك فعلياً.
خصّص وقتاً لإجراء فحص دوري لحالتك الشعورية بانتظام
من المفيد أن تخصّص وقتاً لإجراء فحص دوري لحالتك الشعورية بانتظام. سيساعدك التأمل الذاتي على الوعي بمشاعرك واكتساب فهم أعمق لمسار حياتك المهنية. وفي أثناء جلسات التفكير الأسبوعية المخصَّصة لتقييم أعباء عملك (على النحو الموضَّح أعلاه)، اسأل نفسك:
- ما هو شعوري تجاه مسؤولياتي الحالية؟ سيُظهر لك هذا السؤال إذا ما كنت تشعر بالراحة والانسجام مع عبء العمل الذي تتحمله أم تشعر نحوه بالإرهاق (وقد يكون علامة تحذيرية على أنك تحمِّل نفسك أكثر من طاقتها).
- ما هو شعوري تجاه زملائي والعمل عموماً؟ يساعدك هذا السؤال على معرفة العلاقة العاطفية التي تربطك بعملك. قد يكون الشعور بالانفصال النفسي عن عملك أو زملائك أو عدم تلقي الدعم أو اللامبالاة تجاههم إشارة تحذيرية على غياب الحدود الشخصية.
- ما الذي يثير حماسي، وما الذي أشعر بالخوف أو النفور منه؟ سيساعدك هذا السؤال في تسليط الضوء على الجوانب التي تمنحك طاقة إيجابية في عملك كي تستثمرها لزيادة الشعور بالسعادة والرضا في العمل، كما يساعدك في تعزيز قدرتك على التحمُّل وزيادة ثقتك بنفسك (وبالتالي الحد من تحميل نفسك أكثر من طاقتها)؛ وتساعدك معرفة المهام التي تستنزفك على إعادة تقييم أعباء العمل الملقاة على كاهلك، أو الاستعداد مسبقاً لإنجازها على نحو أفضل إذا كان لا بُدّ من تحمُّلها.
استخدم التواصل الاستباقي
بادر بتحديد مواعيد ثابتة للتواصل مع مديرك، مثل إرسال رسالة إلكترونية إليه أو عقد اجتماع معه أسبوعياً. في أثناء هذه الاجتماعات أو الرسائل يمكنك إبلاغ مديرك مسبقاً بمدى قدرتك على تحمُّل أعباء العمل ومناقشة الأولويات والفرص.
على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "أركز هذا الأسبوع على إكمال المهمتين (س) و(ص). إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في مشاريع أخرى، يمكنني المساعدة بدءاً من الأسبوع المقبل" أو: "أنا مكلَّف بأداء المهام (أ) و(ب) و(ج) خلال الأسبوعين المقبلين. إذا أردتَ أن أؤدي مهمة إضافية، فربما يمكنك مساعدتي على تحديد أولوياتها بالنسبة للعمل، ويمكننا إعادة ترتيب المهام وفقاً لذلك".
استخدم مهارة "تأجيل اتخاذ القرار"
درّب نفسك على عدم الاستجابة لأي طلب فوراً، واحرص بدلاً من ذلك على استخدام عبارات مثل: "دعني أتحقق من جدول مواعيدي الحالي وسأرد عليك لاحقاً" أو: "يسعدني أن أؤدي هذه المهمة، ولكن هل يمكنني إبلاغك بالرد غداً؟" كي تمهل نفسك الوقت اللازم لمراجعة مهامك الحالية. وعند التفكير في الطلب، تذكر أن تأخذ بعين الاعتبار أولوياتك الحالية والمستقبلية والمواعيد النهائية. قد يكون لديك وقت فراغ هذا الأسبوع، ولكن ماذا عن الأسبوعين المقبلَين؟ تساعدك هذه الاستراتيجية على منح نفسك الوقت اللازم لتقييم قدرتك على تنفيذ الطلبات بناءً على عبء العمل الحالي بدقة، كما تمنحك الوقت للتفكير بتأنٍ في الرد المناسب وحماية حدودك والرفض بأسلوب لبق إذا لزم الأمر.
ركِّز على الإتقان الموجَّه
قد تشعر برغبة قوية في الموافقة على كل فرصة تُعرَض عليك، معتقداً أن كل تجربة هي إضافة إيجابية إلى خبراتك. قد يكون هذا صحيحاً في بعض الأحيان، لكن ثمة خبرات غير مرتبطة بمجالك الأساسي وقد تستهلك وقتك وجهدك على حساب الخبرات الأهم والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بأهدافك المهنية. والإتقان الموجَّه يعني التركيز على التميُّز في مجال أو مجالين متخصصَين ومحددَين ضمن دورك الوظيفي (سواء كانت مهام أو فرص)، بدلاً من الموافقة على كل شيء.
وإن أردتَ تقييم الفرص أو المهام لمعرفة أيها يتناسب مع أهدافك المتعلقة بالإتقان الموجَّه، فاسأل نفسك الأسئلة الآتية قبل الموافقة على أي شيء:
- قيّم مدى ارتباط الفرصة أو المهمة بأهدافك البعيدة المدى: هل تسهم هذه الفرصة أو المهمة مباشرة في تطوير المهارات التي أرغب في اكتسابها؟
- فكِّر في الآثار المترتبة على قبول فرصة أو مهمة معينة: هل سيؤثر الالتزام بهذه المهمة أو الفرصة في قدرتي على أداء واجباتي الأخرى؟
- هل يفيدني هذا في تعزيز حضوري أو اكتساب مهارات جديدة أو تحقيق النمو، وهل سيسمح لي هذا بإظهار مهاراتي أمام المدراء أو سيمكنني من تحسين مهارة معينة وتطويرها؟
إذا كانت الفرص أو المهام غير مرتبطة بما تريد إتقانه، فاستخدم مهارة "تأجيل اتخاذ القرار" لرفضها. أما إذا كانت الفرص أو المهام مرتبطة بما تريد إتقانه، فاستخدم مهارة "التواصل الاستباقي" لإعلام مديرك برغبتك في اغتنام الفرصة أو أداء المهمة وللمساعدة في إعادة ترتيب الأولويات إن أمكن.
نشعر غالباً بضرورة قبول كل فرصة، معتقدين أن رفضها قد يعرقل تقدمنا. عندما تشعر بالإرهاق، من المفيد أن تذكر نفسك بأن رفض فرصة أو مهمة وعدم تحميل نفسك أكثر من طاقتها لا يعني الفشل، بل هو تصرف حكيم يعكس التفكير الواعي والنضج في اتخاذ القرارات؛ إذ يتيح لك هذا الحفاظ على أهم مواردك، أي الوقت والطاقة، وتوجيهها إلى الفرص التي تسهم في تحسين صحتك النفسية والنمو المهني.
الحقيقة أن بعض الفرص قد لا يتناسب مع أهدافك، وأن رفض بعض الفرص قد يفسح المجال أمام اغتنام فرص أكثر ملاءمة لأهدافك المستقبلية.